هل انتشر الإسلام حقا بحد السيف وبالإجبار ؟؟
ها هو الحديث الشريف الذى يستدل به النصارى على ذلك :
(أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ)
ويقولون بمعارضة هذا الحديث للقرآن الكريم نفسه الذى يقول :
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)- (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ)- (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْفَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)- (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)- (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) !!!!
-----------------------------------------
المشكلة هنا هى فى الفهم الدقيق لكلمة : (الناس) ....
فقد تأتى كلمة (الناس) فى مواضع لتعنى عموم جنس البشر :
- (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
- (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
- (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ)
- (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
- (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)
- (وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ)
- (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)
-----------------------------------------
وقد تأتى كلمة (الناس) فى مواضع أخرى لتعنى فئة محددة أو فئات محددة من جنس البشر :
- (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا)
- (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
- (تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)
- (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
- (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
- (قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ)
- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ)
- (قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)
- (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)
- (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)
- (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
- (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
- (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)
- (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
- (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)
- (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
- (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
- (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)
- (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
- (إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
- (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
-----------------------------------------
وكلمة (الناس) المذكورة فى الحديث الشريف ... ليس المقصود بها عموم جنس البشر ... بل فئة معينة من الناس .... بدليل أحاديث أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم :
- (أُمِرتُ أن أقاتلَ المشرِكينَ حتَّى يشهَدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فإذا شَهِدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصلَّوا صلاتَنا، واستقبلوا قبلتَنا، وأَكَلوا ذبائحَنا، فقد حرُمَتْ علينا دماؤُهُم وأموالُهُم إلَّا بحقِّها)
- (عنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قال : كانتِ المرأةُ تكونُ مِقْلاةً لا يعيشُ لها ولدٌ فتجعلُ على نفسِها إنْ عاش لها ولدٌ أنْ تُهَوِّدَهُ ، فلمَّا أُجْلِيَتْ بَنو النَّضير ِكانَ فيهِمْ أبناءُ الأنصارِ ، فقالوا : لا ندعُ أبناءَنا ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : قد خُيِّرَ أصحابُكم فإن اختاروكم فهم منكم ، وإن اختاروهم فأجْلُوهم معهم)
- (ما بالُ أقوامٍ جاوزَ بهمُ القتلُ اليومَ حتى قتلوا الذرِّيَّةَ ؟ ألَا إِنَّ خيارَكم أبناءُ المشركينَ ، ألَا لَا تقتُلُوا ذُرِّيَةً ، ألَا لَا تقتُلُوا ذُرِّيَّةً ، كُلُّ نَسَمَةٍ تُولَدُ علَى الفِطْرَةِ ، فما يزالُ عليها حتى يُعْرِبَ عنها لسانُها ، فأبواها يهوِّدانِها ، أوْ يُنَصِّرانِها)
-----------------------------------------
من هى (الفئة من الناس) التى أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ بقتالها ؟؟
هذه الفئة هى الناس الَّذِينَ :
- (لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
- (يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
- (كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ)
- (يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
- (يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
- (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ)
- (يُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ)
- (يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)
- (يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)
- (لَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)
- (يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)
هذه الفئات هى من يقول الله تعالى فيها : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)
-----------------------------------------
لماذا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ بقتال هذه الفئات ؟؟
1- لرد العدوان عن المسلمين والدفاع عن النفس والمال والوطن الإسلامى
2- لتحقيق العزة والكرامة وقوة الردع المناسبة لتأمين الدولة الإسلامية
3- لتأمين الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر كلمة الله فى الأرض بالإقناع وتقرير حرِّية الدَّعوة ليتمكن المسلمون من دعوة الناس إلى الإسلام دون أن يقف في طريقهم أحـد ثم بعد ذلك من شاء منهم أن يدخل في الإسلام فعل ومن شاء أن يبقى على كفره فعل ولكن يبقى تحت سلطان المسلمين ويدفع إليهم الجزية فيعصم دمه وماله
فقد جاء الإسلام بأكمل تصوُّر للوجود والحياة وبأرقى نظام لتطوير الحياة ... جاء بهذا الخير ليهديه إلى البشرية كلِّها ويبلغه إلى أسماعها وإلى قلوبها فمن شاء بعد البيان والبلاغ فليؤمن ومن شاء فليكفر ولا إكراه في الدين ولكن ينبغي قبل ذلك أنْ تزول العقبات من طريق إبلاغ هذا الخير للناس كافَّة كما جاء من عند الله للناس كافَّة وأنْ تزول الحواجز التي تمنع النَّاس أنْ يسمعوا وأنْ يقتنعوا وأنْ ينضموا إلى موكب الهدى إذا أرادوا ... ومن هذه الحواجز أنْ تكون هناك نُظُم طاغية في الأرض تصدُّ النَّاس عن الاستماع إلى الهدى وتفتن المهتدين أيضاً ففرض الإسلام الجهاد ليحطِّم هذه النُّظُم الطَّاغية وليقيم مكانها نظاماً عادلاً يكفل حرِّية الدَّعوة إلى الحقِّ في كلِّ مكان وحرِّية الدُّعاة
4- لتقرير حرِّية العقيدة وإتاحة الفرصة للمستضعفين الذين يريدون اعتناق دين الإسلام طواعية (بلا غصب أو إكراه) بدون خوف من أرباب دياناتهم الشركية السابقة
5- لإزالة الظلم والإضطهاد ودفع الأذى عن المسلمين
6- لإقرار العدل والحرية لجميع الناس على اختلاف عقائدهم
والجهاد ضد المشركين وقتالهم لم يُشرَع في الأساس لإجبار الناس على دخول الإسلام قهرًا ... وإنما الغاية العُظمى من الجهاد هي تطهير الأرض من أجواء الفتن حتى يتمَّ تعبيد الناس لله رب العالمين وحده وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وإقامة توحيد الله في أرض الله بين عباد الله وإرجاع البشر إلى أصل فِطرتهم وهي الإسلام لله تعالى الذي يُخلِّص البشر من كل عبودية مُذلة لغَيره .... (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ)
فالجهاد في الإسلام ليس لإكراه الناس على الإسلام وإنما لإفساح الطريق لهم لأن يعبدوا الله ويتركوا الشِّرك من خلال توفير أجواء إيمانية لهم تساعدهم على التفريق بين الحق والباطل، وتُوضِّح لهم الرشد من الغيِّ : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)
- فإذا أردت أن تعالج شعبًا من إدمان الخمور فلا بد أن تغلق الخمَّارات
- وإذا أردت أن تعالج شعبًا من الزنا فلا بد أن تغلق بيوت الدعارة
- وإذا أردت أن تعالج شعبًا من القمار فلا بد أن تغلق الملاهى
- وإذا أردت أن تعالج شعبًا من المخدرات فلا بد من إعدام المهربين
- وإذا أردت أن تعالج شعبًا من الأمراض فلا بد أن تغلق مطاعم بير السلم وتردم المصارف والترع وتوفر للناس أجواء صحية نظيفة كذلك الجهاد ضد المشركين .. هو وسيلة لتطهير الأرض من الشرك والكفر
-----------------------------------------
هل لقتال المشركين قواعد أخلاقية ؟؟
الجهاد في الإسلام مرتبط بجملة من القواعد الأخلاقية :
1- فمن هذه القواعد الأخلاقية الأساسية قاعدة : (عدم قتال من لم يُقاتِل وتحريم الاعتداء على الآخرين بغير حق أو التعدي على الأبرياء المسالمين بغير ذنب)
- ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾
ففي الإسلام لا يُقتَل أحد بذنب غيره ولا يؤخذ ابنٌ بجريرة أبيه ولا امرأة بجريرة زوجِها ولا تَزِر وازرة وزر أخرى وهذه أسمى معاني العدالة والرحمة .... فمن لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى فلا يُقتل عند جمهور العلماء إلا أن يُقاتِل
فهذا أبو بكر الصديق يوصي أمراء الجند قائلاً : (لا تقتلوا امرأة، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هرمًا، ولا تقطعوا شجرًا مُثمِرًا، ولا تخرِّبنَّ عامرًا ولا تعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلا لمأكلة، ولا تُغرِقنَّ نخلاً ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبن)
2- لا يجوز في دين الإسلام أن يقاتل المسلمون رغبةً في التدمير أو إذلالاً للناس أو تعذيبًا لهم كما كانت تفعل جيوش الأمم الأخرى كاليهود والنصارى الذين كانوا يذلُّون الشعوب ويُدمِّرون كل شيء المدن والبشر والمزارع والحيوانات منفِّذين في ذلك تعاليم كتابهم الذي جاء يأمرهم بالقتل والدمار :
* (اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ)
* (وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ)
* (تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)
* (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا)
* (طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ)
فمن ضوابط الجهاد فى الإسلام : (عدم الإتلاف) بالمحافظة على البيئة ... ويدخل فى ذلك النهى الشديد عن قتل الحيوانات لغير مصلحة وتحريق الأشجار وإفساد الزروع والثمار والمياه وتلويث الآبار وهدم البيوت وتحطيم المبانى
3- إذا جنح المشركون للسلم وانتهوا عن القتال أو قبلوا بالجزية فلا عدوان إلا على الظالمين
- (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
- (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا)
- (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
4- المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التى تليق بالإنسان
- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
- (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
5- عدم المساس بحرية المعتقد الديني لغير المسلمين الذين لا يريدون اعتناق الإسلام وعدم التعرض للقساوسة والرهبان والأحبار
- (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
- (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
-----------------------------------------
ما هى الأدلة على عدم انتشار الإسلام بحد السيف ؟؟
1- مكَث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة 13 عامًا يدعو بالحكمة والموعظة الحسَنة والإقناع بلا قتال أو إراقة نقطة دم واحدة ... بل على العكس كان صلى الله عليه وسلم وأصحابه مستضعفين يتعرَّضون للتعذيب والتنكيل ليرجعوا عن دينهم فما صرفهم هذا عن الإسلام وما زادهم إلا إصرارًا على اتباع الحق ... فإن كان هناك إكراهٌ فقد كان في الصدِّ عن الإسلام لا في اتِّباعه
2- دخل الإسلام إلى أهل يثرب بلا أي قتال فقد اقتنَع سادتهم بالإسلام حين عرَضه عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فبايَعوا بيعتَي العقبة الأولى والثانية ثم أرسل إليهم مصعب بن عمير فاجتهد في دعوة أهل المدينة حتى دخل معظمهم في دين الإسلام ... فالمهاجرين والأنصار - الذين هم ركيزة الدولة الإسلامية الأولى - قد دخلوا في دين الله عن اقتناع وتسليم وتحمَّلوا في سبيله الإبتلاءات والإضطهادات والأذى والتعذيب مما يَنفي أي شبهة إكراه وإجبار في حقِّهم
3- غالبية الحروب والغزوات الإسلامية في العصر النبوي لم تكن بمُبادَرة من المسلمين فقد غُزي المسلمون مثلاً في بدر وأُحُد والأحزاب وأما غزوات اليهود وفتح مكة ومؤتة وتبوك وغيرها فكانت تأديبًا لمن خانوا العهود وخالفوا والمواثيق وبدؤوا بالغدر والخيانة والاعتداء و قَتلوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
4- كان المسلمون يَدخُلون في الغالب في معاركَ غير متكافئة من حيث العدد والعدة حيث كان خصمهم يتفوَّق عليهم تفوقًا ساحقًا
ففي غزوة مؤتة على سبيل المثال نجد أن عدد جنود المسلمين كان حوالي 3000 رجل في حين كان عدد جيش الكفار 200000 مقاتل ناهيك عن التفوق في العدَّة والآلة الحربية فهل يعقل أن هذه القِلة المستضعفة من ثلاثة آلاف مسلم فقط لا غير نجحت فى فرض الإسلام بالغصب على مائتي ألف شخص يفوقونهم سلاحا وعتادا ؟؟
5- العقائد لايمكن أن تستقرُّ في النفوس تحت وطأة السيف والقهر على الإطلاق وإنما تستقر بالإقناع وبالحجة الواضحة ولو كانت الشعوب قد دخلت في الإسلام مُجبَرةً فسرعان ما كانت تمرَّدت عليه ولفظته عند أول نجدة خارجية ... ولكن الحقيقة التي يشهد لها التاريخ والواقع أن الشعوب الإسلامية هي أكثر الشعوب تمسُّكًا بدينها رغم ما تعانيه من اضطهادات وحروب في كثير من أنحاء العالم حتى في عصرنا هذا
6- هناك كثافة إسلامية كبيرة في جنوب شرق آسيا في بلاد لم تطأْها قدم مجاهد مسلم فاتح كالفليبين وإندونيسيا وماليزيا ... فهناك عشرات بل مئات الملايين ممن هداهم الله للإسلام .. فمن الذي أجبر هؤلاء على اعتناق الإسلام ؟
كما أن هناك كثيرًا من المسلمين في دول أوربا والأمريكيتَين وهي بلاد لم يدخلْها الفاتحون المسلمون وهناك أقليات مسلمة في كل الدول غير الإسلامية وهم متمسكون بالإسلام والحمد لله.. فمن الذي أجبر هؤلاء على اعتناق الإسلام ؟
وفي كل يوم تدخُل جموع غفيرة إلى الإسلام في بلاد غير إسلامية حتى ثبَت بالإحصاءات الرسمية غيرِ الإسلامية أن الإسلام الآن هو أسرع الأديان انتشارًا في العالم كله بلا حروب أو أي شبهة في استخدام القوة.. فمن الذي أجبر هؤلاء على اعتناق الإسلام ؟
7- التاريخ يثبت أن بعض القوات والجيوش التي حاربَت المسلمين وانتصرَت عليهم - كالتتار مثلاً - قد أسلموا ودخلوا في دين الله أفواجًا في سابقةٍ لم يَعرِف لها التاريخ مثيلاً فأنَّى للمُنتصِر أن يدخل في دين المهزوم ؟ وأي شبهة إكراه ها هنا ؟
-----------------------------------------
بقى أن يقول لنا النصارى ....
ماذا كانت (أهداف) و (أخلاقيات) الحروب الصليبية
ولماذا بدأت تحديدا فى هذه الأوقات !!!!!
-----------------------------------------
والحمد لله رب العالمين
المفضلات