18هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.
(إشعيا 1: 18)
عزيزي (مجاهد في الله) .. أشكر لك عرضك لموضوع اجترار الأرنب بحسب سفر اللاويين كما أشكر لك عرضك للرسومات الجميلة التي قمت بإضافتها ، والتي استفدنا منها كثيراً ، وهي تبين تفاصيل الجهاز الهضمي للأرنب.
وهأنذا هنا لأبين لك مغزى ذكر اجترار الأرنب في الكتاب المقدس بكل ود ومحبة.
لقد تم وضع الأرنب ضمن المجترات مع أنه لا يجتر - بحسب المفهوم العلمي المعاصر الحرفي - لأنه يحرك شفتيه كمن يجتر، و هذا ما يظهر للناس !
وكأن الله يريد أن يوضح للناس أن ما يهمه هو ما يصنع القلب لا الشفتان.
”هذا الشعب يسبحنى بشفتيه فقط، أما قلبه فمبتعد عنى بعيداً”
فالله لا يقبل الرياء.
أشعيا 29 : 13
وهو عين ما وضحه القس أنطونيوس فكري في شرحه
كما أنه نظراً لأن الاجترار قديماً – بحسب دائرة المعارف الكتابية - كان يعني مضغ الطعام لفترة زمنية طويلة ، وكلٌ من الأرانب والحيوانات المجترة يقوم بهذا الأمر.
لذا فقد كان لليهود القدماء أن يعتبروا الأرنب حيواناً مجتراً
لكن ماذا يقول العلم من ناحية أخرى؟ هل يكتفي بالقول أن الأرنب ليس حيواناً مجتراً؟
كلا!
العلم يقول : الأرانب تدعـــى أحياناً (( المجترات الكاذبة ))!
فالأرنب يعيد جزئياً تناول كرات صغيرة من الطعــام المهضوم ، والذي تتم إعادته من حجرة خاصـــــــة يطلـــــــق عليها اسم " الـ
caecum” إلى الفــــم. والبكتيريا في تلك الكُرات تغنيها بالغـذاء الصحــي، وتزَوِّدُهــــا بمواد غذائية تساعد على الهضم.
وهي عملية تشابه إلى حدٍّ كبير عملية الاجتــــرار - بحســــب المفهـــــوم العلمـــــي المعاصـــــــر - والتي تشير إلى استرجاع الطعام الذي تم هضمه بصــــورة جزئية من أول المعدة إلى الفم لمضغــه مرة ثانية. وفي كثير من الأحيان يكـــون المضـــــغ لــــدى المجتـــرات دون وجـــود غـــذاء، أي أنـــــه مضغٌ استعراضيٌ فقط.
كما وتشير الموسوعــــة البريطانيــــــة إلى أن بعض أنواع الأرانب والوبريات .. قادر على إعادة تناول كرات صغيرة من برازه الغني والرطــــــب بشكل مُغذٍ ، حيث أثبتت التجربة المدروسة وجود تشابهٍ واضحٍ مع مضغ الطعام المجتر لدى الحيوانات المجترة ...
فصفوف الأسنان العليا أكثر بُعداً عن بعضها البعــض من الصفوف السفلى ،
والمضغ يتم بشكل استعراضي فقط.
- " الـ Cecotropy " هي الآلية التي تتبعـها الأرانــــب عندما تقوم بإعادة تناول جزءٍ من برازها مباشــرة مـن " المستقيم ”. والمستقيم هو آخر جـــزء فى الأمعــاء الغليظـــة، ومهمتــــه أن يقــــوم بحفـــظ الفضــــلات السميــكة حتـــى تخــرج مــن الجســم عـــن طريـق فتحة الشرج.
- هنــــــــا لا بد لنا ألا يختلـــــط علينــا مصطلـــــــــح " الـ coprophagy " ، والمتعلـق بأكل مـادة البــــراز ، نظراً لأن الأرانب تتنـاول البـــــــــراز الليــن الداكـــــن فقط .
- أو بعبارة أخرى تتنـاول جزءاً منــــه مباشـــرة مــــن ” المستقيم ” بامتصاصه، وذلــك قبل أن يتــم قذفــه خارجاً عبر فتحة الشرج.
الفرق الوحيد بين مضغ الطعام المجتـــــــــــر و الـ Coprophagy... يكمن بشكلٍ خاص
في النقطة الخاصة بالبقعــــــة الهضميـــــة ، حيــث تُلْفَظ المــــواد الغذائيــة ، ومن ثم تُعاد إلى مكانها من خلال الفم.
ننصح بزيارة الموقع التالي :
http://www.floridastatefair.com/pdffiles/82.pdf
وبذا يتبين أن محاولة إظهاركم بأن الأرنب ليس حيواناً مجتراً بالمعنى العام هي محاولة غير موفقة ، فآلية تناول الأرنب لكراتٍ صغيرة من برازه اللين الداكن هي مشابة لحدٍ كبير مع آلية تناول المجترات عموماً لطعامها المستعاد.
وبذا يتبين أيضاً ان الكتاب المقدس استطاع أن يمسك بين الماضي والحاضر في وقتٍ واحد ، فمصطلح الاجترار المتعلق بالأرنب قد توافق قديماً مع تعريف بني إسرائيل للمجترات ، وأما حديثاً فقد توافق ذات المصطلح مع العلم الحديث باعتبار الأرنب من ( المجترات الكاذبة) لأنه يحرك شفتيه كما تحرك المجترات شفاهها عند مضغها للطعام.
الأمر الذي من شأنه أن يظهر عظمة كتابنا المقدس.
ولكم منا سلام المسيح
ــــــــــــــــــــــــــ
.. تعال وانظر
(يوحنا 1 : 46 )
ــــــــــــــــــــــــــ
المفضلات