مبحث كون المسيح بلا خطية

مبحث كون المسيح بلا خطية

 

 

يدعي النصارى بأن المسيح امتاز عن سائر الناس بوصفه بلا خطية . . . ويستدولون بقوله : (( من منكم يبكتني على خطيئة ))

 الرد على هذا الادعاء :

 لقد ورد نظير هذا الوصف في حق أشخاص كثيرين غير المسيح مما يفيد عدم وجود ميزة له على غيره طبقاً للآتـي :

1 _ يقول نبي الله أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 31 : 4، 5 ، 6 ] : (( أليس هو ينظر طُرُقِي وَيُحْصِي كُلَّ خَطَوَاتِي؟ إِنْ سَلَكْتُ فِي ضَلاَلٍ وَأَسْرَعَتْ قَدَمِي لاِرْتِكَابِ الْغِشِّ، فَلأُوزَنْ فِي قِسْطَاسِ الْعَدْلِ، وَلْيَعْرِفِ اللهُ كَمَالِي. ))

2 _ يقول أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 27 : 3 ] : (( وَلَكِنْ مَادَامَتْ نَسَمَتِي فِيَّ، وَنَفْخَةُ اللهِ فِي أَنْفِي، فَإِنَّ شَفَتَيَّ لَنْ تَنْطِقَا بِالسُّوءِ، وَلِسَانِي لَنْ يَتَلَفَّظَ بِالْغِشِّ. ))

 3 _ ويقول الكتاب المقدس عن بني إسرائيل في سفر صفنيا [ 3 : 13 ] : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش ))

 4 _ وعن شعب لاوي ورد في سفر ملاخي [ 2 : 6 ] : (( شريعة الحق كانت في فيه وإثم لم يوجد في شفتيه ))

5 _ وعن جماعة النصارى المؤمنين جاء في سفر رؤيا يوحنا [ 14 : 5 ] : (( ما نطق لسانهم بالكذب ، لأنهم بلا عيب ))

6 _ وعن يعقوب جاء في سفر العدد [ 23 : 21 ] قول بلعام : (( لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِفِيهِمْ.))

7 _ جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 5 : 18 ، 19 ] : (( كل مولود من الله لا يخطىء ))

 8 _ جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 3 : 9 ] : (( كل مولود من الله لا يعمل الخطيئة لأن زرع الله ثابت فيه ، لا يقدر أن يعمل الخطيئة وهو من الله ))

9 _ وجاء في رسالة يوحنا الأولى [ 5 : 18 ] : (( نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطىء ، بل المولود من الله يحفظ نفسه ، والشريرلا يمسه ، نعلم أننا نحن من الله ))

فلا ميزة للمسيح على غيره من المؤمنين به ما دام قد ثبت في المسيح بإيمانه فهو لايخطىء ، كذلك الحال من ولد من الله فهو لا يخطىء .

10 _ ويقول الكتاب المقدس عن أيوب في سفر أيوب [ 1 : 1 ] : (( كان رجل فِي أَرْضِ عَوْصَ  اسْمُهُ أَيُّوبُ، وكَانَ هذا الرجل كاملاً ومستقيماً ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. ))

وفي العدد 8 من نفس الاصحاح يقول الرب عن أيوب :

(( فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَان ِ: هَلْ رَاقَبْتَ عَبْدِي أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ لاَ نَظِيرَ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَهُوَ رَجُلٌ كَامِلٌ صَالِحٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ ))

11 _ وفي سفر أيوب [ 29 : 14 ] يقول عن نفسه :

 (( لبست البر فكسانــي ))

12 _ وعن زكريا وزوجته إليصابات جاء بإنجيل لوقا [ 1 : 5 ، 6 ] قوله :

(( كَانَ فِي زَمَنِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَزَوْجَتُهُ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ ، وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَ كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، يَسْلُكَانِ وَفْقاً لِوَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ كُلِّهَا بِغَيْر لَوْمٍ ))

13 _ يقول شيخ الاسلام الامام ابن تيمية رحمة الله عليه في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح :

(( وإذا قالوا ان المسيح لم يعمل خطية ، فيحيى بن زكريا لم يعمل خطية ، ومن عمل خطية وتاب منها فقد يصير بالتوبة أفضل مما كان قبل الخطيئة وأفضل ممن لم يعمل تلك الخطيئة )) .

14 _ إذا كان النصارى يعتقدون بأن ناسوت المسيح هو من جنس سائر النواسيت البشرية فهويجوع ويعطش وينام ويكتئب ويحزن و يجرب و . . . إلخ وفي نفس الوقت يعتقدون أن البشر خطاة بطبيعتهم البشرية ، فتكون النتيجة بلا شك ان ناسوت المسيح داخلاً في الخطيئة !

 15 _ ألم يستطيع المسيح أن يقول مكان قوله : (( من منكم يوبخني على خطيئة )) من منكم يجحد خلقي العالم ؟! ونفخي الروح في آدم ، وأنا الذي بيده البسط والرزق ، وبأمري خلقت السموات والارض ؟! وحاشاه حاشاه أن يقول المسيح مثل هذا ، بل إنما أراد أن يستدل على نبوته بثبوت عصمته عن الكبائر ، فقال : من منكم يوبخني على خطيئة !

 منقول من موقع المسيحية فى الميزان

 

الموجودون بالموقع

96 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع