كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 11 - 11 - 2007

تسود حالة من القلق والترقب داخل الكنيسة الأرثوذكسية تحسبًا لليوم التالي لنياحة الأنبا شنودة الثالث، الذي يعاني من آلام صحية، خشية حدوث مزيد من الانشقاقات والصراعات على المنصب الذي اكتسب بعدًا سياسيًا خلال المرحلة الأخيرة.
وأبدى عدد من الأقباط مخاوفهم حيال عدم التوصل لاتفاق على اختيار خليفة البابا في حال اختفاء البابا شنودة (84 عامًا) في ضوء تدهور حالته الصحية خلال الفترة الماضية بشكل استدعى سفره إلى الولايات المتحدة ثلاث مرات في غضون أربعة شهور، حيث لا يُخفى وجود طموحات لدى كثير من قيادات الكنيسة لاعتلاء الكرسي البابوي.
وقال المفكر جمال أسعد عبد الملاك، أن النظرة العامة على أوضاع الكنيسة الآن توحي بأن هناك صراعات كامنة يمكن أن تبرز على السطح عقب وفاة البابا، خاصة وأن هذا الموقع قد أخذ أبعادًا سياسية وإعلامية على غير المعتاد في تاريخ الكنيسة القبطية، وهو ما يشكل دافعًا لدى البعض طمعًا في توليه.
ورأى أسعد المناهض لخط تسييس الكنيسة أن هناك إشكالية كبرى تتجسد في نظرة الطامحين للمنصب إلى شخصية البابا وطريقة إدارته الكنيسة، وهو ما يرى فيه خطرًا حقيقيًا، حيث أنه لا توجد شخصية في الوقت الراهن تحظى بالكاريزما السياسية ويمتلك المقومات الشخصية التي يتمتع بها البابا شنودة.
وتوقع المفكر القبطي البارز اندلاع صراع غير مسبوق على هذا المنصب بين الأساقفة والرهبان، مرجحًا أن يلعب رجال الدين ورجال الأعمال والعلمانيين دورًا "سلبيًا" في هذه العملية عبر الدخول في معركة انتخابية لدعم هذا المرشح أو ذاك، وهو ما يمكن أن تنعكس تداعياته على وحدة الكنيسة في وقت تحتاج فيه لبذل المزيد من الجهد للحفاظ عليها.
في حين أعرب الناشط الحقوقي عادل وليم عن اعتقاده بأن يكون لرجال الأعمال وجمال مبارك الدور الأبرز في اختيار البطريرك القادم، لأن سيناريو توريث السلطة في مصر قد يتم في عهد البابا القادم.
وعن طبيعة الصراع داخل الكنيسة، أكد وليم أن هناك ما لا يقل عن خمسة تكتلات داخل الكنيسة وسيدفع كل تكتل بمرشح قوي لخوض الانتخابات على المنصب البابوي.
ورفض وليم الربط بين اختفاء البابا والأنبا ماكسيموس الذي نصب نفسه أسقفًا للأقباط الأرثوذكس في مصر والشرق الأوسط، مؤكدًا عدم وجود علاقة بين الأمرين لأن ما سيحدث سيكون شأنًا كنسيًا داخليًا لا علاقة له بالانشقاق.
بدوره، توقع الناشط القبطي عادل جرجس أن تشهد انتخابات البطريرك رقمًا قياسيًا من حيث عدد المرشحين، لافتًا إلى أن الأديرة تجهز مرشحين لخوض هذا المنصب، خاصة أديرة الصعيد، التي يتردد أنها بدأت في إعداد رهبان لتولى المنصب، إضافة إلى أساقفة القاهرة.
من جهته، عبر أكرم حبيب أحد الرموز العلمانية ورئيس التحرير السابق لمجلة "مدراس الأحد" عن مخاوفه حيال الفراغ الذي سينجم عن نياحة البابا، مشيرًا إلى أنه من الواضح عدم وجود اتفاق واضح ومحدد على سيناريو اليوم التالي لغيابه، وهو ما يثير المخاوف خاصة مع تزايد عدد المشلوحين خلال الفترة الأخيرة.
وعن تطلعات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنيسة إلى هذا المنصب، قال حبيب: أتمني ألا يصل إلى هذا المنصب لا هو ولا أي أسقف، لأن ذلك يخالف التقاليد والقوانين الكنيسة التي نصت على أن يكون البابا راهبًا وليس أسقفًا.
وبالنسبة لدور التيار العلماني في اختيار البابا القادم، أكد حبيب أن التيار العلماني لم يطرح حتى الآن مرشحًا لهذا المنصب، لكنه من الوارد جدا أن يطرح في المستقبل وأن يقف وراء دعم هذا المرشح.


http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=40876&Page=1