سن زواج السيدة عائشة
بين التاريخ و الأحاديث الصحيحة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد :
فقد ظهر مؤخرا ثمة محاولة جديدة لنشر الشكوك حول عمر زواج أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أفضل البشر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .
فهل تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم و هي ابنة ست سنوات و دخل بها وهي بنت تسع سنوات ؟
فهذه الإتّهاماتِ الخاطئة تحاول إعادة كتابة التاريخ بالقول أن عائشة ( رضي الله عنها ) كَان عمرها وقت الزواج 18 عاما .و هذا خلاف ما ثبت في كتب الحديث و ما اتفق عليه علماء المسلمين من قبل .
و لذا، فهذه القضية قد فصلها كثير من العلماء من قبل الذين وفقهم الله لهذا الأمر .و ننصح بأن نترفع عن هذه السفاسف و ألا ننتبه لمثل هذه التشكيكات لأنها مضيعة للوقت .و لكن للأسف بدأ هذا الهجوم الجديد على الإسلام يجد طريقه لقلوب بعض المسلمين و ذلك بسبب قلة العلم
و هذه الظاهرة قد أعلمنا بها النبي صلى الله عليه و سلم أنها من علامات الساعة و ذلك من حديث رواه أبو هريرة :
- " حدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن عمران التجيبي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أبو شريح؛ أنه سمع شراحيل بن يزيد يقول: أخبرني مسلم بن يسار؛ أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون. يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم. لا يضلونكم ولا يفتنونكم " ([1])
ــــــــــــــــ
([1])صحيح مسلم رقم (16) , صحيح ابن حبان رقم (6766) , و صححه الأرنؤوطي , مسند أحمدرقم (8250), مستدرك الحاكم رقم (351 ) , مسند أبي يعلى رقم ( 6384).
رداً على تلك الإفتراءات , و لكي يتبين الأمر لأولئك الذين يعتقدون صحتها .
فهذا الهجوم الجديد مُتَنَكّر فهم يدعون أنها محاولة بريئة لإظهار الحقيقة بينما في الواقع أن هذه المحاولة تستهدف ( السنة ) التي هي أحد المصادر المهمة للإسلامِ على الذي يَعتمدُ المسلمين عليه في فَهْم دينِهم .
فهؤلاء يهاجمون السنة بطريقتين :
أولاً : زراعة الشكوك في قلوب المسلمين اتجاه كتابي ( صحيح البخاري و مسلم ) اللذين هما أصح كتابين بعد كتاب الله عز و جل – طبقا لإجماع العلماء -
ثانياً : محاولة لإحتقار وتقليل من شأن منزلة علمائنا الأجلاء الذين كرّسوا حياتَهم لنشر العلم الصحيح .
و يجب على كل مسلم أن يعلم أن هؤلاء العلماء - البخاري و مسلم - قد أفنوا جهدهم و أوقاتهم لتحقيق تلك الأحاديث و تنقيتها و استخراج الروايات الضعيفة منها و مراجعة سلاسل الرواة و التأكد من صحتها .
و لذلك فقد أجمع العلماء أن هذين الكتابين هما أصح كتابين بعد كتاب الله عزوجل .
و على الرغم من ذلك نجد البعض – بسبب جهلهم – ليس فقط يعتقدون بوجود أحاديث ضعيفة في هذين الكتابين و لكنهم يعتبرونها مفخرة لهم كما لو كانوا يعملون عملاً عظيماً يفيد الأمة الإسلامية , بل أيضا يدعون إلى نشره !
يبذلون جهدهم لنشر هذه الإعتقادات الخاطئة في هذين الكِتابين .
يـتــبــع
المفضلات