-
الرب أم الشيطان - الفصل السابع
: الرب أم الشيطان
والمثال التقليدي لهذا المرض حدث في المجمع الكنسي حيث كان كبير الأساقفة ((بيل بيرنيت)) يخطب في جماعة من علماء اللاهوت والأساقفة باللغة الانجليزية – وهي لغتهم الأصلية-ولكنهم لم يفهموا ما كان يقوله كبير الأساقفة إلى درجة أن السيد مكميلان وهو رئيس تحرير مجلة: ((ذى ناتل مريكورى)) علق على الفوضى التي تسبب فيها كبير الأساقفة بخطبته تلك فائلآً: (( إن ملاحظة كبير الأساقفة بيرنيت لم تكن واضحة مما ادى إلى انتشار سوء الفهم والفوضى بين العديد من الحاضرين)).
لايوجد عيب في اللغة الانجليزية في حد ذاتها ، ولكن الا ترون أن النصراني قد دُرب على التفكير المشوش في كل الأمور الدينية . فالخبز الذي في العشاء الرباني1 ليس خبزاً بل لحماً؟ والنبيذ دماً؟ والثلاثة واحد؟ وهو من صنع البشر ولكنه سماوي؟ ولكن لا تسيئوا الفهم فالنصراني ليس بهذه البساطة عند تعامله الدنيوي ، فهو دقيق جداً في هذه الحالات . فعليك الحذر الشديد عند توقيع عقد عمل معه ، فمن الممكن أن يبيعك قبل أن تدرك ما حدث.
(1- طقوس معينة في القداس يحول فيها الخبز والنبيذ إلى لحم ودم المسيح ، وعلى الحاضرين أن يأكلوا قطعة من اللحم ويشربوا جرعة من الدم!)
ولدي من الامثلة هنا ما يثبت النقاط التي تحدثت عنها من تناقضات فيما يسمى بالكتاب المقدس ، وسوف أعرض هذه الامثلة الآن فلا يستعصي فهمها حتى على الأطفال : (صموئيل2) (24: 1) (( وعاد غضب الرب فاشتد على إسرائيل فأغرى بهم داوود قائلا: اذهب فاحص إسرائيل ويهوذا)). وبينما يبين مؤلف (صموئيل2) (24) أن الرب هو سيد الموقف يقول مؤلف(( سفر أخبار الأيام الأول)) (21: 1) .(( ونهض الشيطان على إسرائيل واثار داوود أن يحصي إسرائيل)).
(إنه هنا يساوي الشيطان بمنزلة الرب . وهذا الانقسام في شخصية المؤلف يذكرني بقصة السيدة العجوز التي اشعلت شمعة للقديس ميخائيل وأخرى للشيطان . وبذلك يكون لها صديق حيث ذهبت سواء أكان ذلك الجنة أم النار . وهذا هو الحال مع مؤلف ((سفر الاخبار)) فهو قد ضمن صديقاً له في العالم العلوي وآخر في العالم السفلي).
ستلاحظون ان مؤلفي كتابيّ (( سفر أخبار الأيام الأول)) و (صموئيل2) يخبراننا بنفس القصة عن داوود حين احصى بني إسرائيل . فمن أين جاءت فكرة أحصاء بني إسرائيل ؟ أن مؤلف (صموئيل2) يخبرنا بأن الرب هو الذي اغرى (أو حرض) داوود ، بينما يخبرنا مؤلف (( سفر أخبار الأيام الأول)) (21: 1) بأن الشيطان هو الذي اثاره ( أو حرضه) بفعل ذلك العمل الشنيع! فكيف يكون الله القدير هو مصدر هاتين الجملتين المتناقضتين؟ هل المحرّض هو الرب أم الشيطان؟ هل يوجد دين يترادف فيه لفظا الرب والشيطان؟ ولست أتحدث هنا عن ((عبدة الشيطان)) وهو فطر شنيع ينمو في النصرانية حيث نجد بعض النصارى الذين تخلوا عن النصرانية وبدؤوا يعبدون الشيطان . والنصرانية دين مثمر ولود فقد أنتج هذا الدين الالحادية ، الشيوعية ، الفاشية ، العلمانية ، النازية ، المورمونية ...1 ، والمونية ، النصرانية العلمية والآن الشيطانية ، وماذا ستلد النصرانية غير ذلك؟
(1- المورمونية: طائفة دينية أمريكية انشأها جوزيف سميت عام 1830 وقد اباحت تعدد الزوجات فترة ثم حظرته) .
عادة ما يفسر الكتب المقدس بتفاسير متناقضة . وهذا هو ما يتباهى به النصارى! (( يدعي البعض وقد يكونون محقين في ذلك بأن بعض أجزاء الكتاب المقدس كثيرا ما تستغل في تبرير كل الشرور التي يرتكبها الإنسان)) . ( من (( الحقيقة الواضحة)) ، مجلة نصرانية ، تحت عنوان (( الكتاب المقدس – أكثر الكتب مثاراً للجدل)) (يوليو1975) .
بماذا حكم الله... ثلاثة أعوام جوع أم سبعة اعوام؟
( صموئيل2) (24: 13) (( فأتى جادُ داوود وأخبره وقال له أتأتي عليك سبع سنين جوعاً في ارضك أم تهرب أمام أعدائك ثلاثة اشهر وهم في اثرك)) ؟
(( سفر أخبار الأيام الأول)) (21: 11 ) (( فأتى جادُ داوود وقال له كذا . قال ارب تخيّر . إما ثلاث سنين جوعاً وإما ثلاثة اشهر تهرب فيها أمام أعدائك وسيف اعدائك يدركك...)) .
إذا كان الله هو مؤلف كل كلمة ، وفاصلة ، ونقطة في الكتب المقدس – كما يدعي النصارى – فهل هو مؤلف التناقض الرياضي السابق ايضاً؟!
وقارن بين الجملتين (صموئيل2 ) يقول لنا: (( فأتى جادُ داوود وأخبره وقال له...)) وهي كلمات تتكرر تماماًً في (( سفر الأيام الأول)) إلا الجملة الزائدة عن الحاجة: (( واخبره...)) فقد أزيلت ! وقام المؤلف الذي أزال تلك الجملة بإقتطاع عنصر الوقت من (( سبعة)) اعوام إلى (( ثلاثة)) . فماذا قال الرب لجاد – ثلاثة أعوام أم سبعة أعوام طاعون – ((على بيتيكما)) .
700 أم 7000 ؟!
إن محبي الكتاب المقدس غير مرتاحين لغياب الصفر من سبعمائة أو زيادته في سبعة آلاف . فهي حقيقة مشوشة لتفكير رياضيي الكتاب المقدس .
( صموئيل 2) (10: 18) .
(( فانهزم الآراميون من وجه إسرائيل وأهلك داوود من الآراميين سبعمائة مركبة واربعين الف فارس ، وضرب شوباك رئيس جيشه فمات هناك)) .
(( سفر أخبار الايام الأول)) (19: 18)
(( فانهزم الآراميون من وجه إسرائيل وأهلك داوود من الآراميين سبعة آلاف مركبة واربعين الف رجل وقتل شوفاك رئيس الجيش)) .
الرب لا يعرف الفرق بين الفرسان والمشاة ؟!
إن تشويش فكر المؤلفين هنا في التمييز بين الفرسان والمشاة لشيء خطير وذلك لأنه يضع الرب موضع الاتهام لكونه مصدر الإلهام والوحي الذي لم يعرف الفرق بين الفرسان والمشاة . أو ربما يكون الآراميون قد هربوا من حيوان القنطوراس ( وهو حيوان خرافي من الأساطير الاغريقية نصفه رجل والنصف السفلي حصان) فهل يمكن أن تكون هذه الحيوانات الخرافية قد تراءت للمؤلفين الساذجين؟!
فرسان أم مشاة؟
قارن بين الجملتين . ما هو عدد المركبات التي دمرها داوود؟ أهي سبعمائة أم سبعة آلاف؟ و بالإضافة إلى ذلك هل قتل اربعين الف فارس ، أم اربعين الف جندي من المشاة؟ أن هذا الاختلاف بين (صموئيل2) (10: 18) و (( سفر اخبار الأيام الأول)) ( 019: 18) لا يعني فقط أن الرب لا يعرف الفرق بين المئات والآلاف ، بل ويعني ايضاً أنه لا يفرق بين المشاة والفرسان! ومن الواضح أن الكفر والتجديف يتنكر في القاموس النصراني على أنه ((إلهام)) و ((وحي)) !
مجهود شخصي عمليّ:
استطاع سليمان أن يبني قصراً ملكياً استغرق بناؤه ثلاثة عشر سنة ، وهي معلومات يخبرنا بها (( سفر الملوك الاول)) الفصل السابع . أتذكرون ما تباهى به الدكتور باركر عن ((صفحات كاملة تملؤها اسماء غريبة غامضة)) ؟ انصحك بقراءة (( سفر الملوك الأول)) ( الفصل السابع) (( ونبوءة حزقيال)) ( الفصل 45)) لمرة واحدة في حياتك حتى يزيد احترامك وتقديرك للقرآن الكريم.
يا للنظافة!
الفرق بين الفين وثلاثة آلاف هو المبالغة بنسبة 50%
(( سفر الملوك الأول)) (7: 26)
(( وكان ثخنه شبرا وشفته كشفة كاس على زهر السوسن وكان يسع الفي بث (حوض سباحة) )).
(( سفر اخبار الأيام الثاني)) (4: 5) .
(( وكان ثخنه شبرا وشفته كشفة كاس على زهر السوسن يأخذ ويسع ثلاثة آلاف بث)) .
انظر لتلاحظ أن مؤلف (( سفر الملوك الاول)) (7: 26) قد أحصى الفي حوض استحمام (بث) في قصر سليمان ، ولكن مؤلف (( سفر اخبار الأيام الثاني)) (4: 5) زاد هذه الكمية بنسبة 50% لتصبح ثلاثة آلاف! ما هذا التبذير والخطاء في (( كتاب الله))؟ حتى لو كان الله متفرغاً وخالي البال فهل يشغل نفسه ((بالهام)) اليهود بمثل هذه التناقضات التافهة؟ هل الكتب المقدس كلام الله وكتابه ؟ .
إن عدم قدرة المؤلف ((الملهم))- عن علم أو جهل- على التمييز بين الألفين وبين ثلاثة الآلاف شيء لا يغتفر ، فهي متناقضات واضحة كوضوح الشمس . (( ولا تستطيع المعجزة أن تثبت أن مجموع اثنين و اثنين هو خمسة أو أن للدائرة أربع زوايا ، ومهما تعددت المعجزات فلن تستطيع أن تزيل التناقضات التي تحتوي عليها تعاليم وكتب النصرانية )) . ( البرت شوايزر – من كتابه
(( البحث عن يسوع التاريخي)) . صفحة 22) .
من هم المؤلفون الاصليون؟
وبما انني سوف استدل بأمثلة اخرى من (صموئيل2) و ((سفر اخبار الأيام الأول)) فانصحكم أن تستمعوا إلى تحديد هوية مؤلفي هذه الكتب بدلاً من الشك في أن الله هو مؤلف هذه الكتب المتعارضة . يقول مراجعو النصوص المنقحة :
(أ) (صموئيل2) ، الكاتب (( مجهول )) .
(ب) ((سفر اخبار الأيام الأول)) ، الكاتب ((مجهول)) ( يحتمل أن يكون عزرا هو الذي جمعها وراجعها) .
ويجب علينا أن نتوقف لنعجب بتواضع علماء الكتاب المقدس ، ولكن اتباعهم دائما ما يفسرون (( جائز)) ، ((من المحتمل)) و (( على الأرجح)) كحقائق مسلم بها . ولماذا نجعل عزرا أو إشعيا المسكينين كبش الفداء لمؤلفين مجهولين ؟
متناقضات متراكمة:
وقبل ان انهي عرضي لسلسة التناقضات سوف اقدم لكم مثالاً أخيراً من بين المئات التي تملاً الكتاب المقدس لترى مُلك الملك سليمان ثانية ،
الفرق بين اربعة الآلاف والأربعين الفاً: هو ستة وثلاثين الفاً!
(( سفر الأخبار الثاني)) (9: 25) .
(( وكان لسليمان اربعة الآف مذود لخيل المراكب ، واثنا عشر الف فارس فاقامهم في مدن المراكب وعند الملك في أورشيلم)) .
(( سفر الملوك الأول)) (4: 26) .
(( وكان لسليمان اربعون الف مذود لخيل مراكبه ، واثنا عشر الف فارس )) .
اليهود لم يستعملوا الصفر ((0)) في العهد القديم .
فهو يبني كل شيء بالحجم الكبير ، فيبدو شاه إيران السابق كالطفل بالمقارنة به . إن مؤلف (( سفر أخبار الأيام الثاني)) (9: 25) يضيف إلى ملك سليمان الف اسطبل على عدد أحواض السباحة . (( وكان لسليمان أربعة آلاف مذود لخيل المراكب ...)) ، ولكن مؤلف (( سفر الملوك الأول)) (4: 26) كان خياله الملكي أكبر . فقد ضاعف اسطبلات سليمان 1000% (ألف بالمئة) فصارت أربعين الفاً بدلاً من أربعة آلاف اسطبل . وقبل أن يخدعكم قسيس قائلاً بإن الفرق بينهما هو الصفر الزائد الذي أخطأ في إضافته أحد النساخ ، فيجب أن أنبهكم إلى أن اليهود لم يكونوا يعرفون شيئاً عن الصفر في ايام سليمان ، فالعرب هم الذين علموا الشرق الأوسط ذلك الصفر ، ثم تعلمه منهم الأوربيون بعد عدة قرون . إن اليهود كانوا يكتبون الأعداد بالكلمات في اعمالهم الأدبية ، ولم يستخدموا الأرقام .
والسؤال الكبير هنا: من هو مؤلف هذه التناقضات المدهشة؟ هل هو الله أم الانسان؟ وتستطيع أن تعرف الأدلة كاملة بالإضافة إلى حقائق أخرى في كتاب شامل يسمى: (( الكتاب المقدس- كلام الله أم كلام البشر)) ؟ بقلم أ . س. ك . جومال.
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 20-01-2012, 06:51 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 13
آخر مشاركة: 13-10-2010, 01:07 AM
-
بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 24
آخر مشاركة: 07-07-2008, 12:39 AM
-
بواسطة احمد العربى في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 17-01-2007, 11:24 PM
-
بواسطة ابو فهد 1 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-02-2006, 07:59 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات