إن خبر تنبؤ المسيح بقتله وصلبه تناقض وتتعارض نصوص كثيرة أخبر فيها المسيح تلاميذه بنجاته وأعلن ذلك على اليهود وتحداهم وقد تجاهل النصارى هذه الروايات ولم يلتفتوا إلى الأناجيل وهي تنقل بين سطورها الحقيقة التي حاولوا إخفاءها وطمس معالمها ، وهي تنقل حقيقة ما تبقى من كلام الله « فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا » يوحنا [7 : 32 ، 36] .
ألم يقل لليهود ويخبرهم أنهم لن يتمكنوا من القبض عليه « قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ:«أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي » يوحنا [8 : 21 ، 28] .
فقد طلبوا أن يمسكوه ويقتلوه فلم يجدوه ولم يقدروا أن يصلوا إليه .
نعم : لقد مضى إلى حيث لم يقدروا هم أن يأتوا إليه أو يأتوا به فهو قد رفعه الله إليه وإذا أصر علماء النصارى على أقوالهم أن اليهود طلبوه وامسكوه وصلبوه فحينئذ يلزم تكذيب يسوع وحاشاه من ذلك الكذب ونحن معاشر المسلمين نصدق بقول المسيح ونكذب تلك الحكايات المختلفة والمختلقة والمتناقضة .
قال له سمعان بطرس : « يا سيد إلى أين تذهب أجابه يسوع : حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني ، ثانيًا : ولكنك ستتبعني أخيرًا » يوحنا [13 : 32 ، 36] .
وأظهر أدلة نجاة يسوع ما قاله كاتب رسالة العبرانيين عن المسيح « الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه » [عبرانيين 5 : 7] .
فهذا النص شهادة ناطقة بأن الله استجاب للمسيح تضرعه في تلك الليلة التي قضاها في بستان جثماني وصرف عنه ما كان يحذره ويخافه من الصلب والبلاء وهذا ما تيقنه المسيح من ربه .
« أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي » يوحنا [11 : 40 ، 41] .
المفضلات