الرد
الرواية المذكورة ناقصة كالعادة ... فهل هذا عيب نسخ ام سوء نية ؟
قال السيوطي :
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رجلاً أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فكلمها وهو ابن عمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال: يا رسول الله إنها ابنة عمي، والله ما قلت لها منكراً، ولا قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله، وأنه ليس أحد أغير مني، فمضى ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي لأَتَزَوَّجَنَّها من بعده. فأنزل الله هذه الآية، فاعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة ابعرة في سبيل الله، وحج ماشياً في كلمته ".
-----------------------------
وقال الإمام الشعراوي
قوله : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا..... 53} هذا تكريم لرسول الله ولأزواجه ليس في مدة حياته فحسب ، إنما حتى بعد مماته ؛ لأنهن أمهات للمؤمنين ، وليس لأحد أن يتزوج منهن بعد رسول الله .
ومعلوم أن للزوجة بالنسبة لزوجها خصوصية ، فعادة في طبيعة التكوين الإنساني ترى الرجل عنده ألوان من الخير ، فإن كان صاحب أريحية لا يمنعك شيئاً تتطلبه أو تستعيره منه ، يعطيك من ماله ، من متاع بيته ، يعيرك سيارته .. إلخ
إلا ما يتعلق بالمرأة ، فإنه يغار حتى من مجرد أن تنظر إليها ، ليس ذلك وهي في حوزته وملكه ، إنما حتى لو كان كارهاً لها ، حتى لو طلقها يغار أن تتزوج بآخر .
إذن المرأة هي المتاع الوحيد الذي يحتل هذه المنزلة ، وينال هذا الحفظ وهذه الرعاية ، لماذا ؟
لأنها وعاء النسل ، وكأن الله تعالى يريد للأمة كثرة النسل شريطة ان يكون من طهر وعفة ونقاء ، فوضع في قلب الرجل حبها والغيرة عليها .
ما سبق أن ُذكر من سؤال أمهات المؤمنين من وراء حجاب ، وألا تؤذوا رسول الله ، أو تنكحوا أزواجه من بعده ، كل هذا كان عند الله عظيماً وكيف يؤذى رسول الله ، وهو ما جاء إلا ليحمينا من الإيذاء في الدنيا وفي الآخرة .
.
المفضلات