-
ما هو سر وحشية اليهود ؟ - د. محمد هشام راغب
ملحوظة:
العهد القديم أى التوراة يؤمن بها كلا من اليهود و النصارى. لذلك أيد النصارى المتدينين أيضا مذابح لبنان.
ما هو سر وحشية اليهود ؟ - د. محمد هشام راغب
http://www.elfarouk.net/modules.php?...rticle&sid=482
تقرأ فى النصوص التوراتية جذور الغدر الإسرائيلى تحمل مشاعر الكراهية تجاه جميع البلاد التى آوتهم و عاشوا فى ظلها و أكلوا من خيراتها ، و هى نصوص تدعو للغثيان
إن صور الخراب الهائل و الدمار الشامل للقرى و المدن اللبنانية تشبه إلى حد بعيد صور مدينة لندن عندما دكتها قوات النازية فى الحرب العالمية الثانية و تشبه صور برلين فى نهاية الحرب عندما صب عليها الحلفاء جام غضبهم و انتقامهم. إننا لم نر منذ الحرب العالمية الثانية هذا الدمار الشامل لمناطق آهلة بالسكان.
ما سر هذه الوحشية ؟
إن أهم أسباب هذه البربرية طبيعة الثقافة العنصرية التى يتلقاها اليهود منذ صغرهم و تصور لهم غير اليهود أنهم شر محض ينبغى إبادته. كيف تدار الحرب فى التوراة الموجودة الآن بين يدى اليهود ، و التى نؤمن – نحن المسلمين – بأنها قد حرفت. جاء فى التوراة فى سفر التثنية – الإصحاح العشرين من الآية 10-14 ما نصه :
( حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا. )
هكذا ببساطة ، إما يصيروا عبيدا لليهود بمعاهدة صلح أو يقتلون جميع الذكور و لو كانوا شيوخا أو أطفالا. هذا بالنسبة للبلاد المحظوظة النائية البعيدة ، و أما بالنسبة للبلاد القريبة من أرض الميعاد – يعنى تقريبا منطقة الشرق الأوسط – فشأنها أفظع ، فتستمر الآيات فى نفس الإصحاح من الآية 15- 18 فتقول ما نصه :
( و أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم ).
و هذا الكلام معناه الإبادة الكاملة ( فلا تستبق منها نسمة ما .. ) رجالا و نساء و أطفالا ، لا صلح و لا هدنة و لا تعايش و إنما فقط القتل. و لا يستحى مفسرو التوراة أمام هذه النصوص البشعة فيقول أحدهم تعليقا على هذه الآيات العنصرية (كيف يمكن لإله رحيم أن يأمر بإهلاك كل المراكز الآهلة بالسكان؟ لقد فعل ذلك لحماية بني إسرائيل من عبادة الأوثان، التي كانت، ولا بد، ستجلب الخراب عليهم . وفي الحقيقة، لأن بني إسرائيل لم يقضوا تماما على هذه الشعوب الشريرة كما أمرهم الله، تعرضوا باستمرار لاضطهادهم، وإلى الكثير من سفك الدماء والتخريب، أكثر مما لو كانوا أطاعوا توجيهات الله قبل كل شيء ) و يقول مفسر آخر (هذه الآيات تشير لقطع الشر من القلب وإبادة كل عوامل الخطية ) بمعنى أنهم يرون هذه الإبادة أوامر إلهية.
ثقافة عنصرية
إن هذه الثقافة العنصرية مترسخة فى العقلية اليهودية فالصلح مع اليهود يعني الاسترقاء لهم والاستعباد، بينما الحرب تعني الإبادة للذكور والسبي أو التحريم بحسب بعد البلاد و قربها من أرض الميعاد. و إن نظرة اليهود الدونية للآخر تحكم عقولهم و سياستهم و لو أخفوها لظروف مؤقتة. إن مئات الآيات فى التوراة تحض على كراهية الآخر و استعباده و الإيمان بأنه ما خلق إلا لخدمة اليهود. و هذه النصوص ليست أساطير و خيالات و إنما هى مناهج تدرس فى المدارس الدينية و العلمانية فى إسرائيل على السواء. ثم لا يستحى هؤلاء المجرمون و مؤيدوهم فى الغرب أن يشنوا الحملات الاعلامية المزورة على دين الاسلام و يربطون بينه و بين الإرهاب. افتح العهد القديم ( التوراة ) لترى جذور هذه العقلية اليهودية التى نتعامل معها الآن و التى ظن كثير من السذج أنه يمكن فى يوم من الأيام أن نعيش معهم فى سلام و وئام.
إن الذين خدعتهم عملية السلام مع إسرائيل عليهم أن يتذكروا أن أى صلح بين دولتين أو كيانين لابد أن يعتمد على اعتراف متبادل بالحقوق ، و هذه بديهية للتعايش السلمى. و نحن هنا نتساءل هل لإسرائيل الحد الأدنى من قبول الآخر و الاعتراف بأن له حقوقا ؟
إن هيمنة النص التوراتى على العقلية الإسرائيلية يشطب الآخر و يلغيه و يؤمن أنه لا يستحق أى حقوق ، و أن أى " تنازلات " يقدمها اليهود إنما هى تحت الضغوط المختلفة لا أكثر. إن " الآخر " فى العقلية اليهودية ( أو الغوييم كما فى نصوصهم المقدسة ) تتسلط عليه عقيدة أن اليهود هم شعب الله المختار و أن هذا الاختيار و هذا التمييز و هذه العنصرية هى اختيار إلهى صرف ، "لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" سفر التثنية (14/2). هذا الاختيار يعطيهم هذه النظرة الدونية لكل من هو غير يهودى. بل أكثر من هذا فإن اليهود لا يعتبرون الشعوب الأخرى غير متميزين و حسب ، بل يرونهم ضد معانى الشرف و الانسانية ، فيرونهم خلقوا فقط ليكونوا عبيدا لبنى اسرائيل.
انتبه لهذه النصوص المروعة :
(وأعدك الرب اليوم أن تكون له شعباً خاصاً كما قال لك وتحفظ جميع وصاياه وأن يجعلك مستعلياً على جميع القبائل التي عملها في الثناء والاسم والبهاء وأن تكون شعباً مقدساً للرب إلهك كما قال) سفر التثنية (27/18-19).
( ولا تدخل رجساً إلى بيتك لئلا تكون محرماً مثله، تستقبحه وتكرهه لأنه محرم ) سفر التثنية (7/26) و المقصود بالرجس هنا غير اليهود – حتى إن بعض اليهود يسمون كل ذكر غير يهودى (شيكتس ) و معناها الرجس و يسمون كل أنثى غير يهودية (الشيكا ) يعنى الحيوان المخيف القذر.
و ها هو النبي أشعيا يتباهى بإذلال غير اليهود : ( ويكون الملوك حاضنيك و سيداتهم مرضعاتك، بالوجه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه ..... وأنا أُخاصم مُخَاصمكِ وأخلصُ أَولاَدك ، وأَطْعِمُ ظَالِمِيكِ لَحمَ أَنفسهِمْ ويسْكَرونَ بِدمِهِمْ " أشعيا (49/23-26). و يستمر بكلام طويل غاية فى العنصرية و يختمه بقوله ( ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنوا الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون" أشعيا (61/5-6).
فهذا استعباد و سخرة ، و إذا كان القرآن يحدثنا كثيرا عن تسخير الله للكون و لمخلوقاته للانسان – كل الانسان – فإن النص التوراتى يتحدث عن تسخير كل الناس لبنى إسرائيل.
و من جوانب هذا الكبر و هذا الاستعلاء على باقى الشعوب أنه يحرم على اليهودى أن يتزوج بأى من أهل الديانات الأخرى ، بل و يحرم عليه العيش و الاختلاط مع الشعوب الأخرى :
فها هو عزرا بعد انتهائه من بناء الهيكل و عودته يبكى و ينوح لأنه وجد بنى اسرائيل قد تزوجوا من بنات الشعوب المجاورة : (إِن الأَرْضَ التِي تَدْخلونَ لِتَمتَلكوهَا هِيَ أرض متنجسَة بِنَجَاسة شُعُوبِ الأَرَاضِي بِرجاسَاتِهِمِ الَتِي مَلأوهَا بِهَا مِن جهة إِلَى جهة بِنَجَاسَتِهِمْ. والآن فَلاَ تعطُوا بَنَاتِكُم لِبَنِيهِم وَلاَ تأخذوا بناتِهِم لِبَنِيكم ولاَ تَطلبُوا سَلاَمَتَهم وَخَيرَهم إِلَى الأَبد لِتَتَشدَّدُوا وتَأكلوا خَيْرَ الأَرْضِ وَتورِثوا بَنِيكمْ إِياهَا إِلَى الأَبَدِ. وبعد كل مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الردِيئَة وَآثَامنا العَظِيمَةِ - لأَنكَ قَد جَازَيتَنا يَا إِلَهَنَا أَقَل مِنْ آثَامِنَا وأَعْطَيتَنا نَجاة كَهَذِهِ أَفَنَعُودُ وَنَتَعَدى وَصَايَاكَ وَنُصَاهِرُ شُعُوبَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ ؟ أَمَا تَسْخَطُ عَلَيْنَا حتى تفنينا فَلاَ تَكون بقية ولاَ نَجاة ؟ ). عزرا ( 9/ 12-14 ).
و يسمى اليهود حالات الزواج من غير اليهود بالإبادة الصامتة ( الهولوكوست الصامت ).
جذور الدموية الإسرائيلية
أما طبيعة العنف اليهودى و الوحشية فى معاملة " الآخر " فهذه قصة أخرى. إن العنف الوحشى و الرغبة فى القتل تنتشر بشكل عجيب فى النصوص التوراتية و هى تفسر البرود الذى يعلق به اليهود على المذابح التى تجرى الآن فى فلسطين و لبنان.
انظر إلى مجزرة تحدثت عنها التوراة ، أبطالها : يعقوب – عليه السلام و حاشاه من زعم و افتراء اليهود – و ابناه شمعون ولاوي و هما من الأسباط الإثنى عشر روؤس بنى اسرائيل. ها هى تفاصيل مجزرة نابلس ( شكيم ) و قد وقعت قبل استعباد بنى اسرائيل فى مصر و خروجهم منها و التى يبرر بها اليهود هذا الشعور العدوانى لليهود ، فهذه المجزرة حدثت قبل كل هذه المبررات ، هذه هى تفاصيل الغدر و الوحشية:
قصة بسيطة لشاب هو ابن حاكم نابلس (شكيم ابن حمور الحوي ) أعجبته دينة بنت يعقوب – عليه السلام – فغرر بها و جامعها و رجع إلى أبيه و طلب منه أن يسعى ليتزوج منها ، فذهب أبوه إلى يعقوب – عليه السلام – معتذرا و طالبا يد البنت لابنه و أبدى استعداده لكل الشروط و أن يفتح بلاده لبنى اسرائيل يساكنوهم و يتاجروا معهم و يتصاهرون .. فتظاهر يعقوب – عليه السلام – و ابناه بالموافقة و اشترطوا أن يختتن أهل نابلس حتى يتم هذا الزواج ، فقبلوا و فعلوا ، إلا أن ابني يعقوب فاجئا أهل القرية و أعملا فيها السيف و قتلا كل ذكر فيها ثم رجعوا و نهبوا القرية بالكامل و أخذوا جميع النساء و الأطفال. أبادوا قرية بالكامل مقابل خطأ لشاب مع فتاة اسرائيلية و أراد أن يصححه بزواجه منها.
اقرأوا نص القصة المؤلمة:
1 ـ (وخرجت دينة إبنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض وأضجع معها وأذلها) سفر التكوين (34/1-2).
2 ـ ( فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذلي هذه الصبية زوجة) سفر التكوين (34/4).
3 ـ ( فتكلم حمور معهم قائلاً شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم، أعطوه إياها زوجة. وصاهرونا، تعطوننا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا، وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم، اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها) التكوين (34/8-9-10). وأضاف (كثروا عليَّ جداً مهراً وأعطية، فأعطي كما تقولون لي. وأعطوني الفتاة زوجة) التكوين (34/12).
4 ـ (فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا... إن صرتم مثلنا بختكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً). التكوين (34/13.. 15-16)
5 ـ وبعد أن اختتن جميع الذكور (فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب شمعون ولاوي أخوي دينه أخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر) التكوين (34/25).
(ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة، لأنهم نجسوا أختهم، غنمهم وبقرهم وحميرهم، وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه. وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما في البيوت) تكوين (34/27-28-29).
و العجيب أن إله اليهود كافأ يعقوب على هذه الواقعة البشعة بما يلي :
وَقَال لَه الله: (أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أثمر وَاكثر. أمة وَجَمَاعَة أمَم تَكون مِنكَ. وَملوك سَيَخرُجونَ مِنْ صُلْبِكَ. وَالأَرْض الَتِي أَعطيت إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ لَكَ أُعْطِيهَا. وَلِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ أعطِي الأَرْضَ). التكوين ( 35/12-13)
مجزرة أخرى تقصها التوراة ، بطلها هذه المرة موسى– عليه السلام و حاشاه من زعم و افتراء اليهود – عند خروج بنى اسرائيل من مصر و مرورهم بمدين. و مدين هى نفسها البلد التى استقبلت موسى – عليه السلام – و شعبه أثناء هروبهم من مصر بل و قام ملكها بتزويج ابنة كاهنه لموسى – عليه السلام- . يعنى بلد موادع و كريم و مضياف ، هذه المرة عكست الآية ، فقد تعلق شاب اسرائيلى ببغي من مدين ، فقام كاهن يهودي بقتل الاثنين ! ، فجاء أمر إلهى لموسى – عليه السلام – بالانتقام من أهل مدين ، فقام قادته العسكريون بقتل ملك مدين و أمرائه و قتل جميع الرجال و سبي النساء و الأطفال و نهبوا كل ما فيها ثم أحرقوا جميع البيوت و الحصون . و هذا الانتقام الذى تقشعر له الأبدان لم يعجب موسى – عليه السلام – فقام بما هو أبشع ، اقرأوا نص التوراة :
1. "وكلم الرب موسى قائلاً: انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك" سفر العدد (31/1-2).
2. فَقَال مُوسَى لِلشعب: (جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَة الرب عَلى مِدْيَانَ. أَلفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ). فَاختِيرَ مِنْ ألوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كل سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفاً مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ. سفر العدد (31/3-5).
و تعجب من كل هذه القوات و هذا التجييش و هذا التصعيد من أجل هذه الواقعة الفردية التى ليس لأهل مدين المساكين يد فيها ..
3. "فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر" العدد (31/7).
انظروا .. كل ذكر : يعنى حتى الشيوخ و الأطفال.
4. "وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار" العدد (31/9/10).
و رجع هؤلاء المغاوير الأبطال بعد هذه المجزرة ، ليستقبلهم موسى .. و لكن الاستقبال كان على غير ما توقعوا :
5. (وأَخذوا كل الغَنِيمَةِ وَكل النهبِ مِنَ الناسِ وَالبَهَائم ، وأَتوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهنِ وَإِلى جَمَاعَة بَنِي إِسرائِيل بِالسبي وَالنهبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أرْدُن أَرِيحَا. ، فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكل رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِستِقبالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. ، فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤسَاءِ الألوف وَرُؤسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِن جندِ الحَرْبِ. " العدد (31 / 12-14)
ترى ما الذى أزعج موسى و أسخطه على قواده ؟ .. أمر لا يتوقعه بشر :
6. "وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية ؟؟" العدد (31/15).
7. وأمرهم بقتل كل النساء وكل الذكور من الأطفال أيضاً، "فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال" وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها" العدد (31/17).
و كأن موسى – عليه السلام – فى نظر التوراة أكثر دموية من يعقوب و ولديه و أكثر عنفا من قواده الذين أرتكبوا مجزرة مدين. و لا تظن أن هذا ضربا من الجنون أو الهوس الدموى ، إنها نصوص التوراة التى يتعبد بها اليهود ربهم.
هذه الدموية و هذه الوحشية تصل إلى أبعد من هذا إذ تجدها فى التوراة منسوبة للذات الإلهية ، و إذا كان الأمر كذلك فأى غضاضة يشعر بها الاسرائيليون و هم يرتكبون ما يرتكبون الآن فى فلسطين و لبنان.
هذه النصوص ينسبونها إلى الله – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا :
( كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم) أشعيا (13/15-16).
ويتابع الرب : ( فأقوم عليهم يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب) أشعيا (14/22).
نظرة اليهود للبلاد المجاورة
و تقرأ فى النصوص التوراتية جذور الغدر الإسرائيلى تحمل مشاعر الكراهية تجاه جميع البلاد التى آوتهم و عاشوا فى ظلها و أكلوا من خيراتها ، و هى نصوص تدعو للغثيان ، اقرأ كيف ينظرون إلى دمشق وعمان و القدس الشريف و فلسطين كلها و لبنان كله :
يقول أشعيا : "وحيّ من جهة دمشق. هو ذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم" أشعيا (17/1).
"مد يده على البحر أرعد ممالك. أمر الرب عن جهة كنعان أن تخرب حصونها" أشعيا (23/11).
و يشاركه نبي آخر فيقول : "بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين لينقرض من صور وصيدا كل بقية تعين ، لأن الرب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور" ارميا (47/4).
وعن بلدة مؤآب يقول "على كل سطوح موآب وفي شوارعها كلها نوح لأني قد حطمت موآب كإناء لا مسرة به يقول الرب" ارميا (48/28).
وعن عمان يقول "لذلك ها أيام تأتي يقول الرب واسمع في ربة بني عمون جلبة حرب وتصير تلاً خرباً وتحرق بناتها بالنار فيرث إسرائيل الذين ورثوه يقول الرب" ارميا (49/2).
و ... "عن دمشق. خزيت حماه وأرفاد قد ذابوا لأنهم قد سمعوا خبراً رديئاً، في البحر لا يستطيع الهدوء. ارتخت دمشق والتعنت للهرب..."ارميا (49/23-24).
و أما حزقيل فيوجه غارته على سكان القدس الشريف : "وقال لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا. الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك" حزفيال (9/5-6).
و يقول "لذلك هكذا قال السيد الرب وأمد يدي على أدوم وأقطع منها الإنسان والحيوان وأصيرها خراباً من التيمن وإلى "وإن يسقطون بالسيف" حزفيال (25/13).
و .... "فلذلك هكذا قال السيد الرب. ها أنذا أمد يدي على الفلسطينيين وأستأصل الكريتيين وأهلك بقية ساحل البحر" حزفيال (25/16).
و عشرات النصوص التى تشعل قلوب اليهود بالكراهية و الدموية و الإرهاب.
الدعم الأمريكى و المحافظون الجدد
إن كثيرين من المثقفين و الساسة العرب يكتفون باعتبار الصراع العربى الإسرائيلى صراعا سياسيا لا علاقة له بالدين ، و هذه النظرة مردها إلى الجهل بالعدو ، جهلا فاضحا. إن روؤس الإدارة الإسرائيلية – و الأمريكية إلى حد بعيد – تحركها الموروثات التوراتية العنصرية. إن رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت يردد فى لقاءات عديدة أنه شديد الإعجاب بيشوع النبى و أنه يتخذه مثلا أعلى ، و التوراة تصور يشوع على أنه من أسس تقاليد العسكرية الإسرائيلية المقدسة و التى تراعى حتى يومنا هذا. و يشوع النبى الذى يقول ( وكان لما انتهي إسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية حيث لحقوهم وسقطوا جميعا بحد السيف حتي فنوا، أن جميع إسرائيل رجع إلي عاي وضربوها بحد السيف) يشوع (10).
و يقول أيضا (جميع سكان الجبل من لبنان إلي مسرخوت هايم جميع الصيدونيين أنا أطردهم من أمام بني إسرائيل، إنما أقسمها بالقرعة لإسرائيل ملكا كما أمرتك).
و يتابع (وهؤلاء هم ملوك الأرض الذين ضربهم يشوع وبنو إسرائيل في عبر الأردن غربا من بعل جاد في بقعة لبنان إلي الجبل الأقرع الصاعد إلي سعير وأعطاها يشوع لأسباط إسرائيل ميراثا حسب فرقهم).
و إن الرئيس بوش لم يكتم معتقداته التوراتية حين صرح مرارا أن حربه ضد العراق هي (حرب الرب) أو (الحرب المقدسة ) و اختار لأهم معاركها تعبيرا توراتيا فسماها (الصدمة والرعب).
هناك و لاشك مصالح استراتيجية بين أمريكا و اسرائيل و لكن حدود الدعم المطلق لاسرائيل لا يفسرها إلا معتقدات المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة و التى تصور لهم أن نصرة اسرائيل هى التزام دينى و أن الله سيعاملهم بحسب نصرتهم لإسرائيل ، يقول القس الشهير جيري فالويل صاحب النفوذ (لا أعتقد أن في وسع أمريكا أن تدير ظهرها لشعب إسرائيل وتبقي في عالم الوجود.. والرب يتعامل مع الشعوب بقدر ما تتعامل هذه الشعوب مع اليهودي). و هذا اللوبى يجتهد فى إقناع الأمريكيين أنهم مسئولون عن حماية اسرائيل حتى تحقق الوعد الإلهى فى إقامة إسرائيل الكبرى.
إن نصوص التوراة المحرفة الموجودة الآن بين يدي اليهود لها ركائز تحكم الفكر الاسرائيلى و هى :
• اسرائيل شعب الله المختار ، و باقى الشعوب خلقت لخدمته و لتحقيق رغبة الله فيه.
• الشعوب المجاورة لإسرائيل يجب إبادتها و لا يجوز وصفها بأنها بريئة ، و النصوص فى هذا أكثر من أن تحصى ، خذ مثلا النص التوراتى (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً. جملاً وحماراً) سفر صموئيل الأول (15/3/4). هل تلاحظون الأمر بقتل الرضع ؟ و خذ هذا النص الصريح (وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون ا لذين تستبقون منهم أشواكاً في أعينكم ومناخيس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها) سفر العدد (33/55 (.
• لا صلح و لا سلام مع الشعوب المجاورة لشعب الله المختار. (احترز أن تقطع عهداً من سكان الأرض التي أنت آت إليها. لئلا يصيروا فخاً في وسطك) سفر الخروج (34/12). و فى سفر اشعيا (لا سلام.. مع الأشرار.. يقول الرب). و أى صلح تضطر له إسرائيل فهو خطوة تكتيكية فقط مناقضة لدينهم و معتقدهم.
• العنف و الدموية و الوحشية حلال على اليهود ، بل و ترضى الرب. ( أعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على إثمهم وأبطل تعاظم المستكبرين وأضع تجبر العتاة ) أشعيا (13/10)..... ( كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم) أشعيا (13/15-16).
• النظرة الدونية للآخر مهما كانت صفاته و أخلاقه و تاريخه. ( ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك، بالوجه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك ) أشعيا (49/23). ..... ( ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنوا الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون" أشعيا (61/5-6 ).
كثيرا ما سألت نفسى : هل يقرأ علماء اليهود و النصارى هذه النصوص فى كتابهم المقدس ؟ .. هل يعرفونها حقا ؟
يا من تبحثون عن جذور المشكلة فى الصراع " العربى " الإسرائيلى : هذه هى جذور الأزمة.
-
جزاك الله كل خير اخ احمد
هل افهم من هذا الكلام اخيAhmed_Negm
ان وطني لبنان سيبقى عرضه للحرب
ما ذنب الشعوب هل تعرف يوجد 12 مليون لبناني خارج لبنان
تركو لبنان بسبب الحروب المستمره عليه
ويوجد الآن في لبنان ثلاثة ملايين شخص فقد
ومعظمهم يفكر في الهجره الآن من لبنان
اللهم انتقم من بني صهيون
-
اللهم انتقم من بنى صهيون ..
هذه التوراة التى يؤمن بها اليهود و النصارى
اخوانى الذين ياتون بعدى ، آمنوا بى و لم يرونى ، و قال : للعامل منهم اجر خمسين منكم ، قالوا بل منهم يا رسول الله ؟ قال : بل منكم , ردوها ثلاثا، ثم قال : لانكم تجدون على الخير اعوانا اما هم فلا
الاسلام , ليس دين اعبد به ربي فحسب , بل نبض يدق به قلبي ليضئ عالمي بأسره , تصالحي مع نفسي و رضاي بحياتي و تسامحي مع الاخرين ..
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة هشيم في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-02-2008, 12:36 AM
-
بواسطة ashrafmod في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-01-2008, 10:17 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-05-2007, 05:52 PM
-
بواسطة أقوى جند الله في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 03-11-2005, 06:56 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات