الولاء والبراء صيانة وحماية للأمة
من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء ، فالموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله .

فإبرازهما للمسلم كعقيدة ولأهمية دوراهما في حياة المسلمين . ومعرفة هذه العقيدة معرفة صحيحة أمر ضروري للمسلم ليكون وﻻؤه وبراؤه بحسبها إذ من المحال أن تكون هناك عقيدة سليمة بدون تحقيق المواﻻة والمعاداة الشرعية .

ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلي إلا ظلي) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى) قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: (هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس) وقرأ هذه الآية: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) يونس } .

وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادي في الله فإنما تنال الولاية بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا ـ حلية الأولياء(1/312) ".

وجاء في كتاب معالم في الطريق لسيد قطب(ص16) "إن سر النجاح، وتلك العظمة هو نقطة البدء التي بدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هذه الكلمة التي مزقت كل رابطة، وأهدرت كل وشيجة إلا وشيجة العقيدة. رابطة الحب في الله، رابطة المؤاخاة الإيمانية التي يتهاوى دونها كل عرق ودم وتراب وجنس ولون ".

وقال ابن تيمية: "إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله".



أولآ :
1- الولاء لغة :

قال ابن فارس في مقاييس اللغة (6/141-142): "تدل على القرب "وقال الخليل بن أحمد في كتاب العين: "الولاء: مصدر الموْلى... والوالي: المعتق والحليف والولي... والموالاة: اتخاذ المولى".

وجاء في مفردات ألفاظ القرآن (ص 885-887): " ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد. والوَلاية: النصرة، والوِلاية: تولي الأمر، وقيل: الوِلاية والوَلاية نحو: الدِّلالة والدَّلالة" .

جاء في لسان العرب (1/400-407)لإبن منظور: "قال ابن الأعرابي: فالوَلاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، والوِلاية بالكسر في الإمارة، والولاء في العتق، والموالاة من والى القوم ، والولي: الصديق والنصير و المحب. والموالاة: ضدّ المعاداة، والولي: ضدّ العدو. وتولاه: اتخذه ولياً، وإنه لبيِّن الوِلاة والولية والتولي والولاء والوِلاية والوَلاية والولي: القرب والدنو...".


2- البراء لغة:
جاء في مقاييس اللغة (1/236-237) لإبن فارس : " التباعد من الشيء ومُزايَلَتُه، من ذلك البرء وهو السلام من السقم ".

و جاء في لسان العرب (1/354-356) لإبن منظور: "قال ابن الأعرابي: برئ إذا تخلّص، وبرئ إذا تنزّه وتباعد، وبرئ إذا أعذر وأنذر، ومنه قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي: إعذار وإنذار... ".

إذن الولاء لغة يطلق على عدّة معان منها: المحبة، والنصرة، والإتباع، والقرب من الشيء، والدنو منه. والبراء لغة يطلق على عدة معان أيضاً منها: البعد، والتنزه، والتخلص، والعداوة.

ثانــــــــــــــيا :
الولاء والبراء شرعاً:

هو الحب في الله، والبغض في الله ؛ أي: حب الله وجميع محبوباته ؛ كالرسل ، والملائكة ، والقرآن الكريم ، والصلاة ، وبُغْض جميع مبغوضاته ؛ كالشرك ، والكفر، والبدع ، والمعاصي ؛
قال سبحانه وتعالى:
- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ (54) المائدة}.
- { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4)الممتحنة} .
- {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55)وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(56)المائدة }.
-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51)المائدة} .
- {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ(71)التوبة} .

وقال صلى الله عليه وسلم : ((أوثق عُرَى الإيمان الحبُّ في الله والبغض في الله))؛ أي: أقوى أصول الإيمان.


فالموالاة والمعاداة هما أصلا الحب والبغض :
جاء في قاعدة في المحبة (ص 198) لإبن تيمية: "أصل الموالاة هي المحبة، كما أنّ أصل المعاداة البغض، فإن التّحابّ يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف، وقد قيل: المولى من الولي: وهو القرب، وهو يلي هذا، أي: هو يقرب منه. والعدو من العدواء وهو البعد، ومنه العُدْوَة، والشيء إذا ولى الشيء ودنا منه وقرب إليه اتصل به، كما أنه إذا عُدّى عنه، ونأى عنه، وبعد منه، كان ماضياً عنه".

والموالاة لازم الحب وكذا المعاداة لازم البغض:
جاء في تيسير العزيز الحميد (ص 480) للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ووالى في الله)): "هذا بيان للازم المحبة في الله وهو الموالاة، فيه إشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرّد الحب، بل لا بد مع ذلك من الموالاة التي هي لازم الحب، وهي النصرة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً".
وقال في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ((وعادى في الله)): "هذا بيان للازم البغض في الله وهو المعاداة فيه، أي: إظهار العداوة بالفعل، كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم، والبعد عنهم باطناً وظاهراً، إشارة إلى أنه لا يكفي مجرّد بغض القلب، بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه".


ثالـثـــــــــــــا:
أهمية الولاء والبراء :
1- شرط في الإيمان:

قال تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) المائدة}
وفي كتاب الإيمان لإبن تيمية ( ص14) في توضيح هذه الآية يقول : "فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، فقال: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْلهِ والنَّبِىّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء}، فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه".

2- أوثق عرى الإيمان:
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "أي عرى الإيمان أوثق؟" قال: الله ورسوله أعلم، قال: "الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ـ رواه أحمد (4/286) ".

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ـ رواه البخاري (16)، ومسلم (43) ".

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، واشترِط عليّ فأنت أعلم، قال: "أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين ـ رواه أحمد (4/365) والنسائي في البيعة (4177)، وصححه الألباني في صحيح السنن (3893) ".

وفي الاحتجاج بالقدر لإبن تيمية (ص 62) يقول:
"إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحبّ ما أحبّه الله، ويبغض ما أبغضه الله".

وفي مقدمة كتاب الولاء والبراء للقحطاني (ص5) يقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن الولاء والبراء:
"[إنهما] مظهران من مظاهر إخلاص المحبة لله، ثم لأنبيائه وللمؤمنين. والبراءة: مظهر من مظاهر كراهية الباطل وأهله، وهذا أصل من أصول الإيمان ".

3- يجعلا من المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً.

4- يجعلا من المجتمع مجتمعا تسوده روابط المحبة والنصرة .

5- يحفظا المجتمع من التحلل والذوبان في الهويات والمجتمعات الأخرى .

6- يجعلا المجتمع وحدة واحدة تسعى لتحقيق رسالة الإسلام في الأرض والتي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم .

7- هما سياج الحماية لهوية الأمة الثقافية والسياسية .

8- اعتناء القرآن بتقريرهما فيذكرهما كفريضة ربانية:
*كرابطة إيمانية تجمع المؤمنين وتحثهم على فعل الصالحات :
قال تعالى:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم(71) التوبة}.

*للتحذير من تحالف المسلمين مع الغير في معاداة إخوانهم المسلمين:
قال تعالى:{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير(28) آل عمران }.

*بأنها الصبغة التي تصبغ المؤمنين ولا يمكن أن يتصفوا بما يناقضها :
قال تعالى:{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون(22) المجادلة }.
وإلى غير ذلك من الآيات.

رابعــــــــــــــــا :
علاقة أفراد المسلمين بعضها ببعض والذي يحددها واجب الولاء :

1- الود والمحبة:
بأن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه ولا يمكر به. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد به، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، لقول صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ـ رواه مسلم).

2- النصرة والتأييد:
بأن يقف المسلم إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، والطغيان، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ـ أي تمنعه من الظلم ـ رواه البخاري) .

3- النصح لهم والشفقة عليهم: فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ـ متفق عليه) .

خامــــــــــــسا :
علاقة المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات والتي يحددها واجب البراء :

1- أوجب الله عز وجل على الأمة البراء من الكفر وأهله :
قال تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (28) آل عمران} فموالاته للغير تقطع ما بينه وبين الله، ويكون مطلق موالاة الغير خروجا عن الملة وإعراضاً عن سبيل المؤمنين .

2- تحريم الإسلام لكل أشكال التبعية للغير:
لا يعني حرمة الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، كلا ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، ولكن المقصود والمطلوب أن تبقى للمسلم استقلاليته التامة، فلا يخضع للغير، ولا يكون ولاؤه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين.

3- ولاء الود والمحبة للغير مشروط:
قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (22) المجادلة}
وهذا لا يمنع من البر للغير والإحسان إليهم , قال تعالى:{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) الممتحنة }, لذلك أباح الشرع صنوفا من المعاملات معهم منها:
- التعامل بالبيع والشراء معهم ، واستثنى العلماء بيع آلة الحرب وما يتقووا به علينا .
- إباحة الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم ، قال تعالى: { اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم (5) المائدة }.
- اللين في معاملتهم والعدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
- الإهداء لهم وقبول الهدية منهم والتصدق عليهم والدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام .

سادســـــا :
من أهم مظاهرعقيدة الولاء والبراء:


1. ظهور العقيدة الصحيحة وبيانها وعدم التباسها بغيرها .

2. حماية المسلمين سياسيا، وعدم تسلط الغيرعليهم وتدخلهم في شؤونهم .

3. تحقيق التقوى والبعد عن مساخط الله سبحانه، قال تعالى: { ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون (80) المائدة }، وقال تعالى:{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار(113) هود }.

إن عقيدة الولاء والبراء هي عقيدة صيانة الأمة وحمايتها من أعدائها، كما أنها سبب للألفة والإخاء بين أفرادها، وهي ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن مجردة عن العمل؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة، ودعوة ومحبة في الله، وكره من أجله وجهاد في سبيله؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال، وبدونها تصبح عقيدةً نظرية سرعان ما تزول، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
1- الولاء والبراء للقحطاني.
2- القرآن الكريم.
3- أوثق عرى الإيمان لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .
4- الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد/ لصالح بن فوزان الفوزان.
5- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
6- الموالاة والمعاداة لمحماس الجلعود .
7- أحكام أهل الذمة لإبن القيم .
8- تاج العروس للزبيدي .
9- تيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .
10- جامع البيان تفسير في تأويل آي القرآن للطبري .
11- سبيل النجاة والفكاك لأحمد بن عتيق .
12- عقود الجواهر المنضدة الحسان لسليمان بن سحمان .
13- مجموع الفتاوى لإبن تيمية .
14- مجموعة التوحيد لإبن تيمية .
15- معالم في الطريق لسيد قطب .
16- مقاييس اللغة لإبن فارس .