ماذا تعرف عن ملكة اليمين في الإسلام ؟؟؟..
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لا شك أن كتب اليهود والنصارى ( العهدين القديم والجديد وأعمال الرسل ) قد
تعرضت لكثير من التحريف والتزييف والزيادة والنقصان ..
ومن أبرز ما يتم به ( فضح ) هذا التحريف هو ( امتلاء ) العهد القديم مثلا
بعشرات القصص ( الماجنة ) .. ومئات الألفاظ والتعابير ( الخادشة للحياء ) !!!..
والتي لا يجد لها الباحث أبدا أي ( مدلول ) تشريعي أو ( ضرورة ) دينية تفسر
لنا ذكرها في كتاب إلهي يفترض فيه معتنقيه :: ( القداسة ) !!!...
والغريب أن تلك ( الحوادث الماجنة ) لم يسلم حتى ( الأنبياء والرسل ) في العهد
القديم منها !!!!... بل نسبوا لأنبياء الله تعالى ورسله فيها :
ما لا يتجرأوا على التفكير في نسبته لرجال دينهم الأكابر !!!!!...
من شرب خمر حتى الإغماء . وزنا .. وزنا محارم .. واغتصاب ........ إلخ ..
والشاهد من هذه المقدمة إخواني هو أنه :
عندما يقوم أحد الإخوة المسلمين بمواجهة النصارى بهذه الحقائق من كتبهم .
فما يملكون إلا البحث عن كل ما يستطيعون به طعن الإسلام في نفس المطعن !!!..
فيجدون بالفعل ( الكثير من المتشابهات ) التي يمكنهم الطعن فيها .
وخاصة إذا لم يجدوا ( من يتصدى لهم ) بالبيان الشرعي لهذه المتشابهات .
وكم ( يحز في نفسي ) أن تجد مسلما ( غيورا ) على دينه ومتحمسا ( للدفاع عنه ) .
ثم تجده لا يعلم الكثير أصلا من أمور دينه !!.. وبخاصة ما يتعلق ببعض الأمور الشائكة !!!..
فمثله مثل الذي يتحمس جدا للقتال في المعركة : ثم تجده داخلا فيها من غير سلاح !!..
ولهذا .. فقد قررت أن أذكر لكم ( توضيحا ) بشأن نقطة هامة من النقاط التي يطعن فيها
النصارى دوما .. بل وكل من تابعهم وخضع لثقافتهم .. فيثيرون حولها الشكوك والأكاذيب ..
ألا وهي مسألة :
ملكة اليمين في الإسلام ...
هل كان اتخاذ ملكات اليمين فعلا في الإسلام : عملا بعيدا عن الإنسانية ؟؟؟..
أم كان عملا : مُقيدا بضوابط وشروط تحفظ الكرامة الإنسانية ؟؟؟..
وسوف أتناول المسألة في عدة نقاط متلاحقة .. وذلك مما أعانني الله تعالى على تجميعه :
# 1 #
الجهاد في الإسلام والقتال في سبيل الله كان دوما بمحاربة :
المُقاتلين الذين يُقاتِلون .. وليس بمحاربة المُسالمين أو العُزل عن السلاح .
# 2 #
كان المنتصر دوما قبل الإسلام وبعده : عادة ما يقتل الباقين من العدو بعد هزيمتهم :
لا فرق في ذلك بين من قاتل أو من لم يُقاتل .. ولا فرق بين الرجل والمرأة والشيخ والطفل !!..
وأما في القليل من الحالات والأمم :
فكانوا يقومون بسبي النساء والأطفال ( وكانوا أحيانا يقتلون الأطفال ويسبون النساء فقط ) ..
وكانت المرأة في هذه الحالة أسوأ حالا مما يمكن أن تتخيله أي امرأة .
حيث كانت تعاني أولا ً:من الظلم الواقع عليها لكونها من : العبيد . وفي تلك الحالة لم يكن هذا
الظلم يُفرق بين رجل وامرأة .
وثانيا ً: كانت تعاني من ( استباحة ) عرضها لكل من هب ودب !!!.. سواء من سيدها أو من
أبنائه وأصدقائه .... إلخ .. ( حتى أنها لو أنجبت : ما كانت تعرف إلى من تنسب وليدها !! ) .
بل كان بعض الأسياد يجبرونها على الدعارة ( قسرا وقهرا ) ليتكسب من وراءها !!!!..
فهل علمتم مهانة أكثر ولا أحقر من هذا الوضع ؟؟؟؟..
# 3 #
أما حالات ( الاغتصاب الجماعي ) : فلم تكن معروفة ولا منتشرة من قبل ذلك بكثرة .. ولم تكن
تحدث إلا في حالات الحرب التي تكون فقط للـ ( ثأر والاستشفاء والإذلال والانتقام ) ..
حيث كان المنتصر يقوم فيها بأحط فعل يمكن أن ينتج عن إنسان ..
ألا وهو :
اغتصاب الزوجات والبنات أمام أهليهم من الرجال !!!!..
والحمد لله أن ذلك الفعل كما قلت لكم لم يكن منتشرا من قبل .. بل كان الفتك والذبح والإبادة هو
مصير المنهزمين في العادة .. أو ( استعبادهم ) رجالا ونساءا كما ذكرنا في النقطة السابقة .
( والغريب أن مثل هذه الجرائم من الاغتصاب أمام الأهل تجد بعضا منها في كتب اليهود
والنصارى أنفسهم في العهد القديم !!!!.. ثم يصفون كتابهم بالقداسة !!!.. وسبحان الله ) ..
# 4 #
عندما جاء الإسلام .. كان من أهم ما يحمله للبشرية هو : الرحمــــــــــــــــــــــــة..
الرحمة في كل شيء من تشريعاته .
حتى في التعامل مع الجماد والحيوان !!!!..
وكتب السنة والفقه والتاريخ ( ملآنة ) بمثل هذه المواقف
فنرى أنه في الوقت الذي كانت تستبيح فيه الأمم ما تحت أيديهم من ( عبيد ) .. فيُحملونهم
من الأعمال ما هو فوق طاقاتهم أضعافا مضاعفة . ويستبيحون أعراض النساء بلا أي نظام
ولا أي إنسانية .. ولربما كانوا أيضا يُـلقون الرجال في الحلبات والساحات أمام بعضهم البعض في قتال دموي بينهم
على الحياة والبقاء !!!.. أو يلقونهم أمام الوحوش الكواسر من النمور والأسود ليتمتعوا
بتقطيعهم إربا إربا أمام أعينهم !!!...... إلخ .
نرى أنه في ذلك الوقت : ظهر الدين الإسلامي الرباني الخاتم بتشريعات جديدة !!!..
وهي بالفعل جديدة على البشر آنذاك لأنها :
ليست من تشريع البشر .. بل هي من تشريع رب البشر الحكيم الخبير !!!..
# 5 #
فما هي أبرز التشريعات الإسلامية الخاصة بالمملوكين ( ولا يجب تسميتهم بالعبيد )
بوجه عام ؟؟؟..
## جعل الله تعالى تحرير الرقبة ( أي تحرير مملوك أو أمة – والأمة هي المملوكة ) : هو من
أجلّ الأعمال في الدين !!!!.. يقول الله تعالى :
" فلا اقتحم العقبة (وهي عقبة الشح والبخل المسيطرة على كثير من الناس ) .. وما أدراك
ما العقبة . فك رقبة .. أو إطعام في يوم ذي مسغبة (أي فقر وحاجة ) .. يتيما ذا مقربة ..
أو مسكينا ذا متربة (أي صاحب فقر شديد واضح ) " . البلد – 11 : 16 .. فقدّم
الله تعالى ( عتق الرقبة ) على الأعمال الصالحة مثل العطف والإنفاق على اليتيم والمسكين !!..
## وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعظم هذه الرقاب أجرا عند الله هو عتق :
-الرقبة المسلمة .. وذلك كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم :
" أيما امريء مسلم أعتق امرءا مسلما : استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار " .
-والرقبة الأكثر ثمنا أو منزلة عند أصحابها .. وذلك كما جاء أيضا في الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري ومسلم عندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الرقاب أفضل ؟؟.. فقال : " أغلاها ثمنا .. وأنفسها عند أهلها " .
## بل وجعل الله تعالى ( عتق رقبة ) : هو الكفارة الأولى لأكثر من ذنب !!!..
-جعله كفارة ثابتة لمن قتل مؤمنا خطأ .. أو قتل مُعاهدا خطأ .
-جعله الاختيار الأول في كفارة الظهار ( أي قول الزوج لزوجته : أنت عليّ كظهر أمي ) .
-جعله خيارا في كفارة الحنث في اليمين أو القسَم .
-وجعله النبي الاختيار الأول في كفارة الجماع المتعمد في نهار رمضان .
## وجعل الشرع مَن مَلك ( قريبا له ) : فيتم عتقه بسبب ذلك مُباشرة !!!..
## وأيضا أوجب الشرع : عتق رقبة المملوك الذي آذاه سيده بقطع عضو من أعضائه أو
تحريقه أو تعذيبه.. بل وحتى ورد في آحاديث كثيرة أن العتق كان لمجرد : ( الضرب ) !!!..
واقرأوا معي هذا الحديث الصحيح :
عن أبي مسعود الأنصاري قال : " كنت أضرب غلاما لي ( أي مملوكا ) فسمعت من خلفي
صوتا يقول : اعلم أبا مسعود ( مرتين) : لله أقدر عليك منك عليه !!.. فالتفت .
فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يارسول الله . هو حرٌ لوجه الله تعالى .
قال : أما إنك لو لم تفعل : للفعتك النار" .. وفي رواية : " لمستك النار " ..
حديث صحيح رواه مسلم وغيره ..
## وأيضا إذا اشترك أكثر من سيد في ( مملوك ) واحد .. فإذا قرر أحدهم عتق نصيبه
من هذا العبد .. فهو بهذا قد أصاب ثوابا كبيرا عند الله .. بل وله أن يُلزم الآخرين على أن
يدفع لهم قيمة الباقي من هذا العبد ليدفعه لهم ويعتقه ..
## وأيضا شرع الله تعالى نظام ( المُكاتبة ) .. وهي أن يشتري المملوك أو الأمة نفسه
من سيده لقاء مبلغ معين من المال يؤده إليه .
بل وجعل الله تعالى ( إعانة ) مثل هذا المملوك أو الأمة على قضاء ( مكاتبته ) : أمرا
عظيم الأجر في الدين . سواءً ساعده سيده نفسه في ذلك .. بأن أعانه على العمل
لبعض الوقت لكسب هذا المال .. أو بتنازله عن بعض هذا المال .. وأيضا يمكن أن تكون
المساعدة خارجية من أحد المسلمين لهذا العبد .
بل وجعلها الله تعالى ( قسما ) من أقسام ( الزكاة ) الثمانية !!!.. يقول الله تعالى :
" إنما الصدقات للفقراء .. والمساكين .. والعاملين عليها .. والمؤلفة قلوبهم .. وفي
الرقاب ( أي مساعدة المكاتب أو القضاء عنه) .. والغارمين ( أي سداد ديون المُعسر)
.. وفي سبيل الله .. وابن السبيل ( أي الغريب الذي انقطع عن ماله وأهله) .. فريضة
من الله والله عليم حكيم " .. التوبة – 60 ..
وليس هناك شرط في ( المكاتبة ) إلا شرطا واحدا فقط . ألا وهو أن يعلم السيد :
صلاح العبد المكاتب . وذلك لقول الله تعالى :
" فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ".. النور – 33.. وذلك لتلافي إيذاء المجتمع المسلم .
## أيضا نجد الشرع الحكيم أباح للسيد أن يشترط ( عتق ) مملوكه بعد أن يموت .
ويجب تنفيذ هذه الوصية بشرط ألا يكون على السيد دين أكثر مما تركه من المال ..
وإلا لكان الأولى هو بيع هذا المملوك ودفع دين صاحبه بعد موته .. وذلك كما جاء عن
النبي في الحديث الصحيح المتفق عليه .. ويُسمى العبد في هذه الحالة : ( المُدبّر ) .
## بل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من لديه مملوكا أو أمة أن :
-يُطعمه مما يَطعم ( فهل قرأتم تشريعا كهذا في أي أمة من الأمم فضلا عن تطبيقه ) !!..
-وأن يكسوه مما يكسو به نفسه .!!!.
-وألا يُكلفه من العمل ما لا يطيق !!!!..
واقرأوا الحديثين التاليين لتعلموا عظمة ديننا الإسلامي وعدم انفصال التشريع عن التطبيق :
" للمملوك طعامه وكسوته .. ولا يُكلف من العمل ما لا يطيق " .. رواه مسلم .. وفي زيادة
حسنة في السنن : " ولا تعذبوا عباد الله خلقا أمثالكم " ..
وأما عن ( التطبيق العملي ) لهذا الهدي النبوي .. فعن المعرور بن سويد قال :
دخلنا على ( أبي ذر ) بالربذة ( وهو المكان الذي لازمه أبو ذر باقي حياته ) ..
فإذا عليه بُرد ( اسم رداء ) وعلى غلامه مثله . فقلنا : يا أبا ذر .. لو أخذت بُرد غلامك إلى
بُردك فكانت حُلة .. وكسوته ثوبا غيره !!.. قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم .. فمن كان أخوه تحت يديه : فليطعمه مما يأكل ..
وليكسه مما يلبس .. ولا يكلفه ما يغلبه ( أيما لا يستطيعه) .. فإن كلفه ما يغلبه : فليعينه " ..
صححه الألباني في سنن أبي داود .. وله شاهد في البخاري ومسلم .
## وما لا يعلمه الكثير أيضا : أن على السيد أن يُوافق على زواج مملوكه ( وجوبا ) !!!!..
## وأما بالنسبة للأحكام والحدود : فللملوك النصف . أي أنه لا يستطيع الزواج إلا باثنتين
وليس بأربع مثل الحُر ( وفي ذلك مراعاة لحاله وليس تضييقا عليه ) .. وأيضا في الحدود
عليه النصف .. أي أنه إذا زنا أو إذا زنت المملوكة أو الأمة :
فعليهم نصف الحد .. أي ( 50 ) جلدة بدلا من ( 100 ) !!!!!..
ولا شك أن في ذلك أيضا رأفة ومراعاة لحال ( المملوك أو الأمة ) من الضعف والانقطاع .
# 6 #
أبرز الحِكم والتشريعات في ملكة اليمين .
ونأتي الآن إلى أبرز الحكم والتشريعات المتعلقة بمسألة ملكة اليمين في الإسلام .. لنوضح لنا
وللنصارى والمنافقين والمرجفين ( الفرق الشاسع ) بينها وبين ( الاغتصاب الهمجي الجماعي )
الذي ( احترفته ) جيوش النصارى والكفار مؤخرا منذ عشرين عاما تقريبا !!!..
## إن عدم تعرض الإسلام بالحرب للأطفال والنساء والشيوخ : يُعد منقبة عظيمة .. لم يسبقه
لها أمة من الأمم : لا من قبل .. ولا من بعد .
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( إذا بعث بعثا للغزو أو القتال ) :
" اغزوا باسم الله .. وفي سبيل الله .. وقاتلوا من كفر بالله .. اغزوا ولا تغدروا ..
ولا تغلوا ( أي تسرقوا من الغنيمة ) .. ولا تمثلوا ( والمثلة هي تشويه المقتول أثناء قتله
أو بعد القتل) .. ولاتقتلوا وليدا " .. رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه الألباني ..
وفي رواية أخرى لأبي داود ( وفيها ضعف ) :
" انطلقوا باسم الله وبالله .. وعلى ملة رسول الله : لا تقتلوا شيخا فانيا .. ولا طفلا .. ولا صغيرا ..
ولا امرأة .. ولا تغلوا .. وضموا غنائمكم .. وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " ..
## لا يتعرض الإسلام لمن لم يشارك في القتال .. وبالتالي لا يتعرض للأزواج الذين لم يشتركوا في
قتال !.. فلم نقرأ مرة واحدة مثلا عن جيش إسلامي واحد قام بالتفريق بين ( الأزواج وزوجاتهم ) !!..
أو قام بـ ( اغتصاب الزوجات ) أمام أزواجهن الذين لم يشتركوا في قتال المسلمين ..
أو حتى ( اغتصابهن ) بعد أن قتلوا أزواجهن أمام أعينهن !!!..
## بل الثابت والمعروف أن ( ملكة اليمين ) هي من ( السبي ) النساء اللاتي مات عنهن أزواجهن
في الحرب أمام المسلمين .. أو هربوا من ميادين القتال .
## والسؤال الآن : أين يذهب هذا العدد من النساء ؟؟؟..
## هل يقضي الله تعالى برجوعهن إلى الكفار لكي يكونوا ( نواة ) الانتقام في المستقبل !!..
أو ليُـنجبن المزيد من ( الكفار ) أعداء الإيمان !!!!...
## أم يقضي الله تعالى ( بقتلهن ) كما كانت تفعل الأمم من قبل وما زالت ؟؟؟؟...
## أم يقضي الله تعالى لهن ( خيرا ) كالذي عرضته عليكم منذ قليل من تشريعات جليلة ورحيمة
في معاملة ( المملوكين ) في الإسلام !!.. بل وبما سأستكمله معكم الآن حيث :
## ليس معنى وجود ( مملوكة ) عند أحد المسلمين أنه يجب عليه بذلك أن ( يتسرى ) بها !!!..
## أيضا لا يكون ( التسري ) بالغصب والقهر .. بل شرع الله تعالى ( التسري ) لحكم عديدة ..
-منها ما يخص المسلم نفسه : وهو استكمال الشعور بالنصر .. ورزق الله له في الغنيمة بعد
مشقة الجهاد .. ومنه أيضا : أن يجد المسلم مخرجا لإعفاف نفسه وهو ( الغير قادر ) على تكاليف
الزواج بـ ( حُرة ) .
-ومنها ما يخص المجتمع المسلم نفسه .. إذا أن هؤلاء النسوة اللاتي أصبحن جزءا من الكيان
الإسلامي .. يمكن أن يُشكلن ( خطرا داهما ) على أخلاقيات هذا المجتمع !!.. وذلك إن لم يجدن
منفسا لإشباع حاجاتهن وغرائزهن !!.. فيمكن بسببهن أن تشيع الفاحشة بين المسلمين من زنا
وخنا ودعارة .... إلخ ..
-ومنها ما يخص المرأة نفسها .. وهو احترام ( آدميتها ) و ( رغباتها ) التي قد تستحي من
الإعلان عنها !!.. والتي لو تجاهلها المجتمع المسلم : لكان في ذلك أكبر الأذى لها ( عضويا
ونفسيا ) !!!.. ولكنها عندما تجد ( منفذا ) لقضاء حوائجها بالشروط التي سأذكرها الآن ..
فلا يسعنا إلا أن ننحني احتراما لهذا النظام الإسلامي الرحيم .
## فكما قلنا من قبل أنه ليس لزاما على المملوكة أن ( يتسرى ) بها سيدها .. ولا أن يغصبها
ويقهرها على ذلك .. بل يكون برضا تام منها .. بل ويُعلم أيضا أن ( فلانا ) يتسرى بفلانة
التي تحت يده .. وذلك هام جدا ( لاستبراء الرحم وحفظ الأنساب ) كما سأذكر بعد قليل ..
## لا يجوز لأي أحد كائنا من كان أن ( يتسرى ) بهذه المملوكة إلا سيدها فقط .. وفي هذا
الفعل : تفريق كبير بين ما شرعه الله وبين ما يحدث من حفلات وحملات ( الاغتصاب الجماعي )
التي ارتكبها ( وما زالوا ) كلاب البشر من الصليبيين المعتدين وغيرهم .
حيث نجد التي يتم اغتصابها وهي تنتقل ( قهرا وإرهابا ) من أحد الكلاب إلى آخر !!!!..
وذلك في انتهاك تام لكل معاني الإنسانية :
أولا : لإجبارها على الجماع بكل وسائل القهر والإرهاب والإهانة والضرب .
ثانيا : في انتقالها بين أكثر من كلب من الكلاب .
ثالثا : إذا أضفنا لذلك ( قتل ) زوجها أمام عينيها منذ قليل .. فلا نعرف كيف نصف هؤلاء
الكلابغير أنهم : ( شياطين ) في صورة الـ ( بني الإنسان ) !!!!..
## يُمكن لأي أحد أن يطلب ( الزواج ) بهذه المملوكة من سيدها .. سواء أكان سيدها
( يتسرى ) بها أم لا .. فيمكن أن يتزوجها ( مملوك ) مثلها .. ويمكن أن يتزوجها ( حُر ) ..
وزواجها من ( الحر ) بمثابة من قام بعتقها حتما .. وفي كلا الحالتين :
يمتنع سيدها الأول عن جماعها إن كان ( يتسري ) بها .. وتلبث فترة ( استبراء ) رحم
قبل أن يمسها زوجها الجديد .. وهذا ما سنفصله في النقطة القادمة :
## حيث أن أحد أهم مقاصد تحريم ( الزنا ) هو ( حفظ الأنساب ) .. وأن يُعلم لكل وليد :
من ( أبوه ) .. لما يستلزمه ذلك من النفقة عليه والاهتمام به ورعايته ...
ومن هنا يمكننا الوقوف على حكمة أخرى من حكم تشريع الله تعالى لفترة ( العدة ) على
المرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها ..
فكان لزاما أيضا أن ( يحمي ) الله تعالى هذه المملوكة من الوقوع في هذه المتاهة
الاجتماعية !!!!.. وأن يكفل لوليدها : حق الاهتمام والنفقة والرعاية كغيره من الأطفال ..
ولذلك .. فقد جاء الشرع الحكيم بتحريم أن ( يتسرى ) بالمملوكة أحد غير سيدها .
و أنه إذا أراد سيدها أن يبيعها أو أن يهبها لغيره : فعلى هذا الآخر وعليها ألا يطأها أو
( يتسرى ) بها إلا بعد فترة ( استبراء الرحم ) .. وهي التي حددها بعض الفقهاء للـ ( أمة )
بشهر واحد أو حيضة واحدة ( في بعض الأقوال ) .. ومنهم من جعلها كالحرة .
( أي كعدة الحرة المطلقة أو المتوفي عنها زوجها ) .. أو أن تضع حملها إذا كانت حاملا ..
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين : " لا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر
أن يسقي ماءه زرع غيره (أي لا يتسرى بمن هي حامل ) .
ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها .
(أي يستبريء رحمها من الحمل كما شرحنا منذ قليل) .. ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر
أن يبيع مغنما حتى يقسم (أي لا يبيع أو يتصرف في شيء من الغنائم قبل تقسيمها) " ..
رواه أبو داود .. ورواه الترمذي إلى قوله : " زرع غيره " .. وحسنه الألباني .
## أيضا إذا كانت الأمة متزوجة من مملوك مثلها .. ثم أعتقها سيدها .. فلها الخيار :
-إما أن توافق على بقاء زواجها من زوجها المملوك ..
-وإما أن تطلب مفارقة زوجها .. وذلك كما جاء في حديث ( بريرة ) في الصحيحين ..
## أيضا جاء في الحديث عن عمر رضي الله عنه موقوفا :
" أيما أمة (أي مملوكة) ولدت من سيدها : فهي حرة بعد موته .. إلا أن يعتقها قبل موته " ..
وفي هذا أيضا ( مخرجا ) عظيما لأن تنال المملوكة حريتها .
##وأما بالنسبة لعدد ( ملكات اليمين ) اللاتي يمكن للمسلم أن ( يتسرى ) بهن :
فهو ليس محدودا بـ ( أربعة ) مثل الزوجات .. ولم يرد في تحديده نص صحيح .
## تجدر الإشارة هنا إلى النظر في نتائج هذا النظام ( نظام ملكة اليمين ) في الإسلام ..
هل كانت عاقبته ( خيرا ) على الجميع .. أم ( شرا على الجميع ) ؟؟؟؟؟..
لأننا لربما نسمع قائل يقول :
طالما أنكم تثبتون أن الإسلام جاء لتحرير العبيد والإماء .. فلماذا لم يُعطيهم حرياتهم مرة
واحدة ؟؟؟.. لماذا كل هذه التفاصيل والأحكام ؟؟؟..
فنقول :
لقد كان نظام ( العبودية ) منتشرا بين كل الأمم وقت ظهور الإسلام .. ومنها العرب ..
فلو افترضنا أن الإسلام جاء ليقول : أطلقوا كل العبيد !!!!..
هل تخيلتم ما كان سيحدث ساعتها ؟؟؟؟..
آلاف العبيد يجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها ( بدون مأوى ولا مصدر واحد للرزق ) !!!..
فإذا افترضنا أن بعضهم سيستطيع أن يدبر أمره في الحياة والعمل .
أفلا يكون من العقل أن نفترض أيضا أن كثيرا منهم لن يستطيع ذلك وخاصة ( النساء ) .
وأن في انتشار هذا العدد الكبير من ( العاطلين المشردين ) مرة واحدة في المجتمع :
له من الآثار والمفاسد ما الله به عليم .. سواء في جزيرة العرب أو غيرها ؟؟؟..
وأننا لو دققنا النظر لوجدنا أن الله تعالى ( انتزع ) الرق والعبودية فعلا من بلاد الإسلام
تدريجيا بهذه التشريعات والأحكام في أزمنة ( قياسية ) قياسا بغيرنا من الأمم !!!..
( وما السود والأفارقة في أمريكا وأوروبا عنا ببعيد ) ...
وأنه حتى أعداء الإسلام لم يُسجلوا ( سلبية واحدة ) على هذا النظام في الإسلام منذ نشأته
وحتى الآن !!!.. بل وكل من تعرض بالطعن فيه : كان من ( فرط جهله ) وعدم إلمامه بأصل
المسألة الشرعي في ديننا الحنيف كما شرحت لكم الآن ..
بل وندر أن تجد ( مملوكا أو مملوكة ) إلا وقد أسلم !!!.. بل وحتى الذين لم يُسلموا منهم :
فهم يُعتبروا من أقوى الأدلة على عدم ( جبر ) الإسلام لأحد على اعتناقه ( حتى ولو كان
مملوكا أو مملوكة ) !!!!!.. فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا من قبل ؟؟؟؟!!!..
فاللهم عافِنا .. وعافِ نساءنا .. واحفظنا جميعا في الدنيا والآخرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بقلم: احمد حسن
منقووول
http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=600598
المفضلات