بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .. وﻻ حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. اشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك له .. وأشهد ان محمدا عبده ورسوله صل الله عليه وسلم .... نواصل بحول الله وقوته استكماﻻ للمنشور السابق ( ذكر الرسول محمد صل الله عليه وسلم في الكتاب المقدس بعهديه التوراة والإنجيل ) .. وقد ذكر لنا الله تعالى أن اسم محمد موجود في التوراة والإنجيل بدليل اﻵية من سورة اﻷعراف .. 157 و 158 ... كذلك آية سورة اﻷنعام آية 20 .. وآية سورة البقرة 146 .. اسم نبينا محمد كان موجودا بكل وضوح في كتبهم لكنهم حرفوا اﻷسم أو حذفوه .. اليهود نسخوا من توراتهم ما كان فيه اسم محمد والشهادة بنبوته ورسالته . وكذلك النصارى .. وأتينا بأمثله كانت وآضحة وصريحة في اسم الرسول محمد وهى مفقودة اﻵن من مواضعها المشار إليها في اﻷسفار ... نكمل باقى اﻷمثلة التى فيها ذكر الرسول محمد من ( التوراة والإنجيل ) .... ومن البشائر المحذوفة كذلك ما يرويه العلماء عن سفر إشعياء وهو من أسفار التوراة إصحاح 35 ( لتفرح البادية العطشى ولتبتهج البرارى والفلوات . ﻷنها ستعطي بأحمد محاسن لبنان كمثل حسن الدساكير والرياض ) جآءت هذه الفقرة عند ( ابن القيم في كتابه هداية الحيارى ص 172 .. وعند القرطبى . اﻷعﻻم ص 275 ) .. قال القرطبى .. هذا نص علي اسمه ووصفه بحيث لا ينكره إﻻ وقاح مجاهر بالباطل الصراح .. وقال أبو الفضل المالكى في كتابه ( المنتخب الجليل ص 142 ) وأى شك بقي يختلج في صدر لبيب بعد سماع نبى الله إشعياء ينص على اسمه وارضه .. . وبالرجوع إلى الطبعات الحديثة نجد هذه البشارة في سفر إشعياء كما يلى 1/35 و 2 ( 1- تفرح البرية واﻷرض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس 2- يزهر إزهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنم . يدفع إليه مجد لبنان . بهاء كرمل وشارون ) .. وهى كما ترى ﻻتدل علي شخص مبشر به إطﻻقا ، بل هى عبارة عن جملة كﻻم مبهم جدا ، بسبب حذف اسم الشخص الذي تفرح البرية واﻷرض اليابسة والقفر لمجيئه .... وذكر العﻻمة المهتدى بشرى زخارى ميخائيل . أنه توجد فقرات في الكتاب المقدس تبشر بمجئ مسيا ( كلمة آرامية معناها رسول ) آخر غير المسيح ، ثم قال .. ولقد قمت بدورى بمحاولة تلمس الحقيقة متمسكا بمبدأ الحيدة ، متجنبا النزعة التزمتية ، مستهدفا الحقيقة أيا كانت ، وقد انتهيت إلى ما وجدت انه حق وصواب في أنه مما ﻻيحتمل الشك أن هنالك آيات ﻻتحتاج إلى تأويل أو تفسير في أن القادم من نسل اسماعيل هو النبى المنتظر ... قال العﻻمة ابن الرازى في كتابه ( مفاتيح الغيب عند تفسيره اﻵية 42 من سورة البقرة ) ... ( وﻻتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ) .. والمعنى وﻻتلبسوا الحق بسبب الشبهات التى توردونها علي السامعين . وذلك ﻷن النصوص الواردة في التوراة والإنجيل في أمر محمد كانت نصوص خفيه يحتاج في معرفتها إلى اﻷستدﻻل ، ثم إنهم كانوا يجادلون فيها ، ويشوشون وجه الدﻻلة علي المتأملين فيها بسبب إلقاء الشبهات ... وقد ذكر ابن القيم وذلك ( بعد حذف اﻻسم الصريح للنبى محمد ) ذكر أنه ﻻيشترط حتى يكون النبى محمد مكتوبا في كتب أهل الكتاب أن يكون مذكور بصريح اسمه العربى ، بل يكفي اﻷخبار عنه وعن صفته ومخرجه ومهجره ، وهذا أبلغ من اﻷكتفاء بذكر اﻷسم الصريح ،، ﻷن اﻷشتراك في اﻷسماء الصريحة واقع ، فﻻ يحصل التعريف والتمييز ، وﻻيشاء أحد يسمى بهذا اﻷسم أن يدعى أنه هو إﻻ فعل ، ﻷن الحوالة إنما وقعت على مجرد اﻻسم الصريح الذى ﻻيحصل به البيان والتعريف التام .. ولكن حين ذكر نعته وصفته وعﻻماته ودعوته وصفة أمته ووقت مخرجه وأرض مهجره ، فأن هذا يجعله مميزا محصورا في شخص واحد بعينه ، وﻻ يشك من عرف هذه الصفات ورأى محمدا صل الله عليه وسلم أنه هو المراد بالبشارات . ومعلوم أن المعرفة الواردة في قوله تعالى في سورة البقرة آية 146 ( الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) المعرفة في هذه اﻵية معرفة النعت والصفة المكتوبة عند أهل الكتاب ، والمنطبقة علي رسولنا الكريم محمد انطباقا شديدا .. جاء هذا عند ابن القيم في كتابه ( هداية الحيارى ص 93 و 94 ) .. وﻻيعنى كﻻم هؤﻻء العلماء عدم وجود اسم محمد الصريح في كتب أهل الكتاب ، وإنما هو من قبيل مجاراة الخصم ، وﻻ مانع يمنع من اجتماع اﻻسم والنعت في البشارة .. وابن القيم نفسه وغيره من العلماء . روى عدة بشارات ذكر فيها اسم محمد تصريحا ..
وكل هذا السرد بعد حذف اﻷسم الصريح للرسول محمد من الكتاب المقدس بعهديه التوراة والإنجيل .. ولجوء العلماء المسلمين .. لﻷشارات والبشارات التي تشير إلى النبى محمد صل الله عليه وسلم والتى لم يستطيعوا تحريفها اغفلهم الله عنها اكراما لهذا الدين العظيم اﻻسﻻم ونبى اﻷسﻻم محمد صل الله عليه وسلم .. وهى بشارات كثيرة وسبق أن قمنا بنشر الكثير منها سابقا ..... إلى لقاء في منشور قادم بحول الله وقوته ...
استودكم الله .......