بسم الله الرحمن الرحيم ..
و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، سيد الخلق و المرسلين ، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين..
الإستار و الديناريوس .. هذا هو موضوعنا لهذا اليوم ..
فيا ترى ما هو الإستار و ما هو الديناريوس؟
تعالوا معاً في رحلة بين صفحات المؤلف الملهم ((متّى)) لنتعرف منه ما قال في ذلك..
متّى 17: 26 يسوع يخاطب بطرس قائلاً
نقرأ في ترجمة فاندياك:
((ولكن لا أريد أن أكون لهم حجر عثرة، فاذهب إلى البحر، و ألق الشص، و أمسك أول سمكة تخرج و افتح فاها تجد فيه إستاراً، فخذه و أده لهم عني و عنك.))
كذلك الترجمة الكاثوليكية تقول:
((و لكن لا أريد أن نكون لهم حجر عثرة، فاذهب إلى البحر و ألق الشص، و أمسك أول سمكة و افتح فاها تجد فيه إستاراً، فخذه و أده لهم عني و عنك.))
أما الترجمة العربية المشتركة فتقول:
((لكننا لا نريد أن نحرج أحداً، فاذهب إلى البحر و ألق الصنارة، و أمسك أول سمكة تخرج ، و افتح فمها تجد فيه قطعة بأربعة دراهم، فخذها و ادفعها إليهم عني و عنك.))
ما الذي جرى في هذا العدد؟ لماذا اختلفت الترجمات حول هذه الكلمة ؟ و لماذا تداركت الترجمة العربية المشتركة كلمة ((الإستار)) و أبدلتها بـ ((أربعة دراهم))؟
و إليكم الشرح:
جاء جباة الضريبة إلى يسوع و هو مع تلاميذه في كفر ناحوم وفقاً لرواية متى .. و طلبوا من بطرس ضريبة الهيكل بقولهم: ((أما يوفيكم معلمكم ضريبة الهيكل؟)) فقد كانوا يستوفون الضريبة عن الهيكل. فطلب يسوع من بطرس أن يذهب إلى البحر و يصطاد سمكة فيجد في فمها إستاراً ليوفي الضريبة عن يسوع و بطرس..
ولكن !!
ألم يكن يسوع مع تلاميذه كلهم؟ و لماذا يوفي الضريبة عن نفسه و عن بطرس فقط؟ ألم يكن مع تلاميذه الإثني عشر؟ وا حسرتاه على كاتب لم يحصي من كان أثناء هذه الحادثة ..
ليس هذا هو موضوعنا ..
المهم أنه ذهب و اصطاد السمكة و دفع الإستار ..
...... و لكن دفعها لمن؟ دفعها للرومان طبعاً .. فهم اللذين كانوا يحكمون هذه المناطق ..
نعم .. دفعها للرومان .. تذكروا هذا..
و الآن إليكم الصدمة التالية:
جاء في تفسير كلمة (إستار) في كتاب Holy Bible - New International Veriosn المطبوع سنة 1986 في لندن أن الإستار هو عملة يونانية مقدارها (2 دراخما)!! أما العملة الرومانية المستخدمة في ذلك الوقت فهي (الديناريوس) .. أما الإستار و الدراخما فهما عملة يونانية.. فهل دفع بطرس الضريبة بالعملة اليونانية؟
إن هذا لهو دليل أن الذي كتب إنجيل متى لم يكم هو متّى الحواري الذي كان خاضعاً للحكم الروماني، بل هو شخص آخر يوناني زل قلمه فنطق بعملته دونما أن يدري و نسي أن الرومان كانت عملتهم الديناريوس .. فوا حسرتاه على هذا الإلهام و الوحي.
الصدمة الأخرى:
في ترجمة فاندياك نقرأ العدد 17: 24 من نفس القصة ، حيث سأل جابي الضريبة بطرس فيقول ((أما يوفيكم معلمكم الدرهمين؟))
و الترجمة الكاثوليكية فتقول في نفس العدد ((أما يؤدي معلمكم الدرهمين؟))
و نفهم من النص السابق أن الضريبة كانت درهمين على كل شخص..
و لكن نجد في نفس الترجمتين أن الذي استخرجه بطرس من فم السمكة هو (إستار)= /2/ دراخما .. و لو غضضنا الطرف عن نوع العملة التي ذكرها متّى و عن تخبيصه لوجدنا أن الجابي كان يطلب درهمين (أو ريالين أو ليرتين أو جنيهين) عن كل شخص بغض النظر عن نوع العملة .. فهل كان المسيح على درجة من الغباء أن يدفع للجابي درهمين (إستاراً واحداً و الذي يساوي قطعتين فقط من النقد بغض النظر عن نوعه) عن نفسه و عن بطرس؟ ألا يعلم أن 2+2=4؟
فمرة يصورون لنا المسيح يقول لهم 1+1+1=1 و مرة يقول 2+2=2 .. واحسرتاه على عقول قد خربت.
أما الترجمة العربية المستركة فقط تجنبت الموضوع فصححت ليسوع و متّى غباءهما بأن جعلت الإستار قطعة بأربع دراهم .. كما أنها وقعت في حيرة عند طلب جابي الضريبة ، فتجنبت النص بالكامل و قالت ((أما يوفي معلمكم ضريبة الهيكل؟)) دونما أي ذكر لمبلغ الضريبة منعاً للوقوع في إشكال كما في الترجمات الأخرى.
----------------------------
الفكرة مقتبسة عن كتاب: إنزعوا قناع بولس عن وجه المسيح
المفضلات