بسم الله الرحمن الرحيم
قبل كل شئ, نوضح أن الهدف من الموضوع ليس التصديق على ما جاء في كتاب النصارى وذلك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:
إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه ، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموعة الرسائل والمسائل - الصفحة أو الرقم: 3/383
خلاصة الدرجة: صحيح
, ولكن الهدف هو إثبات خطأ ما يؤمنون به, وخطأ ما يعتقدون بأنه وحي من الرب
جاء في إنجيل مرقص (17:16،18)
(وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون)
ويعتمد النصارى على هذا النص ليستدلوا بأن هناك معجزات خاصة بالمؤمنين ولا يمكن لغير المؤمن القيام بها
يقول الدكتور زكي شنودة في هذا الصدد:
" وأخيرا وبعد قيامته أعطى هذا السلطان للمؤمنين به بقوله تبارك اسمه " وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمى " ( مرقس 16 : 17 ).
نرى مما تقدم أن السيد المسيح لم يعطى هذا السلطان إلا للمؤمنين به ومن ثم اقتصر هذا السلطان على التلاميذ الاثنى عشر أولا ثم على السبعين رسولا بعد ذلك ثم للمؤمنين به أخيرا.
ومن البديهى أن هذا السلطان المعطى من السيد المسيح لتلاميذه ورسله والمؤمنين به هو سلطان وموهبة إلهية خاصة قاصرة عليهم وحدهم, وعليه فلا سلطان لغيرهم على إخراج الشياطين ولا يجوز لغير كهنة الكنيسة والمؤمنين بالمسيح أن يدعوا هذا السلطان أو أن يمارسوه ( لئلا تتلهى بهم الشياطين )."
http://www.geocities.com/cast_out_devils/
والمثير أننا بالبحث في السيرة النبوية الثابتة نجد أن هناك ثلاث من هذه المعجزات الخمس قد ثبتت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم, وهذه المعجزات بالتفصيل:
1- إخراج الشياطين
وهذا في حادثتين مختلفتين:
شفاء الطفل المصروع بالجن:
رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم عجبا خرجت معه في سفر فنزلنا منزلا فأتته امرأة بصبي لها به لمم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرج عدو الله أنا رسول الله ، قال : فبرأ فلما رجعنا جاءت أم الغلام بكبشين وشيء من أقط وسمن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا يعلى ! خذ أحد الكبشين ، ورد عليها الآخر ، وخذ السمن والأقط ، قال : ففعلت
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: البخاري - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 6/22
خلاصة الدرجة: أصح [يعني من رواية يعلى عن أبيه]
أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج عدو الله أنا رسول الله قال فبرئ قال فأهدت إليه كبشين وشيئا من سمن وأقط قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر
الراوي: مرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/9
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح
إخراج الشيطان الذي يوسوس لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه في صلاته:
لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيئا في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن العاص قلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي قال ذاك شيطان ادنه فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك
الراوي: عثمان بن أبي العاص المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/1001
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
2- شفاء المرضى بوضع اليد:
وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من معجوات الشفاء, وقد ثبتت إثنين منهما عن طريق وضع اليد (المسح):
شفاء السائب بن يزيد الثقفي رضي الله عنه بالمسح على رأسه والدعاء له:
ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وجع ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ، ثم توضأ فشربت من وضوئه ، ثم قمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه ، مثل زر الحجلة .
الراوي: السائب بن يزيد الثقفي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6352
خلاصة الدرجة: [صحيح]
شفاء ساق البراء بن عازب المكسورة رضي الله عنه بالمسح عليها:
إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار ، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك ، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه ، وكان في حصن له بأرض الحجاز ، فلما دنوا منه ، وقد غربت الشمس ، وراح الناس بسرحهم ، فقال عبد الله لأصحابه ، أجلسوا مكانكم ، فإني منطلق ، ومتلطف للبواب ، لعلي أن أدخل ، فأقبل حتى دنا من الباب ، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة ، وقد دخل الناس ، فهتف به البواب : يا عبد الله : إن كنت تريد أن تدخل فادخل ، فإني أريد أن أغلق الباب ، فدخلت فكمنت ، فلما دخل الناس أغلق الباب ، ثم علق الأغاليق على وتد ، قال : فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ، ففتحت الباب ، وكان أبو رافع يسمر عنده ، وكان في علالي له ، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه ، فجعلت كلما فتحت باب أغلقت علي من الداخل ، قلت : إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله ، فانتهيت إليه ، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله ، لا أدري أين هو من البيت ، فقلت : يا أبا رافع ، قال : من هذا ؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش ، فما أغنيت شيئا ، وصاح ، فخرجت من البيت ، فأمكث غير بعيد ، ثم دخلت إليه فقلت : ما هذا الصوت يا أبا رافع ؟ فقال : لأمك الويل ، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف ، قال : فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله ، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره ، فعرفت أني قتلته ، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا ، حتى أنتهيت إلى درجة له ، فوضعت رجلي ، وأنا أرى أني قد أنتهيت إلى الأرض ، فوقعت في ليلة مقمرة ، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ، ثم انطلقت حتى جلست على الباب ، فقلت : لا أخرج الليلة حتى أعلم : أقتلته ؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور ، فقال : أنعى أبا رافع تاجر الحجاز ، فانطلقت إلى أصحابي ، فقلت : النجاء ، فقد قتل أبا رافع ، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته ، فقال : ( ابسط رجلك ) . فبسطت رجلي فمسحها ، فكأنها لم أشتكها قط .
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4039
خلاصة الدرجة: [صحيح]
3- عدم التأثر بالسم
وهذا في حديث الشاة المسمومة التي قدمتها المرأة اليهودية للرسول صلى الله عليه وسلم فأكل منها
أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة . فأكل منها . فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألها عن ذلك ؟ فقالت : أردت لأقتلك . قال " ما كان الله ليسلطك على ذاك " قال أو قال " علي " قال قالوا : ألا نقتلها ؟ قال " لا " قال : فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : أن يهودية جعلت سما في لحم . ثم أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2190
خلاصة الدرجة: صحيح
وقد مات بسبب هذه الشاة بن البراء بن معرور الأنصاري رضي الله عنه, بينما ظل صلى الله عليه وسلم على نحو ثلاث أو أربع سنوات من هذه الحادثة يجاهد ويقدم أعمال عظيمة للبشرية ولم يتأثر بالسم طيلة هذه المدة
ولنقطع الطريق على من أراد الإستدلال بحديث تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالم في المرش الذي أدى لوفاته
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه : ( يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4428
خلاصة الدرجة: [صحيح]
نقدم مجموعة من آباء الكنيسة الذين ماتوا مسمومين ولم يحمهم يسوع كما وعدهم عند قيامته
1- وفاة الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين مسموما
يقول عزت أندراوس في الموسوعة القبطية:
2- وفاة البابا كيرلوس الرابع مسموما على يد سعيد باشا:
يقول عزت أندراوس تحت عنوان (سعيد باشا يسم البابا):
3- أيضا نجد في الموسوعة القبطية أن البابا سيمون الأول قد حاول الكهنة قتله بالسم ولكن الرب حماه كما وعد:
ولكن, بتناقض عجيب, نجد في نفس الصفحة أنه قد مات مسموما بعد أن سممه (المسلمون الأشرار):
ونحن نتسائل: لماذا لم يحم يسوع هؤلاء كما وعدهم...؟؟ وهل هؤلاء أعظم أم محمدا صلى الله عليه وسلم الذي لم يتأثر بالسم طيلة ثلاث أو أربع سنوات...؟؟
ولماذا لم يحم البابا سيمون في المرة الثانية كما حماه أولا...؟؟؟
فهل بعد ذلك من حجة يحتجون بها من حديث تأثره صلى الله عليه وسلم بالسم...؟؟
وهذا ما سبق يضع النصارى أمام ثلاث طرق لاغير:
1- إما أن يؤمنوا بصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم وأنه من هؤلاء (المؤمنين) الذين يخرجون الشياطين ويشفون المرضى بالمسح ولا يضارون بالسم بحسب منطق وميزان كتابهم
أما لو أرادوا التمسك بعدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فعليهم:
2-أن يعترفوا بخطأ المنطق الذي وضعه كتابهم ومن ثم فإنه ليس كلام الرب, ومن ثم يعيدوا النظر في صحة نسب هذا الكلام للرب
3- أو أن يعترفوا بأن هذا الجزء في خاتمة إنجيل مرقص مدسوس كما هو واضح من المخطوطات
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...7135#post27135
فعلى كل مسيحي عاقل إعادة النظر في صحة ما جاء في كتابه وصحة نسب هذا الكلام لرب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات