الحمد لله وبعد :
كون واحد بثلاثة آلهة ؟
الجواب في القرءان بأبلغ العبارات , وأوضح الإشارات
قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً [الإسراء : 42]
في هذه الأية قولان :
الأول : قال بن عباس - رضي الله عنهما - :"لطلبوا مع الله منازعة وقتالا كما تفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض" وبمعناه كذلك عن سعيد بن جبير - رحمه الله - .
الثاني : قال قتادة - رحمه الله - :"المعنى إذا لابتغت الآلهة القربة إلى ذي العرش سبيلا والتمست الزلفة عنده للأنهم دونه" اهـ انظر تفسير القرطبي - رحمه الله - .
قلت : كيف يكون الإبن إله والروح القدس إله ثم لا ينازعون الله الآب في ملكه كما تفعل الملوك بل ستوجد حروب بينهم كحروب النجوم .
أو يتوجه أولئك الآلهة للإله الحقيقي وهو الآب ليتقربوا إليه وهذا دليل عدم الألوهية لهؤلاء الآلهة
الإنجيل يصرح في غير موضوع بعبادة المسيح للآب وتعليمه للتلاميذ أن يتوجهوا في عبادتهم للآب فقط وهذا يؤيد التفسير الثاني للأية أي : يتقربون إليه زلفى وبالتالي انتفاء الألوهية عن المسيح - عليه الصلاة والسلام - .
المسيح عليه السلام يعبد الىب فلماذا نجعله وسيطا بيننا وبين الآب ؟
في القرءان وردت كثر من الآيات قال الله فيها :"يسألونك" ثم يقول :"فقل" بينما لما وصل إلى دعائه وسؤال الحاجات منه وَإِذَا قال "سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة : 186]
ولم يقل ربنا فقل لهم أني قريب وهذا يشعر بأنه لا واسطة ترفع الدعاء بل الإنسان بينه وبين ربه - سبحانه -
فالحمد لله الذي أظهر أدلة توحيده وأقام الحجة على عبيده ..
المفضلات