السلام عليكم
أكتب هذا الموضوع نظراً لإنتشار صور كثيرة على الشبكة و بين الأفراد تحتوى تصويراً لشجرة النبوة الكريمة مثل هذه:
و هذه
و هذه أيضاً:
صور جميلة ..... ما أن نُشاهدها حتى نلهج بالصلاة و السلام على أنبياء الله جميعاً و على نبينا الأعظم عليهم الصلاة و السلام أجمعين !
هذا هو العسل .... فأين السُم ؟
دققوا فى تلك الصور جيداً لعلكم تكتشفوا أين يكمن السُم !
أقول لكم .... أنظروا إلى نسب عيسى عليه السلام .... تجدونه ينحدر من نسب داود و سُليمان ..... و هو خطأ فاحش و يُناقض صريح القرآن فى أن عيسى من نسل هارون عليه السلام ..... أى من سبط لاوى ، بينما داود من سبط يهوذا ، من أبناء يعقوب عليه السلام !
قد يقول قائل ..... ما تحبكهاش قوى كده ..... و ما يُضيرنا إن كان من سبط داود أو سبط هارون .... الغرض من هذه الصور هو نسب الرسول الكريم !
إذا أردت نسب الرسول ..... فليكن نسب الرسول ..... أما إذا أردت أن تُضمن نسب الأنبياء مع الرسول .... فليكن بصورة صحيحة و ليس بطريقة دس السُم بالعسل كما يفعل المُبشرون ..... أراهم يضحكون فى داخلية أنفسهم و يقولون : ها قد إبتلعها المُسلمون و صدقوا أن اليسوع من نسل داود كما جاء فى الإناجيل .... إذن فأين التحريف .... و قد تحققت النبوءات فى يوشع و صموشيل 1 و المزامير أن المسيح القادم من نسل داود ..... و المُسلمون يعترفون بذلك ..... فلم يقولون بالتحريف إذاً .
يا سادة ..... صريح القرآن يقول أن مريم من نسل هارون ...... فكما جاء فى سورة مريم بالآية 28 : "يَا أُخۡتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امۡرَأَ سَوۡءٍ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيًّا" ..... و هذه الآية شُبهة كبرى يستغلها المُنصرين فى تأكيد إختلاط الأمر على الرسول فخلط بين مريم أخت هارون و موسى فى التوراة ...... و مريم أم المسيح ...... و هذا كذب و إفلاس عقلى ...... فالرسول بنفسه أكد على الفترة الزمنية بين موسى و عيسى فى أحاديثه ....... و أخت هارون هنا تعنى إنتساب مريم إلى هارون المُختص بالكهانة فى اليهودية ...... و لو كانوا يقصدون مريم أخت موسى و هارون ، فالأولى أن يقولوا لها : يا أخت موسى ..... فهو النبى و هو الأشهر بين الأخوين ...... كما ينتسب المرء إلى المشهورين فى عائلته .... فيقول إبن أخت الوزير فلان ..... بل و حتى عند وفاة أخو البابا شنودة .... تصدر نعيه فى الأهرام إسمه ، و تحته ببنط أكبر : أخو البابا شنودة الثالث ..... بالرغم من أن هذا الأخ قد يكون بالفعل أكبر من شنودة ، أو لهم أخ أكبر ...... و لكنه أراد لنفسه تعظيماً بإلصاق إسمه بإسم شنودة !
أما أخت هارون فترجع إلى وجود مريم كخادمة فى المعبد .... فلم يكن مسموحاً للنساء بالخدمة فى المعبد اليهودى الذى كان مقصوراً على الرجال ...... و لكن مريم بإنتسابها إلى فرع هارون (المُختص بالكهانة) ..... و قرابتها لزكريا .... أحد كبار الكهنة اليهود ..... حظيت بذلك الشرف الذى لم تسبقها إليه إمرأة قط ...... و يُمكن لنا أن نستشف ذلك من سورة آل عمران 35 - 36 :
" إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥)فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦)"
و يتضح هنا أن إمرأة عمران (أم مريم) قد نذرت ما فى بطنها خادماً لله فى الهيكل .... على الظن أنه ذكر ...... و بالطبع لم يكن هذا الذكر ليخدم فى المعبد إلا إذا كان من نسل هارون ، المُختصين بالخدمة فى الهيكل ..... ثم فى الآية التى تليها ، نجد إستنكارها و دهشتها عندما وضعت المولود أنثى ..... ظناً أن ما تمنته لن يتحقق ..... و هذا دليل على إنتساب مريم إلى هارون ...... ثم لاوى إبن يعقوب ..... و دليل على قول أهل مريم فى إطار إستنكارهم عندما أتت لهم بالمسيح الوليد : يا أخت هارون .... و كأنه تذكير لها بنسبها الشريف ..... و كذلك تذكير لها بأنها لو لم تكن تنتسب لهارون ما كانت لتخدم فى بيت الله ...... و بالتالى فهى مُنزهة عن أن تأتى بشيئ فرىّ كهذا الذى ظنوه عنها.
و اليهود ، الذين كانو أعلم بنسبهم ، كانوا على علم بنسب اليسوع ..... و بالتالى أنكروا عليه أن يكون ملكاً على اليهود لأنه لا ينتسب إلى داود ...... و لكن النصارى ، بالعافية ، يخلقون له نسباً لداود .... و نُجاريهم نحن فيه !
و يُقال فى الأمثال : إذا كنت كذوباً ، فكن ذكوراً ..... أى تذكر كذبتك حتى لا تنقضها بكلامك .... و لكن النصارى و كتبة أناجيلهم تجاهلوا تلك الحكمة ، و كأنهم يُثبتون الحمة الأخرى القائلة : الكذب ما لهوش رجلين !
إليكم هذا النص من إنجيل لوقا ..... الذى من الأفضل أن نُسميه بإنجيل بولس ، لأنه ليس بوحى إلهى و لكنه وحى بولسى أصيل :
لوقا (الإصحاح الأول): 5 كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامراته من بنات هرون واسمها اليصابات.
أى أن أليصابات كانت من أبناء هارون فعلاً ....... و هى قريبة مريم كما جاء فى نفس الإصحاح
و كذلك لوقا ، الإصحاح الأول - المقطع رقم 36 : 36 وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا
و بقليل من العقل و المنطق .... لا نحتاج إلى الكثير لتفنيد الكذب و التزوير و التدليس ، لأن كذب النصارى مكشوف و يفضح نفسه كما يقول صديقى الدكتور هانز أتروت :
مريم من فتيات المعبد ...... و هو منصب مُتاح فقط لمن ينتسب إلى هارون ....... و كذلك مريم قريبة إليصابات ، التى هى من نسل هارون .......و مريم هى أم المسيح عليه السلام ..... فكيف يتأتى أن يكون المسيح من نسل سليمان ، إبن داود الذى هو من نسل يهوذا إبن يعقوب .... بينما هارون من نسل لاوى إبن يعقوب !
و كذلك القرآن يُدلل على أن مريم من نسل هارون ..... و أنها من طائفة خدام المعبد الذين ينضوون تحت مُسمى أخوية هارون ..... أى أبناء هارون
و مع ذلك فهذه الشجرة تكذب كذباً مُبيناً فى نسب المسيح عيسى بن مريم ....... و تُناقض القرآن و الشواهد العقلية و التاريخية و تنتصر لما جاء فى كتب النصارى ضد ما جاء فى القرآن ....... و مع ذلك يقبلها المُسلمون و يُمررونها فيما بينهم !!!!!!!
إنه السُم فى العسل حقاً
مع تحياتى
المفضلات