-
الرد على شبهة ترتيب خلق السماوات و الارض عدد ايامها
بسم الله الرحمن الرحيم
الشبهة :
( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ( 9 ) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ( 10 ) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( 11 ) ) سورة فصلت
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ( 27 ) رفع سمكها فسواها ( 28 ) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ( 29 )والأرض بعد ذلك دحاها ( 30 ) أخرج منها ماءها ومرعاها ( 31 ) والجبال أرساها ( 32 ) متاعا لكم ولأنعامكم ( 33 ) ) سورة النبا
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ( 29 )
( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ( 30 ) سورة الانبياء
السؤال :
هل خلقت الارض اولا ام السماء؟
هل خلقت الارض و السماء في 6 ايام ام في ثمانية ايام ؟
الرد :
اقول و بالله التوفيق ان من استشهد من النصارى و الملاحدة بهذه الايات كدليل على وجود تناقض في القران فقد اثبت جهله بسياق الايات اولا و بتفاسير الايات ثانيا
ان خلق الكون باكمله كانت على ثلاث مراحل :
1. مرحلة فتق السماوات و الارض -اي فصلهما عن بعضهماـ بعد ان كانا رتقا - اي شيئا واحدا. و على تفسير اخر ان المقصود بالفتق هو انزال و وجود الماء عليها بعد ان كانت رتقا- اي حابسة لا ماء فيها (و على هذا التفسير تكون مرحلة فتق السماوات و الارض داخلة في عموم دحو الارض )
2. مرحلة خلق الارض ووضع مقاديرها و مباركتها و خلق السماوات
3. مرحلة دحو الارض باخراج ماءها و مرعاها
التفصيل :
مرحلة الفتق :
التفسير الاول
على تفسير من قال ان الفتق هو الفصل ، نقرا من تفسير ابن كثير :
وقال سعيد بن جبير : بل كانت السماء والأرض ملتزقتين ، فلما رفع السماء وأبرز منها الأرض ، كان ذلك فتقهما الذي ذكر اللهفي كتابه . وقال الحسن ، وقتادة ، كانتا جميعا ، ففصل بينهما بهذا الهواء . انتهى كلام ابن كثير
و على هذا التفسير يحتمل امرين لا ثالث لهما :
اولا ان مرحلة الفتق ما هي الا جزءا من مرحلة خلق الارض و السماوات . فيكون الفتق اخر شيئ في خلق السماوات و الارض قبل دحو الارض
ثانيا ان مرحلة الفتق كانت قبل خلق السماوات و الارض بحيث يكون الارض و السماوات كانا شيئا واحدا و هو ذلك الدخان المذكور في سورة فصلت
التفسير الثاني
على تفسير من قال بان الفتق هو ايجاد الماء فيهما ، نقرا من تفسير ابن كثير :
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن أبي حمزة ، حدثنا حاتم ، عن حمزة بن أبي محمد ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر; أن رجلا أتاه يسأله عن السماوات والأرض ( كانتا رتقا ففتقناهما ) ؟ . قال : اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ، ثم تعال فأخبرني بما قال لك . قال : فذهب إلى ابن عباس فسأله . فقال ابن عباس :نعم ، كانت السماوات رتقا لا تمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت .
فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر ، وفتق هذه بالنبات . فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره ، فقال ابن عمر : الآن قد علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علما ، صدق - هكذا كانت . قال ابن عمر : قد كنت أقول : ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن قد علمت أنه قد أوتي في القرآن علما .
وقال عطية العوفي - : كانت هذه رتقا لا تمطر ، فأمطرت . وكانت هذه رتقا لا تنبت ، فأنبتت . انتهى كلام ابن كثير
بناءا على هذا التفسير يكون فتق السماوات و الارض وجها اخر لمرحلة دحو الارض بعد خلق الارض و السماوات
مرحلة خلق الارض ثم السماوات في ستة ايام :
اجمع العلماء اجماعا قاطبا على خلق الارض و السماوات استنادا على الايتين في سورة فصلت و سورة البقرة :
( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ( 29 ) ) سورة البقرة
يقول الامام ابن كثير رحمه الله :
((ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك ، وقد صرح المفسرون بذلك ))
و نقرا ايضا من تفسيره للاية الكريمة :
وقال ابن جرير : حدثني المثنى ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عبد الله بن سلامأنه قال : إن الله بدأ الخلق يوم الأحد ، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين ، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السماوات في الخميس والجمعة ، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة ، فخلق فيها آدم على عجل ، فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة .
وقال مجاهد في قوله : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) قال : خلق الله الأرض قبل السماء ، فلما خلق الأرض ثار منها دخان ، فذلك حين يقول : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) [ ص: 215 ] ( فسواهن سبع سماوات ) قال : بعضهن فوق بعض ، وسبع أرضين ، يعني بعضهن تحت بعض .
وهذه الآية دالة على أن الأرض خلقت قبل السماء ، كما قال في آية السجدة : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 - 12 ] فهذه وهذه دالتان على أن الأرض خلقت قبل السماء ، وهذا ما لا أعلم فيه نزاعا بين العلماء إلا ما نقله ابن جرير عنقتادة : أنه زعم أن السماء خلقت قبل الأرض ، . انتهى كلام الامام ابن كثير رحمه الله
قال الامام البغوي في تفسيره :
(( قوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) لكي تعتبروا وتستدلوا وقيل لكي تنتفعوا ( ثم استوى إلى السماء )قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف أي ارتفع إلى السماء . وقال ابن كيسان والفراء وجماعة من النحويين أي أقبل على خلق السماء . وقيل قصد لأنه خلق الأرض أولا ثم عمد إلى خلق السماء ( فسواهن سبع سماوات ) خلقهن مستويات لا فطور فيها ولا صدع ( وهو بكل شيء عليم ) ))
و اما تفصيل هذا الخلق و عدد ايامها كما في الاية الكريمة في سورة فصلت:
اولا خلق الله الارض في يومين
ثانيا ثم قدر مواقيتها و بارك فيها في يومين اخرين
ثالثا خلق السماء و تسويتها في يومين
فصار خلق الارض مع تقدير اقواتها و وضع الرواسي فيها اربعة ايام
و من هنا يتضح جهل من قال بان الاية الكريمة تشير الى ان الارض و السماوات خلقو في ثمانية ايام اذ انهم جهلو ان خلق الارض تدخل في اية تقدير الاقوات و خلق الرواسي و ليس انها منفصلة عن تلك الاربعة ايام
نقرا من تفسير الطبري :
وقال - جل ثناؤه - : ( في أربعة أيام ) لما ذكرنا قبل من الخبر الذي روينا عن ابن عباس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فرغ من خلق الأرض وجميع أسبابها ومنافعها من الأشجار والماء والمدائن والعمران والخراب في أربعة أيام ، أولهن يوم الأحد ، وآخرهن يوم الأربعاء .
حدثني موسى قال : ثنا عمرو قال : ثنا أسباط ، عن السدي قال : خلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين ، في الثلاثاء والأربعاء .
وقال بعض نحويي البصرة : قال . خلق الأرض في يومين ، ثم قال في أربعة أيام ، لأنه يعني أن هذا مع الأول أربعة أيام ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة ، واليوم ثنتين ، وإحداهما التي تزوجتها أمس . .انتهى كلام الامام الطبري
يقول الامام البغوي رحمه الله :
(( ( في أربعة أيام ) يريد خلق ما في الأرض ، وقدر الأقوات في يومين : يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام ، رد الآخر على الأول في الذكر ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين ، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس ))
نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
((حدثني أبو معشر وقال ابن جرير : حدثني المثنى ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عبد الله بن سلامأنه قال : إن الله بدأ الخلق يوم الأحد ، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين ، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السماوات في الخميس والجمعة ، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة ، فخلق فيها آدم على عجل ، فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة . ))
نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها ) أي : جعلها مباركة قابلة للخير والبذر والغراس ، ( وقدر فيها أقواتها ) ، وهو : ما يحتاج أهلها إليه من الأرزاق والأماكن التي تزرع وتغرس ، يعني : يوم الثلاثاء والأربعاء ، فهما مع اليومين السابقين أربعة ; ولهذا قال تعالى : ( في أربعة أيام سواء للسائلين ) أي : لمن أراد السؤال عن ذلك ليعلمه .. انتهى كلام ابن كثير رحمه الله
اذا علمنا من هذا ان الاية الكريمة و باختصار تذكر لنا خلق الارض في يومين و تقدير الاقوات و الرواسي في يومين اخرين فصار المجموع اربعة ايام و هذا المقصود بالاربعة ايام في الاية الكريمة كما ذكرنا .
مرحلة دحو الارض :
دحو الارض هو اخر المراحل و هو اخراج لماء و المرعى بعد خلق السماء في اخر يومين كما ذكره ابن عباس رحمه الله و غيره من المفسرين :
قال ابن كثير رحمه الله :
((فأما قوله : ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم ) [ النازعات : 27 - 33 ] ففي هذه الآية أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء ، فالدحي هو مفسر بقوله : ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) ، وكان هذا بعد خلق السماء ، فأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنص ، وبهذا أجاب ابن عباس فيما ذكره البخاري عند تفسير هذه الآية من صحيحه ، فإنه قال :
وقال المنهال ، عن سعيد بن جبير قال : قال رجل لابن عباس : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ....... وقال : ( أم السماء بناها )إلى قوله : ( دحاها ) [ النازعات : 27 - 30 ] ، فذكر خلق السماء قبل [ خلق ] الأرض ثم قال : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) إلى قوله : ( طائعين ) فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء ؟ .........قال - يعني ابن عباس - : .........وخلق الأرض في يومين ، ثم خلق السماء ، ثم استوى إلى السماء ، فسواهن في يومين آخرين ، ثم دحى الأرض ، ودحيها : أن أخرج منها الماء والمرعى ، وخلق الجبال والجماد والآكام وما بينهما في يومين آخرين ، فذلك قوله : ( دحاها ) وقوله (خلق الأرض في يومين ) فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وخلقت السماوات في يومين . ))
قال الامام الطبري رحمه الله في تفسيره :
( والأرض بعد ذلك دحاها ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( بعد ذلك ) فقال بعضهم : دحيت الأرض من بعد خلق السماء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء ، ثم ذكر السماء قبل الأرض ، وذلك أن الله خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء ، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، فذلك قوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) . انتهى كلام الامام الطبري
و ذهب بعض من العلماء ان لفظ بعد ذلك في الاية لا تفيد الترتيب انما تفيد المعية فيكون معنا و الارض مع ذلك دحاهافعلى هذا التفسير يكون الخلق ثم تقدير الاقوات و الرواسي و الدحو ثم خلق السماوات:
قال الامام الطبري رحمه الله :
وقال آخرون : بل معنى ذلك : والأرض مع ذلك دحاها ، وقالوا : الأرض خلقت ودحيت قبل السماء ، وذلك أن الله قال : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ) . قالوا : فأخبر الله أنه سوى السماوات بعد أن خلق ما في الأرض جميعا ، قالوا فإذا كان ذلك كذلك ، فلا وجه لقوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) إ لا ما ذكرنا من أنه مع ذلك دحاها قالوا : وذلك كقول الله عز وجل : ( عتل بعد ذلك زنيم ) . بمعنى : مع ذلك زنيم ، وكما يقال للرجل : أنت [ ص:209 ] أحمق ، وأنت بعد هذا لئيم الحسب ، بمعنى : مع هذا ، وكما قال جل ثناؤه : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) :أي من قبل الذكر ، واستشهد بقول الهذلي :
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش وبعض الشر أهون من بعض
وزعموا أن خراشا نجا قبل عروة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد ( والأرض بعد ذلك دحاها ) قال : مع ذلك دحاها .
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا علي بن معبد ، قال : ثنا محمد بن سلمة ، عن خصيف ، عن مجاهد (والأرض بعد ذلك دحاها ) قال : مع ذلك دحاها .
حدثني محمد بن خلف العسقلاني ، قال : ثنا رواد بن الجراح ، عن أبي حمزة ، عن السدي في قوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) قال : مع ذلك دحاها .
. انتهى كلام الامام الطبري
الا ان هذا القول لا يستقيم مع سياق القران فالتفسير الصحيح هو ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه و قد اختاره ابن كثير و ايضا الامام الطبري في خاتمة كلامه عن تفسير الاية :
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله :
((والقول الذي ذكرناه عن ابن عباس من أن الله تعالى خلق الأرض ، وقدر فيها أقواتها ، ولم يدحها ، ثم استوى إلى السماء ، فسواهن سبع سموات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، فأخرج منها ماءها ومرعاها ، وأرسى جبالها ، أشبه بما دل عليه ظاهر التنزيل ، لأنه جل ثناؤه قال : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) ))
و على هذا تقرر انه لا تعارض في الايات الكريمات
فالارض خلقت قبل السماء في يومين
ثم قدرت اقواتها و رواسيها في يومين اخرين
ثم خلقت السماء و من ثم دحيت الارض في يومين و خيلق السماء كان قبل الدحو في هذه اليومين
-
للاضافة :
من تفسير ابن كثير رحمه الله :
قال ابن جرير : حدثنا هناد بن السري ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي سعيد البقال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - قالهناد : قرأت سائر الحديث - أن اليهود أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن خلق السماوات والأرض ، فقال : " خلق الله الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، فهذه أربعة : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) لمن سأل ، قال : " وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه ، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال ، حين يموت من مات ، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس ، وفي الثالثةآدم ، وأسكنه الجنة ، وأمر إبليس بالسجود له ، وأخرجه منها في آخر ساعة " . ثم قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد ؟ قال : " ثم استوى على العرش " . قالوا : قد أصبت لو أتممت . قالوا : [ ص: 168 ] ثم استراح . فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - غضبا شديدا ، فنزل : ( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون) [ ق : 38 ] .
اذا ستة ايام لا ثمانية
تقدير الاقوات و الرواسي + خلق الارض = يومان + يومان = اربعة كما في سورة فصلت
-
للاضافة :
من تفسير الامام البغوي :
( والأرض بعد ذلك ) بعد خلق السماء ( دحاها ) بسطها ، والدحو البسط . قال ابن عباس :خلق الله الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء ، ثم استوى إلى السماء فسواهن [ ص: 330 ] سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك . انتهى كلام الامام البغوي
في تفسير اضواء البيان للامام محمد امين الشنقيطي:
وقد اختلف في تفسير قوله : " دحاها " ، فقال ابن كثير : تفسيره ما بعده أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها [ 79 \ 31 - 32 ] وهذا قول ابن جرير عن ابن عباس .
وقال القرطبي : " دحاها " أي : بسطها .
والعرب تقول : دحا الشيء إذا بسطه .
وقال أبو حيان : " دحاها " بسطها ومهدها للسكنى والاستقرار عليها ، ثم فسر ذلك التمهيد بما لا بد منه من إخراج الماء والمرعى ، وإرسائها بالجبال .
[ ص: 423 ] ومما ذكر يتأتى السكنى والمعيشة حتى الملح والمأكل والمشرب ، وهذا هو كلام الزمخشري بعينه .
وقال الفخر الرازي : " دحاها " : بسطها ، فترى أن جميع المفسرين تقريبا متفقون على أن دحاها بمعنى بسطها .
وقول ابن جرير وابن كثير :إن " دحاها " فسر بما بعده لا يتعارض مع البسط والتمهيد ، كما قال أبو حيان : إنه ذكر لوازم التسكن إلى المعيشة عليها من إخراج مائها ومرعاها ; لأن بهما قوام الحياة .
....... وبتأمل قول المفسرين نجدها متفقة في مجموعها : بأن " دحاها " مهدها وسهل الحياة عليها ، وذكر لوازمالتمكين من الحياة عليها من إخراج الماء ، والمرعى ، ووضع الجبال ، وهو المتفق مع نصوص القرآن في قوله :ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا. انتهى كلام الامام الشنقيطي
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة الاشبيلي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 01-09-2017, 02:46 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 20
آخر مشاركة: 22-08-2014, 10:27 PM
-
بواسطة heshamzn في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 28-08-2012, 10:05 PM
-
بواسطة ronya في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 20-07-2011, 11:02 PM
-
بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-09-2005, 11:49 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات