ما لي أرى أناساً كالدواب ، كالخيل ، توضع في مضمار السباق فتجتهد في جريها ، لا يد لها في اختيار المضمار ، فهناك من يسوسها ويوجهها ، وما عليها إلا الجري ، وإن كان عندها شيء من تقدير فللجري وفي الجري فقط .
وإذا ما وضعوا في فرحٍ يفرحون ، وإن كان ترح ينوحون ، ويتسابقون ، وفي ذلك يتنافسون .
ففي أيام قليلة تغيّر مضمار السباق ، وأصبحت أرضيته مفروشة بالوظائف، والدولارات والسيارات ،والعيون ترنوا نحو الكراسي والنظارات ، بعد أن كان المضمار مفروشاً بالرمال ورائحته عرق الرجال وموسيقاه صوت الرصاص خروجاً وقدوماً ، والعيون ترنوا إلى الجنات .
لم يتساءلوا لِمَ تغيّر المضمار ؟! من غيّر المضمار ؟! إنما اجتهدوا في المضمار !
وأصبحت قضية القضايا من يقطع المضمار !
وغداً يتغيّر المضمار ، ويتغيّر عنوان المرحلة .
وهكذا يمضون بلا قرار ولا عنوان ، إنما خيل تجري في مضمار .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المفضلات