الأستاذ رفيق :
أولاً أشكر الأخ سامى الذى تفضل بالرد عليك أثناء تحضيرى لردى عليك ....... و إليك ردى الشامل الكامل على موضوعك ...... و سوف أقوم لاحقاً بالرد على موضوع (الحاجة إلى الإسلام) بإذن الله
و هاك ردى على أطروحاتك :
الأستاذ رفيق ...... أخى فى الوطن و الإنسانية ..... أهلاً بك مرة أخرى
و إسم رفيق هو إسم لأصدقاء كثيرين ..... منهم المُسلمين و المسيحيين ...... و كلهم أعزاء على قلبى
و نحن هنا يا ضيفنا الكريم ليس من أجل أن نقدح فى المسيحية أو نسُبّها .....و ليس من أجل أن نُثبت صحة إيماننا عن طريق إكتشاف العيوب و الثغرات فى مُعتقدات الآخرين ...... و بالتالى نختار الإسلام لأنه أحسن السيئيين ! .....
فالإسلام قائم بذاته بغض النظر عن مُعتقدات الآخرين ...... و لا يحتاج إلى إثبات نفسه بالقدح فى مُعتقدات الآخرين ...... و الدليل أن كتاب الإسلام (القرآن) هو كتاب فريد و قائم بذاته منذ أن أتمه الرسول (عليه الصلاة و السلام) إلى اليوم .... لم يزد فيه أو ينقص منه حرف ...... و كل المُحاولات التى حاولت فعل ذلك باءت بالفشل الذريع ...... و منها مُحاولات بعض أئمة الشيعة التى أضافت بعض السور إلى القرآن لإثبات ولاية الفقيه ....... و رفضها حتى الشيعة أنفسهم ....... و تم محوها من القرآن الذى يتداوله الشيعة فيما بينهم ...... لأن ذلك المُصحف المُحرف كان من الواضح و الجلى الفرق بين ما هو فيه من تنزيل العزيز الحكيم (القرآن) و بين ما فيه من تحريف و إضافات ..... فى الإسلوب و فى بلاغة النص القرآنى و حتى إنسجام الكلمات و الأحرف مع بعضها .
و القرآن لم يلجأ لضم بعض الكتب أو الكتابات بين دفتيه ...... كما لجأ اليهود لإضافة تلك الكتب التى تلت الأسفار الموسوية الخمسة أو المُسماة بالبنتاتويخ (Pentateuch) ...... أو كما لجأ المسيحيون لإضافة العهد القديم إلى الجديد لتعويض نقص التشريع الواضح فى العهد الجديد ! .... فالقرآن كامل مُتكامل و به التشريع و القصص و الحكمة و الإعجاز العلمى و اللغوى و كل ما يُمكن أن تتصوره من أوجه الإعجاز ..... و إذا كنتم تُطلقون على الإنجيل أنه (كتاب الحياة) ..... فأنا أسمى القرآن بأنه (كتاب الكون) ...... فهو يحتوى على كل الإعجاز الكونى ..... بما فى ذلك الحياة و ما قبل الحياة و ما بعد الحياة ...... أو (كتاب الأزل) ..... أو الأعظم من تلك التسميات و الأوقع هو(كتاب الله)
و لهذا تجد فى العنوان المُتحرك فى الأسفل من شريط آخر المواضيع ...... تلك العبارة ((( عزيزي العضو والزائر الموقع دعوي من الدرجة الإولى ..... ))) ...... و هذا هو الهدف الأساسى من كل المواضيع بهذا المُنتدى !
و نحن هنا فى المُنتدى لسنا علماء مُتخصصين و لا نطلب أن يكون مُحدثنا عالماً مُتخصصاً ...... فمُعظمنا ..... إن لم يكن كلنا ...... من الصفوة الفكرية فى مُجتمعاتنا ..... و تجد منّا الطبيب مثلى أو الدارس للقانون أو المُهندس أو الكيميائى أو غير ذلك من الوظائف أو درجات التعليم و الثقافة و لكن كلنا نجتمع كلنا على الدعوة للحق ......
و إذا إستمعت لرأى العالم الأزهرى أو القسيس الدكتور فى اللاهوت الذى أوحى إليك أو تصورت أنه يقول الحقيقة ..... و آمنت بما يقوله دونما مُراجعة ....... فهذا لن يُعفيك من الحساب و السؤال فى يوم الحساب ...... و لن يُعفيك من العذاب فى حالة ما إذا كنت تسير فى الطريق الخاطئ ....... نعم ، إن من أضلك سوف يبوء بذنب إضلالك إلى جانب ذنوبه ..... و لكنك أيضاً ستبوء بذنب الضلال الذى لم يُجبرك عليه أحد ...... و فى هذا يقول (كتاب الله) فى سورة البقرة :
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ{165} إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ{167}
أو حتى فى حالة الإستضعاف و الإجبار ...... فلا شيئ يجبرك على إتباع الباطل و لو حتى من باب التقيّة أو حماية النفس :
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97
لذلك تجد أن أول كلمة نزلت فى (كتاب الله) هى إقرأ ...... و هى كلمة فى منتهى الإيجابية ...... فكلمة إقرأ ليست ككلمة إسمع ...... ففيها فعل إيجابى و ليس سلبى ...... فمن يقرأ يقوم بفعل إيجابى بالنظر فيما يقرأه (و يستطيع أن يُغمض عينيه فلا يرى أو يقرأ شيئاً) ...... و القراءة تتضمن الإستيعاب و مُحاولة الفهم ...... و إلا كانت أنظر و ليست إقرأ ...... أما من يسمع فالأصوات تدخل إلى اذنيه رغماً عنه .... فلا يستيطع أن يُغلق أذنيه ..... و حتى إن أغلقهما فالأصوات تتسلل إليه عن طريق الذبذبات فى عظامه و أجزاء جسمه ، بل و حتى عن طريق مرور الهواء الذى يتنفسه فى داخله ...... و قد لا يلتفت إلى ما يسمعه و قد لا يفهمه ...... فالإيجابية مطلوبة ...... و مُحاولة الفهم مطلوبة و بصورة أكبر!
لذلك فإنه لا توجد تبعية فى الإسلام ...... فالقرآن موجود و السنة النبوية الصحيحة موجودة ...... و من أراد أن يقرأ و من أراد أن يفهم .... فذلك مُتاح للجميع ! ..... و الفرق بينى و بين أى عالم أزهرى ...... أنه يُسخر جزءاً أكبر من وقته فى القراءة و الفهم ...... لأنه يتعيش من ذلك ..... لأما أنا فالمعيشة و إتقان صنعتى أو حرفتى قد تأخذ الكثير من وقتى بحيث لا يتبقى لى وقت للقراءة أو للفهم فى المواضيع الدينية ..... و لكن هذا لا يمنع من أن أستعمل عقلى فى دراسة ما يعرضه الفقيه علىّ ...... و هل يتفق مع العلم و المنطق السليم أم لا ...... و أن أبحث فى القرآن و السُنّة النبوية (الصحيحة) فى مدى منطقية و معقولية و فقهية ما يعرضه الفقيه علىّ ! ....... فلا يصح تطبيق الخاص على العام ...... كفتوى رضاعة الكبير على سبيل المثال ..... فهى فتوى نبوية خاصة و فى حالة خاصة فريدة ...... فلا يُمكن أن أتبع رأى ذلك الفقيه (الذى نال ما يستحقه بالطرد من الأزهر) و أن أطلب من زوجتى أن تُرضع السائق و البواب و الجناينى ...... أو أن آخذ بفتاوى شيوخ الإرهاب و أن أستحل دماء و أموال غيرى من المُسلمين أو من غير المُسلمين طبقاً لفتاوى شيوخ الإرهاب .... على سبيل المثال !
و كما أنه لا يوجد تبعية ...... فأنه لا يوجد توريث للخطيئة كما تقول ...... فتوريث الخطيئة شيئ غير منطقى و لا عقلانى و لا دينى .....
فالله قال فى كتاب الله :
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)
(مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء:15)
(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (فاطر:18)
(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (الزمر:7)
(أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى{35} أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى{36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى{37} أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى{39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى{40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى{41} وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى{42}) (النجم)
أى أن الخلاصة هو أن الإنسان لا يتحمل خطيئة غيره من بنى البشر ...... حتى و لو كان أباه ..... أى أن الخطيئة غير موروثة !
أنت مصرى مثلى ..... ألا ترى أن مبدأ وراثة الخطيئة هو مبدأ همجى بدائى و يدل على قصر النظر و على غريزة دموية همجية ...... و هى سبب فى داء يستشرى فى صعيد بلدنا الحبيب ..... ألا و هى عادة الأخذ بالثأر ........ أظنك لا تؤيد تلك العادة الهمجية الوحشية ...... و لا أظن أحداً يؤيد تلك العقول المُغيبة و النظرة الضيقة التى تؤخذ بها مثل تلك الأمور .....
مرحى للأخذ بالثأر من القاتل ...... أو المُخطئ .... فهذا هو ما يُسمى بالقصاص ...... و قد قال عن ذلك الله فى كتابه :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 178 - 179)
فالقصاص من المُذنب يعنى العدل ....... و هو حياة للعقلاء لأنه يُنمى الإحساس بالعدل فى المُجتمع و يُشكل رادعاً قوياً لكل من تُسوّل له نفسه بأن يُجرم أو يُخطئ فى حق غيره من الناس سواء بالسرقة أو القتل ...... فهذا يُحيى المُجتمع و يُحافظ على كيانه
و لكن ماذا يستفيد المُجتمع من عادة الأخذ بالثأر ...... إذ أنه من تقاليد تلك العادة هى قتل أفضل شخص فى عائلة الجانى ....... و قد يكون الجانى قد أمضى عقوبة السجن و خرج من السجن و يعيش فى القرية الصعيدية حراً طليقاً ...... أما الرهينة المُطاردة فهو قد يكون الأخ أو إبن الأخ ...... الطبيب أو الحاصل على شهادة الدكتوراة و يعيش فى القاهرة و ربما لم تطأ قدماه أرض القرية أبداً ...... فهو أفضل من فى تلك الأسرة و هو الذى يحق عليه الثأر حتى تنحرق قلب أسرة الغريم عليه و تفقد فلذة كبدها الغالى ! ...... أليس هذا هو ما يحدث فى صعيد مصر من العقول المُتحجرة من أهل الصعيد ..... هل هذا قصاص ؟ ..... هل هذا حياة للمُجتمع ؟!!! ...... و هى عادة مُتأصلة فى أهل الصعيد و لا دخل بالمُعتقدات الدينية فيها ...... و حاول الإسلام أن يُهذبها ..... و لكن للأسف ...... فإن تلك العادة ...... مثلها مثل ختان الإناث مُتجذرة فى عقول هؤلاء البشر و لا سبيل إلى تهذيبها أو إلغاءها .....
أليس هذا هو ما فعله الإله الأب المسيحى ....... و إسمح لى أن أشبهه بعوكل الصعيدى ..... لقد إستشاط الإله العوكلى غضباً من خطيئة آدم ...... فأنزله من الجنة (الأرضية ! ......فجنة عدن جنة أرضية ...... و هى فى سفر التكوين جنة أرضية تنبع منها الأنهار الأرضية ..... تكوين 2
10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس.
11 اسم الواحد فيشون. وهو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب.
12 وذهب تلك الارض جيد. هناك المقل وحجر الجزع.
13 واسم النهر الثاني جيحون. وهو المحيط بجميع ارض كوش.
14 واسم النهر الثالث حدّاقل. وهو الجاري شرقي اشور. والنهر الرابع الفرات ) ......)
ثم أفنى بنى البشر بالطوفان ....... و مع ذلك لم يبدأ عهد جديد مع بنى البشر يبدأ بنوح و أولاده ...... بل ما زال غضبه مُتقداً و يبحث عن فرصته فى الثأر من بنى البشر ...... و قتل أفضل من هو من بنى البشر ليأخذ بثأره الأزلى ........ و لم يعجبه الأنبياء من نوح إلى آخر أنبياء بنى إسرائيل ...... مروراً بإبراهيم و موسى ...... و أخيراً يُقرر هذا الإله (العوكلى) أنه لا يجد من بين بنى البشر ما يستحق أن يكون الفداء لتلك الخطيئة (الفظيعة) التى إرتكبها أبو البشر ...... و هكذا تتفتق القريحة الإلهية عن إهداء إبنه الوحيد (اليسوع) إلى بنى البشر و بعثه فى مهمة بشرية بإعتباره أفضل بنى البشر ..... لتنتهى تلك المُهمة بالتعذيب و الصلب و القتل ليكون تنفيذاً لشريعة الثأر الإلهية الصعيدية العوكلية التى هدأت نارها بهذه الحادثة الفريدة ..... فالبرئ ذهب فداءاً للخطائين ...... الذين ما زالوا يُخطئون !
متى 27 : 25:
25 فاجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى اولادنا.
و إذا كانت الخطيئة موروثة .... فلماذا أعفى الحبر الأعظم فى الفاتيكان اليهود و أعطاهم صك الغفران من دم اليسوع ...... لماذا لم يرث اليهود خطيئة قتل اليسوع ...... و لماذا أعفاهم الرأس الكبرى فى الإيمان بوراثة الخطية (بابا الفاتيكان ) من تلك الخطية ؟
و المثل المصرى الحكيم يقول : يخلق من ظهر العالم فاسد ..... و من ظهر الفاسد عالم ! ...... أى أن التقوى و الصلاح ...... أو الفساد و الطلاح أيضاً لا تُورثّ ....... فلا يجب إعتبار إبن التقى أنه يجب أن يكون تقياً مثل أبيه ...... و لا يجب أخذ إبن الفاسد بجريرة ابيه و إعتباره فاسداً لا يُرجى من صلاحه ! ..... و هذه حكمة المصريين التى توارثوها عبر آلاف القرون.
هل يحمل أهل المتوفى دين المتوفى إذا كانت تركته لا تستوفى ذلك الدين ؟ ...... هل يتوجب عليك إذا كنت وارثاً لمتوفى و عليه ديون للبنك مثلاً أن تُسدد ديونه من مالك الخاص ...... و هل يحجز عليك البنك و أنت لم تضمنه لديه ...... البنك يرجع على الضامن ، حتى و لو كان لا يمُت بصلة قُربى للميت و لا يرجع على أولاده أو أى من أهله ليحجز عليهم بإعتبارهم قد ورثوا ذلك الدين ....... و فى قوانين المواريث فى الإسلام ..... فإن أول شيئ يُسدد من التركة هو مصاريف تجهيز الميت ...... ثم سداد ديونه لدى الغير و لدى الله (إذا كان عليه زكاة مال مُستحقة) ...... فإذا تبقى شيئ من التركة فيتم توزيعها على الورثة طبقاً للأنصبة الشرعية ..... أما إذا لم يتبق شيئ ........ فلا يعود الديانة على الأموال الشخصية للورثة و يُطلبونهم بسداد ديون أبيهم ..... فهذا لا يحق ...... و سداد الديون هنا تطوعى و ليس إجبارياً ...... و هو يعود على المتوفى و ليس على الورثة طبقاً لأقوال الرسول (عليه الصلاة و السلام) : نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه ! رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. رواه مسلم ...... و هذا أمر تطوعى لطلب المغفرة و الرحمة للمتوفى و ليس من الشرع الحجز على أموال الورثة من الأبناء أو الأقارب لتسديد تلك الديون ..... أى أن خطيئة الديّن و الموت دون سداده تقع على المتوفى وحده ....... و من أراد تخليص ذمة المتوفى من أهله أو أقاربه أو معارفه فهو مُتطوع لذلك فقط و ليس مُجبراً على فعل ذلك
ماذا لو حدث و رجع عليك البنك فى دين لأحد أقاربك لم تكن تعرفه إلا حين وفاته ؟ .... ماذا لو كان هذا هو القانون ؟ ...... ماذا إذا طاردك أهل غريمك الصعايدة (العوكليون) تنفيذاً لثأر إرتكبه أحد أفراد عائلتك فى تلك القرية المغمورة فى أقاصى الصعيد التى لم تطأها قدماك ؟
أليس هذا هو الظلم بعينه ؟!!!!
و هل الله ظالم ؟!!!!
و هل الله لا يجد سوى هذه الطريقة الدموية من أجل إفتداء بنى البشر من الخطيئة ؟
و إليك من أقوال العهد القديم ما ينقض مبدأ توارث الخطيئة ...... و هى من تجميع أخونا السيف البتار بارك الله فيه :
وهل يؤمن اليهود اصحاب العهد القديم بأن خطيئة آدم تحتاج لمخلص ؟
ولو رجعنا إلى اقوال الرب التي جاءت في عهد آدم ومقارنتها باقوال الرب التي جاء في عهد نوح نجد أن الخلاص جاء بالطوفان وليس بيسوع .
ففي عهد آدم قال الرب له بسبب الخطيئة :
تكوين 3:
3: 3 و اما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه و لا تمساه لئلا تموتا
تكوين :
3: 17 و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك
ولكن بعد الطوفان قال الرب :
تكوين
8: 21 فتنسم الرب رائحة الرضا و قال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته و لا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت
إذن : هذا اقرار من الرب برفع اللعنة وبذلك قول ان اليسوع حمل اللعن كلام باطل لأن الله رفع هذه اللعنة بعد احداث الطوفان
وهذا اقرار من الرب ان الموت الذي فدى يسوع به البشرية باطل لان الله تعهد بأنه لن يميت احد بعد هذا الحدث .
فأين هي الخطيئة ؟
ثم أراك تستشهد بمزمور داود 51 : 5 ...... لم لا ننظر إلى الآية التى تسبقها و التى تليها ..... فليكن الأمر هكذا ..... داود 51 :
4 اليك وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك.
5 هانذا بالاثم صوّرت وبالخطية حبلت بي امي
6 ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرّفني حكمة
أليست هذه مُناجاة لله و دعاء فى الصلاة ...... أليست تتشابه مع الكلمة التى ندعو الله بها (إنى أبوء لك بذنبى) ..... أو دعاء سيدنا يونس عليه السلام و هو فى بطن الحوت :
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الانبياء:87)
أليست الآية التى ذكرتها (5) تعود على تلك الآيات من سفر التكوين 2 :
25 وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان
ثم من تكوين 3:
7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان. فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر
8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة.
9 فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.
10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت.
11 فقال من اعلمك انك عريان. هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل منها.
ثم تكوين 4 :
1 وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين. وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب
إذن هى على الترتيب ......
1- آدم و حواء كانا عريانين و لم يهتما بالأمر و لم يُحسا بالخجل من العرى (تك 2 : 25) .....
2- ثم الخطيئة و الأكل من الشجرة و الإحساس بالخجل من العرى و البدء فى ستر العورة (تك 3 : 7 – 11) ......
3- ثم العلاقة الجنسية (بعد الخطيئة و الخروج من الجنة) (تك 4 : 1) ......
فالإثم و الخطيئة أدت إلى العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة و وجود ما يُسمى بالعورة ...... و هذا ما يعود إلى آية داود التى ذكرتها ..... و هذا لا يعنى بحال أنه يُقر بميراث الخطيئة !
و كلمة بولس فى رومية 5 : 12 ..... لا تختلف فى المضمون عن دعوة داود بالمغفرة من الله ...... و أن كل البشر خطاءين ....... و نُضيف عليها فى المفهوم الإسلامى : و خير الخطائين التوابون
ثم تستشهد بالدليل العقلى الذى أوردته :
اقتباس
قال الرب لادم فى العهد القديم قبل ان ياكل من الشجرة: يوم تاكل منها موتا تموت : وحاشا ان لا يحدث كلمة قالها الله وهو ماجرى على ادم فمات وكما ورثنا منه العقوبة اى الموت فلابد وان نكون قد ورثا الخطية لاننا تحملنا العقوبة !
و نُلاحظ كلمة يوم تأكل ...... ثم التأكيد بكلمة موتاً تموت ...... فآدم لم يمت يوم أن أكل من الشجرة ...... و بالتالى فالتأكيد هنا (موتاً تموت !) لا معنى له ..... فهو تأكيد للحتمية و عائد على كلمة (يوم تأكل) !!! ...... وكتابك نفسه يقول فى عمر آدم على الأرض :
تكوين 5 :
5 فكانت كل ايام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة ومات
ففيم كان لزوم التوكيد فى كلمة (موتاً تموت !) إذا كان آدم قد عاش بعد (يوم !) أن أكل من الشجرة تسعمائة و ثلاثين سنة ؟!!!!
و الحديث الآن لأخى البتار :
ما هو الموت الذي فدا به و منه يسوع ؟ ... فما زال البشر يموتون قبل و بعد اليسوع و منذ آدم و حتى فناء الخليقة !
الرد : هو أنه ليس المقصود منه موت جسدي بل هو موت روحي .
ولكننا لو دققنا النظر لوجدنا ان الموت الروحي هو شيء مجازي .
فهل الله ارسل نفسه او ابنه من اجل شيء مجازي ؟!
أليست هذه هي قمة التفاهة واهانة الله عز وجل .؟
فلو كان الأمر مادي وعجز الله على إنهائه لقلنا : ماشي فالمعبود ضعيف وعجز ان يؤدي مهامه من على كرسيه فنزل بنفسه ، وهذا الامر يبطل ألوهيته .
ولكن الحدث سببه امراً مجازياً .. فهو ألعن وأضل سبيلاً .
و ما رأيك فى هذه الآية فى العهد القديم و التى تتحدث بكل وضوح عما حاق باليسوع :
" معروف هو الرب قضاء أمضى. الشرير يعلق بعمل يديه.." (مزامير9 / 16)
ثم ما هي الخطية الأصلية ؟ أكل آدم من الشجرة ؟ واين كانت هذه الشجرة ؟ أليست بجنة عدن ؟ وأين جنة عدن ؟ أليست على الأرض ؟ وماذا لو لم يأكل آدم من الشجرة ؟
الرد : كان سيعيش كذلك على الأرض .
إذن في الحالتين لا يوجد فارق بين أكله من الشجرة أو عدم أكله .
غير أن رب العهد القديم قال أنه لا يدين البشر لأن طبيعتهم الزيغان
تك 6 : 3
فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد . لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة
والأكثر عجباً أن رب العهد القديم وجد أن الأرض فسدت بسبب الخطيئة فأرسل الطوفان ليطهر الأرض والبشر وأقام عهداً جديدا مع نوح .. إذن أنتهت خطيئة آدم بالطوفان :
تكوين 6 : 12
ورأى الله الارض فاذا هي قد فسدت . اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
تكوين 6 : 13
فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت امامي . لان الارض امتلأت ظلما منهم . فها انا مهلكهم مع الارض
اقتباس
النقطة الثانية:وهى اننا ولدنا فى ارض العقاب اى ارض العالم الذى نعيش فيه الان ولم نولد بجنة عدن ومعنى هذا اننا معاقبون بنفس عقاب ادم وحواء واذ لم نكن معاقبين اى غير وارثين للخطية فلماذا لم يعطينا الله فرصة مثل ادم وحواء؟
و لماذا تقول أن الدنيا هى أرض العقاب ...... فأبوانا كانا على الأرض و نحن ما زلنا على الأرض ....... أم كونهما كانا فى نعيم و نحن نشقى فى الأرض ...... فهذا هو قضاء الله على بنى البشر ....... و هى وسيلة للتدليل على أن الله يغفر الذنوب جميعاً ...... و هذا هو ما كتبه الله على بنى البشر منذ أن خلقهم ..... أن يكونوا خلفاء على الأرض ..... فنجد أن وجود آدم و حواء فى الجنة كان بمثابة الوجود فى حضّانة بالنسبة لطفل مولود حديثاً ...... أما بيئته الطبيعية فهى تلك الأرض التى يشقى و يكدح فيها ........ و الله أراد لآدم أن يتعلم أنه خطاء ...... و أن الله تعالى أيضاً رحيم و غفار ....... و لهذا تجد داود يستغفر الله و يبوء بخطيئته و يستجدى رحمة الله فى سفر الأمثال ...... و تجد الحديث الشريف يقول :
والذي نفسي بيده _ أو قال : والذي نفس محمد بيده _ لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ، ثم استغفرتم الله عز وجل ، لغفر لكم ، والذي نفس محمد بيده _ أو قال : والذي نفسي بيده _ لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم (أخرجه الألبانى)
فهذه سمة الإله الرحيم ...... الذى يملك العقوبة و فى نفس الوقت يملك المغفرة ...... و لذلك تجده أنه قد علّم آدم الإستغفار من ذنبه مُباشرة بعد خروجه من الجنة فى سورة البقرة :
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36} فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{37} )
و لذلك تجد أنه فى الكثير من المراكز البحثية فى الغابات ...... يجد حراس الغابات حيوانات صغيرة ماتت أمهاتها و أصبحت جائعة و بلا مأوى أو مريضة ..... فيأتون إلى تلك المراكز التأهيلية حيث تتم تغذيتها و علاجها ..... و تنعم فى النعيم المُشابه للنعيم الذى تمتع به آدم فى الجنة ........ ثم عندما تبلغ أشدها أو تبرأ و يُمكنها الإعتماد على نفسها ..... يتم إطلاقها فى البرارى مرة أخرى لتعيش فى بيئتها الطبيعية ...... فهل هذا يُعد عقوبة على تلك الحيوانات ؟!!! ..... فنحن لسنا مُعاقبون .... بل نحن فى أرض الإختبار و الإمتحان فقط ..... و لسنا فى عقوبة ..... فقد كانت الجنة بالنسبة لآدم هى إختبار و إمتحان له أيضاً و لم تكن بالنسبة له نعيماً !
و مبدأ عدم وراثة الخطيئة هو ما تقرره نصوص كتابكم المقدس :
{ النفس التي تخطيء هي تموت ، الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون } [ حزقيال 18/20 - 21 ] .
فليس هناك خطيئة موروثة :
{ لولا أني جئت وكلمتهم ، لما كانت عليهم خطيئة ، وأما الآن فلا عذر لهم في خطيئتهم . . لولا أني عملت بينهم أعمالاً ما عمل أحد مثلها ، لما كانت لهم خطيئة ، لكنهم الآن رأوا ، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي } [ يوحنا 15/22 - 24 ] .
وحين تكون هناك خطيئة ، سواء كانت مما اكتسبه العبد ، أو ورثه عن آدم ، أو من دونه من الآباء (؟!!) ، فلم لا يكون محو هذه الخطيئة بالتوبة ؟!
إن فرح أهل السماء بالتائب كفرح الراعي بخروفه الضائع إذا وجده ، والمرأة بدرهمها الضائع إذا عثرت عليه ، والأب بابنه الشارد إذا رجع :
{ هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ، أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة } [ لوقا 15/1-31 } .
ولقد وعد الله التائبين بالقبول :
{ فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ، لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه ، بره الذي عمل يحيا } [ حزقيال 18/21-23 ] ، وانظر [ إشعيا 55/7 ]
إن الاتكال على النسب من غير توبة وعمل صالح ، ضرب من الخبال ؛ فمن أبطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ، كما يقول نبينا صلى الله عليه وعلى إخوانه المرسلين وسلم [ صحيح مسلم 2699] ، وهكذا علمكم يوحنا المعمدان ( يحي عليه السلام ) :
{ يا أولاد الأفاعي من علمكم أن تهربوا من الغضب الآتي ، أثمروا ثمراً يبرهن على توبتكم ، ولا تقولوا لأنفسكم : نحن أبناء إبراهيم ، أقول لكم : إن الله قادر على أن يجعل من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم ؛ ها هي الفأس على أصول الشجر : فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع ، وترمى في النار } [ متى 3/7 - 11 ] .
إن غفران الذنب بتوبة صاحبه هو اللائق بالله البر الرحيم ، لا الذبح والصليب ، وإراقة الدماء ، هذا ما يقرره الكتاب المقدس :
{ إني أريد رحمة لا ذبيحة ، لأني لم آت لأدعو أبراراً ، بل خطاة إلى التوبة } [ متى 9/13 ]
و لهذا يقول بولس :
{ طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم ، طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية } [ رومية 4/7-8 ] .
ومما يبطل نظرية وراثة الذنب أيضاً النصوص التي تحمل كل إنسان مسئولية عمله ؛ كما قال الله تعالى في كتابه الكريم :
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) فصلت /46
وقال:
( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر/38 .
وهكذا في كتابكم المقدس :
{ لا تَدينوا لئلا تُدانوا ، فكما تدينون تُدانون ، وكما تكيلون يُكال لكم } [ متى 7/1-2 ]
{ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله } [ متى 16/27 ]
المفضلات