بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
شبهه تافهة ساذجة و الرد بسيط جداً لكنه لا يفهم و لا يعقل ما يقرأ و ما ينقل
يقول الجاهل
أضع الآيات التي يقول بها تناقض بجوار بعضها أولا ثم أشرحهااقتباسالتحدى امام قرانك الان :
يقول القران فى سورة الصافات من ايه 139 الى ايه 148 :
1. وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
2. إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
3. فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ
4. فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ
5. فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
6. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
7. فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ
8. وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ
9. وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ
10. فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ
اذن النتيجه العكسيه لو يونس لم يقدم توبه كان هيفضل فى بطن الحوت الى يوم القيامه
نقرا الايه الثانيه سورة القلم من ايه 48 الى 50 :
1. فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ
2. لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ
3. فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
اذن النتيجه العكسية لو يونس لم يقدم توبه لكان خرج من بطن الحوت ولكن مذموم
ولنفهم الصورة اكثر لنقرا تفسير الشيخ الطنطاوى :
وقوله - سبحانه - { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ.. } استئناف لبيان جانب من فضله - تعالى - على عبده يونس - عليه السلام -. و { لَّوْلاَ } هنا حرف امتناع لوجود، و { أَن } يجوز أن تكون مخففة من { أَن } الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وهو ومحذوف، وجملة { تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } خبرها. ويجوز أن تكون مصدرية، أى لولا تدارك رحمة من ربه. والتدارك تفاعل من الدرك - بفتح الدال - بمعنى اللحاق بالغير. والمقصود به هنا المبالغة فى إدراك رحمة الله - تعالى - لعبده يونس - عليه السلام -. قال الجمل قرأة العامة { تَدَارَكَهُ } ، وهو فعل ماضى مذكر، حمل على معنى النعمة، لأن تأنيثها غير حقيقى، وقرأ ابن عباس وابن مسعود تدراكته - على لفظ النعمة - وهو خلاف المرسوم. والمراد بالنعمة رحمته - سبحانه - بيونس - عليه السلام - وقبول توبته، وإجابة دعائه.. والنبذ الطرح والترك للشئ، والعراء الأرض الفضاء الخالية من النبات وغيره. والمعنى لولا أن الله - تدارك عبده يونس برحمته، وبقبول توبته.. لطرح من بطن الحوت بالأرض الفضاء الخالية من النبات والعمران.. وهو مذموم، أى وهو ملوم ومؤاخذ منا على ما حدث منه.. ولكن ملامته ومؤاخذته منا قد امتنعت، لتداركه برحمتنا، حيث قبلنا توبته، وغسلنا حوبته، ومنحناه الكثير من خيرنا وبرنا.. فالمقصود من الآية الكريمة بيان جانب من فضل الله - تعالى - على عبده يونس - عليه السلام -، وبيان أن رحمته - تعالى - به، ونعمته عليه، قد حالت بينه ويبن أن يكن مذموما على ما صدر منه، من مغاضبة لقومه ومفارقته لهم بدون إذن من ربه.. قال الجمل ما ملخصه قوله { وَهُوَ مَذْمُومٌ } أى ملوم ومؤاخذ بذنبه والجملة حال من مرفوع " نُبِذ " ، وهى محط الامتناع المفاد بلولا، فهى المنفية لا النبذ بالعراء.. أى لنبذ بالعراء وهو مذموم، لكنه رُحِم فنبذ غير مذموم.. فلولا - هنا -، حرف امتناع لوجود، وأن الممتنع القيد فى جوابها لا هو نفسه.. وقوله { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } تأكيد وتفصيل لنعمة الله - تعالى - التى أنعم بها على عبده يونس - عليه السلام -، وهو معطوف على مقدر. أى فتدراكته النعمة فاصطفاه ربه - عز وجل - حيث رد عليه الوحى بعد انقطاعه، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون من الناس، وقبل توبته، فجعله من عباده الكاملين فى الصلاح والتقوى، وفى تبليغ الرسالة عن ربه.
تناقض صارخ جدااااا ... مرة اله القران يقول العقاب العكسى هيكون فى بطن الحوت الى يوم القيامه ومرة تانيه يقول هيطلع من بطن الحوت بس مذموم
وطبعا لانى القران تاليف بشرى مفيش فيه استقرار كل مرة يروى فيها القران القصه تكون مختلفه عن اللى قبلها لانه تجميعى
هذا المووضوع لن يجده اى شخص فى اى مكان هو هديه لمنتدى ### وتوجد موضوعات كثيرة هى اهداء لمنتدى ###
143. فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
144. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
145 فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ
الأيآت الثانية
48 فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ
49 لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ
معنى الآيات معاً
أنَّ يونس عليه السلام كان سيلبث في بطن الحوت الى يوم القيامة فلأنه كان من المسبحين فنبذه الله بالعراء و هو سقيم
و تداركه الله برحمته فلم ينبذه بالعراء و هو مذموم و لكن نبذه بالعراء و هو سقيم ( كهيئة الصبي )
وهو نفس الكلام في التفسير الذي جاء به المشكك و ححده بنفسه بالأحمر
.. أى لنبذ بالعراء وهو مذموم، لكنه رُحِم فنبذ غير مذموم..
فلا يوجد وجه مقارنة
فالمغالطة التي بنى عليها المشكك الشبهة لجهله بالنحو هو جعل جواب الشرط في سورة القلم "و هو مذموم " مع إن جواب الشرط هو " لنبذ " و لكن مقيد بالحال و هذا سيتضح أكثر في نهاية الرد و أيضا ساوى الشرط في سورة الصافات مع الشرط في سورة القلم و لم يطبق قاعدة "لولا" في سورة القلم
بل إن الآية في سورة القلمتحتملوهذا ما يناقض قول المشكك لأن الآيات في سورة القلم تتكامل و تترابط مع الآيات في سورة الصافات
التأويل بمعنى أنَّ سيدنا يونس إذا لم يتداركه نعمة من ربه سينبذ بعراء القيامة مذموم يوم يبعثون
تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي
قوله تعالى: { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } قراءة العامة «تَدَارَكَهُ». وقرأ ابن هُرْمُز والحسن «تَدَّاركه» بتشديد الدال وهو مضارع أدغمت التاء منه في الدال. وهو على تقدير حكاية الحال كأنه قال: لولا أن كان يقال فيه تتداركه نعمة. ابن عباس وابن مسعود: «تداركته» وهو خلاف المرسوم. و «تَدَارَكَهُ» فعلٌ ماضٍ مذكّر حُمل على معنى النعمة لأن تأنيث النعمة غير حقيقي. و «تداركته» على لفظها. واختِلف في معنى النعمة هنا فقيل النُّبوّة قاله الضحاك. وقيل عبادته التي سلفت قاله ابن جُبير. وقيل: نداؤه{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87] قاله ٱبن زيد. وقيل: نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت قاله ابن بحر. وقيل: أي رحمة من ربه فَرحِمَه وتاب عليه. { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } أي لَنُبِذ مذموماً ولكنه نُبذ سقيماً غير مذموم. ومعنى «مَذْمُومٌ» في قول ابن عباس: مُلِيم. قال بكر بن عبد الله: مذنب. وقيل: «مذموم» مُبْعَدٌ من كلّ خير. والعَرَاء: الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر. وقيل: ولولا فضل الله عليه لبقَِيِ في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ثم نُبذ بعراء القيامة مذموماً. يدلّ عليه قوله تعالى:{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات:143-144]. { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } أي اصطفاه واختاره. { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } قال ابن عباس: ردّ الله إليه الوَحْي، وشفّعه في نفسه وفي قومه، وقبِل توبته، وجعله من الصالحين بأن أرسله إلى مائة ألف أو يزيدون.
تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
وقرىء رحمة من ربه، وههنا سؤالات: السؤال الأول: لم لم يقل: لولا أن تداركته نعمة من ربه؟ الجواب: إنما حسن تذكير الفعل لفصل الضمير في تداركه، وقرأ ابن عباس وابن مسعود تداركته، وقرأ الحسن: تداركه، أي تتداركه على حكاية الحال الماضية، بمعنى لولا أن كان، يقال: فيه تتداركه، كما يقال: كان زيد سيقوم فمنعه فلان، أي كان يقال فيه: سيقوم، والمعنى كان متوقعاً منه القيام. السؤال الثاني: ما المراد من قوله: { نِعْمَةٌ مّن رَّبّهِ }؟ الجواب: المراد من تلك النعمة، هو أنه تعالى أنعم عليه بالتوفيق للتوبة، وهذا يدل على أنه لا يتم شيء من الصالحات والطاعات إلا بتوفيقه وهدايته. السؤال الثالث: أين جواب لولا؟ الجواب: من وجهين الأول: تقدير الآية: لولا هذه النعمة لنبذ بالعراء مع وصف المذمومية، فلما حصلت هذه النعمة لا جرم لم يوجد النبذ بالعراء مع هذا الوصف، لأنه لما فقد هذا الوصف: فقد فقد ذلك المجموع الثاني: لولا هذه النعمة لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ثم نبذ بعراء القيامة مذموماً، ويدل على هذا قوله:{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات: 143، 144] وهذا كما يقال: عرصة القيامة وعراء القيامة. السؤال الرابع: هل يدل قوله: { وَهُوَ مَذْمُومٌ } على كونه فاعلاً للذنب؟ الجواب: من ثلاثة أوجه الأول: أن كلمة { لَوْلاَ } دلت على أن هذه المذمومية لم تحصل الثاني: لعل المراد من المذمومية ترك الأفضل، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين
تفسير النكت والعيون/ الماوردي
{ فاصْبِرْ لحُكمِ ربّك } فيه وجهان:
أحدهما: لقضاء ربك. الثاني: لنصر ربك، قاله ابن بحر.
{ ولا تكُن كصاحِبِ الحُوتِ } قال قتادة: إن اللَّه تعالى يعزي نبيّه ويأمره بالصبر، وأن لا يعجل كما عجل صاحب الحوت وهو يونس بن متى.
{ إذ نادى وهو مكظوم } أما نداؤه فقوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
وفي مكظوم أربعة أوجه:
أحدها: مغموم، قاله ابن عباس ومجاهد. الثاني: مكروب، قاله عطاء وأبو مالك، والفرق بينهما أن الغم في القلب، والكرب في الأنفاس. الثالث: محبوس، والكظم الحبس، ومنه قولهم: فلان كظم غيظه أي حبس غضبه، قاله ابن بحر. الرابع: أنه المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس، قاله المبرد.
{ لولا أن تَدارَكه نِعْمةٌ مِن ربِّه } فيه أربعة أوجه:
أحدها: النبوة، قاله الضحاك. الثاني: عبادته التي سلفت، قاله ابن جبير. الثالث: نداؤه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قاله ابن زيد. الرابع: أن نعمة اللَّه عليه إخراجه من بطن الحوت، قاله ابن بحر.
{ لنُبِذَ بالعراء } فيه وجهان: أحدهما: لألقي بالأرض الفضاء، قاله السدي، قال قتادة: بأرض اليمن. الثاني: أنه عراء يوم القيامة وأرض المحشر، قاله ابن جرير.
{ وهو مذموم } فيه وجهان: أحدهما: بمعنى مليم. الثاني: مذنب، قاله بكر بن عبد الله، ومعناه أن ندعه مذموماً.
تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي
قوله تعالى: { ولا تكن كصاحب الحوت } وهو يونس. وفيماذا نُهِيَ أن يكون مثله قولان:
أحدهما: أنه العجلة، والغضب، قاله قتادة. والثاني: الضعف عن تبليغ الرسالة، قاله ابن جرير.
قال ابن الأنباري: وهذا لا يُخْرِجُ يونس من أولي العزم، لأنها خطيئة. ولو قلنا: إن كل مخطىءٍ من الأنبياء ليس من أولي العزم، خرجوا كلهم إلا يحيى. ثم أخبر عن عقوبته إذْ لم يصبر، فقال تعالى: { إذ نادى وهو مكظوم } قال الزجاج: مملوء غماً وكرباً.
قوله تعالى: { لولا أن تداركه } وقرأ ابن مسعود، وابن عباس، وابن أبي عبلة: «لولا أن تَداركتْه» بتاء خفيفة، وبتاءٍ ساكنة بعد الكاف مع تخفيف الدال. وقرأ أبو هريرة، وأبو المتوكل: «تَدَّاركه» بتاء واحدة خفيفة مع تشديد الدال. وقرأ أُبَيّ بن كعب: «تتداركه» بتاءين خفيفتين { نعمةٌ من ربه } فرحمه بها، وتاب عليه من معاصيه { لَنُبِذَ بالعَرَاءِ وهو مذموم } وقد بينا معنى «العَراء» في [الصافات:145] ومعنى الآية: أنه نبِذَ غيرَ مذموم لنعمة الله عليه بالتوبة والرحمة. وقال ابن جريج: نُبذَ بالعراء، وهي: أرض المحشر، فالمعنى: أنه كان يبقى مكانه إلى يوم القيامة { فاجتباه ربه } أي: استخلصه واصطفاه، وخلَّصه من الذم
تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام
{ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } نبوته أو عبادته السالفة أو نداؤه بـ{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ } الآية [الأنبياء: 87] أو إخراجه من بطن الحوت { بِالْعَرَآءِ } الأرض الفضاء وهي أرض باليمن أو عراء يوم القيامة وأرض المحشر { مَذْمُومٌ } مليم " ع " أو مذنب معناه أنه نبذ غير مذموم.
تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن
{ كصاحب الحوت } يعني يونس بن متى { إذ نادى } ربه أي في بطن الحوت { وهو مكظوم } أي مملوء غماً { لولا أن تداركه نعمة من ربه } أي حين رحمه وتاب عليه، { لنبذ بالعراء } أي لطرح بالفضاء من بطن الحوت على الأرض { وهو مذموم } أي يذم ويلام بالذنب. وقيل في معنى الآية لولا أن تداركته نعمة من ربه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة ثم ينبذ بعراء القيامة أي بأرضها وفضائها فإن قلت هل يدل قوله وهو مذموم على كونه كان فاعلاً للذنب. قلت الجواب عنه من ثلاثة أوجه: أحدها: أن كلمة لولا دلت على أنه لم يحصل منه ما يوجب الذم الثاني لعل المراد منه ترك الأفضل فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين الثالث لعل هذه الواقعة كانت قبل النبوة
تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوريقوله { كصاحب الحوت } أنه كان في ذلك الوقت مكظوماً أي مملوءاً من الغيظ فكأنه قيل: لا تكن مكظوماً أولا يوجد منك ما وجد منه من الضجر والمغاضبة. وقال جمع من المفسرين: أن الآية نزلت بأحد حين حل بالمؤمنين ما حل فأراد أن يدعو على من انهزم. وقيل: نزلت حين أراد أن يدعو على ثقيف والنعمة التي تداركت يونس أي التحقت به وسدت خلته هي النبوة أو عبادته السابقة، أو قوله في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ، وهذه النعمة التوبة بالحقيقة. وقد اعتمد في جواب لولا على الحال أعني قوله { وهو مذوم } والمعنى أن حاله كانت على خلاف الصبر حين نبذ بالعراء أي الفضاء كما مر في " الصافات ". لولا تسبيحه لكانت حاله على الذم. ويل: أراد لولا هذه النعمة لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ثم نبذ بعراء القيامة أي بعرصتها مذموماً
تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادلقوله: { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ } ، هذا جواب " لَوْلاَ " ، أي: لنبذ مذموماً لكنه نبذ سقيماً غير مذموم.وقيل: جواب " لَولاَ " مقدر، أي: لولا هذه النعمة لبقي في بطن الحوتِ.ومعنى: " مَذْمُوم " ، قال ابن عباس: مُليمٌ.وقال بكر بن عبد الله: مُذنِبٌ. وقيل: مبعدٌ من كل خير. والعراء: الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل، ولا شجر يستر.وقيل: لولا فضلُ الله عليه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ثم نبذ بعراء القيامة مذموماً، يدل عليه قوله تعالى { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات: 143، 144].
تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } وقرأ ابن مسعود: " تَدَارَكَتْهُ "؛ لتأنيث النعمة، وحَسُنَ التذكير على قراءة الجمهور [للفصل].والمعنى: لولا أن تداركته رحمة من ربه وتوبة.{ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ } أي: لألْقِيَ بالصحراء. وقد سبق تفسيره في الصافات.قال الزجاج: المعنى: أنه قد نُبذ بالعراء وهو غير مذموم، ويدل على ذلك: أن النعمة قد شَمِلَتْه.وقال ابن جريج: " لنبذ بالعراء ": وهو أرض المحشر. المعنى: أنه كان يبقى مكانه إلى يوم القيامة.
و بذلك تكون الآيات في سورة القلم أكملت آيات سورة الصافات و أكدت على أنَّ النبذ يكون بعراء القيامة يكون مذموم اذا لم تحدث النعمة أنظر
من تفسير القرطبي للآية 145 من سورة الصافات
وحكى الأخفش في قوله: «وَهُو سَقِيمٌ» جمع سقيم سقمى و سقامى وسقام. وقال في هذه السورة: { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ }
وقال في «نون والقلم»:
{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } [القلم: 49] والجواب: أن اللّه عز وجل خبَّر هاهنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمة اللّه عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم قاله النحاس.
وقوله:{ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } [الصافات: 146] يعني «عَلَيِهْ» أي عنده كقوله تعالى:{ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ } [الشعراء: 14] أي عندي. وقيل: «عَلَيْه» بمعنى له. «شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ» اليقطين: شجر الدُّبَّاء: وقيل غيرها ذكره ٱبن الأعرابي.
تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثيريقول تعالى { فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذى قومك لك، وتكذيبهم، فإن الله سيحكم لك عليهم، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة { وَلاَ تَكُن كَصَـٰحِبِ ٱلْحُوتِ } يعني ذا النون، وهو يونس بن متى عليه السلام، حين ذهب مغاضباً على قومه، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر، والتقام الحوت له، وشرود الحوت به في البحار وظلمات غمرات اليم، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير، فحينئذ نادى في الظلمات{ أَن لآ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأنبياء 87 قال الله تعالى { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } الصافات 143 ــــ 144 وقال ههنا { إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } قال ابن عباس ومجاهد والسدي وهو مغموم، وقال عطاء الخراساني وأبو مالك مكروب. وقد قدمنا في الحديث أنه لما قال{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأنبياء 87 خرجت الكلمة تحفّ حول العرش، فقالت الملائكة يا رب هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال الله تبارك وتعالى أما تعرفون هذا؟ قالوا لا، قال هذا يونس، قالوا يا رب عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة؟ قال نعم، قالوا أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء، فتنجيه من البلاء؟ فأمر الله الحوت، فألقاه بالعراء، ولهذا قال تعالى { فَٱجْتَبَـٰهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ }.
تفسير فتح القدير/ الشوكاني{ فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ } أي لقضائه الذي قد قضاه في سابق علمه، قيل والحكم هنا هو إمهالهم وتأخير نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، وقيل هو ما حكم به عليه من تبليغ الرسالة، قيل وهذا منسوخ بآية السيف { وَلاَ تَكُن كَصَـٰحِبِ ٱلْحُوتِ } يعني يونس عليه السلام، أي لا تكن مثله في الغضب والضجر والعجلة، والظرف في قوله { إِذْ نَادَىٰ } منصوب بمضاف محذوف أي لا تكن حالك كحاله وقت ندائه، وجملة { وَهُوَ مَكْظُومٌ } في محل نصب على الحال من فاعل نادى، والمكظوم المملوء غيظاً وكرباً. قال قتادة إن الله يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأمره بالصبر، ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت، وقد تقدّم بيان قصته في سورة الأنبياء ويونس والصافات، وكان النداء منه بقوله{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأنبياء 87 وقيل إن المكظوم المأخوذ بكظمه، وهو مجرى النفس. قاله المبرّد، وقيل هو المحبوس، والأوّل أولى، ومنه قول ذى الرّمةوأنت من حبّ ميّ مضمر حزنا عانى الفؤاد قريح القلب مكظوم{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مّن رَّبّهِ } أي لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من الله، وهي توفيقه للتوبة، فتاب الله عليه { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَاء } أي لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض الخالية من النبات { وَهُوَ مَذْمُومٌ } أي يذمّ ويلام بالذنب الذي أذنبه، ويطرد من الرحمة، والجملة في محل نصب على الحال من ضمير نبذ. قال الضحاك النعمة هنا النبوّة. وقال سعيد بن جبير عبادته التي سلفت. وقال ابن زيد هي نداؤه بقوله{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأنبياء 87 وقيل مذموم مبعد. وقيل مذنب.
تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي{ إِذْ نَادَىٰ } دعا ربه في بطن الحوت بـ{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } [الأنبياء: 87] { وَهُوَ مَكْظُومٌ } مملوء غيظاً من كظم السقاء إذا { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ } رحمة { مّن رَّبِّهِ } أي لولا أن الله أنعم عليه بإجابة دعائه وقبول عذره { لَنُبِذَ } من بطن الحوت { بِٱلْعَرَآءِ } بالفضاء { وَهُوَ مَذْمُومٌ } معاتب بزلته لكنه رحم فنبذ غير مذموم { فَٱجْتَبَـٰهُ رَبُّهُ } اصطفاه لدعائه وعذره { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } من المستكملين لصفات الصلاح ولم يبق له زلة. وقيل: من الأنبياء. وقيل: من المرسلين.
تفسير البحر المحيط/ ابو حيان{ فاصبر لحكم ربك }: وهو إمهالهم وتأخير نصرك عليهم، وامض لما أمرت به من التبليغ واحتمال الأذى، { ولا تكن كصاحب الحوت }: هو يونس عليه السلام، { إذ نادى }: أي في بطن الحوت، وهو قوله:
{ أن لا إله إلا أنت سبحانك } [الأنبياء: 87] وليس النهي منصباً على الذوات، إنما المعنى: لا يكن حالك مثل حاله. { إذ نادى }: فالعامل في إذ هو المحذوف المضاف، أي كحال أو كقصة صاحب الحوت، { إذ نادى وهو مكظوم }: مملوء غيظاً على قومه، إذ لم يؤمنوا لما دعاهم إلى الإيمان، وأحوجوه إلى استعجال مفارقته إياهم.
تفسير السعدي
فلم يبق إلا الصبر لأذاهم، والتحمل لما يصدر منهم، والاستمرار على دعوتهم، ولهذا قال: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } أي: لما حكم به شرعًا وقدرًا، فالحكم القدري، يصبر على المؤذي منه، ولا يتلقى بالسخط والجزع، والحكم الشرعي، يقابل بالقبول والتسليم، والانقياد التام لأمره.
وقوله: { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } وهو يونس بن متى، عليه الصلاة والسلام أي: ولا تشابهه في الحال، التي أوصلته، وأوجبت له الانحباس في بطن الحوت، وهو عدم صبره على قومه الصبر المطلوب منه، وذهابه مغاضبًا لربه، حتى ركب في البحر، فاقترع أهل السفينة حين ثقلت بأهلها أيهم يلقون لكي تخف بهم، فوقعت القرعة عليه فالتقمه الحوت وهو مليم [وقوله] { إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ } أي: وهو في بطنها قد كظمت عليه، أو نادى وهو مغتم مهتم بأن قال { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } فاستجاب الله له، وقذفته الحوت من بطنها بالعراء وهو سقيم، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.
من تفسير الألوسي روح المعاني
{فاصبر لِحُكْمِ ربّك}
وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم روي أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يدعو على ثقيف لما آذوه حين عرض عليه الصلاة والسلام نفسه على القبائل بمكة فنزلت وقيل أراد عليه الصلاة والسلام أن يدعو على الذين انهزموا بأحد حين اشتد بالمسلمين الأمر فنزلت وعليه تكون الآية مدنية {ولا تكُن كصاحب الحوت} هو يونس عليه السلام كما أنه المراد من ذي النون إلا أنه فرق بين ذي وصاحب بأن أبلغ من صاحب قال ابن حجر لاقتضائها تعظيم المضاف إليها والموصوف بها بخلافه ومن ثم قال سبحانه في معرض مدح يونس عليه السلام {وذا النون} [الأنبياء: 87] والنهي عن اتباعه {ولا تكن كصاحب الحوت} إذ النون لكونه جعل فاتحة سورة أفخم وأشرف من لفظ الحوت ونقل مثل ذلك السرميني عن العلامة السهيلي وفرق بعضهم بغير ذلك مما هو مذكور في حواشينا على رسالة ابن عصام في علم البيان
{إِذْ نادى} في بطن الحوت {وهُو مكْظُومٌ} أي مملوء غيظا على قومه إذ لم يؤمنوا لما دعاهم إلى الإيمان وهو من كظم السقاء .
من تفسير الماوردي النكت و العيون
{ولا تكُن كصاحِبِ الحُوتِ} قال قتادة: إن اللّه تعالى يعزي نبيّه ويأمره بالصبر، وأن لا يعجل كما عجل صاحب الحوت وهو يونس بن متى.
{إذ نادى وهو مكظوم} أما نداؤه فقوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
وفي مكظوم أربعة أوجه:
أحدها: مغموم، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: مكروب، قاله عطاء وأبو مالك، والفرق بينهما أن الغم في القلب، والكرب في الأنفاس.
الثالث: محبوس، والكظم الحبس، ومنه قولهم: فلان كظم غيظه أي حبس غضبه، قاله ابن بحر.
الرابع: أنه المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس، قاله المبرد.
من تفسير النسفي مدارك التنزيل و حقائق التأويل
{ولا تكُن كصاحب الحوت} كيونس عليه السلام في العجلة والغضب على القوم حتى لا تبتلى ببلائه.
والوقف على الحوت لأن (إذ) ليس بظرف لما تقدمه، إذ النداء طاعة فلا ينهى عنه بل مفعول محذوف أي اذكر {إِذْ نادى} دعا ربه في بطن الحوت ب {لاّ إله إِلاّ أنت سبحانك إِنّى كُنتُ مِن الظالمين} [الأنبياء: 87] {وهُو مكْظُومٌ} مملوء غيظا من كظم السقاء
تفسير ابن جزي التسهيل لعلوم التنزيل
{إِذْ نادى وهُو مكْظُومٌ} هذا آخر ما جرى ليونس ونداؤه هو قوله في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، والمكظوم الشديد الحزن
و الأن الى الرد القاصم الذي ينفي قول المشكك بتناقض آيات سورة القلم مع سورة الصافات
السبب الأول سياق الآيات و الأية التي تسبق ألآية ﴿49﴾ التي نحن بصددها و بالتحديد الآية ﴿48﴾ تؤكد أنَّ "تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ " بعد أن تاب أي في مرحلة ما بعد التوبة حيث تقول الآيات
{ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿48﴾ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴿49﴾ }
لاحظ "نادى" ( تاب ) ( في الماضي ) و قبل أن تداركه نعمة من ربه وآلاية 48 بتقول "نادى" يعني سيدنا يونسهوَّ الي تاب كما في سورة الصافات "فلولا أنه كان من المسبحين" أما آية 49 بتقول " نعمه من ربه " يعني من الله يعني الفاعل مختلف في الآيتين
فشرط "لولا" مختلف في سورة الصافات عن شرط "لولا" في سورة القلم
فيقوم المدلس يقول اذا عكسنا الاية 49 هيبقى المعنى اذا لم يقدم سيدنا يونس توبه يعني بالعافية مع إن الفاعل مختلف و الشرط مختلف والتفاسير ربطت آيات سورة القلم بسور الصافات و الأنبياء
و جاء في تفسير حاشية الصاوي
قوله: {إِذْ نَادَىٰ} منصوب بمضاف محذوف، والتقدير: ويكن حالك كحاله في وقت ندائه. قوله: {وَهُوَ مَكْظُومٌ} الجملة حال من ضمير {نَادَىٰ}. قوله: (مملوء غماً) أي من أجل خوفه من الله تعالى حيث خرج من غير إذن، فظن أن الله آخذه بذلك، وقيل: معنى مكظوم محبوس، ومنه قولهم فلان يكظم غيظه أي يحبس غضبه. قوله: {نِعْمَةٌ} اختلف في المراد بها، فقيل: الرحمة وهو الذي اختاره المفسر، وقيل: هي العصمة، وقيل: نداؤه بقوله { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [الأنبياء: 87]. قوله: (بالأرض الفضاء) أي الخالية من النبات والأشجار والجبال. قوله: {وَهُوَ مَذْمُومٌ} أي مؤاخذ بذنبه، والجملة حال من نائب فاعل نبذ، وهو محط النفي المستفاد من {لَّوْلاَ}. قوله: (لكنه رحم) الخ، أشار بذلك إلى أن {لَّوْلاَ} حرف امتناع لوجود، والممتنع الذم، والمعنى: امتنع ذمه لسبق العصمة له، فجتباه ربه وجعله في الصالحين فيونس لم تحصل منه معصية أبداً، لا صغيرة ولا كبيرة، وإنما خروجه من بينهم، باجتهاد منه، وعتابه من الله من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، وتقدم ذلك مفصلاً.
من تفسير القرطبي
قوله تعالى : فاصبر لحكم ربك أي لقضاء ربك . والحكم هنا القضاء . وقيل : فاصبر على ما حكم به عليك ربك من تبليغ الرسالة . وقال ابن بحر : فاصبر لنصر ربك . قال قتادة : أي لا تعجل ولا تغاضب فلا بد من نصرك . وقيل : إنه منسوخ بآية السيف .
ولا تكن كصاحب الحوت يعني يونس عليه السلام . أي لا تكن مثله في الغضب والضجر والعجلة . وقال قتادة : إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويأمره بالصبر ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت ; وقد مضى خبره في سورة " يونس ، والأنبياء ، والصافات " والفرق بين إضافة ذي وصاحب في سورة " يونس " فلا معنى للإعادة .
" إذ نادى " أي حين دعا في بطن الحوت فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
وهو مكظوم أي مملوء غما . وقيل : كربا . الأول قول ابن عباس ومجاهد . والثاني قول عطاء وأبي مالك . قال الماوردي : والفرق بينهما أن الغم في القلب ، والكرب في الأنفاس . وقيل : مكظوم محبوس . والكظم الحبس ; ومنه قولهم : فلان كظم غيظه ، أي حبس غضبه ; قاله ابن بحر . وقيل : إنه المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس ; قاله المبرد . وقد مضى هذا وغيره في " يوسف " .
تفسير السعدي
فلم يبق إلا الصبر لأذاهم، والتحمل لما يصدر منهم، والاستمرار على دعوتهم، ولهذا قال: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } أي: لما حكم به شرعًا وقدرًا، فالحكم القدري، يصبر على المؤذي منه، ولا يتلقى بالسخط والجزع، والحكم الشرعي، يقابل بالقبول والتسليم، والانقياد التام لأمره.
وقوله: { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } وهو يونس بن متى، عليه الصلاة والسلام أي: ولا تشابهه في الحال، التي أوصلته، وأوجبت له الانحباس في بطن الحوت، وهو عدم صبره على قومه الصبر المطلوب منه، وذهابه مغاضبًا لربه، حتى ركب في البحر، فاقترع أهل السفينة حين ثقلت بأهلها أيهم يلقون لكي تخف بهم، فوقعت القرعة عليه فالتقمه الحوت وهو مليم [وقوله] { إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ } أي: وهو في بطنها قد كظمت عليه، أو نادى وهو مغتم مهتم بأن قال { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } فاستجاب الله له، وقذفته الحوت من بطنها بالعراء وهو سقيم، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.
تفسير الجلالين
«فاصبر لحكم ربك» فيهم بما يشاء «ولا تكن كصاحب الحوت» في الضجر والعجلة وهو يونس عليه السلام «إذ نادى» دعا ربه «وهو مكظوم» مملوء غما في بطن الحوت.
السبب الثاني الذي جعل بعض المفسيرين يصفون النعمة "بالتوفيق للتوبة أو تاب عليه" مع إن أكثر التفاسير قالت أنّ النعمة هي رحمة الله بسيدنا يونس فنبذ غير مذموم و لا مانع من هذا لأنهم ربطوا الأيآت في سورة القلم مع أيآت سورة الصافات و سورة الأنبياء الذي ذُكر فيهم التوبة
و بغير هذا الربط لا يصح أن تكون النعمة هي "التوفيق للتوبة أو تاب عليه" بمعزل عن أيآت سورة الصافات و سورة الأنبياء أو الأية {48} من سورة القلم التي ربطت سورة القلم بسورة الصافات و سورة الأنبياء و لذلك قلت سابقاً أنَّ التفاسير التي ربطت بالسورتين و قالت لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بعراء أرض المحشر يوم القيامة مقبوله
فالذي لا يصح و لا يستند الى دليل و غير مقبول هو عزل الآية رقم 49 عن الآية التي قبلها رقم 48 من سورة القلم عن سورة الصافات و سورة الأنبياء بالقول أنَّ سيدنا يونس ": إذا لم يقدم توبة سينبذ مذموم قبل يوم القيامة"
بل الجديد هو
السبب الثالث
حتى إذا فرضنا جدلاً أنَّ النعمة هي تاب عليه أو وفقه للتوبه ( الله ) [ فالفعل في الماضي يعني بعد التوبه ] بل و عزلنا آية 49 من سورة القلم عن الآية 48 و عن آيات سورة الأنبياء و سورة الصافات نحوياً جواب شرط لولا هو ( لنبذ ) يعني إذا لم يتداركه نعمة من ربه ( لن ينبذ ) فيكون النبذ أو عدمه مقيد بالحال ( مذموم أو غير مذموم ) في مرحلة ما بعد التوبة أي ( لن ينبذ و هو مذموم )
تأويل بعض المفسرين أنَّ النفي على مذموم و هذا القول ناقص و سأوضح كل ذلك بالتفصيل
الأدلة على كلامي
" 49- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (تداركه) مضارع منصوب، حذفت منه إحدى التاءين، والهاء مفعول به (من ربّه) متعلّق بنعت ل (نعمة)، اللام رابطة لجواب لولا (بالعراء) متعلّق ب (نبذ) والباء للظرف الواو حاليّة.
والمصدر المؤوّل (أن تداركه...) في محلّ رفع مبتدأ... والخبر محذوف.
جملة: لولا تدارك نعمة ربّه لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تداركه نعمة) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (نبذ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هو مذموم) في محلّ نصب حال. "
المصدر على الرابط التالي
كتاب الجدول في إعراب القرآن : إعراب الآيات (48- 50):
وجواب لولا {مَكْظُومٌ * لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} قوله: {لنبذ بالعراء وهو مذموم} .
كتاب الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط ج 8 ص 140 د. ياسين جاسم
﴿لَّوۡلَاۤ أَن تَدَ ٰرَكَهُۥ نِعۡمَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَاۤءِ وَهُوَ مَذۡمُومࣱ﴾ [القلم ٤٩]
﴿لولا﴾: حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.
﴿أن﴾: حرف مصدري ونصب.
﴿تداركه﴾: فعل ماضٍ، والهاء مفعول به.
﴿نعمة﴾: فاعل، وذُكِّر الفعل، لأن تأنيث النعمة غير حقيقي.
﴿من ربه﴾: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ﴿نعمة﴾، وأن وما في حيِّزها في موضع رفع مبتدأ خبره محذوف وجوبًا.
﴿لنبذ﴾: اللام واقعة في جواب لولا، ونبذ فعل ماضٍ مبني لما لم يسمَّ فاعله، ونائب الفاعل مستتر، تقديره: هو.
﴿بالعراء﴾: جار ومجرور متعلقان بـ﴿نبذ﴾.
﴿وهو﴾: الواو حالية، وهو مبتدأ.
﴿مذموم﴾: خبر، والجملة حال من ضمير نبذ.
الإعراب الميسر / نفس الكلام في إعراب القرآن للدعاس
لنبذ : اللام واقعة في جواب لولا، ونبذ فعل ماضٍ مبني لما لم يسمَّ فاعله، ونائب الفاعل مستتر، تقديره: هو.
بالعراء : جار ومجرور متعلقان بـ﴿نبذ﴾.
وهومذموم:
الواو حالية ، و الجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال .
هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
مذموم : خبر "هو" مرفوع بالضمة .
الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل - ج 12- (الجمعة -الناس)
قاعدة لولا
( لولا ) من أدوات الشرط غير الجازمة يعني تدل على إمتناع شئ لوجود شئ أخر أو إمتناع الثانية لوجود الأولى ( إمتناع جواب الشرط لوجود الشرط )
تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور
{ لولا أن تداركه نعمة من ربّه لنبذ بالعراء وهو مذموم. وطريقة المفسرين في نشر هذا المطوي أن جملة { وهو مذموم } في موضع الحال وأن تلك الحال قيد في جواب { لَولا } ، فتقدير الكلام لولا أن تداركه نعمة من ربّه لنبذ بالعراء نبذاً ذميماً، أي ولكن يونس نبذ بالعراء غيرَ مذموم. والذي حملهم على هذا التأويل أن نبذه بالعراء واقع فلا يستقيم أن يكون جواباً للشرط لأن { لولا } تقتضي امتناعاً لوُجودٍ، فلا يكون جوابها واقعاً فتعين اعتبار تقييد الجواب بجملة الحال، أي انتفى ذمه عند نبذه بالعراء.
( لولا ) من أدوات الشرط غير الجازمة يعني تدل على إمتناع شئ لوجود شئ أخر أو إمتناع الثانية لوجود الأولى ( امتناع جواب الشرط لوجود الشرط )
في سورة الصافات
الشرط هوإنه كان من المسبحين ( التوبة أو عدم التوبة )لنبذ بالعراء و هو مذموم ( النبذ مقيد بالحال ) ( طريقة النبذ مذموم أو غير مذموم )
جواب الشرط للبث في بطنه الى يوم يبعثون
بتطبيق القاعده إمتناع جواب الشرط لوجود الشرط ( إمتناع اللبث في بطنه الى يوم يبعثون لوجود أنه كان من المسبحين
في سورة القلم
الشرط هو
أن تداركه نعمة من ربه ( ليس لها علاقة بإذا لم يقدم توبة لأن الأيآت تتحدث عن مرحلة ما بعد التوبة مرحلة تالية للتوبه فلا مجال لذكر إذا لم يقدم توبة )
جواب الشرط هو
بتطبيق القاعدة يعني إمتناع جواب الشرط لوجود الشرط ( إمتناع النبذ بالعراء و هو مذموم لوجود أن تداركه نعمة من ربه فنبذ غير مذموم ) ( لن ينبذ و هو مذموم )
" بمعنى طول ما هوَّ مذموم مش هيخرج .
و الذم لا ينتفي إلآ بتداركه نعمة من ربه " فعكس الآية لن يسبب تناقض لأن جواب الشرط مقيد بالحال
و الكلام ده بالأدلة اللغوية و من سياق النص و من التفاسير
و تحدي للمشكك أن يأتي بالأدله على كلامه لغتاً و سياقاً و تفسيراً على أنَّ الأيات في سورة القلم تتكلم عن( إذا سيدنا يونس إذا لم يقدم توبة سوف يخرج من بطن الحوت قبل يوم القيامة مذموم )
المفضلات