تعريفها:

الجوامع: جمع جامع، ويراد به في اصطلاح المحدثين: ما يوجد فيه جميع أقسام الحديث: أي أنه يضم أحاديث العقائد، وأحاديث الأحكام وأحاديث الرقائق، وأحاديث الآداب والأحاديث المتعلقة بالتفسير، والأحاديث المتعلقة بالتاريخ والسير، وأحاديث الفتن والملاحم، وأحاديث المناقب والفضائل. [عبدالرحمن المباركفوري: مقدمة تحفة الأحوذي، ص34، الفصل العاشر]
أما المراد هنا فهو تلك الكتب التي قصد مصنفوها جمع الأحاديث النبويَّة فيها مطلقًا - كالجامع الكبير وكذلك الصغير للسيوطي - أو جمع أحاديث كتب مخصصة [مقدمة تحفة الأحوذي، ص40، الفصل الحادي عشر] - كجامع الأصول لابن الأثير للكتب الستة وجامع المسانيد لابن كثير للكتب العشرة.





من أهم كتب الجوامع:

1- بحر الأسانيد في صحيح المسانيد للإمام الرحال الحافظ أبي محمد أحمد السمرقندي (ت 491هـ)، قال الحافظ الذهبي: "جمع في هذا الكتاب مائة ألف حديث، وهو ثمان مائة جزء، لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله". [أبو عبد الله الذهبي: تذكرة الحفاظ (4/1230-1231)]
2- جامع الأصول لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم للحافظ مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير (ت 606هـ).
3- جامع المسانيد للحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي المفسر المؤرخ (ت 774هـ)، وهو كتاب عظيم جمع فيه مؤلفه أحاديث الكتب العشرة -وهي الستة، ومسند الإمام أحمد، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، والمعجم الكبير للطبراني- وقد جهد نفسه كثيرًا وتعب فيه تعبًا عظيمًا، فجاء لا نظير له في العلم، وأكمله -إلا بعض مسند أبي هريرة- فإنه عوجل بكفّ بصره ومات قبل أن يكمله، وقال رحمه الله: "لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه، ولعل الله أن يقيض له من يكمله مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير ليس فيه شيء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه". [المصعد الأحمد لابن الجزري المطبوع في مقدمة مسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر، وانظر: الفتح الرباني للساعاتي (1/20)]
4- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين الهيثمي (ت 807هـ).
5- إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري (ت 840هـ).
6- إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة للحافظ ابن حجر (ت 852هـ).
7- الجامع الكبير، المعروف بجمع الجوامع للحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ).
قال رحمه الله في مقدمته: "هذا كتاب شريف قصدت فيه إلى استيفاء الأحاديث النبوية، وقسمته قسمين:
الأول: أسوق فيه لفظ المصطفى صلى الله عليه وسلم بنصه، ثم أتبع متن الحديث بذكر من خرجه من الأئمة أصحاب الكتب المعتبرة، ومن رواه من الصحابة رضوان الله عليهم مرتبًا ترتيب اللغة على حرف المعجم مراعيًا أول الكلمة فما بعده.
والثاني: الأحاديث الفعلية المحضة، أو المشتملة على قول أو فعل أو سبب أو مراجعة أو نحو ذلك مرتبًا على مسانيد الصحابة - وقد قدم الصحابة العشرة على غيرهم ثم رتب بقيتهم على حروف المعجم - وقد سمَّيته "جمع الجوامع"". [ق(1-2) من المخطوطة المصورة]
8- الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير للحافظ السيوطي أيضًا، قال في مقدمته: "هذا كتاب أودعت فيه من الكَلِم النبوية ألوفًا، ومن الحكم المصطفوية صنوفًا، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معاني الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج، فتركت القشر وأخذت اللباب، وصنته عما تفرد به وضّاعأو كذاب، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع... وحوى من نفائس الصنعة الحديثية مالم يودع في كتاب قبله، ورتبته على حروف المعجم، مراعيًا أول حديث فما بعده تسهيلا على الطلاب. وسمَّيته: "الجامع الصغير من حديث البشير النذير" لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سمَّيته: "جمع الجوامع". [الجامع الصغير، ص3]
9- زيادة الجامع الصغير للسيوطي أيضًا:
قال في خطبة هذه الزيادات: "هذا ذيل على كتابي المسمى ب "الجامع الصغير من حديث البشير النذير" وسمَّيته: "زيادة الجامع"، رمزه كرموزه، والترتيب كالترتيب". [انظر: الفتح الكبير، ص3]
10- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لعلاء الدين علي ابن حسام الدين عبد الملك قاضي خان الهندي الشهير بالمتقي، المتوفى بمكة سنة (985هـ).
وهو ترتيب لكتب السيوطي الثلاثة - الكبير والصغير وزيادته - على الأبواب الفقهية.
11- الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور للحافظ عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي (ت 1031هـ)، قال في مقدمته: "ومن البواعث على تأليف هذا الكتاب أن الحافظ الكبير السيوطي ادعى أنه جمع في كتابه "الجامع الكبير" الأحاديث النبوية،مع أنه قد فاته الثلث فأكثر، وهذا فيما وصلت إليه أيدينا بمصر، وما لم يصل إلينا أكثر...فاغتر بهذه الدعوى كثير من الأكابر، فصار كل حديث يُسأل عنه يراجع الجامع الكبير فإن لم يجده غلب على ظنه أنه لا وجود له، فربما أجاب بأنه لا أصل له، فعظم بذلك الضرر". [عبد الرؤوف المناوي: الجامع الأزهر، ص3، من مقدمة المخطوطة المصورة]






المصدر : كتاب [ تدوين السنة النبوية | د. محمد الزهراني ]


مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض – ط4 | 1433هـ .


( بتصرف يسير ) .