.
هل حقا ً أن ( في البدء كانت الكلمة ) أم شيء أخر ؟!!
توصل الفلاسفة بكلامهم لأحكام عجيبة ، ولأن محور حياتهم عبر العصور كان الكلام ، فقد عظم قدره في قلوبهم حتى جعلوا الكلمة هي بداية كل شيء ، وبما أن الكلمة بداية كل شيء ( بحسب زعمهم ) وكذلك الخالق الذي بدأ كل شيء ، فقد جعلوا الخالق هو الكلمة ، ولننظر فيما وقع هاؤلاء الفلاسفة ؟ !!
وقبل كل شيء فإننا سنلاحظ أيضا كم ارتبط الفكر المسيحي بهذا المبدأ الذي نشأ في أحضان أولاد !! الفلاسفة وقد استمدوا منهم الفكر القديم وكذلك المعتزلة الذين مشوا في نفس الدرب فقد عظموا الكلمة والقول وخاضوا فيها
فبعدوا وضلوا الطريق . .
يقول المنطق الذي يستنبطون منه أفكارهم إن ( المقدمة الخطأ لأي قضية ، تؤدي بالضرورة لنتيجة خاطئة )
وعلمائنا يقولون ( ما بني على باطل فهو باطل ) ، والآن لنتعرف على المقدمة التي بنا عليها القوم عقيدتهم
يقولون ( في البدء كانت الكلمة ) !! . . ونحن نقول على رسلكم ، لن ذهب معكم بعيدا ً حتى نتبين من أين أتيتم بتلك القاعدة ، وسيكون ردهم بالطبع أنها آية في الكتاب المقدس ، ونحن لا نعترض ولكن اسمعوا تفسيرنا لها ،
عندما يشرع الصانع في عمل صنعته ، لايبدأ بإحضار معداته بل يبدأ بالخاطر والتفكير ثم يستجمع إرادته ويقوم بالتنفيذ ، ولله المثل الأعلى ، فإنه تعالى لما أراد أن يصنع عالما ً . .
كانت ( إرادتة ) ، ثم شرع بالإنشاء فكانت ( مشيئة ) ، فتمثلت مشيئته في ( الخلق ) ،
ولأن كل صانع محترف لابد من أن يسير على منهج وقواعد مسبقة ، فلا يبدأ بتنفيذ عمله قبل أن يرى النهاية
وبما أن الله أحسن الخالقين ، فلابد أن يكون هو صاحب هذا المبدأ من الأساس ، ولكل صانع مدونة ومخططات
للتنفيذ ، يسير هو ومن معه على إثرها ، فقد بدأ الخالق جل في علاه بخلق القلم الذي سيدون كل شيء ، لاريب أنني الآن لا أستطيع التواصل معكم من خلال الكلمة المنطوقة ، ذلك لبعد المسافات بيننا ، فقد لجأت للكلمة المكتوبة التي يمكن أن يقرأها بل و يتبناها و يعمل بها كل من أراد ، بينما كلمتي المنطوقة لا يسمعها إلا القريب
لذلك فالكلمة كلمتان ( كلمة مكتوبة ، وكلمة منطوقة ) ، لقد أراد الله دائما أن ينفذ مشيئته بالكلمة المكتوبة ، وقليلا ما يستخدم الخالق الكلمة المنطوقة لتنفيذ مشيئته ، إننا نلاحظ أن مدير أي مؤسسة يعطي أوامره المباشرة لمسؤل
ثم تكتب وتنشر تلك الأوامر على العاملين في منشورات مكتوبة ، والتي تسمى باللوائح . .
وكلمتي الآن قد وصلتك عبر التدوين من خلال لوحة المفاتيح التي أكتب من خلالها ، كذلك قدر الخالق أن يدون
كل ما شاء أن يكون في لوح ، وسماه باللوح المحفوظ ، ولأن الكلمة المكتوبة يلزمها القلم فقد خلق القلم أولا ًومن ثم اللوح المحفوظ ، وقد خلق الله ذلك بالكلمة المنطوقة كأن يقول كن قلما ً وتلك الكلمة يسيستخدما قليلا ً جدا ً في إنشاء الموجودات فقط من العدم ،
ولأن اللوح المحفوظ به أسرار علم الله في الخلق ، ولأن به علوم الغيبيات ولأن به الحكمة من خلق كل شيء . .
لم يطلع عليه أحد غير المختصين في تنفيذ ما به وهم المؤتمنون ، المرضي عنهم ،
إذن الكلمة كلمتان منطوقة ومكتوبة ، وإننا لو قلنا أن فلان اليوم سيلقي كلمتة ، فإننا لا نشك في أنها كلمة منطوقة أما وإن قلنا أن فلان سيدون اليوم كلمتة ، فإننا سننتظر كلمة مكتوبة ، لذلك يخبرنا الخالق جل في علاه بطريقة خلق عيسى بن مريم عليه السلام فيقول :
{ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ }النساء171
إذن فلقد ألقى بكلمته المنطوقة مباشرة ، كن عيسى بن مريم كن حيا ً من غير سبب فقط لأني أردت ذلك . .
فعلمنا أن عيسى عليه السلام خلق بالكلمة المنطوقة ، ولأن الله قد ربط بين طريقة خلق آدم و عيسى عليهما السلام
فإننا نعلم بالضرورة أن كليهما خلق بالكلمة المنطوقة ، ومن غير مقدمات منطقية فقط لأن الله أراد ذلك . .
ولكي لا نرتاب في هذه النتيجة فقد أخبرنا ربنا بقوله :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
وما قدم ربنا ذكر التراب في الآية عن كن إلا ليخبرنا بأنه تعالى قد حدد مادة ذلك المخلوق حتى قبل إنشإه ، فماذا
كنتم ستقولون فيه إن كانت مادته أرقى من التراب الذي تدوسه الأقدام ، ويذكرنا ربنا أن مادة المسيح لاتتعدى أن تكون مادة آدم ، وبالتالي كل ما يدب على الأرض ، فماذا يفعل الله بعد ذلك حتى لانؤله إبن مريم ؟!!
نتيجة:
إذن الكلمة التي بدأ الله بها تنفيذ مشيئته وتجسيده للعالم وكافة المخلوقات ً كانت ( كن ) ، وليست أي كلمة أخرى.
وسيعلمنا ربنا بالترتيب الإلهي في تجسيد مشيئته في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
نتيجة:
إذن شأن الله في الموجودات والمخلوقات ، أولا ً الإرادة ، ثانيا ً المشيئة ، ثالثا ً كلمة كن لتجسيد المشيئة.
فالكلمة لم تكن البداية قط ، إلامن المنظور المادي للمخلوقات التي تتجسد بها فتكون بدايتها المادية كلمة كن.
ولكن في الحقيقة قد سبقت تلك الكلمة إرادة الله ومشيئته .
ربما يشكل على البعض الفارق بين الإرادة والمشيئة ويحسبهما كلمتان لمعنى واحد ، إلا أن الفارق كبير فمثلا
ربما أردت ولكنك لا تعرف ما تريد ، وعندما تقول أردت شيئا ً ، فإنك قد عينت شيئا ما تراه بخيالك وتستطيع
أن تعبر عنه إما برسمه أو وصفه أوصنعه وكذلك الله يعرف ما يريد فيعين الأشياء ثم يجليها متجسمة كمخلوق
نتيجة:
ولأن الكتاب المقدس يقول في البدء كانت الكلمة ، فهو يثبت أن عيسى لم يكن شيء قبل كلمة كن و بهذا فهو مخلوق ، لا خالق ولا مساوي ، لأن الله لم يكن يوما كلمة ليكون مجسما ً و لم تشاركة الكلمة في شيء حتى
تشاركه الأذلية ، وإن لم يقل الله كلمة واحدة ليومنا لما كانت هناك كلمة ولما كان هناك مخلوق وبالطبع لما كان هناك عيسى أو آدم ، وما كان ذلك لينقص ألله في شيء وإن بقى منفردا ً في أبديته مدى الدهر بغير كلام !!
نتيجة:
إن أول ما جسد الله من خلقه كان القلم ، ثم اللوح المحفوظ ، ثم قال للقلم أكتب !! فسأله القلم وما أكتب يارب ، فأخبره الله بكل الكلمات التي يتمم بها مشيئته في الخلق ليوم الدينونة ، ثم خلق الله كائن مؤتمن لايطلع
على لوحه المحفوظ إلا هو ، ونفخ فيه من روحه والنفخة تعني الحياة فهذا الكائن هو أول حي بعد الله وكلمة حي تعني أن له إرادة ، وقدرة ويعقل بما قدره الله أن يعقل ، وسمى ربنا هذا الكائن بالروح الأمين .
نتيجة:
الكائن الحي يتجسد في الواقع ويبدأ رحلة تكوينه بالكلمة ثم النفخة ، بينما الجمادات تجسدت بالكلمة فقط !!
سؤال: لماذا اللوح المحفوظ ولماذا الكلمة المكتوبة ، ما دام الله ببساطة يخلق ويجلي كل شيء بالكلمة المنطوقة ؟!
تلك الحكمة لها أسباب منها:
أولا ً- إن سجلات اللوح المحفوظ تخبرنا بأن هناك قانون محكم يؤل له كل شيء ، وأن واجدنا لا يتفاعل
مع الأحداث بحيث يكون لكل حدث ٍ حديث ، بل أن محيط عليمه يشمل ما يفعل منذ اللحظة الأولى ، برغم أن لاشيء يوقفه إن أراد فعل شيء ، غير أنه ألزم نفسه بنفسه بنواميس ، لنطمئن أنه لن يهدر عمل المحسنين .
ثانيا ً- قبل شروعنا نحن البشر في تنفيذ أعمالنا نضع الإحتمالات الممكنة والغير ممكنة ، وكلما كان ذلك دقيقا ً كلما أظهر للأخرين قدرتنا وسعة علمنا ، إن الله لا يحتاج ذلك ولكنه سجل ما كان وما سيكون لنطمئن لدقة صنعه وبأنه يفعل لنا ويأمرنا بالأصلح والأقوم إذ أنه علم الخير فأمرنا به و تهددنا إن سلكنا سبيلا ً أخر وأنه علم نهايته .
ثالثا ً- لابد للموجودات من أن يكون لها قوانين ، وقوائم تشريعية لضبط وإحكام حركة الكون و وجودنا فيه .
رابعاً - هذه القوانين والمدونات ، ملزمة للجميع بحيث لا يتوهم واهم بأن هناك من يكسر تلك القواعد والأسس . .
لاتبديل لكلمات الله .
خامسا – لأن الخالق لا يجلس متفرجا ًً ومعلقا ً ومتدخلا ً في كل وقت ، فيحق له أن يضع دستورا ً يعمل به الكل ولا يراجع في كل صغيرة وكبيرة ، ولكنه يتابع عن قرب ويتدخل في الوقت المناسب فقط . .
إن القرءآن قد أخبرنا بشيء من ذلك فلنقراء :
( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ، فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) وليس المقصود هنا المصحف الشريف ، بل كل كلمة منطوقة من الله
تحولت لكلمة مكتوبة ، وهذا ما حدث يوم أملى الله للقلم ما سيسجله في ( اللوح المحفوظ ، أم الكتاب )
فلا يمحو الله كلامه أبدا ً ، إنما يمحو كلام الشيطان لأنه لم يكن في متن اللوح المحفوظ ، ولنقراء مثلا ً :
{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
{ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
ويؤكد لنا ربنا تعالى أن الذي يمحوه ليس كلامه وإنه يثبت ما يشاء من القول الطيب للطيبين ، وأننا لا نخاف من أن يبدل الله كلامه لأن كل شيء عنده في أم الكتاب وهو ملتزم بحفظه ،
وما ذكر الله : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
إلا قاصدا ً كلام الشيطان فهو فقط الذي ينسخة و يمحوه . . كما في قوله :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
ذلك لأن كل الكتب المنزلة على رسله وأنبيائه ، هي في أم الكتاب مدونة ومحفوظة ، وذلك قوله :
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 ، لن أصله في اللوح المحفوظ .
{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
إن الله قد تدخل مباشرة ً بكلمات منطوقة ، وأشار لنا بعلامات مثل :
{ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164
وقوله تعالى : ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ، فكلمتي ( تكليما و ألقاها ) تعني نطقه تعالى بهما مباشرة ً
وقد أعقب كن بنفخ الروح مباشرة ً في عيسى عليه السلام ، كما فعل في أبو البشر الأول أدم عليه السلام ،
ذلك لإشتراكهما في عدم وجود قانون وجودهما من العدم ، الذي هو ناموس الله في خلقه ، فما في اللوح المحفوظ هي قوانين لتسير الخلق وتوالده بتوفر الأسباب ، وليس فيه القدرة على الخلق من العدم بكلمة كن المنطوقه من الله
نتيجة :
إذن قدعلمنا الله أن الخلق المباشر الذي يأتي من العدم و يأتي بدون إستكمال مقومات تخليقه التي دونها القلم بأمر
الباري المباشر جل في علاه ، و قد علمنا يقينا ً بأن ألله قد خلق بالكلمة المنطوقة مباشرة ً لتجلي تلك الأشياء :
( القلم – اللوح المحفوظ – الروح الأمين – الملائكة المقربون - آدم – عيسى بن مريم . . وأخرى لا نعلمها )
أما الخلق الغير مباشر والذي هو محصلة القانون والناموس المدون سلفا ً في الكتاب المكنون ، فمن قوانينه مثلا
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }فاطر11 ولنا أن نلاحظ الحمل والوضع من زوجين إقتصر على علم الله فقط ، ولم يقل ننفخ فيه من روحنا مثلما قال في آدم و عيسى الذين لم ينجبا بزوجين إثنين
{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3 فالكون يتحرك ويتكاثر بنظام تلقائي بفضل السر الذي جعله الله فيه .
وينطبق ذلك على كل ما سبقه ( أنزلنا – خلقنا – شئنا – أردنا – عملنا – أمرنا ) شرط ألا يكون أول خلقة فكل شيء يستدعي المباشرة من الله أول مرة فقط ، وبعدها يوجد بكلمة الله المكتوبة عندما يجعل قانونه نشأته فيه
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21 وقد حدد تلك المقادير في اللوح المحفوظ .
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49 ، { لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً }مريم94
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ..الحديد22
وختام حديثنا قول الله :
{ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47
فعندما أراد ربنا ، ألقى بكلمتة المنطوقة كن وقدرها فكانت بشرا ً سويا ، { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ }المرسلات23
وليس البدء بالكلمة وليست الكلمة جزء من الله في شيء وليس الله أبكم وإن لم يتكلم ، وليس الله بحاجة لأن يخلق ليكون خالقا ً ، وليس الله في حاجة للتجسد من أجل أن يدين ، فالذي يرزق الناس من فوق سبع سماوات قادربغير
تجسد أن يدينهم من عليائه ، والرب الذي خطأ آدم وإبليس من غير تجسد قادر أن يغفر لهم من دون أن يتجسد ،
والذي رزق الناس وأحياهم وعلمهم طريقه وأمهلهم للتوبة وأنزل إليهم رسله ، رحمة بهم ليهديهم من ضلالهم ، وتودد إليهم وأحبهم ، هذا الإله قادر أن يغفر لهم بدون دماء ولا كبش فداء ، ولا حاجة له أن يلد ليقطع إبنه من أجل الخطاه ، ولا يحوجهم لأن يشربو الدماء ولا ليأكلوا لحم بشري ولو رمزا ً ليغفر لهم ،
إنما هذه تعاليم دراكولا : { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
تعالى الله عما يصفون : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }المرسلات50
{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .الحمد لله على نعمة الإسلام
ما توفيقي إلا بالله ، وما لم أوفق فيه فمن نفسي ومن الشيطان . .
.
المفضلات