(1452)( حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن عبدالله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة ؛ أنها قالت:كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن: بخمس معلومات. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.)
صحيح مسلم كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات
وإعتراض السائل يتمثل فى هذه الجزئية ( فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.) فهو يظن أنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم تم حذف هذه الآية من القرآن لكن الحق أنها نُسِخت كما سيتبين فى الآتى .
أولاً معنى النسخ:-
النسخ في الاصطلاح : هو إزالة ما استقر من الحكم الشرعي بخطاب وارد متراخياً لولاه لكان السابق ثابتاً
ثانياً أنواع النسخ:-
النسخ على ثلاثة أنواع
1- ما نسخ لفظه وحكمه: مثل "عشر رضعات معلومات" كان يتلى وأن "عشر رضعات معلومات يحرمن" ثم نسخ لفظه وحكمه نسخت هذه العشر وكذلك أيضا اللفظ فهي ليست من القرآن.
2- ما نسخ لفظه وبقي حكمه: مثل "خمس رضعات" أنه بقي كان من القرآن "خمس رضعات معلومات" فهذه نسخ لفظها فليست من القرآن لكن بقي حكمها، وعلى قول بعضهم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم). هذه أيضا قيل إنها مما نسخ لفظها وبقي حكمها إذا حمل على الثيبين أنهما ثيبان، يعني الشيخ والشيخة ثيب الرجل والمرأة.
3- ما نسخ حكمه وبقي لفظه: وهذا هو الأكثر في القرآن وهذا هو الأكثر في النسخ . إنتهى .
نعود الآن إلى إعتراض السائل ، ونذكر إعتراض السائل يتمثل فى هذه الجزئية ( فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.) فهو يظن أنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم تم حذف هذه الآية من القرآن
الرد:-
(1 إتضح من النوع الأول من أنواع النسخ أن هذه الآية قد نُسِخت .
2) يقول ابن تيمية رحمه الله :
نعم حديثها - رضي الله عنها - هذا كما تقدم ( كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن: بخمس معلومات. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.)
يعني أنها نسخت تلاوتها ونسخ حكمها لكن خفي هذا على بعض الناس وذلك أنها اشتهرت هذه العشر والناس يتلونها ويقرءونها على أنها قرآن ثم بقي عند بعض الناس ولم يعلم بالنسخ ولم يبلغه النسخ فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهن فيما يتلى من القرآن من جهة بعض الناس ممن لم يعلم حكمها ولم يبلغه نسخها وهذا يقع وهذا ربما وقع كثيرا في باب الأحكام وكذلك أيضا في باب التلاوة وكأنما تأخر الأمر وتأخر النسخ أو أنه خفي على بعض الناس ممن لم يعلموا الحكم فلهذا كان أول الأمر عشر رضعات معلومات ثم نسخن وهذا مما نسخ تلاوة وحكما
المصدر:( بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن تيمية الجزء الخامس باب الرضاع ،، شرح عبد المحسن بن عبدالله الزامل )
يقول النووى فى المنهاج :-
وقولها: (فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ) هو بضم الياء من يقرأ أو معناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده. فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى .
المفضلات