ما المسيح ابن مريم إلا رسول .. أدلة إنجيلية
|
للأخ : يوسف عبد الرحمن
لقد مكث المسيح عليه السلام فترة محدودة في دعوته لا تعدو ثلاث سنوات ، وما كان الناس في تلك الفترة يعرفونه أكثر من كونه نبياً من أنبياء بني إسرائيل .
وكان الجيل الأول من النصارى من أتباع المسيح وحواريه الذين عاشوا معه موحدين لله ، معترفين بأن المسيح عليه السلام لا يعدو أن يكون بشراً أرسله الله تعالى إليهم كما أرسل من قبله كثيراً من إخوانه المرسلين عليهم السلام هذا ما كانت تشهد به الجموع في كل مرة ، حينما كان المسيح يصنع المعجزات أمامهم فكانوا يفرقون بين الله وبين يسوع فكانوا يمجدون الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا وفي نفس الوقت يشهدون للمسيح بالنبوة . لوقا [ 7 : 16 ] فعندما رأت الجموع أعظم معجزة للمسيح وهي قيامه بإحياء الميت ما كان منهم سوى انهم مجدوا الله قائلين : (( قد قام فينا نبي عظيم )) . ثم تفرقوا على ذلك .
وإن الذي يراجع الأناجيل _ بوضعها الحالي رغم ما لحقها من التحريف سيجد إنها تحتوي على عشرات النصوص التي تدل صراحةً على أن المسيح رسول مرسل وليس إله . وقد قال المسيح : (( الحق الحق أقول لكم : ما كان الخادم أعظم من سيده ولا كان الرسول أعظم من مرسله )) [ يوحنا 13 : 16 ]
فإذا كان الرسول ليس بأعظم من مرسله كما يقول المسيح ، وان هناك فرق بين الراسل والمرسل ، فهيا إذن نثبت من الإنجيل ان الابن قد وقع عليه الارسال وانه مرسل من الله :
1 - يقول المسيح لتلاميذه : (( من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني )) [ متى 10 : 40 ]
وهذا يدل على أن ( المسيح ) عليه السلام مرسل من عندالله ، وطاعته من طاعة الله ، وهذا موافق لقوله تعالى : (( ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ))
2 _ قال يوحنا في رسالته الأولى : (( ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]
3 - وفي قصة المرأة الكنعانية التي يرويها متى [ 15 : 24 ] يقول المسيح : (( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة )) وهذا اقرار منه بأنه مرسل ، فلو كان إلهاً فكيف يكون مرسلاً ؟
4 _ وفي إنجيل يوحنا نقرأ ما نصه : (( لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح )) [ يوحنا 3 : 34 ]
وهكذا يعلن أنه نبي مرسل من الله يتكلم بكلامه كما يعلن أن روح القدس لا ينزل عليه وحده وإنما ينزل على جميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
5 - ويقول المسيح : (( لا ني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني )) [ يوحنا 5 : 30 ]
6 _ ويقول : (( الآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي )) [ يوحنا 5 : 37 ]
7 _ وحين قام المسيح بإحدى معجزاته قال : (( ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي . وانا علمت انك في كل حين تسمع لي .ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني .)) فقد فعل هذه المعجزة ليؤمن الجمع أنه رسول الله ، وهذه هي فائدة المجزة التي تجري على يد رسل الله جميعاً عليهم الصلاة والسلام . [ يوحنا 11 : 41 ]
8 _ وفي إنجيل لوقا 4 : 43 يبين المسيح عليه السلام أن مهمته أن يبشر بملكوت الله ولهذا أرسله الله : (( فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الأخر ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد أرسلت . فكان يكرز في مجامع الجليل )) انظر إلى قوله : (( لأني قد أرسلت )) فهو نص واضح على أنه رسول الله ، بعث بمهمة وعظ الناس .
9 _ جاء في إنجيل يوحنا [ يوحنا 12 : 49 ] قول المسيح : (( لاني لم اتكلم من نفسي لكن الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلم . ))
10 _ وورد في إنجيل يوحنا قوله : (( فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم .كما ارسلني الآب ارسلكم انا .)) [ يوحنا 20: 21 ]
11 - إن يوحنا المعمدان قرر كما جاء في إنجيل يوحنا [ 3 : 34 ] بأن المسيح ( رسول ) ، (( لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله )) .
يلاحظ ان النصوص السابقة تتضمن لفظ ( أرسلني ) ومن المعلوم أن المرسل غير المرسل بداهــةً ثم ان هذه النصوص تفيد بأن الابن وقع عليه الإرسال والمسيح نفسه قال : (( ولا كان الرسول أعظم من مرسله )) [ يوحنا 13 : 16 ]
فصدق الله إذ يقول : (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) [ المائدة: 75 ].