الفصل الثاني
لكل كنيسة كتابها المقدس!
(( رغم الإختلافات العقائدية بين الكنائس المسيحية إلا أنها اتفقت واجتمعت على صحة الكتاب المقدس وعلى قانونية أسفاره التي بين أيدينا ))القمص مرقس عزيز خليل ـ كاهن الكنيسة المعلقة
كتاب استحالة تحريف الكتاب المقدس
الطبعة العاشرة ـ صفحة 44
لا شك أن القس مرقس عزيز وكل القائلين بعدم تحريف الكتاب المقدس يتصورون أن كل من سيقرأ كتاباتهم هم أناس هابطون لتوهم من كوكب آخر لا يدرون عن أهل الأرض شيئاً ، ولا يدرون أن لكل كنيسة تقريباً كتاباً مقدساً يختلف عن كتاب الكنيسة الأخرى ، فهؤلاء يؤمنون بأسفار لا تقبلها الكنيسة الأخرى وتعتبرها خرافات ، والعجيب في الأمر أن كل كنيسة تدعي أنها تسلّمت هذه الأسفار بواسطة التقليد المقدس ، وسنورد على سبيل المثال لا الحصر نماذج لهذه الإختلافات .
كنيسة الروم
و طالما أن القس المبجّل ينتمي لكنيسة الأقباط الأرثوذكس فقد أتيناه بالدليل ـ كي يتريث فيما يكتب ويدرك ما يقول ـ من كتب التراث لكنيسة الأقباط الأرثوذكس وهو كتاب " المجموع الصفوي" لابن العسال وحيث إن مؤلف هذا الكتاب ـ كما يقول جرجس فيلوثاؤس الذي قام بنشر هذا الكتاب ـ يُعد من أكبر معلمي الكنيسة المصرية وذلك في مقدمة كتابه وهو يُعرّف القاريء بأولاد العسال ، ولذلك فإن هذا الكتاب يعتبر حجة وقد أورد القانون رقم 85 المنسوب للرسل ، والذي يتكلم عن الأسفار المقدسة التي يقبلها الروم فيقول : (( إن الكتب العنيرة والمقدسة التي يجب أن تكون لكم جميعكم كليروسية وعوام ـ أما التي للعهد العتيق فإنها لموسى خمسة وهي سفر التكوين وسفر الخروج وسفر اللاويين ( أي الأحبار) وسفر العدد وسفر تثنية الإشتراع . وليشوع بن نون سفر واحد وللقضاة سفر واحد ولراعوث سفر واحد وللملوك أربعة أسفار وما بقي من أخبار الأيام سفران ولعزرا سفران ولاستير سفر واحد ولأيوب سفر واحد والمزامير سفر واحد ولسليمان ثلاثة أسفار : والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد . وللأنبياء اثنا عشر سفراً لإشعياء سفراً واحداً ولإرميا واحد ولحزقيال واحد ولدنيال واحد والبقية .وللمكابيين ثلاثة أسفار وليكن في علمكم أيضاً بأن يتعلم أحداثكم حكمة ابن شيراخ الجزيل المعرفة والأدب . وأما التي لنا أي كتب العهد الجديد بشائر الإنجيل لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا ولبولس الرسائل الأربع عشرة ولبطرس رسالتان وليوحنا ثلاث رسالات وليعقوب رسالة واحدة وكتاب أعمالنا نحن الرسل ولإكلمنض رسالتان ووصيا الرسل التي أوصوا بها لكم أيها الأساقفة بواسطتي أنا اكلمنطس في ثمانية كتب التي لا ينبغي اشتهارها لأجل الأمور السرية التي تحويها )) .
ولنا جملة أسئلة للمدركين كلامهم قبل أن يكتبوا :-
هل يوجد في الكتاب المقدس الذي بين يديك سفر المكابيين الثالث ؟ الإجابة طبعا لا .
هل يوجد في الكتاب المقدس الذي بين يديك رسالتي أكلمندس الأولى والثانية ؟ الإجابة طبعا لا
هل يوجد في الكتاب المقدس الذي بين يديك سفراً اسمه وصايا الرسل ؟ الإجابة طبعاً لا
في الكتاب الذي بين يديك يوجد رسالة يهوذا ، فلماذا حذفها الروم من كتابهم بناء على وصايا الرسل التي استلموها من التقليد المقدس ؟
في الكتاب الذي بين يديك يوجد رؤيا يوحنا اللاهوتي ، فلماذا حذفها الروم من كتابهم بناء على وصايا الرسل التي استلموها من التقليد المقدس ؟
في الكتاب الذي بين يديك يوجد سفر باروخ ، فلماذا حذفها الروم من كتابهم بناء على وصايا الرسل التي استلموها من التقليد المقدس ؟
في الكتاب الذي بين يديك يوجد سفر طوبيا ، فلماذا حذفها الروم من كتابهم بناء على وصايا الرسل التي استلموها من التقليد المقدس ؟
في الكتاب الذي بين يديك يوجد سفر يهوديت ، فلماذا حذفها الروم من كتابهم بناء على وصايا الرسل التي استلموها من التقليد المقدس ؟
فأي الكنيستين معها الكتاب المقدس غير المحرّف ـ فكلاً منكم يدّعي أنه استلم هذا الكتاب بواسطة التقليد ـ ؟؟؟؟؟؟؟
وكل يدّعي وصلاً بليلى وليلى لا تُقرُ لهم بذاك
الكنيسة الأثيوبيةالكنيسة الأثيوبية ـ التي ظلّت لفترة طويلة تتبع الكنيسة المصرية ـ لديها كتاب مقدس يحتوي على أسفار كثيرة جداً لا يوجد في الكتاب المقدس الذي بين يدي القس الإعلامي مرقس عزيز وهذه شهادة دائرة المعارف الكتابية تقول : (( يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفراً في العهد القديم ، و 35 سفراً في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية ( المعترف بها ) فإنهم يقبلون راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكلمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل )) .
لدينا (رجاء محبة) أن يفتش القس في الكتاب المقدس الذي بين يديه ويخبرنا إذا كان كتابه يحتوي على الأسفار التالية : الراعي لهرماس ـ قوانين المجامع ـ رسائل أكلمندس ـ وأسفار أسدراس الأربعة وصعود إشعياء وسفر آدم وسفر يوسف بن جوريون وسفر أخنوخ وسفر اليوبيل .
الكنيسة البروتستانتيةالكنيسة البروتستانتية لا تؤمن بنفس الكتاب المقدس الذي بيد كنيسة الأقباط الأرثوذكس فهم لا يؤمنون بالأسفار التالية ( طوبيا ـ يهوديت ـ تتمة سفر استيرـ حكمة سليمان ـ يشوع بن سيراخ ـ باروخ ـ تتمة سفر دانيال ـ المكابيين الأول ـ المكابيين الثاني) ، والأكثر من هذا فإنهم يتهمون الأرثوذكس والكاثوليك بأنهم حرّفوا الكتاب المقدس بالزيادة ، والأشنع من ذلك هو أنهم أعلنوا أن هذه الزيادات الموجودة بكتاب الأرثوذكس والكاثوليك عبارة عن خرافات ,و أرى أنه من اللازم أن أنقل كلامهم حرفياً نأخذ مثلاً رأي الدكتور منيس عبد النور ـ راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ـ يقول :
(( في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية ، فيبدأ طوبيا قصته بأن طوبيا صاحب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل ، ومعهما كلب ، وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان ( طوبيا 19:6 ) ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا ( 11:4 و 9:12 ) وأباح الطلعة وهي عادة وثنية الأصل ، وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية .. وجاء في 2 مكابييين 12 : 43 – 46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدم ذبيحة عن الخطية " وكان من أحسن الصنيع وأتقاه ، لاعتقاده قيامة الموتى .. وهو رأي مقدس تقوي ، ولهذا قدم الكفارة عن الموتى ليحلوا من الخطية " . مع أن الأسفار القانونية تعلم عكس هذا . في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية ، منها أن نبو بلاس دمر نينوى ( طوبيا 6:14 ) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر ، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق.م ، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق.م ، وقت شلمنأصر . وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر ( 18:1 ) مع أن والد سنحاريب هو سرجون . وجاء في يشوع بن سيراخ 18:49أن عظام يوسف بن يعقوب " افُتقدت ، وبعد موته تنبأت ")) .
ويستمر القس منيس في طرح وجهة نظره في الأسفار التي يعتبرها القس مرقس عزيز أنها اسفار إلهية قائلاً (( هذه الكتب منافية لروح الوحي الإلهي ، فقد ذُكر في حكمة ابن سيراخ تناسخ الأرواح ، والتبرير بالأعمال، وجواز الإنتحار والتشجيع عليه وجواز الكذب ( يهوديت 9 : 10 و 13 ) . ونجد الصلاة لأجل الموتى في 2 مكابيين 12 : 45 و 46 وهذا يناقض ما جاء في لوقا 16 : 25 و 26 وعبرانيين 9 : 27 ))
المفاجأة
كنيسة الأقباط الأرثوذكس
لا تؤمن بكتاب مقدس واحد
كل كنيسة لها كتابها المقدس المطبوع حتى المورمون وشهود يهوه إلا كنيسة الأقباط الأرثوذكس فهم يستخدمون الكتاب المقدس الخاص بالبروتستانت والذي حذفت منه العديد من الأسفار التي تعتبرها كنيسة الأقباط الأرثوذكس أسفاراً إلهية وهي ( طوبيا ـ يهوديت ـ تتمة سفر استيرـ حكمة سليمان ـ يشوع بن سيراخ ـ باروخ ـ تتمة سفر دانيال ـ المكابيين الأول ـ المكابيين الثاني) ، إلا أن المشكلة تكمن في أننا لا نستطيع أن نقف على أسفار محددة تؤمن بها كنيسة الأقباط الأرثوذكس فعلى مدار التاريخ بين الحين والآخر يصدر قانون وقرار من أحد مسئوليها ثم نجد بعد فترة أخرى قراراً بأسفار أخرى وحتى يومنا هذا الرؤية غير واضحة تماماً كما سنرى .
كما أوضحنا سالفاً أن القديس أثناسيوس المسمى حامي الإيمان وهو يعتبر عمود وفخركنيسة الأقباط الأرثوذكس لم يكن يؤمن من بين الأسفار القانونية الثانية المسماة بالأبوكريفا إلا سفر باروخ ورسالة إرميا فهو لا يؤمن بسفرا المكابيين الأول والثاني ولا حكمة سليمان ولا حكمة يشوع بن سيراخ ولا أستير ولا يهوديت ولا طوبيت فهو يقول عنها أنها خارج القانون ( ولأجل الدقة المتناهية ، أضيف أنا أيضاً هنا كتباً لم يشملها القانون لكن الآباء حددوا قراءتها للمنضمين إلينا حديثاً )
ويستمر الإضطراب وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لتحديد أسفار الكتاب المقدس بعد أثناسيوس ويظهر ذلك في كتاب المجموع الصفوي لابن العسال الذي جمع قوانين الكنيسة يورد قوانين الرسل " المفروض أن رسل المسيح سلموها لأكلمندس تلميذ بطرس الرسول لكي يوصلها إلى سائر المؤمنين " ففي القانون الثمانين وما يليه يقول (( الكتب الإلهية المأمور بقبولها في البيعة المقدسة . الكتب التي يتخذها المؤمنون في الكنيسة : " كتب العتيقة" : التوراة خمسة أسفار ـ يشوع بن نون كتاب واحد ـ سفر القضاة كتاب واحد ـ كتاب راعوث ـ كتاب يهوديت ـ أسفار الملوك الأربعة : الأول والثاني كتاب ، والثالث والرابع كتاب . سفر الأيام كتابان ( دبري أيامين ) . كتابان لعزره الكاتب . استير كتاب . أيوب كتاب مزامير داؤد كتاب ـ حكمة سليمان خمسة كتب الأمثال ، قوهلت سبح التسابيح ـ الحكمة ـ حكمة باعوز .
" كتب الأنبياء " الستة عشر : الكبار أربعة وهي : اشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال ـ والأنبياء الصغار أثنا عشر : هوشع يوئيل وعاموص وعوبديا ويونان وميخا وحبقوق وصفنيا وحجاي وزكريا وملاخيا .
وخارجاً عن ذلك : حكمة يشوع بن شيراخ لتعليم الأطفال وأيضاً كتاب يوسف بن كربون وهو كتاب المقابيين )) .
نخلص من هذه القائمة للأسفار المقبولة في الكنيسة أن:
سفر يهوديت سفر إلهي بالرغم من إن أثناسيوس لم يكن يعتبره سفراً إلهياً .
وحُذف من هذه القائمة سفر باروخ الذي كان يعتبره أثناسيوس سفر قانوني إلهي.
اعتبر سفرا يشوع بن سيراخ والمكابيين أسفاراً غير إلهية بالرغم من أن الكنيسة الآن تضعها ضمن الأسفار القانونية الثانية بإعتبارها أسفاراً إلهية موحى بها .
قد يُخيل للقاريء بعد هذا الجهد الجهيد الذي أسلفنا ذكره أن الأمر قد حسم وأن القضية قد استقرت ولكن للأسف صار الذي هويناه صرحاً من خيالٍ فهوى فإذا بنا نستيقظ على قنبلةٍ مدوية ـ ألقى بها على صرح الوهم القائل بعدم تحريف الكتاب المقدس ـ القس عبد المسيح بسيط في كتابه في الفصل الثاني تحت عنوان " العهد القديم كلمة الله ووحيه الإلهي" يذكر أسفار العهد القديم واحداً تلو الآخر
التوراة : التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية
الأسفار التاريخية : يشوع ـ القضاة ـ راعوث ـ صموئيل الأول والثاني ـ الملوك الأول والثاني ـ أخبار الأيام الأول والثاني ـ نحميا وعزرا ـ سفر أستير
أسفار الحكمة أو الأسفار الشعرية :المزامير ـ الأمثال ـ الجامعة ـ نشيد الإنشاد
أسفار الأنبياء : إشعياء ـ إرمياء ـ حزقيال ـ دانيال .
الأنبياء الأثنى عشر : هوشع ـ يوئيل ـ عاموس ـ عوبديا ـ يونان ـ ميخا ـ ناحوم حبقوق ـ صفنيا ـ حجي ـ ملاخي.
المتابع لهذه القائمة من أسفار العهد القديم لا يجد بها الأسفار القانونية الثانية التي صدر بها كتاب من مطرانية بني سويف تحت اسم " الأسفار القانونية التي حذفتها البروتستانت" ،
فلقد كان من المفروض أن يذكر القس سفري طوبيا ويهوديت ضمن الأسفار التاريخية قبل سفر أستير .
وأن يذكر بعد سفر أستير سفرا المكابيين الأول والثاني ، ويظهر جلياً أن سفرا المكابيين ليسا في ذهن القس عبد المسيح كسفر إلهي هو قوله في صفحة 29 (( الأسفار التاريخية والتي تبدأ من سفر يشوع إلى سفر أستير )) . معنى هذا أن الأسفار التاريخية تنتهي عند أستير بينما سفرا المكابيين يأتيان بعد أستير ، و يؤكد هذا الكلام ما جاء له في كتاب آخر حيث يذكر الأسفار التاريخية بالتفصيل فيقول ((الأسفار التاريخية وهي أسفار القضاة وراعوث وصموئيل والملوك وأخبار الأيام وعزرا ونحميا وأستير )) .
كان يجب أن يضيف في الأسفار الشعرية سفرا حكمة سليمان و يشوع بن سيراخ وذلك بعد سفر نشيد الإنشاد.
وأن يذكر سفر باروخ ضمن أسفار الأنبياء قبل سفر حزقيال.
ومما سبق يتضح أن القس عبد المسيح بسيط أبو الخير لايؤمن بالأسفار القانونية الثانية كأسفار إلهية توضع في الكتاب المقدس .
ولنا سؤال يُوجه إلى كبير القوم : كم يا تُرى من كهنة كنيستك يعتقدون إعتقاد القس الموقر خاصةً إذا عُلم أنه يدرس اللاهوت الدفاعي لطلبة الكلية الإكليريكية ؟؟ !!
فهل بعد ذلك يجرؤ أحد ويدّعي أن الكتاب واحد عند جميع الطوائف والكنائس المسيحية؟؟؟؟؟
اللهم لا
المفضلات