مقال لأخى الحبيب بلاك هورس حفظه الله
نسب يسوع في القرآن
يُدافع القرآن وحي الله عن جميع أنبياء الله , وينفي عنهم النقائص والشذوذ الذي نسبه لهم المحرفون كتبة الإنجيل في كتبهم
والآن لنرى ماذا يقول الله عن عيسى عليه السلام وأمه مباركاً نسبهم وشرف أجدادهم
1- شرف شجرة النسب :
(إن الله اصطفى آدم و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم)
إذاً عيسى من نسل عمران إصطفى الله أجداده ونزههم وشرفهم على جميع العالمين , راداً بذلك إفتراء النصارى في كتابهم المحرف الذين قالوا عنه أنه منسوب إلى أربعة زناة
كما هو في ( متى 1 : 1 )
2- شرف أمه مريم الصديقة:
{وإذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله اصطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصطَفَاكِ على نساءِ العالمين(42) يامريمُ اقنُتِي لربِّكِ واسجُدِي واركَعِي مع الرَّاكعين(43) ذلك من أنبَاءِ الغيبِ نُوحِيهِ إليكَ وما كُنتَ لَدَيهِم إذ يُلقُونَ أقلامَهُم أيُّهُم يَكفُلُ مريمَ وما كُنتَ لَدَيِهم إذ يَختَصمُون(44)
يُخبرنا القرآن الكريم ويؤكد طهارة مريم الصديقة وطهارة شرفها , راداً بذلك على كتبة الإنجيل الذين لم يتعرضوا ولو لمرة واحدة ببيان شرفها بل سجلوا دليل إدانتها دون دفاع عنها , ونسبوا لها الإتهام بجهل
3- طهارتها وإبنها من تأثير الشيطان عليهم
إذ قالتِ امرأةُ عِمرانَ ربِّ إنِّي نَذَرتُ لكَ ما في بطني مُحرَّراً فَتَقَبَّل منِّي إنَّك أنتَ السَّميعُ العليمُ(35) فلمَّا وَضَعَتهَا قالت ربِّ إنِّي وَضعْتُها أُنثى والله أَعلَمُ بما وَضَعَتْ وليس الذَّكَرُ كالأُنثى وإنِّي سَمَّيتُهَا مريم وإنِّي أُعِيذُهَا بك وذُرِّيَّتَها من الشَّيطانِ الرَّجيم(36) فَتَقَبَّلَهَا ربُّها بِقَبُولٍ حسنٍ وأنبَتَهَا نَبَاتاً حسناً وكَفَّلَها زكريَّا كلَّما دخل عليها زكريَّا المِحرَابَ وَجَدَ عندها رزقاً قال يامريمُ أنَّى لك هذا قالت هو من عندِ الله إنَّ الله يَرزُقُ من يشاءُ بغيرِحسابٍ
هنا يُوضح القرآن الكريم أن مريم وإبنها سالمين من مكر الشيطان وتجربته وأن الله حفظهم منه , وهذا رداً على الكذبة الذين كذبوا على الله في الإنجيل المحرف وقالوا أن الشيطان جرب يسوع أربعين يوماً
4- بيان شرفها وإستنكارها كأي شريفة عند ظهور الملاك لها وأنها كانت قوامة عابدة لله تعالى
{واذكُر في الكتَابِ مريمَ إذ انتَبَذَت من أهلها مكاناً شَرقيّاً(16) فاتَّخَذَت من دونِهِم حِجَاباً فأرسلنا إليها رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لها بَشَراً سَويّاً(17) قالت إنِّي أعُوذُ بالرَّحمَنِ منك إن كُنتَ تَقِيّاً(18) قال إنَّما أنا رَسُولُ ربِّكِ لأَهَبَ لك غُلاماً زكيّاً(19) قالت أنَّى يكُونُ لي غُلامٌ ولم يَمسَسنِي بَشَرٌ ولم أَكُ بَغِيّاً(20) قال كذلِكِ قال ربُّكِ هو عَلَيَّ هَيِّنٌ ولنَجعَلَهُ آيةً للنَّاسِ ورحمَةً منَّا وكان أمراً مقضيّاً(21) فحمَلَتهُ فانتَبَذَت به مَكَاناً قَصِيّاً(22) فَأجاءَهَا المَخَاضُ إلى جِذعِ النَّخلَةِ قالت ياليتني مِتُّ قَبلَ هذا وكُنتُ نَسياً منسِيّاً(23) فناداها من تَحتِهَا ألاَّ تحزَني قد جَعَلَ ربُّكِ تَحتَكِ سَرِيّاً(24) وهُزِّي إليكِ بجذعِ النَّخلَةِ تُسَاقِط عليكِ رُطَباً جَنِيّاً(25) فَكُلِي واشرَبِي وقَرِّي عيناً فإمَّا تَرَيِنَّ من البَشَرِ أحداً فَقُولِي إنِّي نَذَرتُ للرَّحمَن صَوماً فلن أُكَلِّمَ اليومَ إنسِيّاً(26)
إذاً فقد إعتزلت مريم الجميع لعبادة خالقها وبارئها وإذ بروح الله جبريل يتجسد لها بشراً , فكان منها أن استعاذت بالله منه كأي صالحة , فهدأ من روعها وبشرها أنه رسول الله إليها يُبشرها بمولد الغلام.
وهل عندما يقول أحد للشريفة العفيفة أن الله سيرزقك الولد وهي غير متزوجة فهل تفرح؟!!! ... أو هل تسكت؟...أو لا تستنكر؟!!!
قالت أنَّى يكُونُ لي غُلامٌ ولم يَمسَسنِي بَشَرٌ ولم أَكُ بَغِيّاً
استنكرت الشريفة الطاهرة وتسائلت كيف يكون لي غلام ولم يمسسني بشر؟
وتمنت الموت على نفسها من هول ما وجدت
قالت ياليتني مِتُّ قَبلَ هذا وكُنتُ نَسياً منسِيّاً
إن الله يُبين بوضوح شرفها في كل موقف , وكيف أن الله يُبشرها ويُهدىء من روعها ويتكفل بصون كرامتها منهم وحمايتها من آذاهم.... فناداها من تَحتِهَا ألاَّ تحزَني
قد جَعَلَ ربُّكِ تَحتَكِ سَرِيّاً
وهذا رداً على السكوت الغريب في الإنجيل المحرف فكان هذا السؤال الطبيعي المنطقي الذي يصدر من فتاة طاهرة عفيفة شريفة
سكت كتبة الأناجيل عنه وكأنهم يُظهرون مريم متهمة وغير قادرة على الرد أو الدفاع أو الإعتراض , أو كأنها سعيدة بالحمل ولم تخشى الفضيحة , وهل لعذراء لم تتزوج أن تفرح بمثل هذا الأمر الجلل؟... إلا لو كانت كما إتهمها اليهود مومساً ...قبحهم الله جميعاً
5- تبرئتها من أنها كانت مختلطة بالرجال فقد كفل لها الله الرعاية لها أثناء حملها ، ورعايته لها أثناء ولادتها بعيسى
فناداها من تَحتِهَا ألاَّ تحزَني قد جَعَلَ ربُّكِ تَحتَكِ سَرِيّاً(24) وهُزِّي إليكِ بجذعِ النَّخلَةِ تُسَاقِط عليكِ رُطَباً جَنِيّاً(25) فَكُلِي واشرَبِي وقَرِّي عيناً فإمَّا تَرَيِنَّ من البَشَرِ أحداً فَقُولِي إنِّي نَذَرتُ للرَّحمَن صَوماً فلن أُكَلِّمَ اليومَ إنسِيّاً(26)
وتكفل الله برزقها من الطعام
وهُزِّي إليكِ بجذعِ النَّخلَةِ تُسَاقِط عليكِ رُطَباً جَنِيّاً(25) فَكُلِي واشرَبِي وقَرِّي عيناً
حتى عندما كان يدخل عليها النبي زكريا في المحراب الذي كان قد كفل رعايتها وإطعامها إذا به يجد عندها طعاماً فتقول هو من عند الله
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم آني لك هذا ؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
إذاً لا حاجة لها من البشر حتى طعامها وقت عبادتها تكفل الله به
ولما أتاها أمر الله وبشرها جبريل بحملها أمرها بأن تصوم لله وأن لا تُكلم بشراً
فَقُولِي إنِّي نَذَرتُ للرَّحمَن صَوماً فلن أُكَلِّمَ اليومَ إنسِيّاً
إذن فمريم الصوامة القوامة لم تلتقي برجل طيلة حملها بعيسى عليه السلام , وظلت تتعبد لله ولم تعرف أحداً وأبلغها أن تقول لهم أنها ستصوم لله ولن تُكلم بشراً ,
وهذا رد صريح على اليهود والنصارى الذين ادعوا أن يوسف كان مع مريم طيلة حملها , لعنهم الله , وقالوا أنه كان خطيبها وأنها سافرت معه إلى مصر دون زواج ؟!!!! ؟.... وحتى عندما إتهمها اليهود بيوسف فإن كتبة الأناجيل المحرفة لم يُدافعوا بل قالوا الأسفه من ذلك : فبعد الإتهام تزوجها يوسف وكأنهم يرون في ذلك تبريراً ويُبررون به عدم رجم اليهود لها بزواجها من الزاني , فيُثبتون عليها التهمة لعنكم الله , والأدهى من ذلك أن النصارى نسبوه في كتابهم إلى يوسف
يا للعجب
5- تبرئة مريم مما قذفها به اليهود, عند إستنكار بني إسرائيل للولد ، وكلام عيسى في المهد
يُثبت القرآن شهادة اليهود على مريم بأنها من نسل طيب وأن أمها كانت تقية ولم تكن بغياً , وأنها من نسل هارون نبي الصلاح , وأخته في صلاحها
ثم يتسائل رهبان وأحبار اليهود إن كنتي من بيت الصلاح ومن نسل التقوى فمن أين لكي هذا الغلام الذي تحملينه بين يديكي؟
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) (مريم)
راحت الاتهامات تسقط عليها وهي مرفوعة الرأس.. تومض عيناها بالكبرياء والأمومة.. ويشع من وجهها نور يفيض بالثقة..
فلما زادت الأسئلة، وضاق الحال، وانحصر المجال، وامتنع المقال، اشتد توكلها على ذي الجلال ولأن الله أخبرها أن لا تُكلم بشراً
فَقُولِي إنِّي نَذَرتُ للرَّحمَن صَوماً فلن أُكَلِّمَ اليومَ إنسِيّاً
فإنها لم تتكلم معهم بل أشارت إلى عيسى..
واندهش الناس.. فهموا أنها صائمة عن الكلام وترجو منهم أن يسألوه هو كيف جاء..
فتساءل الكهنة ورؤساء اليهود كيف يوجهون السؤال لطفل ولد منذ أيام.. هل يتكلم طفل في لفافته..؟!
قالوا لمريم: ( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )
فقال عيسى وهو في المهد:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) (مريم)
لم يكد عيسى ينتهي من كلامه حتى كانت وجوه الكهنة والأحبار ممتقعة وشاحبة.. كانوا يشهدون معجزة تقع أمامهم مباشرة..
هذا طفل يتكلم في مهده.. طفل جاء بغير أب.. طفل يقول أن الله قد آتاه الكتاب وجعله نبيا..
الآن لم يعد بالإمكان رجمها
الآن تغير الحال سلطتهم في طريقها إلى الانهيار.. إنهم امام معجزة بكل المقاييس طفل يتكلم ويُبريء أمه ويقول أنه نبي
فلم يرجموها
ولكن
تكتم رهبان اليهود قصة ميلاد عيسى وكلامه في المهد وصدقهم النصارى.. واتهموا مريم العذراء ببهتان عظيم.. اتهموها بالبغاء..
إتهموها لأنهم شعروا أنه قد جاء من سيُزيل سُلطتهم و يدعو إلى دين الله بعد أن غيروا وبدلوا فيه
رغم أنهم عاينوا بأنفسهم معجزة كلام ابنها في المهد.
ومع ذلك لن يستطيعوا رجمها لأنهم يُقرون ببرائتها
وفي هذا رد على كتبة الإنجيل الكذبة الذين سكتوا بلا سبب عن برائة مريم؟...لم يتطرق الإنجيل للحظة واحدة ليُبرىء ساحة مريم أمام اليهود , بل إنهم تفننوا في نسب يسوع إلى يوسف وتفننوا في ذكر إتهامات اليهود ومعايرتهم بزناها وأغمضوا العين عن برائتها
لقد نسبوا يسوع ليوسف
نسبوا يسوع البريء هو وأمه من الزنا مع يوسف نسبوه إلى يوسف
عليهم لعنة الله
ملحوظة : ظهر إنجيل أبو كريفي في مصر يدعم قصة القرآن بأن عيسى تكلم في المهد وهو إنجيل الصبوة المكتشف بنجع حماد وموجود حالياً بالمتحف المصري
6- تأكيد القرآن على شرفها وعلى حصانة فرجها من أن يمسه بشر
( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ )(التحريم:12)
وفي هذا أيضاً رد على كتبة الإنجيل الكذبة الذين ادعوا زواجها من يوسف , وعلى اليهود الذين نسبوا زناها مع يوسف , وعلى الكلاب الذين اتهموها بالبغي , وعلى كفرة الإنجيل المحرف الذين قصدوا أن يغضوا الطرف عن تبرئتها
7- تأكيد القرآن على شرف عيسى إبن مريم وأمه , وعلى حصانة فرجها من أن يمسه بشر بنسبه كل مرة إلى مريم لأنه أتى من غير أب
وفي هذا رد على كتبة الإنجيل الكذبة الذين وثقوا كلام اليهود ونسبوا يسوع إلى يوسف
وهل يُعقل أن :
تنفي زنا مريم مع يوسف , ثم تأتينا وتنسب عيسى إليه؟!!
إنه الإفك والتضليل , والتدليس على مريم وإبنها وشرفهما
الإسلام يشهد بشرف مريم وإبنها وطهارتهما ويُكذب اليهود والنصارى
يتبع بأذن الله
المفضلات