-
تفصيل في الأمور الخارقة للعادة للعلامة العثيمين
الأمور الخارقة للعادة
فضيلة العلامة ابن عثيمين : أيها الناس فان الأمور الخارقة للعادة التي تكون على خلاف ما جرت به عادة الناس في الأمور الكونية تنقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول آيات الأنبياء ومن المعلوم أن هذه الآيات لن تكون لاحد بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم لأن كل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كاذب وكافر ومن صدقه فهو كافر لقول الله تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما )
هذه الآيات أعني آيات الأنبياء انقطعت عن الناس أي لا يمكن لاحد أن يأتي بها بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما الثاني فإنها كرامات الأولياء أي الكرامة التي يجريها الله تبارك وتعالى على بعض الأولياء تكريما له وتأييدا لما كان عليه وهي في الحقيقة آية للنبي الذي يتبعه هذا الولي والكرامات كثيرة موجودة فيما سلف من قبل هذه الأمة وموجودة في هذه الأمة ولا تزال موجودة إلى يوم القيامة فمن الآيات التي جرت فيمن سبق ما جرى لمريم بنت عمران رضي الله عنها فإنها لما أتاها الحمل فجاءها المخاض إلى جذع النخلة أي أتاها الطلق فآوت إلى جذع نخلة لتلد عندها كما قال الله عز وجل إلى جذع النخلة فجعلت تهز جذع النخلة بأمر الله وتتساقط عليها رطبا جنيا جذع النخلة من المعلوم أنه لا يمكن للإنسان الواحد ولا سيما المرأة النفساء أن تهزه ولكن هذه هزت والرطب إذا سقط من الأعلى فانه يفسد إذا وقع على الأرض ولكن هذا الرطب وقع وكأنه مجني برفق وجعل الله عندها نهرا فأكلت من الرطب وشربت من النهر وجاءت إلى قومها تحمل جنينها الذي وضعته هذا من آيات الله وكذلك قصة أصحاب الكهف ومن آيات الله قصة الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أني يحي الله هذه بعد موتها أما في هذه الأمة فجرى من الكرمات ما هو معلوم مدون في كتب أهل العلم ولا سيما في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله وجزاه عن أمة محمد خيرا من ذلك أن أناس لما غزوا الفرس بقيادة سعد بن أبي وقاص فوصلوا إلى نهر دجلة وإذا النهر يجري يقذف بزبده والفرس قد تخطوه إلى بلادهم وكسروا الجسور وأغرقوا السفن ولم يبق للمسلمين شئ يعبرون إليهم به فجاءوا إلى سعد ن أبى وقاص وهو القائد وقالوا مالنا بهؤلاء طاقة هؤلاء الآن تحصنوا بالنهر وكسروا الجسور واغرقوا السفن ولا طاقة لنا بهم فدعا سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه سلمان الفارسي وكان سلمان الفارسي من فارس يعرف كيد الفرس فقال له يا سلمان أخبرنا عن شئ نكيد به هؤلاء الأعداء فقال له سلمان ليس عندي ما أكيد به إلا شئ واحد وهو استقامة الجند إن كانوا مستقيمين على أمر الله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليبشروا أن لله سييسر لنا العبور على هذا النهر لأن الذي يسر العبور لقومه أن يعبروا البحر قادر على أن ييسر لنا ذلك فذهب سلمان وجعل يطوف في الجند وإذا الجند ركع سجود في الليل وفي النهار يعملون للحرب ويتهيئون ويتأهبون وبعد ثلاث ليال أتى إلى سعد وأخبره أن الجند على خير ما يرام فاستنفر سعد الجند وقال إني واقف على النهر ومكبر ثلاثا فإذا كبرت الثالثة فسموا الله واعبروا فان الله سييسر لنا ذلك فلما أصبحوا وقفوا على النهر وكبر سعد ثلاثا ثم قالوا بسم الله وعبروا النهر بخيلهم ورجلهم يمشون على الماء وهو يجري أمسكهم الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه قال المؤرخون وكانت الفرس إذا أصابها تعب هيأ الله لها جزيرة في هذا النهر حتى تستقر عليها ثم تستعيد نشاطها حتى عبروا النهر فلما عبروا النهر ذهل منهم الفرس وقالوا إنكم لستم تقاتلون إنسا وإنما تقاتلون جنا لا يمكن أن يعبر النهر أحد من الإنس أبدا بدون وسيلة محسوسة فهيأ الله للمسلمين أن فتحوا عاصمتهم وأخذوا تاج كسري وكان تاجا عظيما كالخيمة الكبيرة فيه من الذهب واللؤلؤ والجواهر ما الله به عليم ولم تحمله البعير الواحدة فقرنوا بعيرين وربطوه بينهما من المدائن إلى المدينة النبوية يسوقونها إلى من إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى وضعوا التاج بين يديه ولم يفقد منه حبة لؤلؤ واحدة مع هذه المسافة الطويلة والرياح والأمطار أو حر الشمس أو حر الشمس إن لم يكن زمن المطر حتى وضعوه بين يدي عمر فجعل يتعجب وقال إن قوما أدوا هذا لأمناء فقالوا يا أمير المؤمنين كنت أمينا فكانوا أمناء ولو رتعت لرتعوا فتبين يا أخي تبين من هذه الكرامة العظيمة التي هي آية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هؤلاء الذين عبروا النهر إنما عبروا لإعلاء دين رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم وهذه شهادة من الله على صدق هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اللهم اجعلنا من المعتبرين بآياتك التي تزيدنا إيمانا ويقينا وحبا لك وتعظيما يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى الفقه وأصوله
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 16-11-2008, 11:37 PM
-
بواسطة حاشجيات في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-06-2008, 10:53 AM
-
بواسطة ديننا الإسلامي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 16
آخر مشاركة: 24-12-2006, 05:13 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-05-2006, 04:02 AM
-
بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى منتدى غرف البال توك
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 17-09-2005, 04:58 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات