-
الرد على اعتراض النصارى بنزول الانجيل على عيسى عليه الصلاة و السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ((الم (1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)))عمران: ١ – ٤قال تعالى ((وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ))
قال تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ))
قال تعالى ((وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ))
قال تعالى ((وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ))
اعترض النصارى على هذه الايات بالقول ان القران يصرح بان هناك كتابا اسمه انزل علي المسيح عليه الصلاة و السلام مكتوبا كما نزلت التوراة على موسى عليه الصلاة و السلام بينما الانجيل اسم يطلق على كل من الاناجيل الاربعة : مرقس ، متى ، لوقا و يوحنا و هذه الاناجيل ليست وحيا من السماء نزل مكتوبا كما نزلت التوراة بل هي سيرة لكرازة المسيح عليه الصلاة و السلام و مهمته كتبها كل من هؤلاء الاربعة بعد صلب و رفع المسيح (باعتقادهم) .
اقول : الرد على هذه الدعوى ببساطة هو :
ان الانجيل الذي تكلم عنه القران هو وحي شفهي نزل على المسيح عليه الصلاة و السلام و ليس بوحي مكتوب كما هو الحال مع التوراة و هذا الامر يتبين من وجوه :
الوجه الاول : انه لا يلزم من كون الايات تصرح بنزول الانجيل ان يكون كتابا كاملا نزل مكتوبا اذ اننا نجد ان نفس اللفظ استخدم في حق القران و المعلوم انه لم ينزل مكتوبا بل شفهيا منجما و الانجيل نزل شفهيا ايضا .
قال تعالى ((وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155))
قال تعالى ((وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106))
قال تعالى ((وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113))
قال تعالى ((الم (1) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) ))
قال تعالى ((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (102))
قال تعالى ((وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) )
قال تعالى ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2))
الوجه الثاني : ان جمهور اهل العلم صرحوا بان الاناجيل الاربعة لا علاقة لها بانجيل المسيح عليه الصلاة و السلام الذي نزل من الله عز وجل على عيسى عليه الصلاة و السلام و انما هي سير موجزة عن المسيح عليه الصلاة و السلام من وجهة نظر كتابها .
نقرا من الفصل في الملل و الاهواء و النحل الجزء الثاني
((قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَأما الْإِنْجِيل وَكتب النَّصَارَى فَنحْن إِن شَاءَ الله تَعَالَى موردون من الْكَذِب الْمَنْصُوص فِي أَنَاجِيلهمْ وَمن التَّنَاقُض الَّذِي فِيهَا أمرا لَا يشك كل من رَآهُ فِي أَنهم لَا عقول لَهُم وَأَنَّهُمْ مخذولون جملَة وَأما فَسَاد دينهم فَلَا إِشْكَال فِيهِ على من لَهُ مسكة عقل ولسنا نحتاج إِلَى تكلّف برهَان فِي أَن الأناجيل وَسَائِر كتب النَّصَارَى لَيست من عِنْد الله عز وَجل وَلَا من عِنْد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا احتجنا إِلَى ذَلِك فِي التَّوْرَاة والكتب المنسوبة إِلَى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام الَّتِي عِنْد الْيَهُود لِأَن جُمْهُور الْيَهُود يَزْعمُونَ أَن التَّوْرَاة الَّتِي بِأَيْدِيهِم منزلَة من عِنْد الله عز وَجل على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فاحتجنا إِلَى إِقَامَة الْبُرْهَان على بطلَان دَعوَاهُم فِي ذَلِك وَأما النَّصَارَى فقد كفونا هَذِه المؤونة كلهَا لأَنهم لَا يدعونَ أَن الأناجيل منزلَة من عِنْد الله على الْمَسِيح وَلَا أَن الْمَسِيح أَتَاهُم بهَا بل كلهم أَوَّلهمْ عَن آخِرهم أيوسيهم وملكيهم ونسطوريهم ويعقوبيهم ومارونيهم وبولقانيهم لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّهَا أَرْبَعَة تواريخ (1) لفها أَرْبَعَة رجال معروفون فِي أزمان مُخْتَلفَة فأولها تَارِيخ لفه مَتى اللاواني تلميذ الْمَسِيح بعد تسع سِنِين من رفع الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَكتبه بالعبرانية فِي بلد يهوذا بِالشَّام يكون نَحْو ثَمَان وَعشْرين ورقة بِخَط متوسط وَالْآخر تَارِيخ لفه مارقش الهاروني تلميذ شَمْعُون الصَّفَا بن توما الْمُسَمّى باطرة بعد اثْنَيْنِ وَعشْرين عَاما من رفع الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَكتبه باليونانية فِي بلد أنطاكية من بِلَاد الرّوم وَيَقُولُونَ أَن شَمْعُون الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي أَلفه ثمَّ محا اسْمه من أَوله وَنسبه إِلَى تلميذ مارقش يكون أَرْبعا وَعشْرين ورقة بِخَط متوسط وشمعون الْمَذْكُور تلميذ الْمَسِيح
والتالث تَارِيخ أَلفه لوقا الطَّبِيب الْأَنْطَاكِي تلميذ شَمْعُون باطرة أَيْضا كتبه باليونانية فِي بلد أقاية بعد تأليف مارقش الْمَذْكُور يكون من قدر إنجيل مَتى وَالرَّابِع تَارِيخ أَلفه يوحنا ابْن سيذاي تلميذ الْمَسِيح بعد رفع الْمَسِيح ببضع وَسِتِّينَ سنة وَكتبه باليونانية فِي بلد اشينية يكون أَرْبعا وَعشْرين ورقة بِخَط متوسط ويوحنا هَذَا نَفسه هُوَ ترْجم إنجيل مَتى صَاحبه من العبرانية إِلَى اليونانية ثمَّ لَيْسَ لِلنَّصَارَى كتاب قديم يعظمونه بعد الأناجيل الْأَرْبَعَة إِلَّا فركسيس وَهُوَ كتاب أَلفه لوقا الطَّبِيب الْمَذْكُور فِي أَخْبَار الحواريين وأخبار صَاحبه بولس البنياميني وسيرهم وقتلهم يكون نَحْو خمسين ورقة بِخَط مَجْمُوع وَكتاب الْوَحْي والإعلان أَلفه يوحنا ابْن سيذاي الْمَذْكُور وَهُوَ كتاب فِي غَايَة السخف …. وَبينا آنِفا بحول الله تَعَالَى وقوته فَسَاد نقل النَّصَارَى جملَة وإقرارهم بِأَن أَنا جيلهم لَيست منزلَة وَلكنهَا كتب مؤلفة لرجال ألفوها فَبَطل كل تعلق لَهُم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين ثمَّ نورد إِن شَاءَ الله تَعَالَى تكذيبهم فِي دَعوَاهُم أَن التَّوْرَاة عِنْد الْيَهُود وَعِنْدهم سَوَاء ونورد مَا يخالفون فِيهِ نَص التَّوْرَاة الَّتِي بأيدي الْيَهُود حَتَّى يلوح لكل أحد كذب دَعوَاهُم الظَّاهِرَة من تصديقهم لنصوص التَّوْرَاة الَّتِي عِنْد الْيَهُود ))
نقرا من تفسير المنار لمحمد رشيد رضا سورة ال عمران
((أَمَّا لَفْظُ " الْإِنْجِيلِ " فَهُوَ يُونَانِيُّ الْأَصْلِ، وَمَعْنَاهُ الْبِشَارَةُ، قِيلَ: وَالتَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ وَهُوَ يُطْلَقُ عِنْدَ النَّصَارَى عَلَى أَرْبَعَةِ كُتُبٍ تُعْرَفُ بِالْأَنَاجِيلِ الْأَرْبَعَةِ، وَعَلَى مَا يُسَمُّونَهُ الْعَهْدَ الْجَدِيدَ وَهُوَ هَذِهِ الْكُتُبُ الْأَرْبَعَةُ مَعَ كِتَابِ أَعْمَالِ الرُّسُلِ (أَيِ الْحَوَارِيِّينَ) وَرَسَائِلُ بُولِسَ وَبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَرُؤْيَا يُوحَنَّا، أَيْ عَلَى الْمَجْمُوعِ فَلَا يُطْلَقُ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا عَدَا الْكُتُبِ الْأَرْبَعَةِ بِالِانْفِرَادِ، وَالْأَنَاجِيلُ الْأَرْبَعَةُ عِبَارَةٌ عَنْ كُتُبٍ وَجِيزَةٍ فِي سِيرَةِ الْمَسِيحِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَشَيْءٍ مِنْ تَارِيخِهِ وَتَعْلِيمِهِ، وَلِهَذَا سُمِّيَتْ أَنَاجِيلَ وَلَيْسَ لِهَذِهِ الْكُتُبِ سَنَدٌ مُتَّصِلٌ عِنْدَ أَهْلِهَا، وَهُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي تَارِيخِ كِتَابَتِهَا عَلَى أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ، فَفِي السَّنَةِ الَّتِي كُتِبَ فِيهَا الْإِنْجِيلُ الْأَوَّلُ تِسْعَةُ أَقْوَالٍ وَفِي كُلٍّ وَاحِدٍ مِنَ الثَّلَاثَةِ عِدَّةُ أَقْوَالٍ أَيْضًا ; عَلَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهَا كُتِبَتْ فِي النِّصْفِ الثَّانِي مِنَ الْقَرْنِ الْأَوَّلِ لِلْمَسِيحِ، لَكِنَّ أَحَدَ الْأَقْوَالِ فِي الْإِنْجِيلِ الْأَوَّلِ أَنَّهُ كُتِبَ سَنَةَ 37 وَمِنْهَا أَنَّهُ كُتِبَ سَنَةَ 64 وَمِنَ الْأَقْوَالِ فِي الرَّابِعِ أَنَّهُ كُتِبَ فِي 98 لِلْمِيلَادِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ أَنَّهُ مِنْ تَصْنِيفِ يُوحَنَّا وَأَنَّ خِلَافَهُمْ فِي سَائِرِ كُتُبِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ لَأَقْوَى وَأَشَدُّ،
وَأَمَّا الْإِنْجِيلُ فِي عُرْفِ الْقُرْآنِ فَهُوَ مَا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَى رَسُولِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مِنَ الْبِشَارَةِ بِالنَّبِيِّ الَّذِي يُتَمِّمُ الشَّرِيعَةَ وَالْحُكْمَ وَالْأَحْكَامَ، وَهُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا - سُبْحَانَهُ - وَتَعَالَى فِي (5: 14) أَنَّ النَّصَارَى نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ كَالْيَهُودِ، وَهُمْ أَجْدَرُ بِذَلِكَ، فَإِنَّ التَّوْرَاةَ كُتِبَتْ فِي زَمَنِ نُزُولِهَا، وَكَانَ الْأُلُوفُ مِنَ النَّاسِ يَعْمَلُونَ بِهَا، ثُمَّ فُقِدَتْ، وَالْكَثِيرُ مِنْ أَحْكَامِهَا مَحْفُوظٌ مَعْرُوفٌ، وَلَا ثِقَةَ بِقَوْلِ بَعْضِ عُلَمَاءِ الْإِفْرِنْجِ: إِنَّ الْكِتَابَةَ لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً فِي زَمَنِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وَأَمَّا كُتُبُ النَّصَارَى فَلَمْ تُعْرَفْ وَتُشْهَرْ إِلَّا فِي الْقَرْنِ الرَّابِعِ لِلْمَسِيحِ؛ لِأَنَّ أَتْبَاعَ الْمَسِيحِ كَانُوا مُضْطَهَدِينَ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالرُّومَانِ، فَلَمَّا أَمِنُوا بِاعْتِنَاقِ الْمَلِكِ قُسْطَنْطِينَ النَّصْرَانِيَّةَ سِيَاسَةً ظَهَرَتْ كُتُبُهُمْ وَمِنْهَا تَوَارِيخُ الْمَسِيحِ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى بَعْضِ كَلَامِهِ الَّذِي هُوَ إِنْجِيلُهُ، وَكَانَتْ كَثِيرَةً فَتَحَكَّمَ فِيهَا الرُّؤَسَاءُ حَتَّى اتَّفَقُوا عَلَى هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ.))
نقرا من تفسير المنار الجزء العاشر سورة التوبة
((وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي كُتُبِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ وَمِنْهَا الْأَنَاجِيلُ الْأَرْبَعَةُ ذِكْرُ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَفِي بَعْضِهَا يُسَمَّى " إِنْجِيلَ اللهِ " وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالْبَدَاهَةِ أَنَّهُ لَا يُرَادُ بِهَذَا الْإِنْجِيلِ أَحَدُ هَذِهِ التَّوَارِيخِ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي تُحُدِّثَ عَنْهُ، وَفِي هَذِهِ الْكُتُبِ أَيْضًا أَنَّهُ كَانَ يُوجَدُ أَنَاجِيلُ كَاذِبَةٌ وَأَنَاجِيلُ مُحَرَّفَةٌ وَرُسُلٌ كَذَبَةٌ، وَقَدْ فَصَّلْنَا الْقَوْلَ فِي مَسْأَلَةِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ وَهَذِهِ الْأَنَاجِيلِ، وَأَثْبَتْنَا عَدَمَ الثِّقَةِ بِهَا، وَأَنَّ مَجْمُوعَهَا يُثْبِتُ مَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللهِ الْمُنَزَّلُ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، وَهُوَ أَنَّ النَّصَارَى كَالْيَهُودِ نَسُوا حَظًّا عَظِيمًا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَأَنَّهُمْ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْهُ، وَأَنَّهُمُ انْتَحَلُوا عَقَائِدَ وَثَنِيِّ الْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْقُدَمَاءِ فِي الثَّالُوثِ [فَرَاجِعْهُ فِي ص239 - 25 ج 6 ط الْهَيْئَةِ]))
وقد اعترف بهذا القس فهيم عزيز حيث ان الانجيل المذكور في القران غير الاناجيل الاربعة تماما .
نقرا من المدخل الى العهد الجديد للقس فهيم عزيز الصفحة 76
((هذا الأمر يختلف عما يقوله الإسلام من أن الإنجيل نزل على يسوع أو (عيسى) بلغة القرآن, فالمسئول الأول عن كتابة هذا الكتاب الذي نسميه العهد الجديد ليس يسوع بل المسيحيين, سواء من الجيل الأول أو من الجيل الثاني من التلاميذ. وهذا الكتاب ليس كتاباً أزلياً كان محفوظاً في اللوح المحفوظ, ولكنه كتاب نشأ في وسط الكنيسة وبواسطتها ومن أجلها))
الوجه الثالث : ان هذه الاناجيل الاربعة و خاصة انجيلي متى و لوقا قد استقيا كثيرا من موادهم من مرقس و من مصدر اخر يعرف بالانجيل Q وقد صرح علماء النقد النصي بان هذا الانجيل كان يحتوي على اقوال و تعاليم السيد المسيح عليه الصلاة و السلام دون الكلام عن سيرته .
نقرا من الترجمة الرهبانية اليسوعية في المدخل الى انجيل مرقس الصفحة 120 :
(( ان مسالة مراجع مرقس تبقى هي هي باسرها اذا. فالنقاد يتخيلونه على وجه يختلفون فيه على قدر ما يجعلون لمرقس من شان. عندما يقارنونه بمتى و لوقا. فيرى بعضهم انه الاصل الذي استندا اليه. ويرى غيرهم ان هناك قبل مرقس، محملا اولا فيه تقليد على يسوع. ومهما يكن من امر فانه يستشف من تاليف انجيل مرقس ان هناك مرحلة سابقة للتقليد كان الناس يتناقلون فيها اقوال يسوع و اعماله بمعزل عن اي عرض شامل لحياته او لتعليمه. ))
و كما اشرت فقد ذهب علماء المخطوطات و النقد النصي الى النظر الى دراسة الاقوال المنسوبة للمسيح عليه الصلاة و السلام في انجيلي متى و لوقا و الغير موجودة في انجيل مرقس و اطلقوا عليها لقب Q . و ذكر النقاد ان الاقوال هذه ماخوذة من مصدر اقدم كان يستخدمه المعلمون المسيحيون في الكنائس
نقرا من كتاب المدخل الى الكتاب المقدس للقس حبيب سعيد الصفحة 216 -217 :
(( و في بشارتي متى ولوقا مواد كثيرة متشابهة اكثرها من اقوال يسوع و تشمل ايضا بعض القصص مما لا اثر له في بشارة مرقس. وقد اطلق العلماء حرف Q على المواد المشتركة في لوقا و متى و غير الموجودة في مرقس... و يتفق اغلب العلماء على ان المواد المشار اليها بحرف Q ماخوذة من وثيقة قديمة العهد و كانت اشبه بكتاب جدلي يستعين به المعلمون المسيحيون... و المرجح جدا ان الوثيقة Q و مجموعة ايات العهد القديم الاثباتية كانت ضمن القصص التي اشار اليها البشير لوقا في مقدمته. وقد ادت البحوث الحديثة بالعلماء الى الاعتقاد بانه كان في اورشليم قصة اطلق عليها حرف M و تشبه الوثيقة Q المشار اليها انفا ))
نقرا ما يقوله القس فهيم عزيز في كتابه المدخل الى العهد الجديد الصفحة 173:
((٢. لكن هناك التعاليم المتشابهة التي توجد في انجيل لوقا و متى و لا توجد في انجيل مرقس . يعتقد العلماء ان كاتبي الانجيلين استقياها من مصدر اخر كان معروفا لهما، و كان يحتوي على جزء كبير من تعاليم يسوع المسيح، و قليلا من حوادث حياته ذكرت كمناسبة و مقدمة لهذه التعاليم ، هذا المصدر يطلق عليه العلماء اسم (( Q)) و هو الحرف الاول من الكلمة الالمانية التي تعني مصدر Quelle))
نقرا من المدخل الى العهد الجديد للقس فهيم عزيز الصفحة 175
((مما سبق نستنتج ان هناك اربعة مصادر رئيسية وراء الاناجيل : المصدر الاول مرقس الثاني Q الثالث M و الرابع L ، استقى منها البشيران متى و لوقا المادة التي فيهما، و بهذا نستطيع ان نفسر الاتفاق الكبير و بعض الاختلافات التي بين الاناجيل الثلاثة ))
و نقرا من الموسوعة البريطانية :
(( Q, in the study of biblical literature, a hypothetical Greek-language proto-Gospel that might have been in circulation in written form about the time of the composition of the Synoptic Gospels—Mark, Matthew, and Luke—approximately between 65 and AD 95. The name Q, coined by the German theologian and biblical scholar Johannes Weiss, is a reference to the German word Quelle (“source”).
Most biblical scholars agree that the authors of Matthew and Luke based their written accounts largely on The Gospel According to Mark. Matthew and Luke, however, both share a good deal of material—largely made up of logia (Greek: “sayings”) attributed to Jesus—that is absent from Mark. This led biblical scholars to hypothesize the existence of an undetermined source from which the shared material was drawn: Q, sometimes called the “lost source.” While no actual source document has been found and some scholars doubt that Q ever existed, others have attempted to reconstruct it through intensive textual analysis.))
https://www.britannica.com/topic/Q-biblical-literature
و لذلك فانه لا يمنع من القول ان اجزاءا من هذا الانجيل الذي احتوى على تعاليم و اقوال السيد المسيح عليه الصلاة و السلام وجدت طريقها الى الاناجيل الاربعة : مرقس و متى و لوقا و يوحنا و لكن بصورة محرفة بل هذا هو المرجح .
نقرا من تفسير المنار الجزء السادس سورة المائدة
((وَمِنْهُمْ مَنْ كَتَبَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ كَتَبُوا كُتُبًا سَمَّوْهَا الْأَنَاجِيلَ كَثِيرُونَ جِدًّا، كَمَا صَرَّحُوا بِهِ فِي كُتُبِهِمُ الْمُقَدَّسَةِ وَتَوَارِيخِ الْكَنِيسَةِ، وَمَا ظَهَرَتْ هَذِهِ الْأَنَاجِيلُ الْأَرْبَعَةُ الْمُعْتَمَدَةُ عِنْدَهُمُ الْآنَ إِلَّا بَعْدَ ثَلَاثَةِ قُرُونٍ مِنْ تَارِيخِ الْمَسِيحِ عِنْدَمَا صَارَ لِلنَّصَارَى دَوْلَةٌ بِدُخُولِ الْمَلِكِ قُسْطَنْطِينَ فِي النَّصْرَانِيَّةِ، وَإِدْخَالِهِ إِيَّاهَا فِي طَوْرٍ جَدِيدٍ مِنَ الْوَثَنِيَّةِ. وَهَذِهِ الْأَنَاجِيلُ عِبَارَةٌ عَنْ تَارِيخٍ نَاقِصٍ لِلْمَسِيحِ، وَهِيَ مُتَعَارِضَةٌ مُتَنَاقِضَةٌ مَجْهُولَةُ الْأَصْلِ وَالتَّارِيخِ، بَلْ وَقَعَ الْخِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي مُؤَلِّفِيهَا وَاللُّغَاتِ الَّتِي أَلَّفُوهَا بِهَا، وَقَدْ بَيَّنَّا فِي تَفْسِيرِ أَوَّلِ سُورَةِ " آلِ عِمْرَانَ " حَقِيقَةَ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَكَوْنَ هَذِهِ الْكُتُبِ لَمْ تَحْوِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُ، كَمَا تَحْتَوِي السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ عِنْدَنَا عَلَى الْقَلِيلِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ، وَهَذَا الْقَلِيلُ مِنَ الْإِنْجِيلِ قَدْ دَخَلَهُ التَّنَاقُضُ وَالتَّحْرِيفُ))
الوجه الرابع : ان الاناجيل التي بايدينا اليوم اشارت الى وجود ما يعرف ب" انجيل المسيح" فاين وجه الاعتراض ان كان المصطلح و الفكرة موجودة في كتبهم .
انجيل متى 26
13 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».
انجيل مرقس 1
14 وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ
15 وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ
انجيل مرقس 8
35 فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.
انجيل مرقس 10
29 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ،
30 إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
31 وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ».
انجيل مرقس 14
9 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا».
ملاحظة :
تفرد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله براي في هذه المسالة و ذلك انه مع قوله بان هذه الاناجيل الاربعة لا تمثل انجيل المسيح عليه الصلاة و السلام و انما هي سيرة عن المسيح عليه الصلاة و السلام الا انه مال الى القول بان الانجيل هو كالسنة المنزلة على المسيح عليه الصلاة و السلام بمعنى انها ليست قول الله عز وجل و لكنها اوامر و نواهي شرعها الله على لسان المسيح عليه الصلاة و السلام كما هي شرع الله عز وجل بعض الاوامر و النواهي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم مما ثبت لنا من السنة الصحيحة ، و هذه الاوامر و النواهي موجودة في الاناجيل الاربعة مع تعرضها للتحريف .
نقرا من الجواب الصحيح لمن ديل المسيح الجزء الثالث فصل: قياس النصارى كتبهم على القرآن قياس باطل
((وَأَمَّا الْأَنَاجِيلُ الَّتِي بِأَيْدِي النَّصَارَى: فَهِيَ أَرْبَعَةُ أَنَاجِيلَ إِنْجِيلُ مَتَّى وَيُوحَنَّا وَلُوقَا وَمُرْقُسَ وَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ لُوقَا وَمُرْقُسَ لَمْ يَرَيَا الْمَسِيحَ، وَإِنَّمَا رَآهُ مَتَّى وَيُوحَنَّا، وَأَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْإِنْجِيلَ، وَقَدْ يُسَمُّونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنْجِيلًا، إِنَّمَا كَتَبَهَا هَؤُلَاءِ بَعْدَ أَنْ رُفِعَ الْمَسِيحُ، فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهَا أَنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ، وَلَا أَنَّ الْمَسِيحَ، بَلَّغَهَا عَنِ اللَّهِ، بَلْ نَقَلُوا فِيهَا أَشْيَاءَ مِنْ كَلَامِ الْمَسِيحِ، وَأَشْيَاءَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ.
وَذَكَرُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَنْقُلُوا كُلَّ مَا سَمِعُوهُ مِنْهُ وَرَأَوْهُ فَكَانَتْ مِنْ جِنْسِ مَا يَرْوِيهِ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالْمَغَازِي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ الَّتِي لَيْسَتْ قُرْآنًا.
فَالْأَنَاجِيلُ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ شِبْهُ كِتَابِ السِّيرَةِ وَكُتُبِ الْحَدِيثِ أَوْ مِثْلُ هَذِهِ الْكُتُبِ وَإِنْ كَانَ غَالِبُهَا صَحِيحًا.
وَمَا قَالَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَهُوَ مُبَلِّغٌ لَهُ عَنِ اللَّهِ يَجِبُ فِيهِ تَصْدِيقُ خَبَرِهِ وَطَاعَةُ أَمْرِهِ كَمَا قَالَهُ الرَّسُولُ مِنَ السُّنَّةِ فَهُوَ يُشْبِهُ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ مِنَ السُّنَّةِ فَإِنَّ مِنْهَا مَا يَذْكُرُ الرَّسُولُ أَنَّهُ قَوْلُ اللَّهِ كَقَوْلِهِ.
يَقُولُ اللَّهُ - تَعَالَى -: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُ بِالْحَرْبِ» وَنَحْوُ ذَلِكَ وَمِنْهَا مَا يَقُولُهُ هُوَ وَلَكِنْ هُوَ أَيْضًا مِمَّا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَمَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، فَهَكَذَا مَا يُنْقَلُ فِي الْإِنْجِيلِ وَهُوَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فَإِنَّهُ كَانَ أَمْرًا مِنَ الْمَسِيحِ فَأَمْرُ الْمَسِيحِ أَمْرُ اللَّهِ وَمَنْ أَطَاعَ الْمَسِيحَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ. وَمَا أَخْبَرَ بِهِ الْمَسِيحُ عَنِ الْغَيْبِ فَاللَّهُ أَخْبَرَهُ بِهِ فَإِنَّهُ مَعْصُومٌ أَنْ يَكْذِبَ فِيمَا يُخْبِرُ بِهِ.
وَإِذَا كَانَ الْإِنْجِيلُ يُشْبِهُ السُّنَّةَ الْمُنَزَّلَةَ فَإِنَّهُ يَقَعُ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهَا غَلَطٌ كَمَا يَقَعُ فِي كُتُبِ السِّيرَةِ، وَسُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ، ثُمَّ هَذِهِ الْكُتُبُ قَدِ اشْتُهِرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ (فَلَا يُمْكِنُ أَحَدًا - بَعْدَ اشْتِهَارِهَا وَكَثْرَةِ النُّسَخِ بِهَا - أَنْ يُبَدِّلَهَا كُلَّهَا. لَكِنْ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهَا غَلَطٌ وَقَعَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ تُشْتَهَرَ، فَإِنَّ الْمُحَدِّثَ - وَإِنْ كَانَ عَدْلًا - فَقَدْ يَغْلَطُ) لَكِنْ مَا تَلَقَّاهُ الْمُسْلِمُونَ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْعَمَلِ مِنَ الْأَخْبَارِ فَهُوَ مِمَّا يَجْزِمُ جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ بِصِدْقِهِ عَنْ نَبِيِّهِمْ. ))
اقول : وهذا راي نخالفه حيث لا نري ان وحي الانجيل كوحي السنة النبوية بل وحي الانجيل هو كالقران و هو كلام الله الذي اوحاه الى السيد مسيح عليه الصلاة و السلام و تضمنت تعاليم و تشريعات نسخت بعض احكام التوراة وقول شيخ الاسلام رحمه الله هو اجتهاد منه يمكن ان يؤخذ او يرد .
نقرا من المدخل الى سنن البيهقي رحمه الله :
(( 30 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سَفَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ مِنْ قَوْلِهِ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
31 - وَرُوِّينَا مَعْنَاهُ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ))
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 14-03-2022 الساعة 01:13 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 31-10-2022, 01:01 AM
-
بواسطة انا اعبد الله في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 03-04-2012, 08:10 PM
-
بواسطة نضال 3 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-04-2009, 12:29 AM
-
بواسطة المهدى في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 15-05-2007, 12:28 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-12-2005, 01:59 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات