#شبهات_وردود

الحديث:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ المُؤْمِنَ يَأْكُلُ في مِعىً واحِدٍ، والكَافِرَ يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.”
الراوي: عبد الله بن عمر
المحدث: البخاري (5393)، وأخرجه مسلم (2060).

الرد على الشبهة:

1. هل الصحابة فهموا الحديث على ظاهره (تشريحياً)؟

الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلمون أن البشر جميعاً متساوون في عدد الأعضاء بما في ذلك الأمعاء، ولم يفهموا الحديث على أنه وصف تشريحي. لو كان المقصود أن للكافر سبعة أمعاء حقيقية، لكان الصحابة أنكروا ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلوا في أحاديث أخرى عندما لم يفهموا معناها بوضوح، مثل سؤالهم عن رؤية الله أو عن خلق الأرواح.
• عدم وجود اعتراض:
لم يُنقل أن أحداً من الصحابة اعترض على هذا الحديث أو استفسر عن حقيقة عدد الأمعاء. وهذا دليل على أنهم فهموا المقصود المجازي والسلوكي منه.

2. المقصود بـ “المِعى الواحد” و”سبعة أمعاء”:
• “المؤمن يأكل في مِعى واحد”:
المؤمن يضبط شهوته ويكتفي بالقليل، ويُسمي الله على طعامه، فتكون فيه البركة.
• “الكافر يأكل في سبعة أمعاء”:
الكافر يُسرف في الأكل ويتبع شهواته، ويغفل عن البركة بسبب عدم ذكر الله.

ابن منظور في “لسان العرب”:
الحديث مَثَلٌ يوضح:

• المؤمن: يعيش قانعاً باليسير، زاهداً في الدنيا.
• الكافر: يبالغ في شهواته، سواء في الطعام أو غيره.

تفسير أبو عبيد:
المؤمن يُبارك الله في طعامه بسبب التسمية، فيكتفي بالقليل.

تفسير الأزهري:
الحديث يصف حال المؤمن الزاهد في الدنيا، والكافر الحريص عليها.

3. لماذا لم يعترض الصحابة؟
• الصحابة أدركوا أن الحديث يصف سلوكاً، وليس أمراً تشريحياً.
• لو كان المقصود حرفياً أن الكافر لديه سبعة أمعاء، لكان هذا أمراً غريباً يستدعي السؤال، كما فعلوا في مواضع أخرى، مثل:
• سؤالهم عن خلق الروح.
• استفسارهم عن رؤية الله يوم القيامة.

4. هل هذا الفهم صحيح علمياً وسلوكياً؟
• الإسلام يدعو للاعتدال في الأكل، وهو ما تؤكده العلوم الطبية الحديثة. الإفراط في الأكل يؤدي إلى أضرار صحية.
• الحديث يُبرز الفرق بين المؤمن الذي يأكل باعتدال والكافر الذي يُسرف دون ضبط.

5. لماذا استخدم النبي هذا التعبير؟

النبي صلى الله عليه وسلم استخدم أسلوب المثل لتوضيح:
• المؤمن: يضبط نفسه، يزهد في الدنيا، ويأكل ليقوي طاعته لله.
• الكافر: يُسرف في شهواته، بما في ذلك الطعام.

خلاصة:
• الحديث لم يُفهم تشريحياً، لأن الصحابة كانوا يعلمون أن البشر متساوون في أعضائهم.
• لو كان الحديث يُشير إلى عدد حقيقي للأمعاء، لاعترض الصحابة أو استفسروا، لكنهم فهموا المقصود المجازي المتعلق بالسلوك.
• المؤمن يعيش باعتدال وزهد، بينما الكافر يُسرف ويتبع شهواته، وهذا ما يعبر عنه الحديث.

السخرية من الحديث تعكس جهلاً بمعانيه العميقة، فهو دعوة للاعتدال والزهد في الدنيا.