-
خواطر بين القران الكريم والكتاب المقدس
ان المقصود هنا بهذا العنوان , هو دراسة الكتاب المقدس بنصوصه وبعهديه القديم والجديد, وعرض نصوصها على الفران الكريم والسنة النبوية الشريفه, بغرض نقد الكتاب المقدس وبيان تحريفه بالإعتماد على القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولبيان التناقض الحاصل في الكتاب المقدس.
يمكن ان تعتبر هذه الدراسة طويلة الأجل, و تشمل دراسة الكتاب المقدس نص نص ,وكلمة كلمة, ولقد عمدت الى ذلك عندما استفززت من احدهم وهو يناظر اخا لنا في احدى غرف البالتوك انه يحضر كتاب عن نقد القرآن الكريم( كما يزعم) كلمة كلمة, فقلت : انا متأكد من القرآن انك لن تستطيع له طلبا, لكن لنرى هل يصمد كتابك امام النقد سواء امام العقل ام امام النقد العلمي الصحيح.
ربما تكونمواضيع العنوان مكرره ,ولكنني يمكن ان تعتبروها جمعا لما تفرق من هنا وهناك في موضوع واحد , فاريد من الجميع التوجيه والمشاركه وجزاكم الله خيرا.
سِفْرُ التَّكْوِينِ
يروي لنا سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم,كيف نشأ العالم وكيف بدأ عمل الله في البشرية.
يقسم الى قسمين: اولا (تكوين 1-11) يبحث في موضوع اوائل البشرية في الكون الذي خلقه الله. ,, وقسما ثانيا(12-50), يروي سيرة الآباء ويقسم الى ثلاث حلقات (12-25 تتعلق بأبراهيم), (26-36 عن اسحق ويعقوب) ,(37-50 يوسف).
رمز سفر التكوين في الكتب هو:(تك) وهو مكون من خمسين إصحاحا.
يقوم على فكره يهودية عنصرية استعلائية , خلاصتها أن الله اختار لنفسه شعبا خاصا ,هو بنو إسرائيل _أو اليهود- فصار شعب الله المختار وصار أفراده أبناء الله وأحباءه. ومن أجل هذا الشعب اليهودي المختار كون الله الكون .وملَلك هذا الشعب الأرض المقدسة,وسميت أرض الميعاد, وهي الأرض الواقعة بين النيل والفرات,والله إله حافظ لهذا الشعب فقط,وجعل باقي الشعوب عبيدا له.
أنا أعتقد ان سفر التكوين صناعة بشرية, كتبه الأحبار في القرون المختلفة,وأخذوا مادته من ثقافات الأقوام الكفار الذين عاشوا بينهم, كالبابلين والفرس والكنعانيين.فقد صرح مدخل الى سفر التكوين في الكتاب المقدس الطبعة اليسوعية الصادرة عن دار الشرق في لبنان (طبعة 1988),"" ولا بد من التذكر أيضا بأن سفر التكوين لم يؤلف دفعة واحده بل جاء نتيجة عمل أدبي استمر عدة أجيال"". و قالوا ""وهذا ما نلمسه في الكتابات المتتالية التي كونت النص المقدس لكن هذه الكتابات لم تبطل المحاولات الأولية التي قامت عليها, بل أغنتها بنصوص موحاه جديدة"".
وايضا قالوا في نفس المقدمة وتحت عنوان (مصادره): ""لم يتردد مؤلفوا الكتاب المقدس وهم يرون بداية العالم والبشرية ,أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم,ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينقية والكنعانية.إن الإكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركه,بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَمية والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة و أغاريت.... ولكن علم الاثار يدل على أن المؤلفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولى من سفر التكوين وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة,لم يكونوا مجرد مقلدين عميان,بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم ,والتفكير فيها بالنسبة إلى التقاليد الخاصة بشعبهم..""ا.هـ.
هذا الكلام يدل على ان الأحبار هم من ألف سفر التكوين وهذا معناه انه ليس كلام الله , قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة : 79 )
إن في أسفار العهد القديم ومنها سفر التكوين بعض الحق وهو ما حفظته ذاكرتهم من بقايا التورة الضائعة .ولكن هذا الحق مختلط بالكثير من الخرافات والأكاذيب, التي اخذت من ثقافات الأمم من حولهم.
وعند مقارنة كلام الأسفار بآيات القرآن , فسنرى أن كلام الأسفار لن يخرج عن أقسام ثلاثه:
الأول: أن يأتي موافقا ومصدقا له, فهذا حق وصواب,وهذا من البقية القليلة التي حفظها اليهود من التوراة, ونحن نؤمن به ونعتمده , لا لأنه ورد في سفر التكوين , بل لأنه ورد في القرآن.
الثاني: أن يأتي مكذبا لما في الأسفار, بحيث يروي خلافه أو ينقصه ويرد عليه ,فهذا نجزم أنه ليس من عندالله,وانما هو كذب وافتراء.
الثالث : أن يسكت عنه القرآن فلا يصدقه ولا ينقضه ويبطله . فهذا نتوقف فيه ونعترف بعدم قدرتنا على قبوله أو رده.فلا نصدقه لأن القران لم يصدقه,ولا نكذبه لأن القرآن لم يكذبه.فنتوقف فيه ونقول الله اعلم.ومثال ذلك كلام الأحبار المفصل عن سفينة نوح عليه السلام.
دعي في العبرية "برشيث"، أي في البدء، وهي الكلمة الأولى في السفر، أما تسميته بالتكوين فمترجمة عن السبعينية لأنه يتكلم عن أصل تكوين جميع الكائنات ثم مبادئ التاريخ البشرى.( http://st-takla.org)
الأصحَاحُ الأَوَّلُ1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
في البدء :
كلمة تشير لمعنيان : 1. الوقت الذي بدأ الله فيه خلقه الأشياء ,فالله ازلي غير زمني,ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان.(تفسير الآب متى المسكين)
2. نضع أمامنا هذه الآيات:"أنا من البدء..) يوحنا:8: 25
"في البدء كان الكلمة" يوحنا 1:1
رأى كثير من الآباء أن في البدء هي في المسيح يسوع ويكون المعنى أن في المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض.أو في كلمة الله خلق الله.(متى المسكين)
خلق:
هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم, وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن الههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس,أو النار..)(متى المسكين).
وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق=باري وخليقه= برية وهي تعني إيجاد الشيء من العدم ,والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم (متى المسكين).
الله
هنا تشير الى الثالوث الأقدس الذي خلق:
الآب : وهو الذات الذي يلد وينبثق منه الروح القدس.
الإبن: هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
الروح القدس:كان يرف على المياه ليبعث حياة(الفقرة 2).
والله خلق السماء قبل الأرض: لأنها ذكرت قبل الأرض في هذه الآية , وذكرت في أيوب 38: 1-7 فالملائكة كواكب الصبح حين خلقت الأرض.
وعبارة "فى البدء خلق السموات والأرض" تحتمل معنيين:
1. هي عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وباقى الإصحاح يشرح التفاصيل.
2. أن هذه العبارة تشير لأن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتى باقى آيات الإصحاح لتشرح كيف إستخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة. وهذا الرأى هو الأرجح. وتصبح كلمة الأرض هنا بمعنى المواد الأولية التى سيصنع الله منها الأرض(انطونيوس فكري).
من وجه نظر اسلاميه:
قال تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : 29 ),,, وقال تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{}وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{}ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{}َقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت : - 12--9 )
يقول ابن كثير في البداية و النهاية:" فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء,لأنها كالأساس للبناء, كما قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر : 64 ), فأما قوله تعالى: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{}رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا{}وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا{}وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات : 27-30 ),, فإن مقتضى هذه الآيات أن دحي الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل, بعد خلق السماء"" ثم يقول "" ولهذا فسر الدحى بإخراج الماء والمرعى منها وإرساء الجبال"".
2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.
الأرض هنا هو كل ما ينتمي للمادة .(متى المسكين)
كلمة خربه وخاليه: بالعبرية توهو و بوهو وبالإنجليزية(Without form & void)
الغمر في العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش,وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق.(متى المسكين), والترجمة السبعينية ترجمتها ""غير منظورة وغير كامله""
وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.
كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية(متى المسكين)
لا يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإمسان الذي افسدته الخطية وجعلت منه أرضا خربة وخاوية.(متى المسكين)
وهكذت فهم اليهود أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة( مزمور 33: 6 بكلمة الرب صُنِعت السموات وبروح فمه صنع كل جيشها,,, و أيوب:26: 13 بنفَسه كنس السموات ويده طعنت الحية الهاربة)
وهكذا كان تشبيه المسيح ( يوحنا:3: 8)"" 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ»."",ثم يقولمتى المسكين في تفسيره:"ونحن المسيحين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هوالذي كان يرفرف على المياه ليعطي حياة وليكون عالم جميل, وما يربط كلا المعنيين ما حدث في يوم الخميس يوم حل الروح القدس على الكنيسه فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة(1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، ) أعمال الرسل2:2 "
من وجه نظر اسلامية
لنا مأخذ على عبارة (روح الله ترفرف) فنقول لقد جعلوا لله روحا وهذه الروح ترفرف على وجه الماء وكأن هذه الروح طائر وهذا تجسيم لله ,وأشفرا لاعهد القديم مليئة بالتجسيم لله تعالى وكأنه بشر من البشر.
لا تجوز إضافة الروح الى الله, والقول: روح الله لما في هذا من محذور عقيدي’يقوم على جعل روح لله ,وجعل روح الله ترفرف على وجه الماء. وعندما أخبر القرآن عن الروح, لم يضفها لله, وإنما جعلها من أمره.
قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (الإسراء : 85 )
وعندما اخبر عن الروح التي جعلها في آدم عليه السلام, أدخل عليها حرف الجر ((من)) قال تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر : 29 )
وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء : 171 )
و ((مِن)) في هذه الآيات بيانية وليست تبعيضيه, تبين أن الروح التي جعلها الله في آدم وعيسى عليهما السلام آتية من عنده سبحانه , هو الذي خلقها وجعلها فيهما.
معنى الروح
الروح أحد العقائد الغيبية في القرآن, والعقائد الغيبية أساس عميق من اسس التدين تقوم عليها كل ديانه يطمئن اليها ضمير الإنسان, وهذه العقيدة تلمس فيها فضيلة أنها لا تعطل عقول المؤمنين بها ,و لا تبطل التكليف بخطاب العقل المسئول.
انه الجانب الذي استأثر الله بعلمه واحتجب عن أنبيائه، لأنه سر الوجود المطلق لا قدرة للعقل الإنساني على الإحاطة به ووعيه إلا بما يناسبه من الإشارة والتقريب.
وأما الروح في القرآن:
ورد لفظ الروح، في القرآن إحدى وعشرين مرة يجمعها عدة معانٍ:
• فالروح جبريل عليه السلام في قوله تعالى:
{-تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر…} (القدر:4)
{-رسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً} (سورة مريم:17)
{ -نزل به الروح الأمين على قلبك..} (الشعراء: 193)
• وجاء بمعنى القرآن كما في قوله تعالى:
{ -وكذلك أوحينا إليك روحاً من امرنا ما كنت تدري كالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.... (سورة الشورى: 52)
• وجاء بمعنى الروح مثل قوله سبحانه:
{ - يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق}... (سورة غافر: 15)
• وجاء بمعنى عناية الله وكفالته لعبادة المخلصين مثل قوله جلً شأنه:
{ -أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}... (سورة المجادلة: 58)
• وجاء بمعنى المسيح عيسى بن مريم لقوله تعالى:
{ -إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه }... (سورة النساء: 171)
• وجاءت بمعنى المرحلة الأخيرة من مراحل خلق آدم مثل قوله تعالى:
{ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين…}(سورة الحجر: 29)
يقول ابن القيم في كتاب ( الروح) في المسألة السابعة عشر:( وإذا كانت محدثة مخلوقة وهي من أمر الله فكيف يكون أمر الله محدثا مخلوقا وقد أخبر سبحانه أنه نفخ في آدم من روحه فهذه الإضافة إليه هل تدل على أنها قديمة أم لا وما حقيقة هذه الإضافة فقد أخبر عن آدم أنه خلقه بيده ونفخ فيه من روحه فأضاف اليد والروح إليه إضافة واحدة ....
فهذه مسألة زل فيها عالم وضل فيها طوائف من بنى آدم وهدى الله اتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث وأن معاد الأبدان واقع وأن الله وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق له وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون الفضيلة على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة..... ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بنى آدم كلها مخلوقة لله خلقها وأنشأها وكونها واخترعها ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية روح الآدمي مخلوقة مبدعة بإتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين مثل محمد ابن نصر المروزى الإمام المشهور الذي هو من أعلم أهل زمانه بالإجماع ولا اختلاف وكذلك أبو محمد بن قتيبة قال في كتاب اللفظ لما تكلم على الروح قال النسم الأرواح قال وأجمع الناس على أن الله تعالى هو فالق الحبة وبارىء النسمة أي خالق الروح وقال أبو إسحاق ابن شاقلا فيما أجاب به في هذه المسألة سألت رحمك الله عن الروح مخلوقة هي أو غير مخلوقة قال وهذا مما لا يشك فيه من وفق للصواب أن الروح من الأشياء المخلوقة وقد تكلم في هذه المسألة طوائف من أكابر العلماء والمشايخ وردوا على من يزعم إنها غير مخلوقة وصنف الحافظ أبو عبد الله بن منده في ذلك كتابا كبيرا وقبله الإمام محمد بن نصر المروزى وغيره والشيخ أبو سعيد الخراز وأبو يعقوب النهر جوري والقاضي أبو يعلى وقد نص على ذلك الأئمة الكبار واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى ابن مريم فكيف بروح غيره كما ذكره الإمام أحمد فيما كتبه في مجلسه في الرد على الزنادقة والجهمية....
فصل والذي يدل على خلقها وجوه
الوجه الأول: قول الله تعالى :(الله خالق كل شيء) فهذا اللفظ عام لا تخصيص فيه بوجه ما ولا يدخل في ذلك صفاته فإنها داخلة في مسمى بإسمه فالله سبحانه هو الإله الموصوف بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وسائر صفاته داخل في مسمى اسمه ليس داخلا في الأشياء المخلوقة كما لم تدخل ذاته فيها فهو سبحانه وصفاته الخالق وما سواه مخلوق
ومعلوم قطعا أن الروح ليست هي الله ولا صفة من صفاته وإنما هي مصنوع من مصنوعاته فوقوع الخلق عليها كوقوعه على الملائكة والجن والإنس
الوجه الثاني: قوله تعالى لزكريا (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) وهذا الخطاب لروحه وبدنه ليس لبدنه فقط فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل وإنما الذي يفهم ويعقل ويخاطب هو الروح
الوجه الثالث: قوله تعالى :(والله خلقكم وما تعملون)
الوجه الرابع :قوله تعالى :(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وهذا الإخبار إنما يتناول أرواحنا وأجسادنا كما يقوله الجمهور واما أن يكون واقعا على الأرواح قبل خلق الأجساد كما يقوله من يزعم ذلك وعلى التقدير فهو صريح في خلق الأرواح
الوجه الخامس :النصوص الدالة على أنه سبحانه ربنا ورب آبائنا الأولين ورب كل شيء وهذه الربوبية شاملة لأرواحنا وأبداننا فالأرواح مربوبة له مملوكة كما ان الأجسام كذلك وكل مربوب مملوك فهو مخلوق
الوجه السادس :أول سورة في القرآن وهي الفاتحة تدل على أن الأرواح مخلوقة من عدة أوجه أحدها قوله تعالى :(الحمد لله رب العالمين )والأرواح من جملة العالم فهو ربها
الثاني قوله تعالى:( إياك نعبد وإياك نستعين) فالأرواح عابدة له مستعينة ولو كانت غير مخلوقة لكانت معبودة مستعانا بها
الثالث إنها فقيرة إلى هداية فاطرها وربها تسأله أن يهديها صراطه المستقيم
الرابع أنها منعم عليها مرحومة ومغضوب عليها وضالة شقية وهذا شأن المربوب والمملوك لا شأن القديم غير المخلوق
الوجه السابع: النصوص الدالة على أن الإنسان عبد بجملته وليست عبوديته واقعة على بدنه دون روحه بل عبوديته الروح أصل وعبودية البدن تبع كما أنه تبع لها في الأحكام وهي التي تحركه وتستعمله وهو تبع لها في العبودية
الوجه الثامن: قوله تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )فلو كانت روحه قديمة لكان الإنسان لم يزل شيئا مذكورا فإنه إنما هو إنسان بروحه لا ببدنه فقط كما قيل
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
الوجه التاسع :النصوص الدالة على أن الله سبحانه كان ولم يكن شيء غيره كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمران حصين أن أهل اليمن قالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر فقال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء فلم يكن مع الله أرواح ولا نفوس قديمة يساوى وجودها وجوده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو الأول وحده لا يشاركه غيره في أوليته بوجه
الوجه العاشر: النصوص الدالة على خلق الملائكة وهم أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها وهم مخلوقون قبل خلق الإنسان وروحه فإذا كان الملك الذي يحدث الروح في جسد ابن آدم بنفخته مخلوقا فكيف تكون الروح الحادثة بنفخه قديمة وهؤلاء الغالطون يظنون ان الملك يرسل إلى الجنين بروح قديمة أزلية ينفخها فيه كما يرسل الرسول بثوب إلى الإنسان يلبسه إياه وهذا ضلال وخطأ وإنما يرسل الله سبحانه إليه الملك فينفخ فيه نفخة تحدث له الروح بواسطة تلك النفخة فتكون النفخة هي سبب حصول الروح وحدوثها له كما كان الوطء والإنزال سبب تكوين جسمه والغذاء سبب نموه فمادة الروح من نفخة الملك ومادة الجسم من صب الماء في الرحم فهذه مادة سماوية وهذه مادة أرضية فمن الناس من تغلب عليه المادة السماوية فتصير روحه علوية شريفة تناسب الملائكة ومنهم من تغلب عليه المادة الأرضية فتصير روحه سفلية ترابية مهينة تناسب الأرواح السفلية فالملك أب لروحه والتراب أب لبدنه وجسمه
الوجه الحادي عشر: حديث أبى هريرة رضى الله عنه الذي في صحيح البخاري وغيره عن النبي "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة وهذا الحديث رواه عن النبي أبو هريرة وعائشة أم المؤمنين وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عمرو وعلى بن أبى طالب وعمرو بن عبسة رضى الله عنهم
الوجه الثاني عشر: أن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب قال الله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والأنفس ها هنا هي الأرواح قطعا وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن أبى قتادة الأنصاري عن أبيه قال:" سرنا مع رسول الله في سفر ذات ليلة فقلنا يا رسول الله لو عرست بنا فقال إني أخاف أن تناموا فمن يوقظنا للصلاة فقال بلال أنا يا رسول الله فعرس بالقوم فاضطجعوا واستند بلال إلى راحلته فغلبته عيناه فاستيقظ رسول الله وقد طلع جانب الشمس فقال: يا بلال أين ما قلت لنا فقال والذي بعثك بالحق ما ألقيت على نومة مثلها فقال رسول الله ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء فهذه الروح المقبوضة هي النفس التي يتوفاها الله حين موتها وفي منامها التي يتوفاها ملك الموت وهي التي تتوفاها رسل الله سبحانه وهي التي يجلس الملك عند رأس صاحبها ويخرجها من بدنه كرها ويكفنها بكفن من الجنة أو النار ويصعد بها إلى السماء فتصلى عليها الملائكة أو تلعنها وتوقف بين يدي ربها فيقضى فيها أمره ثم تعاد إلى الأرض فتدخل بين الميت وأكفانه فيسأل ويمتحن ويعاقب وينعم وهي التي تجعل في أجواف الطير الخضر تأكل وتشرب من الجنة وهي التي تعرض على النار غدوا وعشيا وهي التي تؤمن وتكفر وتطيع وتعصى وهي الأمارة بالسوء وهي اللوامة وهي المطمئنة إلى ربها وأمره وذكره وهي التي تعذب وتنعم وتسعد وتشقى وتحبس وترسل وتصح وتسقم وتلذ وتألم وتخاف وتحزن وما ذاك إلا سمات مخلوق مبدع وصفات منشأ مخترع وأحكام مربوب مدبر مصرف تحت مشيئة خالقه وفاطره وبارئه وكان رسول الله يقول عند نومه اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها فإن أمسكتها فإرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وهو تعلى بارىء النفوس كما هو بارىء الأجساد قال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير قيل من قبل أن نبرأ المصيبة وقيل من قبل أن نبرأ الأرض وقيل من قبل أن نبرأ الأنفس وهو أولى لأنه أقرب مذكور إلى الضمير ولو قيل يرجع إلى الثلاثة أي من قبل أن نبرأ المصيبة والأرض والأنفس لكان أوجه)
هذه اعمال اليوم الأول(النور) للخلق بحسب العهد القديم
3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا
في الترجمة العربية المشتركة واليسوعية:(وسمى الله النور نهارا أما الظلام فسماه ليلا)
يقول متى المسكين:(لماذا كان يقول كان مساء وكان صباح؟ ولا حظ أنه قبل خلقه الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن,,تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودي عن اليوم الكامل, فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح.وهكذا نفعل نحن الآن في الكنيسة فيوم الأربعاء مثلا يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهي بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا...
ويلاحظ في هذا النص:
إلي سنوات قليلة كان بعض العلماء يتعثرون في هذه العبارة قائلين كيف ينطلق النور في الحقبة الأولي قبل وجود الشمس، إذ كان الفكر العلمي السائد أن النور مصدره الشمس، لكن جاءت الأبحاث الحديثة تؤكد أن النور في مادته يسبق وجود الشمس، لهذا ظهر سمو الكتاب المقدس ووحيه الإلهي، إذ سجل لنا النور في الحقبة الأولي قبل خلق الشمس، الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد.
في اختصار يمكن القول بأن الرأي العلمي السائد حاليًا أن مجموعتنا الشمسية نشأت عن سديم لولبي مظلم منتشر في الفضاء الكوني انتشارًا واسعًا (السديم هو سحابة من الغازات الموجودة بين النجوم). ولذلك فمادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل، لكن ذرات السديم المتباعدة تتحرك باستمرار حول نقطة للجاذبية في مركز السديم، وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجًا نحو المركز، وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعة عظيمة يؤدي إلي رفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا، فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة. هكذا ظهر النور لأول مرة قبل تكوين الشمس بصورتها الحالية التي تحققت في الحقبة الرابعة (اليوم الرابع)... لقد ظهر النور حينما كانت الشمس في حالتها السديمية الأولي، أي قبل تكوينها الكامل.
والعجيب أن كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع جاءت مطابقة لاكتشافات القرن العشرين، إذ قال: [نور الشمس التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع للخليقة].
ربما حمل القديس أغسطينوس نفس الفكر حينما قال إن النور هنا في اليوم الأول ليس بالصادر عن الشمس لكنه ربما يكون نورًا ماديًا يصدر عن أماكن علوية فوق رؤيتنا. .(تفسير تادرس يعقوب ملطي)
يختم حديثه عن اليوم الأول أو الحقبة الأولي بقول: "وكان مساء وكان صباح يوم واحدًا". بدأ بالسماء وختم بالصباح، وفي التقليد اليهودي يبدأ اليوم بالعشية ليليها النهار. فإن كان المساء في نظر القديس أغسطينوس [يشير إلي الجسد القابل للموت، والصباح يشير إلي خدمة البر أو النور فإن المساء يسبق الصباح بمعني أن يكون الجسد خادمًا للبر، لا البر خادمًا لشهوات الجسد. فإن كنا قد بدأنا حياتنا بالمساء فلننطلق بالروح القدس إلي الصباح فلا نعيش بعد كجسدانيين بل كروحيين.
.(تفسير تادرس يعقوب ملطي)
ولنقرأ معا تعليق موريس بوكاي في كتابه أصل الإنسان:
(اما ان نظرنا الى الرواية الكهونتيه الأولى:
إن حالة الكون قبل الخلق المذكورتين في الآيتين الأولايين بصورة الأرض الفارغة تعني على ما يبدو بأن الخلق قد بدأ انطلاقا من العدم. مع أن المؤلف يفسح مجالا على وجه المياه لترف عليها روح الله, ألا يتوجب علينا أن نرى في ذلك تعبيرا عن مأثرة المياه الأوليه وهي مصدر كل حياة؟
إن رواية اليوم الأول (الفقرات 3-5) المتعلقة بخلق النور مع وجود صباح و مساء , تستدعي التعليقات التالية:
نعلم بأن النور الذي يعم الكون هو حاصل التفاعلات المركبة التي تحصل على مستوى الكواكب . والحال أنه في هذه المرحلة من الخلق لم تكن الكواكب قد كونت بعد, إذ أن (أنوار) جلد السماء لم تذكر إلا في القرة 14, على أنها من خلق اليوم الرابع ( لتفصل بين الليل والنهار ) ومن أجل (تنويرالأرض) وهذا صحيح تماما.غير أنه لا ينطبق على الواقع لتحديد المفعول الحاصل(النور) في اليوم الأول,في حين أن الخلق بواسطة عمل هذا النور (الأنوار ) سيكتمل بعد ثلاثة أيام فقط.ومن ناحية ثانية, فإن وجود المساء والصباح في اليوم الأول لم يكن إلا مجازيا : إذ أن المساء والصباح بأعتبارهما عنصري اليوم لايمكن تصورهما إى بعد وجود ألرض ودورانها تحت نور الشمس.)
من أهم الأخطاء العلميه هنا :
التناقض بين خلق النور والشمس:
1- فقد زعموا أن الله خلق الظلام والنور في اليوم الأول , فبعدما خلق الله الظلام خلق النور والنور أفضل من الظلام ولذلك رأى الله النور حسنا .. وهذا كلام صحيح.
إن القرآن يشير الى أن الظلام خلق أولا, ولذلك كان يقدم الظلمات على النور , كما في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) (الأنعام : 1 )
واختلف العلماء في المعنى المراد بالظلمات والنور فقال السدي وقتادة وجمهور المفسرين: المراد سواد الليل وضياء النهار وقال الحسن الكفر والإيمان قال ابن عطية: وهذا خروج عن الظاهر.
قلت: اللفظ يعمه وفي التنزيل: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات" [الأنعام: 122]. والأرض هنا اسم للجنس فإفرادها في اللفظ بمنزلة جمعها وكذلك "والنور" ومثله "ثم يخرجكم طفلا" [غافر: 67
قلت: وعليه يتفق اللفظ والمعنى في النسق فيكون الجمع معطوفا على الجميع والمفرد معطوفا على المفرد فيتجانس اللفظ وتظهر الفصاحة والله أعلم وقيل: جمع "الظلمات" ووحد "النور" لأن الظلمات لا تتعدى والنور يتعدى وحكى الثعلبي أن بعض أهل المعاني قال: "جعل" هنا زائدة والعرب تزيد "جعل" في الكلام كقول الشاعر( تفسيرالقرطبي)
وجعل الظلمات والنور "، والجعل بمعنى الخلق، قال الواقدي : كل ما في القرآن من الظلمات والنور فهو الكفر والإيمان، إلا في هذه الآية فإنه يريد بهما الليل والنهار. وقال الحسن: وجعل الظلمات والنور يعني الكفر والإيمان، وقيل: أراد بالظلمات الجهل وبالنور العلم . وقال قتادة يعني الجنة والنار . وقيل معناه خلق الله السموات والأرض، وقد جعل الظلمات والنور، لأنه قد خلق الظلمة والنور قبل السموات ولأرض . قال قتادة : خلق الله السموات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأة ضل( تفسير البغوي)
وجعل الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم, فجمع لفظ الظلمات, ووحد لفظ النور, لكونه أشرف, كقوله تعالى: {عن اليمين والشمائل} وكما قال في آخر هذه السورة {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}( تفسير ابن كثير)
لكن متى خلق الله الشمس والقمر ؟
يرى سفر التكوين أنه خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع ( التكوين 1: 14-19)
لكن هل لي من يفسر كيف ان الله خلق النور قبل ان يخلق الشمس التي هي مصدره بيومين , وكيف يخلق الله الليل والنهار قبل أن يخلق الأرض بيومين والتي دورانها حول نفسها ينتج الليل والنهار؟
تفسـير فلكي لآية بـدء الكـون
عدنان عبدالمنعم قاضي
اختلف علماء الفلك قديمًا على نشأة الكون؛ وهل للكون بداية؟ وإذا كان للكون بداية، كيف ومتى حصلت؟ مَن أنشأ هذه البداية؟ حتى أتى علم الفلك الحديث وحسم هذه المسألة، وقدم الدليل المادي لنشأة الكون، وأجاب على كيف ومتى. نحن المسلمين نؤمن أن الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ هو خالق كل شيء، والوكيل عليه. وقد أخبرنا القرآن كيف بدأ الكون في آية واحدة. وتتضح عظمة وإعجاز الآية الكريمة: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء 30، في كونها أتت قبل أكثر من 1400 سنة، بينما لم يتوصل العلم إلى هذه الحقائق (عدد وتسلسل صحة ودقة Accuracies المعلومات التي احتوتها) إلا قبل أقل من 100 سنة.
الرتق ضد الفتق، فَارْتَتَقَ أي الْتَأَمَ، والرتق بمعنى الضم والالتحام. وقد أورد القرطبي في تفسير قوله تعالى: (كانتا) لأنهما صنفان، ولأنه يعبر عن السماوات بلفظ الواحد بسماء، ولأن السماوات كانت سماء واحدة. وفي تفسير (رتقا) قال ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: (يعني أنهما كانتا شيئًا واحدًا ملتزقتين ففصل الله بينهما). يقول ابن كثير في تفسير (كانتا رتقا): أي كان الجميع متصلاً بعضه ببعض متلاصقًا متراكمًا فوق بعض في ابتداء الأمر).
لننظر الآن إلى عدد الحقائق في الآية 30 من سورة الأنبياء التي تخبرنا كيف بدأ الكون:
1 ـ قال الله تعالى: (أَوَلَمْ) استفهام إنكاري يتضح مدى بلاغته في السياق حين لم يؤمنوا بعد أن علموا.
2 ـ قال الله تعالى: (يَرَ) بمعنى يعلم. والحقيقة هي، أن اكتشاف بداية هذا الكون تطلب علمًا وليس إيمانًا.
3 ـ قال الله تعالى: (الَّذِينَ) أي جمع، والحقيقة هي، أن من اكتشف كيف ومتى بدأ الكون هم عدة أشخاص.
4 ـ قال الله تعالى: (كَفَرُوآ) أي غير مسلمين. والحقيقة هي، أن غير المسلمين هم الذين اكتشفوا كيف ومتى بدأ الكون.
5 ـ قال الله تعالى: (السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) معًا أي الكون كله. والحقيقة هي، أن الكون كله كان رتقًا أي كتلة واحدة.
6 ـ قال الله تعالى: (السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قدم السماوات على الأرض. والحقيقة هي، أن خلق السماوات أي الفضاء يجب أن يسبق خلق الطاقة والمادة أو يصاحبه، ومن المستحيل أن يكون العكس. ويقصد بالسماوات المكان أو الفضاء space، الذي يحتوي على كل الأجرام السماوية. أما الأرض، فهي رمز للمادة التي تكونت منها المجرات والسدم وكل الأجرام السماوية الأخرى بما فيها الأرض. هذه المادة إما أن تكون مرئية (والتي تعرف علميٌّا بـ baryonic matter وتشكل 4% من مجموع ما في الكون من مادة وطاقة) أو غير مرئية (والتي تعرف علميٌّا بالمادة الداكنة dark matter وتشكل 23% من مجموع الكون، والطاقة الداكنة dark energy وتشكل 73% من مجموع الكون).
7 ـ أن كلمة (رَتْقًا)، أي أوصل بعضه بعضًا، تقترح أن مكونات الرتق إما أن تكون من جسيم واحد Particle ولكنه متفرق فرتق أو أكثر من جسيم واحد، ثم رتقوا. بعبارة أخرى: أن الجميع كان متصلاً بعضه ببعض متلاصقًا متراكمًا فوق بعض في ابتداء الأمر. والحقيقة هي، أن كل ما في الكون كان متلاصقًا في (مادة غير معروفة لدى البشر حتى الآن، أي لم يكن هناك فضاء ولا طاقة ولا مادة ولا زمن كما نعرفها الآن.
8 ـ حينما وصف الله ـ سبحانه ـ السماوات بالرتق فهذا يعني أن السماوات ـ أي الفضاء ـ أيضًا مادة. والحقيقة هي، أن العلم الحديث توصل إلى أن الفضاء مادة ويحتوي الأجرام السماوية ويجبرها كيف تسبح، وهو ما عبر عنه الفيزيائي البروفيسور جان أركيبالد ويلار بقوله: Spacetime grips mass, telling it how)
(to move, and mass grips spacetime, telling it how to curve.
9 ـ حيث لم يكن هناك زمان ولا سماوات؛ أي فضاء يحتوي مادة الرتق، فإن مادة الرتق صغيرة جدٌّا لا يمكن تخيل حجمها (أي هي المنتهى للمكان وللزمان)، هو ما يعرف في علم الفلك بالتفردية singularity.
10 ـ هناك حقبتان زمنيتان حتى الآن في خلق الكون: حقبة ما قبل الرتق وحقبة الرتق، فلكي يكون هناك رتق فلابد من وجود كتلة/كتل تسبق الرتق.
11 ـ قال الله تعالى: (فَفَتَقْنَاهُمَا) أي أن بدء الكون كان فتقًا وأن فتق الشيء يتضمن القوة والشدة في الفصل. والحقيقة، أن هذا هو ما حصل بالفعل أثناء وخلال الانفجار الكبير the Big Bang، وهذه حقبة زمنية ثالثة.
12 ـ أن الفاء في (فَفَتَقْنَاهُمَا) تتضمن التوالي المباشر بعد الرتق. والحقيقــــة هي أن البشـــــرية لم تتوصل ماديٌّا بعد إلى هذه النتيجة، وإن كان هناك بعض التخمينات لبعض علماء الفلك أن هذا قد يكـــون حصل أو سوف يحصل وسموه الالتئام الكبير the Big Bang.
13 ـ لقد أخبرتنا الآية بما آلت إليه مادة الرتق، ولكن الآية لم تخبرنا عن ماهية مادة الرتق ذاتها، وكيفية ذلك الرتق، والحقيقة أنه من المستحيل للبشرية معرفة مكونات الرتق؛ لأن الفتق دمر تلك (المادة) والكيفية التي كانت فيها تدميرًا في الانفجار الكبير.
14 ـ أن الماء أساس الحياة، فحيث توجد حياة يوجد ماء، أي أن الماء يسبق وجود أي حياة، وهاتان حقيقتان زمنيتان ثابتتان. وقد تكون حقبة وجود الماء حقبة زمنية رابعة وحقبة، وجود حياة حقبة زمنية خامسة.
15 ـ أن تضمين (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ) في نفس الآية وترتيبها بعد ذكر الفتق تشير إلى أن هذا الكون مقدر له وجود ماء فيه، ثم حياة، ثم ظهور الجنس البشري، أي أن الكون هُيِّئَ لكي يستقبل البشر، وهو ما يعرف في علم الفلك بالمبدأ الإنسان الكوني (The anthropic Cosmological principle). وظهور الجنس البشري في الكون قد يكون الحقبة الزمنية السادسة.
16 ـ بعد أن أخبر الله ـ سبحانه ـ أن غير مسلمين هم الذين سوف يكتشفون كيفية وزمن بدء الكون، يوبخ الحق ـ سبحانه وتعالى ـ الكافرين الذين اكتشفوا ذلك بعد الإيمان فقال: (أَفَلا يُؤْمِنُونَ)، وكأن الحق قد استنكر عليهم علمهم ببدء الكون. والحقيقة هي أن الأشخاص الذين اكتشفوا علميٌّا كيفية بدء الكون لم يؤمنوا بالإسلام، وبعضهم حتى لم ولا يؤمن بالله ـ عز وجل.
أخيرًا:
إن الست الحقب الزمنية المذكورة سابقًا قد تفسر قول الحق ـ سبحانه: (الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ...) الفرقان 59. والله أعلم.
إن عدد الحقائق وتسلسلها المذكورة سابقًا وبهذا التسلسل وبهذه الدقة، لم يتوصل إليها البشر قط إلا خلال المئة السنة الماضية. فكيف عرف كل هذه الحقائق إنسان أُمِّيٌّ من قوم أُميّين ظهر قبل أكثر من 1400 سنة؟ لا بد أن يكون علمًا خارج الإطار البشري. وصدق الحق الخالق القائل في محكم تنزيله: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدحين)
(http://www.nooran.org/O/19/19-8.htm
اذا من وجه نظر المسيحية ليتواكب العلم الحديث مع سفر التكوين بالإجبار كان الكون في بدايته غازات تحتك ببعضها حتى ظهر النور ؟؟!!!!!!!!!!!
لكن العلم الحديث يقول عكس ذلك كما بينا من قبل.
إن المادة التي تشكلت منها الأجرام السماوية يصفها القرآن بأنها دخان, قال تعالى:( (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت : 11 ومن الافتراضات العلمية الآن أنه في أول التاريخ لمجرتنا كانت هناك سحابة من غبار ذي تركيب كوني يشبه السديم وأخذت واحدة من سحابات عديدة تتكثف على هيئة نجوم تشبه الشمس بينما دار حولها قرص من غبار سرعان ما تكسر الى دوامات ذوات حجوم وترتيب مختلف في داخل اي منطقه نصف قطرية يزداد حجمها كلما بعدت عن الشمسوبالتحامهذه الدوامات عند التقائها أصبحت كتلا منفصلة من الغاز على أبعاد قطرية من الشمس وقد أطلق العلماء على هذه الكتل المنفصلة اسم الكواكب الإبتدائية (محاولات الانسان لتقدير عمر الآرض, د زغلول النجار, محاضرات الموسم الثقافي 1968-1969 لجامعة الكويت ص 502,) نقلا عن كتاب الإنسان والكون في الإسلام لأبو الوفا الغنيمي ,1976)
واما مادة الكائنات الحية فهي الماء التي نشأت وتطورت منها قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء : 30 )
ولقد أشار القرآن الى ان اصل الكائنات جميعا واحد وهي تتكون من زوجين يقول تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات : 49 ) وقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) (يس : 36 )
-
أعمال اليوم الثاني ( الجلد) من وجه النظر المسيحية وحسب الكتاب المقدس وسفر التكوين الإصحاح الأول:
6وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». 7فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. 8وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
وعبارة الجلد الفاصل للمياه( الفقرات6-8) في اليوم الثاني, تنجم عن الإعتقاد بأنه كان لدينا من الوجود قبة كانت تمسك المياه العليا: وهذه المياة التي في رواية الطوفان,ستمر عبر القبة لتصب في الأرض.)
أطلقوا على السماء مصطلح (جلد) ولا أدري لماذا أطلقوا عليها هذا المصطلح.
وقد حاول مترجموا العهد القديم من الرهبان اليسوعيين بيان معنى (الجلد) فقالوا: كان جلد السماء الظاهر عند الساميين الأولين عباره عن قبة متينة, تحبس المياه المجتمعة فوقها. ومن كواها سيسيل الطوفان{سفر التكوين ص 68 حاشية 6)....إنهم في شرحهم هذا يعترفون أن مؤلفي سفر التكوين أخذوا أفكاره من الأقوام الذين من حولهم , فقد كان الساميون في بابل وغيرها يعتقدون أن السماء قبة تحبس الماء فوقها’وأخذ الأحبار عنهم هذه الفكرةوسجلوها في هذا السفر ’ وهذا معناه إن هذا السفر صياغة بشرية.
تقول دائرة المعارف الكتابية:( والكلمة في العبرية هي " رقيع " وتعني الصفحة المطروقة الممتدة وتذكر دائما مرتبطة بالخليقة. وقد وردت تسع مرات في الاصحاح الاول من التكوين ( 1 : 6 و 7 و 8 و 14 و 15 و 17 و 20 )، وورد الفعل منها بمعنى " مد " او " طرق " في القول " ومدوا الذهب صفائح " ( خر 39 : 3 ). والكلمة في سفر التكوين تدل على ان الجلد قد عمل ليفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ( تك 1 : 6 و 7 مز 148 : 4 ). وقد " دعا الله الجلد سماء " ( تك 1 : 8 ). وجاء في دانيال : " والفاهمون يضيئون كضياء الجلد " ( دانيال 12 : 3 ) لان الجلد مرصع بالكواكب والنجوم. وتترجم نفس الكلمة العبرية " بالمقبب " في حزقيال في إشارة إلي نفس الجلد ( حز 1 : 22 و 23 و 25 و 26، 10 : 1 ). ويشبه الجلد بالشقة أي خيمة او سرادق : " الباسط السموات كشقة " ( مز 104 : 2 )، " الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة " ( إش 40 : 22 ). كما يشبه بالمرآه المسبوكة : " هل صفحت معه الجلد الممكن كالمرآه المسبوكة ؟ " ( ايوب 37 : 18 ــ وكلمة " جلد " هنا في العبرية " شقاق " ــ من شقة ــ فهي غير " رقيع " وتترجم في اغلب الاحيان " بالغمام " ).
ويقول قاموس الكتاب المقدس:( جَلَدٌ: الكلمة العبرية [رقيع] ومعناها شيء ممتد مطروق (تك1: 6-8 و14 و15 و17 و20) وظهر جلد السماء في نبوة حزقيال كأنه مقبب منتشر (حز1: 22) قسمت المياه في وقت الخلق إلى مياه فوق الجلد ومياه تحت الجلد (تك1: 7 ومز148: 4) حيث قيل [الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ] والجلد مرصع بالكواكب والنجوم المضيئة (دا 12: 3) وشبه الجلد بما شبهت به السماوات:
1- خيمة منتشرة فوق الأرض (مز104: 2 و3 وأش40: 22) [يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ].
2- المرآة المسبوكة (أي37: 18).
: 11) وكوى (2 مل 3- للجلد طاقات (تك77: 2) ومصاريع (مز78: 23) وقد سادت هذه الآراء والأوصاف عند اليهود والجنس السامي عموما، وهذه العبارات على سبيل التشبيه وليست حرفية مادية.)
لقد زعم مؤلفوا سفر التكوين أن السماء جلد تحتها ماء وفوقها ماء, يعني أن السماء مجرد سد وحاجز يفصل بين الماء الذي فوقها والماء الذي تحتها , ونقول أن القرآن الكريم أخبرنا أنها ليست سماء واحدة وإنما سبع سموات وهي طباق’ ما بين كل سماء مسافة هائلة لا يعلمها إلا الله, قا ل تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) (الملك : 3 )
السماء الأولى التي فوق الأرض ليس مجرد ( جلد ممتد مطروق) وإنما هي سقف محفوظ , قال تعالى : (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) (الأنبياء : 32 )
هل الماء فوق السماء وتحتها؟
فقد زعم الأحبار أن فوق السماء ماء وتحتها ماء , خرافة أخرى أيضا ويبدوا أنهم أخذوها من أساطير الأقوام الذين عاشو بينهم فمن أدراهم أن الماء فوق السماء؟ وأي ماء ذلك الذي فوقها؟ ثم ما مقصودهم بالماء الذي تحت السماء؟هل هو فوق الأرض؟وفوق غلافها الجوي بالتحديد ؟ هذا الزعم لا يتفق مع مقررات العلم.
إن أنقسام الماء الى كتلتين لا يصح علميا .
علمنا من آيات القرآن أن الله خلق ماء ,وجعل عرشه عليه عندما خلق السموات والأرض , قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) (هود : 7 )
وهذا الماء الذي خلقه الله وجعل عرشه عليه ماء خاص لا نعرف عنه شيئا وهو غير الماء المعروف في البحار والمحيطات لأن هذا الماء كان قبل خلق السموات والأرض.
ويوضح هذه الآية ما رواه البخاري ( برقم 7418) وروى البُخَارِيّ وغيره عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-، قَالَ: {قال أهلاليمن لرَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر، فقَالَ: كَانَ الله ولم يكن شيء قبله .
وفي رواية: {ولم يكن شيء معه .
وفي رواية: {غيره .
{وكان عرشه عَلَى الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض} ، وفي لفظ: {ثُمَّ خلق السموات والأرض
http://hadith.al-islam.com/display/D...Doc=0&Rec=5010
تفسير القس انطونيس فكرى لسفر التكوين
فى تفسيره للاعداد من 6الى 8
"6" و قال الله ليكن جلد فى وسط المياة و ليكن فاصلا بين مياه و مياه فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التى تحت الجلد و المياه التى فوق الجلد و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا"
اليوم الثانى
الجلد :
و القديس باسيليوس فسر كلمه الجلد بان الهواء هو جسم له صلابه (اى له كثافه و شدة)فيستطيع ان يحمل السحاب فوقه. اذن الجلد هو الجو المحيط بالارض.
و نرى ان موسى لم ياخذ بالراى القديم ان الهواء فراغ و عدم فموسى لا يردد ما يسمعه من الناس بل من الروح القدس و الجلد هو سماء الطيور و ليس سماء الكواكب.( http://www.ar*************/commentari...nios/Genesis/1)
انتهى الاقتباس
التعليق:
هنا المفسر يقر فى ذلك المقطع بان الجلد هو الجو المحيط بالارض =و الجلد اذن هو سماء الطيور
1.) نجد المفسر المسيحى فى المقطع الاول الذى اقتبسناه ان الله خلق سماء الطيور فى البدء( التكوين 1:1).
2.) و فى المقطع الثانى يقول ان سماء الطيور خلقت فى اليوم الثانى.
3.) من النقطه الاولى و الثانيه نرى ان تلك السماء قد خلقت من ضمن السماوات الثلاثه فى البدء و ايضا تم خلق نفس السماء لثانى مره فى اليوم الثانى كيف ذلك لا ادرى
4.) و نرى هنا فى تفسيره انه يتخبط و يتناقض لانه يفسر اصلا كلام متناقض.
5.) من كل ما سبق نجد انه اما ان كاتب هذا الكلام قد نسى ماقد كتبه فى البدايه او انه لا يستطيع التعبير اذن فهذا الكلام ليس كلام الله.
اعمال اليوم الثالث( الأرض الجافه والخضروات):
9وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ. 10وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 11وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. 12فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 13وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.
• الأرض الجافة والخضروات.
لا يمكن وجود نبات قبل الشمس. فقد خلق الله الشمس كما يزعموا في اليوم الرابع.
من المعلوم علميا أن للشمس ودفئها وحرارتها دورا أساسيا في نمو النبات والأشجار, فكيف نبت النبات على الرض قبل خلق الشمس,
خلقت الأرض مع الشمس وصارت صالحة للحياة بما أنزل الله عليها من الماء وجعل فيها من الهواء وأرسل عليها من أشعة الشمس ,ونتج عن ذلك النبات والشجر والبزر والثمر, قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء : 30 ) فالتعبير القرآني هنا يشير الى أن الشمس والأرض كانتا جزءين من الكتلة المرتوقة وانهما بفتقهما وفصلهما انفصلا عن بعضهما وهذا معناه انهما خلقا معا في وقت واحد .
يقول انطونيوس فكري في تفسيره:( نجد هنا خلقة النبات ولم يخلق الله النبات إلا بعد أن خلق مستلزمات نموه من أرض وحرارة معقولة وأنوار.)
انا اسأل اين هو مصدر الحراره والضوء اذا كانت الشمس خلقت في اليوم الرابع؟,
ثم يقول في محاولة الإجابه على سؤالي السابق:( وموسى قد رتب بالوحى الإلهى ترتيب ظهور الحياة النباتية (عشب فبقل فشجر) والعشب مثل الطحالب والحشائش القصيرة والبقل يشمل نباتات الحبوب (قمح/ ذرة/ فول……) والنباتات حتى تنمو فى اليوم الثالث قبل شمس اليوم الرابع فلهذا إحتمالات:
1. الله قادر أن ينبت النبات دون شمس فهو خالق الكل.( أقول نعم ولكن خلق الله يكون بحكمه )
2. ربما أستفادت النباتات من حرارة الأرض الذاتية ومن الأنوار السديمية أو من الشمس ذاتها قبل أن تأخذ صورتها الحالية أو دورتها الحالية بينها وبين الأرض. ( حد يفسرها لي هذا)
.3. ان يكون الله إكتفى بالحشائش لتنقية الجو وأعطى للأرض إمكانية الإنبات فى هذا اليوم ثم أنبتت الأرض البقول والأشجار في أيام لاحقة. ونجد في (تك8:2) أن الرب الأله غرس جنة ليسكن فيها آدم فربما تكون فى هذه المرحلة أن النباتات بدأت تأخذ شكلها المعروف. وأما نباتات اليوم الثالث فكانت شئ خاص لتنقية الجو.( يا رجل النص واضح )
الترتيب الذى أعلنه موسى للخليفة وهو أعشاب/ بقل/ شجر/ حيوانات مائية/ طيور/ حيوانات أرضية/ إنسان، يتفق مع الترتيب الذى تضعه علوم الحياة الحديثة.
ويقول موريس بوكاي معلقا:
وفي اليوم الثالث(الفقرات 9-13) المتعلق بظهور اليابسة المتحررة من المياه المتجمعة في كتلة واحدة-وهذا مقبول تماما- وبانبثاق الخضرة على الأرض مع الأشجار والثمار وهذا غير معقول أبدا-لأن الشمس ونورها ضروري لكل نبات , لم تكن قد خلقت بعد.وهناك أيضا في هذه الآيات تأكيد على ثبات الأنواع النباتية (وبقلا يبزر بزرا كجنسه)
-
جزاك الله خيراً على هذا المجهود
و جعله الله في ميزان حسناتك
-
أعمال اليوم الرابع( القمر والنجوم):
14وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. 16فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. 17وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، 18وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
أنوار :
هنا بالعبرية مأوروت وتعني حوامل نور أو نيرات والمقصود بها الشمس والقمر والنجوم أما كلمة نور في الإصحاح الأول فهي بالعبرية أور ومقصود بها مجرد إشعاع أو ضياء قد يكون سببه أنوار السدم أو أي مصدر كهرومغناطيسي أو كيميائي أو أنه نور الشمس السديم الأم التي ستتشكل الشمس فيما بعد ( تفسير انطونيوس فكري) ....
جلد السماء :
هذه غير جلد الأرض( الفقرة السادسة) الذي يفصل بين مياه ومياه , فجلد السماء هو الذي يحمل الكواكب. ( انطونيوس فكري)
ويصر انطونيوس فكري على التأمل الروحي للمعنى فيقول:(..فإن الشمس تشير للمسيح .شمس البر الذي قدمه الآب لنا ليحول ظلمتنا الى نور, والقمر يشير للكنيسة التي لا تضيء من نفسها بل ينير عليها المسيح فتضيء والكواكب هم القديسون سواء على الأرض أو في السماء كل له موضعه في الفلك ويضيء) يا جماعة النص يتحدث عن تكون العالم فما دخل الرموز والإشارات الروحية هنا ....!!!!!
النورين العظيمين: ( أي الشمس تنير والقمر ينير ليلا) (انطونيوس فكري)
وهذا الكلام غير دقيق علميا لأنهم اعتبروا الشمس والقمر على درجة واحدة من النور والإشراق والضياء. لكن القرآن الكريم قد فرق بين الشمس والقمر في حديثه عنهما , قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس : 5 ), اذا القران يقرر ان الشمس ضياء أما القمر فإنه ليس ضياء ولكنه نور , وفرق بين الضياء والنور, فالضياء هو ما كان وقوده ذاتيا, والنور هو ما كانت إنارته خارجيه , ومن المعلوم أن وقود الشمس ذاتي وأن طاقتها منبعثة من داخلها, أما القمر فإنه لا طاقة ولا ضياء فيه, وإنما هو بارد ونوره الذي نراه هو انعكاس أشعة الشمس عليه.
(وتذكر الفقرات14-19 حلق الشمس والقمر في اليوم الرابع, بعد خلق الأرض في اليوم الثالث.ونحن ما نعرفه اليوم عن تكوين النظام الشمسي لا يجيز لنا القول بأن الشمس لم تغد كوكبا منورا إلا بعد أن كانت الأرض قد كونت, كما يدعيه النص التوراتي.إذ أن أصول الكوكبين والأرض غير منفصله عن بعضها.)
اليوم الخامس( الطيور والأسماك):
20وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». 21فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 22وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ». 23وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
لتنفض المياه: انطونيس فكري يقول:( كل سمكه تضع الآف من البيض فيفيض الماء سمك, ..... ,اخذت السمكه رمزا للمسيحية .....),,, لا تعليق.
زحافات:
في الطبعة العربية المشتركه نجد ان النص اوضح واقرب الى المعقول, فالنص يقول :(20.وقال الله : لتفض المياه خلائق حية ولتطر طيور فوق الأرض على وجه السماء.21 فخلق الله الحيتان الضخمه وكل ما دب من أصناف الخلائق الحية التي فاضت بها المياه, وكل طائر مجنح من كل صنف....)
لكن انطونيوس فكري يقول عن الزحافات:( ترجمن في الإنجليزية حيتان ولكن أصل الكلمة العبريه يشير لكل الأسماك الضخمة) طيب لماذا لم تذكروا انها حيتان او حتى اسماك ضخمه , لماذا زحافات التي لا اعلم اصلها وانما توحي الى الجمع الخاطيء لكلمة الزواحف.
طيب يا جماعة , كلمة (التَّنَانِينَ الْعِظَامَ) ما هو تفسيرها؟ العربية المشتركة تقول انها الحيتان الضخمه, وكذلك ذكرت ذلك ترجمة جمعية الكتاب المقدس في لبنان 1978.
لكن و إحقاقا للحق يقول انطونيس فكري:(... ولابرهان على نشوء جنس جديد من يوم خلق الله هذه الأجناس كلها) وذلك في معرض تفسيره للفقره رقم 21 من الأصحاح الأول , اي انه ينفي نظرية النشؤ والارتقاء لداروين .
ولنعود الى موريس بكاي:( إن إعمار البحار والسموات بأولى مخلوقات العالم الحيواني (الفقرات20-23) في اليوم الخامس قد وصف على أنه محقق قبل أن توجد حيوانات البرية.إذ أنها ستخلق في اليوم السادس.كل ذلك يسمح لنا بالطبع الإعتقاد بأن أصل الحياة هو مائي, وكانت الأرض قد استعمرت بعد ذلك. لكن الطيور المشار إليها أنها وجدت قبل الحيوانات البرية , قد خلقت بالواقع بعد فئة معينة من الزواحف: إذ أنهم سيظهرون في آخر المطاف بعد الحيوانات اللبونة.هناك إذن تأكيد بتناقض للمعلومات الثابتة في علم الإحاثة.
-
اليوم السادس( الحيوانات والإنسان):
24وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ( العربية المشتركة تستبدله بلفظ :دواب)، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. 25فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 29وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. 30وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ.
31وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
وفي اليوم السادس خلق الله الحيوانات التى تعيش على الأرض وخلق الإنسان الذى يعيش على الأرض وقد خلقهم الله بعد أن هيأ كل شئ لإمكانية حياتهم (أي انسان , هل خلق ادم هنا؟ ام انسان قبل أدم)
يقول انطزنيوس فكري:
ونحن نشبه الله في الآتى:
1. الإنسان له طبيعة ثالوثية مثل الله فالله كائن عاقل حى( الله كائن وحي كمان , سبحان الله ) وهكذا الإنسان مع الفارق فالله أزلى واجب الوجود هو الخالق،
2. الإنسان يشبه الله في صفاته
وذكر منها (...ز. الخلود: راجع رو 12:5 فالله خلق الإنسان ليحيا للأبد ليس ليموت وأما الموت فدخل كعقوبة مؤقتة.)
ثم يقول ايضا :(. والبركة هنا نوعان:
1. أملأوا الأرض: كثرة عددية وهذه للحيوان( آيه 22 ) وللإنسان( آيه 28).
2. تسلطوا(آية 26، 28 ).
وهذه للإنسان فقط. فالسلطان هو بركة خاصة للإنسان فقط. ولكن لمن؟ لمن هو علي صورة الله.
لذلك نفهم ضمناً أن من يكون علي صورة الله يكون له سلطان علي شهوته، وعلي الخطية عموماً، وكلما إبتعدنا عن صورة الله نفقد هذه البركة... وأنت تسود عليها (تك 7:4.)
يعني يا نصارى الله خلق الإنسان لعمارة الأرض وللتكاثر فخروج ادم من الجنة ليس هو السبب للخطيئة بل هو قدر الله عليه فاين هي الخطيئة الأصليه ؟
ودعوني اتساءل: هل الإنسان انعكاس لصورة الله ؟
ما يقوله كاتبوا الكتاب المقدس في العهد القديم قد أخذوا هذا الكلام من أساطير الأقوام الذين عاشوا معهم في مصر والعراق والشام وفارس واليونان , الذين قدموا خرافات وأساطير كفريه حول الآلهة المتصارعة المتآمرة , ومن تلك الآلهة ذكور وإناث .
ويكفي لنا ان نصف الله بما وصف به نفسه : (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى : 11 )
(اصل الإنسان , موريس بوكاي)
خلق الإنسان حسب سفر التكوين:(اصل الإنسان , موريس بوكاي ص 155:
هناك روايتان:
الأولى: وهي من تأليف رهبان معبد القدس وتعود للقرن السادس قبل الميلاد.وتسمى (( الرواية الكهنوتية)) وهي الأطول وقد وضعت في بداية السفر وأدخلت في الرواية الطويلة العائدة لخلق السموات والأرض والكائنات الحية, وبما أن خلق الإنسان هو تتويج لها , غير أنه لم يذكر إلا ببضع كلمات.
وهي مذكورة في سفر التكوين الإصحاح الأول بكامله والفقرات من واحد الى 4 من الإصحاح الثاني
الثانية:وهي الرواية اليهودية) ويعود تاريخها الى القرن التاسع أو العاشر قبل الميلاد , قصيرة جدا ومذكورة بعد (( الرواية الكهنوتية)) ويحتل خلق الإنسان المكان الأكبر فيها.
وهي تبدأ من الإصحاح الثاني الفقرات :4 الى 25
إن الروايتان تختلف في أكثر من موضع: وبصورة خاصة أصل الرجل والمرأة وترتيب ظهور الرجل بالنسبة إلى سائر الأنواع الحيوانية, بالأضافة إلى أن المعنى المعطى بالكتاب المقدس لخلق الرجل لا يمكن فهمه دون فوارق دقيقة حتى في صلب كل رواية , غير كونه قد اعيد وضعه في المضمون العام الكامل , ولابد من اختبار منفصل لمواجهة كل ما نعرف أو نقرر انه معقول.
وتذكر الرواية أنه في اليوم السادس( الفقرات 24-31) ستخرج الأرض كائنات برية’بينما أن الله سيخلق الأنسان على صورته, من مصدر غير محدد. وستخلق المرأة كذلك دون تفصيل لموضوع منشأةا, في حين أن الرواية اليهودية الاقدم في التاريخ’ كانت قد ذكرت منشأ الرجل-بدءا بتراب الأرض-و ولادة المرأة من ادم. وقد اعتبر الإنسان في قمة الخلق مهيمنا على سائر العالم الحيواني.وثبات الانسان في قمة الخلق مهيمنا على سائر العالم الحيواني.زثبات الأنواع مؤكد بالنسبة للحيوانات البرية كما أنها كانت مؤكده بالنسبة للحيوانات البحرية في رواية اليوم الخامس.
وتحدد الرواية الكهنوتية ببراعة ولادة الرجل على الأرض بعد خلق سائر الكائنات الحية’ غير أننا تحققنا بالنسبة لسائر العالم الحيواني’ أن تسلسل ظهوره المذكور في الرواية غير مطابق مع ما أثبته تماما علم الإحاثة.
وقصة اليوم السابع هي العائدة لاستراحة الله لأن هذا هو معنى الكلمة اليهودية( سبات) ومنه تشتق كلمة ( السبت) يوم الراحة عند اليهود.
ثمة تفسير لهذا التقسيم ولما خلقه الله في ستة أيام ثم كان السابع يوم الاستراحة.ويجب أن لا يغيب عن ذهننا بأن هذه الرواية سميت ( كهنوتية) لأنها كانت قد كتبت من قبل رهبان أو كتاب’وهم الورثة الروحيون لحزقيال النبي في زمن النفي إلى بابل في القرن الخامس قبل الميلاد, وهؤلاء الرهبان قد أخذوا مجددا الترجمة اليهودية للخلق ( والترجمتين اليهوية والإيلوهية لباقي سفر التكوين) وأعادوا صياغةتها وفقا لأفكارهم الدينية الثابتة والطقسية .
إن التقويم اليهودي هو المصدر المأذون له بتحديد تاريخ وجود الإنسان, والذي يتحدد في العام 1981م يوافق السنة العبرية 5742, وعليه تكون أقدمية الإنسان حاليا وفقا لهذا التقويم الدارج 5742 سنه,وهذا مغاير للحقيقة بشكل ظاهر.
يقول مريس بكاي في كتابه أصل الإنسان, تحت عنوان"ماهية التراب الذي أسهم في تكوين الإنسان":(إن المعنى الروحاني الأولى لأصل الإنسان هذا بدءاً بالتراب, لا ينفي المبدأ المذكور في القران الكريم, لما نسميه نحن اليوم العناصر المكونة لجسم الإنسان ومن وجهة النظر الكيميائية, هذه العناصر الموجودة على الأرض ومن أجل إدراك هذا المبدأ المعترف به علميا في أيامنا هذه على أنه صحيح – من قبل الناس في العصور الغابرة , كان القرآن الكريم استخدام هذه التعابير التي تناسب و درجة المعرفة.إذ الإنسان قد كوٍن من المواد الموجودة في الأرض.وينبثق هذا المبدأ بجلاء تام من عدة آيات حيث أن المواد المكونة قد جرى التعبير عنها بأسماء مختلفة :
قال تعالى:( هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) (هود : 61 )
وقال تعالى:( فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ) ( الحج:5)
-
يقول انطونيوس فكري في تفسير الفقرة 27 من الإصحاح الأول:{{"فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم "
ذكراً وأنثي خلقهم:
حواء لم تكن قد خلقت حتي الأن. ولاحظ أنه لم يقل خلقهما. وهذا بإعتبار ما سيكون فحواء كانت في آدم والأولاد كانوا في آدم. .... فكلمة خلقهم هنا تشير للجنس البشري كله. وتشير لبركة سر الزواج وللوحدة التي خلق الله العالم بها فالكل من واحد (آدم) ( هذا الكلام متناقض مرة يقول انه اللفظ يدل على ادم ومرة يدل على ان اللفظ يرجع الى الجنس البشري , النص يقول خلقهم اي عموم الإنسان وحتى في الترجمة الإنجليزية نجد انها لا تميز بين الجمع المثنى ولا الجمع لأكثر من اثنين فنجد ان النص هو 27And God prepareth the man in His image; in the image of God He prepared him, a male and a female He prepared them((Young's Literal Translation))
فقره 28: "وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض "
باركهم:
هنا هي بركة روحية وبركة جسدية للزواج ليزيد عددهم ويملأوا الأرض .
هذا النص ينفي ان ادم خلق للجنة بل هو خلق للتكاثر في الأرض
31وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
استغرب ان يكون التعبير يرجع الى ان الله تفاجأ ( تعالى عما يقولون) بخلقه
تعليق مفصل :
ودعوني اتساءل: هل الإنسان انعكاس لصورة الله ؟
ما يقوله كاتبوا الكتاب المقدس في العهد القديم قد أخذوا هذا الكلام من أساطير الأقوام الذين عاشوا معهم في مصر والعراق والشام وفارس واليونان , الذين قدموا خرافات وأساطير كفريه حول الآلهة المتصارعة المتآمرة , ومن تلك الآلهة ذكور وإناث .
ويكفي لنا ان نصف الله بما وصف به نفسه : (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى : 11 )
لكن قد يأتي من يقول لنا انه يوجد نفس معنى ان الله خلق ادم على صورته في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. فالجواب :
صورته أو هيئته، وكيف نفسر هذا ؟.
الحمد لله
روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".
وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" . قال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله : ( هذا حديث صحيح صححه الأئمة ، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة ، وقد خالفه من هو أجل منه ).
وروى ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه" وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح .
وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى .
وروى الترمذي (3234) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى..." الحديث ، صححه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي حديث الشفاعة الطويل : " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة" رواه البخاري (7440) ومسلم (182).
ومن هذه الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى ، على ما يليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396
والصورة في اللغة : الشكل والهيئة والحقيقة والصفة. فكل موجود لابد أن يكون له صورة .
قال شيخ الإسلام : ( وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به ، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها ، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها ).
وقال : ( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة ) نقض التأسيس 3/202
قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
فأجاب رحمه الله :
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : " على صورة الرحمن " وهذا لا يستلزم التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا ذا وجه وذا يد وذا قدم ، لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 ، وقال سبحانه : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الإخلاص / 4 ، فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه ) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ 4/ 226
ومما يبين معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) رواه البخاري ( 3245 ) ومسلم ( 2834 ) ، فمراده صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة هم على صورة البشر ، ولكنهم في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه ، وما أشبه ذلك على صورة القمر ، فصورتهم فيها شبه بالقمر ، لكن بدون ممائلة ... فتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه .
فقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق آدم على صورته ) أي أن الله عز وجل خلق آدم على صورته سبحانه ، فهو سبحانه له وجه وعين وله يد ورجل سبحانه وتعالى ، وآدم له وجه وله عين وله يد وله رجل ... ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر ، لكن بدون مماثلة ، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أنّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليس مماثلة لصفات المخلوقين ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( 1 / 107 ، 293 )
والله أعلم .( http://islamqa.com/ar/ref/20652)
في حديث ابي هريرة عدد من الحقائق العلمية منها:
1- إن أدم عليه السلام خلق خلقا خاصا لا علاقة له بالمخلوقات من قبله, مما يدحض دعاوى التطوريين ودعاوى أشباههم ممن حاولوا نسبة الأم والأب لآدم .
2- إن آدم كان طوله ستون ذراعا وان اطوال الخلق لم تزل تنقص بعده حتى يرث الله الارض ومن عليها . وهناك اشارات علمية على ذلك. , حيث يشهد على ذلك السجل الإحفوري ان الكائنات تضائلت احجامها مع الزمن و بإستمرار الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
3- الحديث يدل على ان اصل الإنسان واحد لأن الحمض النووي الي تكتب به حروف الشفره الوراثية يتطابق تركيبه الكيميائي بين اي فردين بنسبة 99.9% مهما تباعدت أصولهما(زغلول النجار , الإعجاز العلمي في السنة النبوية الجزء الثاني, الطبعة الخامسة ,2005. نهضة مصر للطباعة)
وليعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل , بل يؤمنون بأن الله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )( الشورى 11 ) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه , ولا يحرفون الكلم عن مواضعه , متبعين في ذلك كتاب الله والسنة وما ورد عن سلف الأمة , ثم هم ينكرون على من حرَّف صفات الله أو مثَّل الله بخلقه , لأن ذلك تعدٍّ على النصوص وقول على الله بلا علم , إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فكما أنه عز وجل لم يخبرنا عن كيفية ذاته , فكذلك لا نعلم كيفية صفاته , لكننا نثبتها كما يليق بجلاله وعظمته .
قال نعيم بم حماد الخزاعي ( من شبه الله بخلقه فقد كفر , ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر , وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه ) .
وقال الإمام مالك - لما سئل عن الاستواء كيف هو – ( الاستواء معلوم , والكيف غير معقول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة ) ثم قال للسائل ( ما أراك إلا مبتدعا ) فأمر به فأُخرج .
فقوله رحمه الله ( والسؤال عنه بدعة ) أي السؤال عن الكيفية بدعة , لأن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين ما سألوا عنها , وهم أتقى لله وأحرص منَّا على العلم .
ولكن لا شك أنهم – أعني السلف – كانوا يفهمون معاني ما أنزل الله على رسوله من الصفات , وإلا لم يكن للأمر بتدبر القرآن فائدة , وقد نقلت عنهم عبارات تدل على ذلك . فقد أخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم ( 875 ) عن الوليد بن مسلم أنه قال ( سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية , فقالوا : أمرَّوها بلا كيف ) .
يتبــــــــــــــــــــــــــــع
-
تعقيب اضافي على الإصحاح الأول من سفر التكوين (1)
يتعارض تك(1: 11-13, 27-31)مع تك(2: 4-9)
إذ يقول النص الأول أن الشجر أنبت قبل خلق الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الشجر أنبت بعد خلق الإنسان. فأيهما كان قبل الآخر؟؟!
(2) يتعارض النص تك(11:1) مع العلم الحديث إذ أنه فى النص أن النباتات خلقت قبل الشمس وهذا لايمكن إذ أن النباتات لا تعيش بدون شمس لإجراء عملية التمثيل الضوئى حتى تتغذى وتنمو. فهل يعقل هذا؟؟ّّ!
(3) يتعارض النص تك(1: 16-19) مع أيوب(38: 4-7) إذ فى النص الأول أن النجوم خلقت بعد الأرض أما فى النص الثانى فالنجوم خلقت قبل الأرض. فأيهما أولا؟؟!
(4) يتعارض النص تك(1: 17-18) مع العقل إذ يقول على النجوم أن الله جعلها فى السماء لتنير على الأرض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة (وهذه الأوصاف تنطبق على الشمس وليس النجوم). فلم أنقلبت الآيه؟؟!
(5) يتعارض تك(1: 25-27) مع تك(2: 18-19)
إذ يقول النص الأول أن الله خلق الحيوان ثم الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الله خلق الإنسان ثم الحيوان. فأيهما خلق أولا؟؟!
(6) نقرأ فى تك1 : 16-17 (فعمل الله النورين العظيمين:النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم , وجعلها الله فى جلد السماء لتنير على الأرض) .
وهنا نرى أن القمر يضىء فهو الذى يحكم الليل
و ذلك يـــــــــعــــــــــــارض
أيوب 25: 5 (هو ذا نفس القمر لا يضىء).
(7) نقرأ فى تك1: 18 (ورأى الله ذلك أنه حسن.)
وهنا رأى الله السموات حسنة
و هذا يــــــــعــــــــــارض
أيوب 15:15 (والسموات غير طاهرة بعينيه.)
أيوب 25: 5 (والكواكب غير نقية فى عينيه)
الأيام الستة في القرآن الكريم:
عندما تحدثت ايات القران الكريم عن نشأة الكون ذكرت ان الله خلق السموات والأرض في ستة أيام, وكان حديثها مجملا بدون تفصيل , قال تعالى:((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف : 54 )
ولايراد بالأيام الستة المذكورة في القرآن أيام الإسبوع الستة, كما زعم مؤلفوا سفر التكوين,
ف(يوم) في اللغة العربية هو المدة الزمنية المحددة ويختلف تقدير مدته , فمثلا قال تعالى:((سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) (الحاقة : 7 )
واطلق على اليوم المعروف لنا الذي هو ليل ونهار ((وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة : 203 )
واطلق على يوم من أيام الله :((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) (الحج : 47 )
فإذا اختلف تحديد مدة اليوم حسب السياق الوارد فيه , فليس معنى خلق السموات والأرض في ستة ايام خلقها في الأيام الستة المعروفه, بل الراجح والله اعلم انها ست مراحل محددة خلق الله بها السموات والأرض.
أشار الله سبحانه و تعالى في مواضع سبعة من القرآن الكريم إلى أنه خلق الأرضَ و السماوات في ستة أيام، و هذه المواضع هي :
1 ـ ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [1]
2 ـ ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ [2]
3 ـ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ [3]
4 ـ ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [4]
5 ـ ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [5]
6 ـ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾ [6]
7 ـ ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [7]
كما ذكر الله عزَّ و جل أنه خلق الأرض في يومين حيث قال : ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [8]
إذا المقصود من هذه الأيام الستة حسب بعض الروايات و حسب ما قاله المُفسرون هو أنه عزَّ و جل خلق الأرض و السماوات و ما بينهما في ستة مراحل و أوقات ، و هذه المراحل و الأوقات ( اليوم أو الأيام ) قد تكون طويلة جداً ، كما في قول الله عزَّ ذكره : ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [9] و ليس المقصود منها اليوم الذي هو 24 ساعة.
إستعمال مفردة اليوم بمعنى المرحلة و الوقت:
و هنا ينبغي الإشارة إلى أن إستعمال مفردة اليوم أو الأيام في القرآن الكريم بمعنى المرحلة و الوقت ليس محصوراً بآيات خلق الأرض و السماوات، فقول الله تعالى : ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ﴾ [10] المقصود منه أنه جل جلاله قدر أقواتها في أربعة مراحل.
ثم أن هذا النوع من الإستعمال كثير أيضاً في الأحاديث و الروايات، منها ما رُوِي عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : " اعْلَمْ بِأَنَّ الدَّهْرَ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ " [11] .-------------------------------------------------------------------
[1] القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 54 ، .
[2] القران الكريم : سورة يونس ( 10 ) ، الآية : 3 ، .
[3] القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 7 ، .
[4] القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 59 ، .
[5] القران الكريم : سورة السجدة ( 32 ) ، الآية : 4 ، .
[6] القران الكريم : سورة ق ( 50 ) ، الآية : 38 ،
[7] القران الكريم : سورة الحديد ( 57 ) ، الآية : 4 ، .
[8] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 9 ، .
[9] القران الكريم : سورة المعارج ( 70 ) ، الآية : 4 ، .
[10] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 10 ، .
[11] نهج البلاغة : 462 ، طبعة صبحي الصالح.
وايضا يرجع الى الرابط التالي للفائدة:http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
-
جزاك الله خير اخى الفاضل
متابعة بأذن الله
-
الإصحاح الثاني من سفر الخروج
الإصحاح الثاني:
1فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.
يقول انطونيوس فكري في تفسيره :{. ومعني أن الله يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان }ثم يقول:{فإستراح:
في العبرية لا تعني الكف عن العمل بل الراحة والإستقرار والرضي لأن الله لا يكل ولا يعيا}
في ميزان القران:
• أن صفة الراحة المذكورة منطبقة حرفياً على السياق، و هى كلمة لا تستعمل فى لغة العرب بمعنى التوقف فقط ، بل بمعنى (التوقف نتيجة التعب)
فهل عجزت كلمات اللغة العربية عن مساعدة النصارى على اختيار اللفظ الصحيح للترجمة رغم توافره؟ لماذا لم يترجموا اللفظ لكلمة (توقف) بدلاً من هذا التعدى؟؟و ماذا عن كلمة rest بالانجليزية هل تعنى التوقف أيضاً؟! و كذا الحال فى سائر الترجمات!
• و دعونا نعود للخلف قليلاً 1400 عاماً ماضية - حين كان القرأن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلمر فى المدينة- فذلك القرأن الذى ذكر بعز صفة استواء الرحمن على عرشه هو نفسه القرأن الذى هب للرد على اليهود حين رددوا أن الله جعل يوم السبت يوم الراحة لأنه استراح فيه ، فقال تعالى مكذباً إياهم:
•(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) (قـ : 38 )
• فانظر إلى الارتباط اللغوى بين الراحة و اللغوب أى التعب
و لم يجرؤ يهودى يحترم نفسه أن يزعم أن المقصود بالراحة التوقف ، لأنهم كانوا يتعاملون مع أهل اللغة و أصحاب فنها أعلم الناس بدلالتها
• و نزيد فى جواب القس ههنا من وجهين :
(1) أن لفظ ( וַיִּשְׁבֹּת ) يعني الإستراحة بالفعل من العمل مع وجود شواهد من الكتاب المقدس على هذا .
(2) أنه في موضع آخر في العهد القديم تم ذكر الراحة مع الخلق على دلالة الإستراحة بالفعل مع خلوها من الفعل ( וַיִּשְׁבֹּת ) ليدل على أن المقصود بالفعل كما قال اليهود للرسول أنها راحة فعلية - تعال الله عما يقولون علوا كبيرا ً -
الوجه الأول :-
•
• الشاهد على أن (וַיִּשְׁבֹּת يشبوت ) تعني إستراحة فعلية من الكتاب المقدس :
سفر الخروج الإصحاح السادس عشر من العدد 27 حتى العدد 30 :
((وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا. فقال الرب لموسى الى متى تأبون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب في اليوم السابع)).
والنص العبراني :
כז וַיְהִי בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, יָצְאוּ מִן-הָעָם לִלְקֹט; וְלֹא, מָצָאוּ. {ס}
כח וַיֹּאמֶר יְהוָה, אֶל-מֹשֶׁה: עַד-אָנָה, מֵאַנְתֶּם, לִשְׁמֹר מִצְוֹתַי, וְתוֹרֹתָי.
כט רְאוּ, כִּי-יְהוָה נָתַן לָכֶם הַשַּׁבָּת--עַל-כֵּן הוּא נֹתֵן לָכֶם בַּיּוֹם הַשִּׁשִּׁי, לֶחֶם יוֹמָיִם; שְׁבוּ אִישׁ תַּחְתָּיו, אַל-יֵצֵא אִישׁ מִמְּקֹמוֹ--בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי
ל וַיִּשְׁבְּתוּ הָעָם, בַּיּוֹם הַשְּׁבִעִי
•
•
• وإذا رجعنا إلى أول النص نجد( وحدث في اليوم السابع ..) مما يدل على حالة الكد والتعب التي حصلت لهم في اليوم السابع فأذن الله لهم بالإستراحة في العدد 30 :
ל וַיִּשְׁבְּתוּ הָעָם, בַּיּוֹם הַשְּׁבִעִי
فاستراح الشعب في اليوم السابع
وأيضا ً , في سفر نحميا الإصحاح التاسع العدد26- 28 :
(( وعصوا وتمردوا عليك وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم اليك وعملوا اهانة عظيمة. فدفعتهم ليد مضايقيهم فضايقوهم وفي وقت ضيقهم صرخوا اليك وانت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلصين خلّصوهم من يد مضايقيهم. ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وانت من السماء سمعت وانقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة)).
والشاهد كلمة " إستراحوا " وتصريف إستراحوا بالعبري هو " يشوبو יָשׁוּבוּ "
النص العبري :
וּכְנוֹחַ לָהֶם--יָשׁוּבוּ, לַעֲשׂוֹת רַע לְפָנֶיךָ; וַתַּעַזְבֵם בְּיַד אֹיְבֵיהֶם, וַיִּרְדּוּ בָהֶם, וַיָּשׁוּבוּ וַיִּזְעָקוּךָ, וְאַתָּה מִשָּׁמַיִם תִּשְׁמַע וְתַצִּילֵם כְּרַחֲמֶיךָ רַבּוֹת עִתִּי
الوجه الثاني:-
•
• تأكيد على الإستراحة في ذلك النص من التعب بدون فعل (וַיִּשְׁבֹּת) دلالة على أن كاتب النص يقصد إستراحة فعلية من الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ً -
الشاهد من سفر الخروج الإصحاح 31 العدد 17 :
בֵּינִי, וּבֵין בְּנֵי יִשְׂרָאֵל--אוֹת הִוא, לְעֹלָם: כִּי-שֵׁשֶׁת יָמִים, עָשָׂה יְהוָה אֶת-הַשָּׁמַיִם וְאֶת-הָאָרֶץ, וּבַיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, שָׁבַת וַיִּנָּפַשׁ
((هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد.لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض وفي اليوم السابع استراح وتنفّس))
•
• فترى كيف نقول فى الوصف التفصيلى لصفة راحة الرب فى سفر الخروج حين بصف الله أنه استراح و تـنـفــــــــــــس كما يستريح الإنسان بعد العمل الشاق ( و ياخد نفسه)
ولا ننسى أيضا ً ماهو مكتوب في العهد الجديد :
(لان الذي دخل راحته استراح هو ايضا من اعماله كما الله من اعماله) عبرانيين 10:4
• و أخيراً نذكر ما قاله علماء النصارى انفسهم نقلاً عن التفسير التطبيقى 1/9
• [نحن نعيش فى عالم مشحون بالحركة ومع ذلك فقد بين الله لنا أن الراحة مفيدة وليست خطأ. إن كان الله نفسه قد أستراح من عمله فلا عجب أن نكون نحن أيضا فى حاجة إلى الراحة]
-
4هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. 5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. 6ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ.
ذكر الأحبار رواية ثانية لخلق الإنسان وهي رواية مجملة مختصرة مكونة من جمل قصيرة بينما كانت الرواية الأولى لخلق الكون في الإصحاح الأول مفصله طويله ,وهذا كلام مختصر صحيح, فالله خلق الأرض أولا , ولم يكن فيها عشب ولا شجر , ثم أجرى على وجهها الماء ثم انبت فيها نباتها وعشبها وشجرها بعد ذلك ثم جهزها وهيأها لنكون صالحة للحياة لاستقبال الخليفه الذي سيعمرها.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة shrek في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 60
آخر مشاركة: 05-05-2013, 01:19 AM
-
بواسطة شِبل الإسلام في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-01-2013, 01:23 AM
-
بواسطة عاطف أبو بيان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 03-03-2011, 08:15 PM
-
بواسطة وليد المسلم في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-06-2010, 01:45 AM
-
بواسطة ياسر سواس في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-02-2010, 02:11 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات