القرآن الكريم ومفهوم الذرّة
قال الله تعالى في سورة يونس :
" وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء ولا أصغرمن ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين" ( يونس 61 )
وقال الله تعالى في سورة سبأ :
" " لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين " ( سبأ 3 )
هل هذا تكرار في القرآن الكريم في مفهوم الذرّة ، أم هناك فرق بين هاتين الآيتين حيث قال الله تعالى في سورة يونس ( من مثقال ذرّة ) وأمّا في سورة سبأ قال تعالى : ( مثقال ذرّة )
فما هو الفرق بينها ؟ .
لم يعرف العلماء قبل العصور الحديثة عن الذرّة إلا أنّها أصغر جزء من المادة غير قابل للتجزؤ إلى أجزاء أصغر منه ، حتى جاءت العصور الحديثة واكتشف العلماء ما هو أصغر من الذرّة حيث أنّ الذرّة تتكون من نواة موجبة يدور حولها إلكترونات سالبة ، فالإلكترون والنواة أجزاء الذرّة .
وهكذا نجد أنّ القرآن الكريم أشار إلى ما هو أصغر من الذرّة بقوله تعالى (مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ) فقوله مثقال ذرّة أي وزن ذرّة . أمّا قوله تعالى ( من مثقال ذرّة ) فهذه إشارة أخرى إلى أنّ الجزء من الذرّة مكوّن من أجزاء أصغر منه حيث اكتشف العلماء أنّ النواة ليست جزء واحد بل بداخلها أجسام صغيرة هي النترونات والبروتونات . ولا يزال العلماء يكتشفون جسيمات أخرى داخل النواة . أمّا معنى ( ما يعزب عن ربّك ) فإنّ كلمة يعزب تعني يغيب أو يبعد عن علمه تعالى . ومنها نقول رجل أعزب أي غائب أو بعيد عن الزواج وكذلك امرأة عازبة
.
من كتاب خواطر علمية لمؤلّفه
محمد صفوح الموصللي
دمشق