أحب أن أبين أن الحديث يدل على ما ينتهى عنده القتال و ليس على ما نبدأ لأجله القتال
فنحن نبدأ القتال إما دفعا للعدوان و إما للقضاء على سلطان الحكام المانعين لوصول الدعوة للناس
فمتى وصلت الدعوة للناس و اطمأننا أن لهم حرية الاختيار تركناهم و شأنهم
فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر
و ان قال عدونا لا إله إلا الله و لو بلسانه فقط دون قلبه نوقف الحرب و يحرم دمه و ماله و حسابه على الله
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات