بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام على من اتبع الهدى
بالله عليكم هل هذا الحديث يدخل عقل ----------------------------------------->
الكنيسة عروس المسيح
بقلم الأخ الدكتور أنيس م. بهنام
في الرسالة إلى المؤمنين في أفسس ثلاثة رموز للكنيسة. والكنيسة تتكوّن من جميع المؤمنين بالمسيح، منذ مجيء الروح القدس في يوم الخمسين، إلى أن يأخذهم المسيح ليكونوا معه في كل حين، وهذه الرموز الثلاثة هي:
1- الكنيسة "هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أفسس 23:1)، وهذا تكلمنا عنه في المرة الماضية.
2- الكنيسة هي بيت الله، "مسكناً لله في الروح" (أفسس 22:2)، وهذا أيضاً تكلمنا عنه في المرة الماضية.
3- الكنيسة عروس المسيح، وهذا هو موضوعنا في هذه المرة.
يشبَّه المسيح مراراً بعريس في العهد الجديد، كما جاء في مثل العشر عذارى (متى 1:25-13). وكذلك تكلم عنه يوحنا المعمدان أنه العريس حين قال: "من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل" (يوحنا 29:3). وأما أن الكنيسة هي عروس المسيح فواضح من كلام الرسول بولس في (2كورنثوس 2:11): "فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدِّم عذراء عفيفة للمسيح". وهذا هو أول درس نتعلّمه من هذه العلاقة الرمزية، علاقة العروس بعريسها. يجب أن تكون العروس عذراء عفيفة. ما رأيك في عروس في أثناء مدة خطوبتها، تكون متعلقة برجل آخر غير عريسها!؟ ألا يحزن هذا قلب عريسها. وما رأيك في مؤمنين يحبون العالم والأشياء التي في العالم، وقلوبهم متعلقة بالمادة أو المركز أكثر من تعلّقهم بالرب. العروس المخلصة الفرحة تنتظر بفارغ الصبر اللحظة السعيدة التي فيها ستصبح زوجة لعريسها المحبوب. فتجدها تقرأ رسائله أو تنتظر المكالمة التليفونية. هل من المعقول أن تقول لخطيبها الذي يبعث برسائله إليها حين تقابله ويسألها عنها: إنني قرأت بعض السطور من رسائلك. ألا يحزن هذا قلبه؟ لقد أعطانا عريسنا المحبوب المجيد رسائل محبته في الكتاب المقدس، ألا يجب أن نمتِّع أنفسنا بقراءتها؟ وهل يُعقل أنه إذا أراد العريس أن يتحدَّث مع عروسه على الهاتف تقول له: إني مشغولة الآن أو متعبة. إن الصلاة هي الوسيلة التي بها نتحدّث مع عريسنا المحبوب، أفنهملها؟ العروس المخلصة نتلهَّف لأن تتحدَّث مع عريسها، وتسمع صوته في كل فرصة ممكنة.
والآن نأتي إلى دور العريس، وهذا نجده في أفسس 25:5-27 "أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدّسها، مطهِّراً إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب". من هذا نرى دوره في الماضي والحاضر والمستقبل.
في الماضي
"أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 25:5). يا لها من كلمات يعجز العقل البشري أن يدرك أعماقها. أحبنا وأسلم نفسه للموت لأجلنا نحن عروسه. بهذا ترنم المؤمنون به في كل القرون، وبهذا ترنم المفديون في سفر الرؤيا: "مستحق أنت... لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة، فسنملك على الأرض" (رؤيا 9:5 و10).
المفضلات