ماذا يدور في فلسطين

[hazeen]

ماذا يدور في فلسطين / بقلم امين محمد بخاري

حقا ماذا يدور في فلسطين ؟ اغمض عيني بشدة وانا في انفعالي الشديد اود لو أن مشاهد القتل في اهلنا لا تترائى في مخيلتي مشهدا بعد مشهد ، ويوما بعد يوم تزداد معاناتي كرهت المذياع والتلفزيون وكل وسائل الاعلام التي تنقل الينا تلك الاخبار المؤلمة فلا يسعنا غير ذرف الدموع والبكاء ثم تموت الرغبة في العمل وتتسارع انشغالاتنا بشئوون الحياة ، ولكن فئة ممن هم من ابناء جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ويعيشون بين ظهرانينا لا تريد لاحزاننا ان تظهر على الرغم انها الشيء الوحيد الذي بوسعنا فعله لاهلنا في فلسطين ، هذه الفئة مهما بلغ حجمها من القلة والضئالة تنفش ريشها وتبالغ في التظاهر بانها تمثل صوت الاغلبية من ابناء الشعب السعودي المسلم المتعاطف مع الاشقاء في فلسطين هذه الفئة لها فرسان مغاوير معروفون للجميع بجموحهم غير المنطقي وبافكارهم التي تثير السخط والاستياء هؤلاء الفرسان المغاوير يخرج لنا من بينهم يوميا من يزعم انه ليس من حق احد المطالبة بتحويل اعيادنا الى مئاتم وان من حق الناس ان تفرح بالعيد ولا تربطه بالمصائب التي تحل يوميا بابناء فلسطين ، وليس من حق الفلسطينيين وغيرهم تذكيرنا بماسيهم المروعة ويقصد أن لا تنشر وسائل الاعلام اخبار الحصار وقطع المواصلات وهدم المزارع والبيوت والاعتداءات اليومية المختلفة المنافية لحقوق الانسان ، واخبار القتل المستعر يوميا فيهم بلا رحمة ولا اي درجة من الانسانية ، حيث ان من المعروف أن الفلسطينيين ليست لديهم القدرة الفعلية على الدخول الى بيت اؤلئك الابطال المغاوير وتذكيرهم بحقهم عليهم ولكن الضمير الميت حين يشتد النزع الاخير فيه تتفلت منه كلمات حق، على شكل اسقاطات نفسية شبيهة بالاعتراف العفوي ، فان هؤلاء الابطال المغاوير، لا يشاهدون بالفعل تلك المشاهد المروعة التي تصيب اخوتهم في الدين ولا يتأثرون بها مطلقا ولكنهم يعترفون بدون قصد بمدى التأثير الهائل لتلك الاخبار الحزينة على نفوس المسلمين فتجعلهم يعزفون من تلقاء انفسهم عن الملاهي والطرب ويشعرون ان المصاب هو مصابهم وان المسلم للمسلم كالجسد الواحد اذا اصابته الحمى تداعى لها الجسد كله ، وبالطبع لا يرضي هؤلاء ان يكون بيننا في المملكة العربية السعودية من يتألمون ويبكون ويحسون بالمصيبة كانها حلت بديارهم وان هؤلاء القتلى الشهداء هم من اهليهم فلا يكادون يشعرون بفرحة الاعياد ولا بالرغبة في التمتع بايام العيد السعيدة ، ناهيك عن الخسائر التي تلحق بالمسثمرين الكبار الذين يوظفون ملايين الريالات لانشاء مدن الملاهي وتشغيلها في الاعياد ، فخسارة هؤلاء اشد عليهم من اي خسارة تلحق بشعب كامل وامة تخضع لاشد انواع الاذى والتنكيل ، وليس هؤلاء الابطال المغاوير وحدهم في الميدان يقاتلون الناس الذين لا يريدون ابداء الفرحة بالعيد تعاطفا مع اخوتهم في الدم والدين في فلسطين بكلمات السخرية والاستهزاء والاحتجاج على مواقفهم ويقلبون الحقائق وينادون بما لا ينادي به الدين ومع ذلك لا يتورعون عن استخدام الايات القرانية الكريمة لتأييد حججهم الباطلة ، بل لقد صدمت حقا بكتاب مترفين يبالغون في الحديث عن كل شيء ادار رؤوسهم بالاعجاب والانبهار عندما كانوا في بلاد الغرب ومن هؤلاء كاتب شديد الغرور والارتباط بالمفاهيم العلمانية كان يتحدث عن جمال فتاة جميلة تعمل جرسونة وكانت في غاية الجمال والجاذبية وازداد اعجابه بها بعد ان عرف انها اصلا من طاشكند وهذا الكاتب نفسه يتحف قراءه احيانا بهجوم شرس على حماس وحركة الجهاد في فلسطين ، ويطالب بعدم تكرار ما يسميه بالخطأ في التبرع لهم او لايتامهم او اراملهم مهما اشتدت احتياجاتهم بل ويعتبر ان أي تبرع الى اية منظمة اسلامية في الخارج عمل اثم ينبغي التوقف عنه تماما ، الى هذا الحد قست قلوبنا فهي اشد من الحجارة قسوة على اخوة لنا تربطنا بهم وشائج الدم وروابط الدين والعقيدة ، والى هذا الحد بلغ بنا العـقوق لابناء جلدتنا واهلنا في بلد عزيز يضم ثالث الحرمين الشريفين ويشرع فيه شد الرحال اليه تماما كالحرمين الشريفين في مكة والمدينة ، وان كنت من ذلك البعض الذين نشجب مثل هذا السفه ومن الذين يتمنون لو أن الدولة حفظها الله تتيح لنا سبل الجهاد في فلسطين فلا تظل هذه الرغبة العارمة لاداء الواجب تجاه اهلنا في ذلك البلد العزيز لاتظل مكبوتة في اعماقنا كأنها من المحظورات التي لا ينبغي الحديث عنها
بينما يتاح لكل ذي بضاعة كاسدة ترويجها بشتى سبل الدهاء والمكر والحيلة ، هذه هي حالي ابات على الجمر مما اجد وابات وانا اتقلب بين فكرة وفكرة ولا اود أن اصبح ارهابيا يقتل المسلمين واصحاب الاديان الاخرى بحجج باطلة ولا اود ان اكفر احدا ولا افكر في الاعتداء على احد من المستأمنين من اهل الكتاب الذين جاؤوا الينا لخدمتنا ومساعدتنا على تحديث نظمنا التكنولوجية ولكني في الحين نفسه تتقطع نفسي اسى وحزنا على عجزي عن ان امد يد المساعدة والعون الى اخوتي في فلسطين وانا اراهم يوميا يقتلون امام عيني فلا املك غير دموعي المعبرة عن شعور مؤلم بالعجر والقنوط واليأس الشديد فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واستغفر الله على ذلك فليس من حق المؤمن ان ييأس او أن يقنط من رحمة الله .
أمين محمد الطيب البخاري

الحزين اتعبه الانين واضناه الحنين وتمر عليه عجاف السنين فلا يفعل غير ان يزداد حزنا