بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبين المصطفى الأمين عليه وعلى اّله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
إخوانى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك فى أن الموضوع الذى سأطرحه ربما سيكون مفاجئة لبعض الإخوة وبالأخص الذين هم من غير طلبة العلم ولا نزكى أنفسنا على أحد وحشانا ذلك
ولكن وددت بأن اسوق هذا الموضوع لما له من أهمية حتى يعلم الاخ الكريم على يد من يأخذ دينه او بمعنى أخر كيف يأخذ دينه فكثيرا منا ما يسمع القرأن الكريم فى الاذاعات أو حتى عن بعد الطرق المباشرة من بعض الشيوخ ذوى الفضل فجزاهم الله كل خير وكثير ما ينهى الشيخ قراءته بقوله " صدق الله العظيم " ولا شك عندنا فى صِدق الله تعالى وحشانا ان نقول غير ذلك فقد قال تعالى فى كتابه الكريم " قُل صَدق الله " فصدق الله لا مجال لمناقشته ولكن هل قال الله تعالى انهى قراءتك بقولك صدق الله العظيم ومما لا شك فيه فقد يعتبرها البعض كالبسملة وتراه لا يقطع قراءته الا ان يقول صدق الله وكأنها نهاية لابد منها
فلله الحمد والمنة ديننا كامل لا يحتاج الى اجتهادات كى يتم تحسينه او تلوينه فهو كامل مكتمل بنص كتاب الله تعالى وبالحديث الصحيح الذى بلغ حد التواتر فيقول تعالى فى محكم اياته "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا"
[ سورة المائدة : الآية 3]
ويقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث المتفق عليه " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " اى مردود على صاحبة غير معمول به ويقول صلى الله عليه وسلم "كل محدثه بدعه و كل بدعه ضلاله و كل ضلاله فى النار" والمحدثة هى التى ما جاء به لا القرأن ولا السنة
كان لابد من هذه المقدمة ليتسنى لنا فهم ما سأنقله بفضل الله تعالى ولن يكون الكلام من تلقاء نفسى حيث انى لا شيئ فللدين أهله ولا يتعرض للفتية الا عالم اجتمع اهل الدنيا على علمه ونزاهته
سانقل قول شيخ الامة بن عثيمين فى هذا الشأن الذى هو موجد فى موقعه رحمه الله وسارق فى نهاية الموضوع المصدر بإذن الله تعالى
وكانت الفتوة نتيجة سؤال وجه لسماح الشيخ رحمة الله وكان هذا نصها كلالتى:
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التفسير
السؤال: تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم.
الجواب
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين أحدهما: الإخلاص لله عز وجل والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدارة الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسةً ولا أن يمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الآخرة فقط وأما الشرط الثاني: فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) ولقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بدُّ لكل عمل يتقرب به الإنسان لله عز وجل بأن يكون مبيناً على الإخلاص. الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة ألا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها و زمانها ومكانها فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موفقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته "صدق الله العظيم" لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (ومن أصدق من الله قيلاً) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول:( صدق الله العظيم) فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك" ولم يقل عبد الله بن مسعود (صدق الله العظيم) ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة "النجم" حتى ختمها ولم يقل (صدق الله العظيم) وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع (صدق الله العظيم) فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول صدق الله العظيم وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا قول يكون غير مشروع قد يقول قائل أليس الله تعالى قال:(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فنقول: بلى إن الله تعالى قال :(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول (صدق الله العظيم).
وهذا والله ولى التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6626.shtml
المفضلات