الرد على تدليس تأويل الآية الكريمة " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " الملك 30
طالعتنا إحدى المواقع التي تعلن أنها إلحادية ( لكن الله اعلم بما في مخبرها ) ..... و ادعت أن الآية الكريمة رقم 30 في سورة الملك .. " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " تحدى فيها الله الإنسان بأن يجعل ماؤه غوراً .. عميقاً .. لكن تفوق العلم والإنسان وصنع المضخات الغاطسة التي تسحب الماء من باطن الأرض .
الرد على التدليس
بداية نود أن نقول رحم الله من قال " الانتقاد الغير عادل مجاملة مبطنة " .... ثم دعنا نعرف أولا ما المقصود بكلمة " مَاؤُكُمْ " ... إن المقصود بالطبع هو الماء المتوفر و المشاهد للمخاطبين بالآية آنذاك و ليس ماء جديد سيخترعه العلم و الإنسان .. وهذا الماء هو ماء الأمطار / الأنهار / البحار / المياه الجوفية التي كانوا يستخرجونها من الآبــار عن طريق إنزال دلو وحبل .. " فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ " يوسف 19 .. و بعد التقدم و التطور الطبيعي للبشرية تم استخدام المضخات الغاطسة التي تسحب نفس الماء من باطن الأرض و ذلك بدلا من .. إنزال دلو و حبل .
و من ثمّ نذهب إلى معجم اللغة العربية " لسان العرب " لنعرف المعنى اللغوي لكلمة غور .. فنجد أن غَوْرُ كل شيء: عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُد أَن تدركوا حقيقةَ علمه ... كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه .. يقال : غار الماء إذا ذهب وزال بالكلية و نضب بحيث لم يبق له وجود ... و غارَت البئر إذا نضب ماؤها وجف .. والغائر : عكس النابع
ثم دعنا نتعرف بعد ذلك على معنى " ماء مَعِينٍ " .. و معناه هو الماء النابع السائح الفائض المتدفق الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون و الذي تناله الأيدي ويسهل الحصول عليه و يصل إليه كل من أراده .
بعد ذلك .. نتعرف على تفسير الآية ككل ببساطة ...." أي اخبروني إذا صار الماء الذي تشاهدونه والذي وفره الله لكم بسهولة دون مقابل على سطح الأرض غائرا .. أي أصبح لا يُقْدَر عليه لأنه ذهب و زال بالكلية و نضب وأصبح لا وجود له .. فمن يأتيكم بماء طاهر نابع ظاهر متدفق جار على وجه الأرض بسهولة .. يصل إليه كل من أراده في سائر أقطار الأرضبحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة " .
لكن السيد " ملحد " أستجمع كل قوته و طعن في الآية الكريمة بأن معنى غوراً تعنى عميقاً فقط .. و أن العلم والإنسان صنع المضخات الغاطسة التي تسحب الماء من باطن الأرض .. كبديل عن الحبل و الدلو .. كما ذكرنا .
وسنتمشى جدلا مع هذا المفهوم القاصر و نسأله ..... ولكن ما هو الموقف إذا أصبح " مَاؤُكُمْ " الذي فصلناه بعاليه ... جعله خالق هذا الماء على عمق سحيق .. سحيق .. أي على عمق عشرات أو مئات من الكيلومترات مثلا .. الأمر الذي يجعل تكاليف التنقيب .. والاستخراج لقطرة ماء ( إن أمكن ذلك ) مبلغ فلكي بالطبع .. لا يمكن تصوره أو تحمله .. و ذلك حتى لو استعنا بمضخات السيد " ملحد " الغاطسة .
و السؤال ... هل هذه القطرات المستخرجة حينئذ ذات الكلفة الخيالية ستكون هي " الماء المعين " السائح الفائض المتدفق الجاري على وجه الأرض والمماثل لما وفره الله سبحانه و تعالى حاليا دون مقابل ( من أمطار / أنهار / بحار / آبار ) ... وهل هذه القطرات ستكفل حينئذ الحياة على كوكب الأرض لحوالي 7 مليار نسمه حاليا مثلا .. هذا بخلاف ما يلزم للزراعة و الدواب و الطيور .. و للعصفور الصغير في عشه ؟؟؟؟ .... كما تقصد الآية الكريمة .
المفضلات