أم موسى والصندوق والأخذ بالأسباب
أم موسى والصندوق والأخذ بالأسباب
تعرض القرآن لقصه سيدنا موسى منذ ولادته
لقد كان فرعون مصر يقتل صبيان بنى إسرائيل في عام و يتركهم في العام الذي يليه
وولد سيدنا هارون في العام الذي لا يقتل فيه الصبيان و ولد سيدنا موسى في العام الذي يقتل فيه الصبيان
فخافت آمه عليه وفكرت أن تخفيه بعيدا عن جنود فرعون فماذا تفعل؟
ليس لها من حيله فأوحى الله إلى أم موسى أن تصنع صندوقا وتضعه في النهر بجوار البيت
فإذا جاء جنود فرعون وضعت رضيعها في الصندوق في النهر وتتركه يسير
يا الله رضيع يوضع في صندوق ويترك يسير في عرض النهر وحيدا
معرض لكل أنواع الهلاك
من سرقه من صيادين
ومن تيارات وأمواج ورياح
ومن غرق في عرض النهر
ومن جوع ومن عطش
ولكن إرادة الله فوق كل ذلك وتدبير الله شيء أخر
ولكن الله حافظا له وسيضمن له السلامة ولكن بأقدار الله عليه
أليس الله القائل (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (39) طه مخاطبا موسى في الكبر
ليس هذا فقط بل ألقى الله علي موسى محبه من الله (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي)
يا سبحان الله محبه من الله لموسى وفعلا كانت محبه واضحة عندما أراد فرعون قتله
تصيح زوجه الفرعون (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ) فعلا محبه من الله
يقول المولى سبحانه وتعالى
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِين)َ (7) القصص
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى) الوحي من الله مباشرة إلى أم موسى ولم يقل أرسلنا إليها وحيا
بل من الله إلى أم موسى مباشرة
وفى نفس الوقت لا داعي للخوف أو الحزن (وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي) ويبشرها المولى ب بشارتين اثنين
(إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِين) سنرده اليكى وفوق ذلك سيكون من المرسلين
ألا نفهم من قول الله لام موسى ( وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِين) اى سيعيش حتى يصير رجلا يافعا
ومع ذلك قلب الأم على رضيعها
(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ)
وتدخلت العناية الإلهية وربط الله على قلب الأم ( لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ) (10)
ألا نفهم من هذه القصة الكثير منها على سبيل المثال
أن نأخذ بالأسباب ألا وهو صنع الصندوق لحماية الرضيع الذي لا حول له ولا قوة
الامتثال لأمر الله مهما كان ودون خوف أو وجل حتى وان تعارضت مع مفاهيمنا البشرية (فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ)
تدخل العناية الإلهية لمساعدتنا على تقبل الأمر ( لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا)
وعد الله حق مهما كان وسيأتي (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً)
اللهم فقهنا في ديننا وانفعنا بما علمتنا واجعل غايتنا هي رضاك
كتاباتي تنويرية تثقيفية توجيهيه
من يتفق معي فأهلا به
ومن يعارضني الرأي فأهلا به أيضا
المفضلات