ورد في كتاب شبهات وهمية للقس الدكتور منيس عبد النور مايلي:
جُمعت أسفار العهد الجديد قبل موت الرسول يوحنا، فاطّلع عليها وصدّقها، لأن الله أطال حياته ليقوم بهذه المهمة. وقد حافظ أئمة المسيحيين على هذه الأسفار من جيل إلى آخر بغاية الاهتمام، كما فعل أفراد سبط لاوي الذي أفرزه الله ليحافظ على الشريعة ويقيم شعائرها، فكان أئمة الدين المسيحي منقطعين لتفسيرها وشرحها والوعظ منها، وكانوا شديدي الحرص عليها لأنها تعلن طريق الخلاص والأمجاد السماوية. وترجموها وتناقلوها بالسند القوي المتَّصل من جيل إلى آخر، فانتشرت بين أمم شتى في أنحاء الدنيا، مترجمةً بلغاتهم، فكانت تُتلى عليهم في كنائسهم، وانتشرت انتشاراً عظيماً بحيث أصبح يستحيل إدخال شيء فيها من التغيير أو التبديل.. فكيف يتَّفق أصحاب العقائد العديدة المنتشرة في أنحاء الدنيا على تغيير كتابهم الذي يحضّهم على الأمانة والصدق والحق؟ وقد ورد فيه صريحاً أن «من يزيد على هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوَّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة» (رؤيا 22: 18، 19). فمن يقبل على نفسه الضربات واللعنات؟
بالنسبة لقوله"جُمعت أسفار العهد الجديد قبل موت الرسول يوحنا" نقول:
تقول مقدمة العهد الجديد للرهبانية اليسوعية طبعة بيروت الثانية عشر :
(ويبدو ان المسيحيين ، حتى ما يقرب من السنة 150 ، تدرجوا من حيث لم يشعروا باأمر إلا قليلا جدا الى الشروع في إنشاء مجموعة جديدة من الأسفار المقدسة )ص2
وتقول أيضا:( ومهما يكن من أمر ، فليس هناك قبل سنة 140 اي شهادة تثبت ان الناس عرفوا مجموعة من النصوص الانجيلية المكتوبة ، ولا يذكر ان لمؤلف من تلك المؤلفات صفة ما يلزم .) ص 3
وتقول ايضا:(فهكذا يجدر بالذكر ان ما جرى بين سنة 150 وسنة 200 ، اذ حدد على نحو تدريجي ان سفر اعمال الرسل مؤلف قانوني ، وقد عدة في أواخر القرن الثاني ايريناوس ، اسقف مدينة ليون ، سفرا مقدسا) ص 4
وتقول ايضا: (وهناك مؤلفات جرت العادة ان يستشهد بها في ذلك الوقت على انها من الكتاب المقدس ، ومن ثم جزء من القانون ، ولم تبق زمنا على تلك الحال ، بل أخرجت آخر الامر من القانون ، وذلك ما جرى لمؤلف هرماس ) ص 4
إذاً، هذا الكلام يدل على ما يلي:
لم يكن للمسيحيين قبل سنة 140 نصوص للعهد القديم مكتوبة.
تم إنشاء الأسفار الجديدة في القرن الثاني
سفر اعمال الرسل لم يعتبر قانونيا إلا أواخر القرن الثاني ، فكيف يقول القس عبد النور ان يوحنا تلميذ المسيح قد عاين اسفار العهد الجديد قبل موته وصدق عليها؟
بعض الاسفار كانت قانونية ثم أخرجت من القانون ، فلماذا تم إخراجها لو كان يوحنا التلميذ قد صدق عليها؟ ومن يمكنه المزايدة على يوحنا ؟
قبل سنة 140 لم يكن لهذه المؤلفات صفة ما يلزم ، فكيف صدق عليها يوحنا؟
وياليت القس عبد النور يطلعنا عن السند القوي المتصل لكتاب العهد الجديد.
كما يقول القس منيس عبد النور في كتابه :
يرجع تاريخ بعض نُسخ الكتاب إلى سنة 125م، أي بعد الانتهاء من كتابة أجزاء الكتاب المقدس الأصلية بمدة تتراوح بين 60 و25 سنة فقط. وهذا لا يدع مجالاً لحدوث أي تحريف فيها. ويتفوَّق الكتاب المقدس على سائر الكتب بمخطوطاته في الكثرة، فهناك نسخة كاملة من إنجيل يوحنا وُجدت سنة 1923 على بعد 28 كيلو متراً جنوب أسيوط (في مصر) يرجع تاريخها إلى سنة 125م، وهي محفوظة الآن بمكتبة ريلاندز بمانشستر (إنجلترا). وهناك أيضاً بقايا نسخ من الأناجيل التي كتبها كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا، مع رسائل بولس الرسول، وجزء من سفر الرؤيا يرجع تاريخها إلى سنة 180م، وجميعها محفوظة أيضاً هناك.
وللرد على هذا التدليس نقول:
هذه النسخة المحفوظة في مانشستر لإنجيل يوحنا ليس كاملة كما يدعي الدكتور القس ، بل هي جزء من مخطوطة صغيرة ممزقة لا يبلغ طولها نسعة سنتيمترات وتحتوي فقط على أجزاء من يوحنا 33:31 على وجه، ومن الوجه الآخر تحتوي على كلمات من يوحنا 38:37 ، والى حضراتكم صورة من موقع مكتبة جامعة جون ريلاندز :
Uploaded with ImageShack.us
Uploaded with ImageShack.us
الصورة الأولى تثبت ان هذه المخطوطة مجرد قصاصة صغيرة بها بضعة اسطر من انجيل يوحنا، أما الصورة الثانية فتثبت ان القصاصة المذكورة هي المعنية بمخطوطة انجيل يوحنا الشهيرة ، فليست هناك واحدة أخرى كاملة كما يدعي القس.
المفضلات