-
إيقاد الأريث على القول بالتثليث
إيقاد الأريث على القول بالتثليث
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إبطال التثليث هذه العقيدة الشركية فهي تنص على أن الله الواحد الأحد ثلاثة آلهة رغم أنف النصارى ، والنصارى مع تعدد فرقهم مجمعون على التثليث ، و يقولون : إن الله جوهرواحد ، وله ثلاثة أقانيم ، فيجعلون كل أقنوم إلهاً ،ويعبرون عن الأقانيم بالأب والابن وروح القدس ، فيعنون بالأب الوجود ، وبالروح الحياة ، وبالابن المسيح ،ويضللون بعض المسلمين السذج بقولهم الله موجود بذاته ويطلق عليه الأب ناطق بكلمته ، ويطلق عليه الابن وحي بروحه ويطلق عليه الروح القدس فالثلاثة إذاً واحد كالشمس ضوء وقرص وحرارة والثلاثة واحد فنحن موحدون وأنتم موحدون ، وهذا باطل فالله قد كفرهم في كتابه قال تعالى : ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ المائدة : 73] نعوذ بالله من الكفر والشرك .
طبيب
-
فصل 1 : مفهوم التوحيد والإيمان بالله :
التوحيد لغة : " مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحداً " وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى المُوحَّد، وإثباته له، فلو قلت مثلاً : " فلان قائم " فهنا أثبتَّ له القيام لكنك لم توحده به، لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت : " لا قائم " فقد نفيت نفياً محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: "لا قائم إلا زيد " فحينئذ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي إن التوحيد لا يكون توحيداًحتىيتضمن نفياً وإثباتاً ، والتوحيد شرعاً هو إفراد الله بما يستحقه أو هو إفراد الله بما يختص به من صفات وأفعال وأسماء وعبادة بإثباتها لله وحده ونفيها عما سواه ، وتوحيد الله في أفعاله يسمى توحيد الربوبية ، ويكون بالإقرار الجازم بأن الله وحده ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكه ، وأنه الخالق للعالم ، المحيي المميت، الرزاق ذو القوة المتين ، لم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل ، لا رادَّ لأمره، ولا معقب لحكمه، ولا مضاد له، و لا مماثل، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته ، و توحيد الله في العبادة يسمى توحيد الألوهية ، و يكون بإفراد الله بالعبادةمن صلاة وصوم وزكاة وحج وركوع وسجود .... و توحيد الله في أسمائه وصفاته هو الإيمان بما وصف الله به نفسَه من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت على الوجه اللائق بالله ، ويكون بإثبات ما أثيته الله لنفسه ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه فمثلاُ قوله تعالى : ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً﴾ [ الفجر : 22] فالآية أثبتت لله صفة المجيء إذاً الله له مجيء يليق به ليس كمجيء المخلوقين ، وقال تعالى : ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه : 5] فالآية أثبتت لله استواء على العرش يليق به ليس كاستواء المخلوقين على عروشهم . نأتي لتعريف الإيمان بالله فنقول الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه ، و أنه الخالق وحده، المدبر للكون كله ، و أنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له ، و أن كل معبود سواه فهو باطل ، وعبادته باطلة ، وأن الله متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال ، منزه عن كل نقص وعيب .
طبيب
-
فصل2 : مفهوم الشرك والكفر:
الشرك هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته . ومعنى الإشراك في الربوبية جعل شريك مع الله في أفعاله من خلق ورزق و إحياء وإماتة ... ومعنى الإشراك في الألوهية جعل شريك مع الله في العبادة ،والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعو مع الله غيره ، أو يصرف لغير الله شيئاً من أنواع العبادة : كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة ، ومن اعتقد أن هناك ربا مع الله فهو مشرك ومن عبد إلها مع الله فهو مشرك . نأتي لتعريف الكفر فنقول الكفر لغة تغطية الشيء ، و سمى الفلاح كافراً لتغطيته الحب ، وسمي الليل كافراً لتغطيته كل شيء ، والكفر شرعاً هو جحد ما جاء به الرسول، أو جحد بعضه، والكفر نقيض الإيمان ، والإيمان هو اعتقاد ما جاء به الرسول والتزامه جملة وتفصيلاً ، ويمكن تعريف الكفر بأنه عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب، أو إعراض عن هذا كله فمن وصف الله بنقص فهو كافر .
طبيب
-
فصل 3 : النصارى لا يوحدون الله ،ولا يؤمنون بالله عكس المؤمنين :
عند النظر لتوحيد المسلمين نجد المسلمين يوحدون الله في ذاته أي يقولون بأن ذات الله واحدة فالله عند المسلمين واحد أحد ، والمسلمون يوحدون الله في صفاته أي يثبتون صفات الله لله وينفونها عمن سواه ، وينفون ما نفاه الله عن نفسه ، ويوحدون الله في العبادة فلا يعبدون غيره أما النصارى فلا يوحدون ذات الله ؛ لأنهم يقولون الله آب وابن وروح قدس فالله عندهم ثلاثة وليس واحدا وإن قالوا هو واحد فإن هذا لا عبرة به ؛ لأن لازم أن الله آب وابن وروح قدس أن الله ثلاثة وليس واحدا ، والنصارى لا يوحدون الله في صفاته فهم يثبتون لله صفات نقص لا تليق به سبحانه كادعائهم أن لله ولدا ، وتجسد الله في صورة المسيح عليه السلام و النصارى لا يوحدون الله في العبادة فهم يعبدون المسيح والروح القدس ، والعبادة لا تجوز إلا لله لذلك فالنصارى مشركون ، وبما أن النصارى ينسبون لله صفات نقص من نسبة الولد لله ، وتجسد الله في صورة المسيح فهم بذلك كفار ،ومن كفرهم أيضاً جحدهم لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم دخولهم في الإسلام وإن مات أحد النصارى على هذا الضلال يخلد في النار قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لايُقْضَـى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلايُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فاطر، آية 36] ، وقال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌفَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَ مَالَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران، آية 91] فالآية تنص على أن الكافر إذا مات على كفره يخلد في النار .
طبيب
-
فصل4 : بطلان الاحتجاج بأدلة النصارى على التثليث :
إن أدلة النصارى على التثليث من العهد الجديد لا تصلح للاحتجاج فهذه الأناجيل والرسائل لا تنسب إلى المسيح ،ولا إلى تلاميذ المسيح فهي مقطوعة السند إلى كاتبها فكيف تؤخذ عقيدة من كتب مجهولة الكاتب أو لا يعرف بالضبط من الكاتب أو مقطوعة السند إلى الكاتب ؟ وفي مقدمة الطبعة المسكونية للأناجيل : ( قبل عام 140 بعد الميلاد لم يكن هنالك بأي حال من الأحوال ما يدل على كتابات للأناجيل تحريرية ) ،وفي دائرة المعرف البريطانية : ( أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتبت في القرن الخامس أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية ) ، وقد قال القس سويجارت : ( يوجد ما يقرب من أربعة وعشرين ألف مخطوط يدوي قديم من كلمة الرب من العهد الجديد ... وأقدمها يرجع إلى ثلاثمائة وخمسين عاماً بعد الميلاد ، والنسخة الأصلية أو المنظورة ، أو المخطوط الأول لكلمة الرب لا وجود لها )
طبيب
-
تابع : فصل4 : بطلان الاحتجاج بأدلة النصارى على التثليث :
ولو سلمنا جدلاً تنزلاً مع النصارى بصحة سند العهد الجديد إلى كتبته فإن كتبته بشر غير معصومين من الخطأ ، ولو سلمنا جدلاً تنزلاً مع النصارى بأنهم كتبوا العهد الجديد بإلهام من الله فإن هناك نصوصا تثبت أن كتبة العهد الجديد لم يكتبوه بإلهام الله فها هو لوقا يصرح في بداية إنجيله بأنه لم يكتب الإنجيل بوحي من الله فيقول : " إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ، رأيت أنا أيضاً - إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق - أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس ، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ير هدى " ( لوقا :1/1-4) فهذا النص يدل على أن لوقا لم يكتب إنجيله بوحي من الله ؛ لأنه لم يتحدث عن وحي سماوي، ولميقل الكاتب انه يكتب لأنه أوحي إليه، بل لأنه "رأى" .و لم يكتب هذه الرساله التيسميت فيما بعد إنجيلاً لكل الناس بل كتبها إلى ثاوفيلس ،وفي رسائل بولس والحواريين ما يدل على أن هذه الرسائل رسائل شخصية لا علاقة للوحي بها ، كقول يوحنا : " يسلم عليك أولاد أختك " ( يوحنا (2) 13 ) ، وكيف تكون هذه الرسائل بإلهام من الله ، وقد قال بولس في أحد رسائله : " الرداء الذي تركته في تراوس عند كابرس أحضره متى جئت ، والكتب أيضاً لاسيما الرقوق .... سلم على ريسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس ، وأما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضاً . بادر أن تجيء قبل الشتاء ..…. " ( تيموثاوس (2) 4/13 - 21 ) ؟، وكيف تكون هذه الرسائل بإلهام من الله وقد قال بولس في أحد رسائله : " حسب رأيي " ( كورنثوس (1) 7/40 ) وقال أيضاً : " ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً " ( كورنثوس (2) 11/1 ) ؟
__________________
طبيب
-
تابع : فصل4 : بطلان الاحتجاج بأدلة النصارى على التثليث :
و مما يدل على أن العهد الجديد لم يكتب بوحي من الله وجود تناقضات وأغلاط في العديد من نصوصه قال تعالى : ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾ [ النساء من الآية 82 ]ومن هذه الأخطاء ذكر متى مكث ابن الإنسان (المسيح) في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ، حيث يقول : " أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين : يا معلّم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال". (متى 12/38 - 40 ) ؛ لأن المسيح صلب ظهر الجمعة كما في متى 27 : 45 - 46 ووجد القبر فارغاً فجر الأحد كما في متى 28 : 6 وفي إنجيل مرقس 16 : 4 - 5؟ ، ومن الأخطاء ذكر ثلاثة من الأناجيل العودة القريبة للمسيح والنهاية السريعة للدنياومن ذلك تحدث متى عما يرافق عودة المسيح من أحداث " وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين : قل لنا متى يكون هذا ؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟ " . فأجابهم المسيح بذكر علامات كثيرة، ومنها " حينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ، ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ... الحق أقول لكم : لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله ، السماء والأرض تزولان ، ولكن كلامي لا يزول " ( متى 24/3 - 3 ) . وهذه الأقوال وغيرها تدل على أن عودة المسيح قبل القيامة والقيامة ستحصل في زمن الجيل الأول ، ولم يحدث ذلك إلى الآن فهذا دليل على خطأ متى .
__________________
طبيب
-
فصل 5 : بيان عدم صراحة أدلة النصارى على التثليث من العهد الجديد :
يستدل النصارى بنصوص من العهد الجديد على قولهم بالتثليث ، ولكن المتأمل في هذه النصوص مع كونها لا تصلح كأدلة فيجدها أيضاً غير صريحة في الاستدلال بها على التثليث ، و الأمور التي تتعلق بالعقيدة لابد أن تكون واضحة ليس فيها غموض فالعقيدة أساس الدين ،وأخذ العقيدة من خلال تحميل الكلام ما لا يحتمله عبث لا يقبل بأي حال من الأحوال ، وعدد النصوص الدالة على التثليث كما يزعم النصارى ثلاثة نصوص ، وأول هذه النصوص هو ما جاء في إنجيل متى : " لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً : هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به " (متى 3/16-17) فقد جمع النص الآب والابن الحبيب والروح النازل مثل الحمامة. ومثله يقول بولس : " بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله ، وشركة الروح القدس مع جميعكم . آمين " ( كورنثوس (2) 13/ 14) ونقول للنصارى الاستدلال بهذا النص على التثليث لا يصح فالنص ينفي التثليث لا يثبته ففي النص ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء والأعمال ، فكيف بعد ذلك يقال عنها بأنها وحدة واحدة ؟ وثاني النصوص التي تدل على التثليث كما يزعم النصارى هو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى في قول يوحنا : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم الواحد " (يوحنا(1) 5/7) ، وهذا النص لا يمكن الاستدلال به على التثليث فهناك عطف بين الآب والابن وبين الابن والروح القدس ،والأصل في العطف الدلالة على المغايرة إذاً الآب غير الابن والابن غير الروح القدس
طبيب
-
تابع : فصل 5 : بيان عدم صراحة أدلة النصارى على التثليث من العهد الجديد :
و حمل الثلاثة واحد على الحقيقة يؤدي بالقول أن كل واحد من الثلاثة جزء من الإله أي صفة للإله والصفة لا تنفصل عن الموصوف ، و مادام الابن كان في الأرض ، و الآب كان في السماء فلا يمكن أن يكون الابن صفة لله فالصفة لا تنفصل عن الموصوف و مادام الابن ذاتاً قائمة بنفسها فلا يمكن أن يكون صفة فالصفة ليست ذات قائمة بنفسها ، ومادام الروح القدس قد رُؤيَ فيستحيل أن يكون الروح القدس صفة لله بل ذات منفصلة ثم النص الذي فيه تعميد المسيح يدل على أن الآب والابن والروح القدس بينهم تباين ، و ليس الثلاثة واحد : " لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً : هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به " (متى 3/16-17) و حمل النص الثلاثة واحد على الحقيقة يؤدى بالقول بأن الآب ليس قادراً فهو مفتقر إلى الابن والروح القدس ، ونصوص عديدة من العهد الجديد تثبت افتقار الابن إلى الآب ، وليس العكس كقول المسيح : " يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس " ( لوقا 22/ 42 ) فقد دعا المسيح الآب سبحانه وتعالى أن ينجيه كما يفعل البشر ، و لو كان إلهاً لما استنجد بالأب ولأنقذ نفسه ، و من أقوال المسيح عليه السلام : " أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي…… ليؤمنوا أنك أرسلتني " ( يوحنا 11 / 41 – 43) فقد شكر المسيح عليه السلام الآب على استجابة دعائه ،وإعادة الروح إلى الميت ، وقال إن الهدف من تحقيق معجزة إحياء الميت أن يصدق الناس أنه مرسل من قبل الآب ، وقال المسيح : " لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل " (يوحنا 5/19 ) فالابن مفتقر إلى الآب ، وليس العكس فكيف يقال حينئذ أن الثلاثة واحد ؟ والنص الثالث الذي يستدل به النصارى على التثليث هو خاتمة إنجيل متى من أن المسيح قبيل صعوده إلى السماء : " كلمهم قائلاً : دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" (متى 28/ 18-20) ،وهذا النص أيضاً ليس صريحاً في التثليث فقول شخص أتكلم باسم فلان وفلان وفلان لا يعني أن الثلاثة واحد ولكن يعني أن الثلاثة متفقون في الرأي والهدف ، ووحدة الرأي والهدف لا تتطلب اتحاد الأشخاص فالعطف يقتضي المغايرة ومعنى عمدوهم باسم الآب والابن الروح القدس أي عمدوهم باسم الآب وباسم الابن وباسم الروح القدس وحذفت إضافة كلمة باسم من الابن والروح القدس لتجنب التكرار ، والآب هو الله مرسل الرسل والابن هو الرسول والروح القدس هو الوحي الذي ينزل على الأنبياء ، و منهم المسيح عليه السلام ، ويكون معنى العبارة على فرض صحتها علموا الأمم وحدانية الله ورسالة المسيح ، وأن الوحي من عند الله .
طبيب
-
رائع دكتور وديع
ولكن من يسمع هم معتقدون أنهم موحدون ..كيف؟ ...الله وحده اعلم
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة 3abd Arahman في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 18
آخر مشاركة: 26-01-2014, 07:18 PM
-
بواسطة انا اعبد الله في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 15-04-2012, 10:13 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 24-07-2010, 02:00 AM
-
بواسطة Confused_man في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 15-11-2006, 10:38 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-12-2005, 01:54 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات