بسم الله الرحمن الرحيم
مبادئ إسلامية لتوحيد الأمة المحمدية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
لقد اخترت عنوانا كبيرا لما أكتب وهو
مبادئ إسلامية لتوحيد الأمة المحمدية
وتحت هذا العنوان الكبير ستندرج عناوين أصغر وهي التي سنعالجها بحثا ودراسة وتمحيصا وتبيانا
أعود وأقول: وهذا العنوان الكبير يستند إلى قاعدة هامة مفادها
أ- ما أراد الرب عز وجل لنا أن نختلف فيه فلا مناص من تحققه
ب- وما أمرنا الرب عز وجل أن نتحد فيه فلا يجوز لنا مخالفته وتفسير ذلك ومعناه
أ- أن الرب عز وجل أراد لنا أن نختلف في كثير من الأمور وإرادته ومشيئته ستتم حتماً (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) قال تعالى:والله على ما يشاء قدير.
وعلى هذا الأساس فإن أردنا أن نتحد في هذه الأمور فلن نستطيع أبداً.
والأمثلة أكثر من الكثير ولهذا سأكتفي بمثال واحد في الوضوء
مسح الرأس حيث يقول الرب عز وجل (وامسحوا برؤوسكم )فحرف الباء يستدعي معان كثيرة ........
فكل من الفقهاء بذل جهده وطاقته مشكوراً وتوصل إلى رأي فاختلفت الآراء في المقدار المفروض .....
ولا ضير في ذلك وهذه توسعة على الأمة فلماذا نشغل أنفسنا به , فكل منا يأخذ بقناعته مع احترامه ومحبته وتقديره لكل من خالف مذهب من المذاهب الأخرى وعدم الجدال في هذا .
وأي جهد نبذله لكي نجعل العالم الإسلامي يأخذ بمذهب واحد في هذه المسألة مضيعة للوقت والجهد والطاقة ومرور 14 قرناً على ذلك فيه الجواب الشافي .
ب-والأمور التي أمرنا الرب عز وجل أن نتحد فيها فلا يجوز لنا المخالفة .
وهنا أقول :
أمرنا الرب عز وجل أن نتحد لا أراد لنا لأنه لو أراد لنا لنفذت مشيئته وإرادته
ولهذا قلت أمرنا, وعلى هذا فنستطيع بحكم الاختيار أن نختار تطبيق وتنفيذ أمر ما , ونستطيع المخالفة وعدم التنفيذ .
فإن نفذنا وأطعنا فلنا عز الدنيا والآخرة وإن خالفنا وأعرضنا فعلينا ذل الدنيا والآخرة والأمثلة كثيرة في هذا أيضا.
واكتفي بمثال واحد ومن بحث الوضوء أيضا ....
أمرنا الرب عز وجل بغسل الوجه
فكل الفقهاء وكل المذاهب أجمعت على غسل الوجه لا مسحه
إلى هنا أكتفي لكي أعود إلى ما بدأت به
وأقرر أن كل ما أكتبه و أبحث فيه يندرج تحت هذه الفقرة أي الأمور التي أمرنا الله أن نتحد فيها وكمثال على ذلك انظر في قوله تعالى :
1- وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً....}أل عمران 103
2- وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }الأنفال 46
فأنت ترى هنا أن الله تعالى يأمرنا بالوحدة وعدم التفرقة والتنازع وعلى هذا فالواجب علينا نحن المسلمين
1- أن نتفق على هذه المبادئ أولاً
2- وأن نطبقها ثانياً
وأنظر بعد ذلك إلى :
1- حالة العجز العربي والإسلامي الحالية فترى أن مردها في الظاهر إلى التفرقة والتناحر الموجود بينهم .
2- لكي تنقلب الحال بإذن الله لا بد من نبذ الفرقة واستبدالها بالوحدة .
3-هذه الوحدة لكي تتم لا بد من وحدة في المبادئ والمفاهيم بين أبناء الأمة .
4- وإيجاد المفاهيم والمبادئ والتي ممكن أن تصبح جامعا للعرب والمسلمين جميعا موجودة ومنسقة وميسرة
5-وما علينا إلا إظهارها وإنعاشها وإحياؤها من جديد بإذن الله سبحانه وتعالى .
6- ما من شيء منها من عندي إنما كلها من القرآن والسنة ومصداق ذلك قوله تعالى:
( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )63 الأنفال
وحديث رسول الله : ( إني تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي )
ولذلك قررت أن أكون تابعاً للقرآن والسنة فيما أكتب
وإنما أطلب من الآخرين حينما يرون ما أكتبه مخالفاً لغيري
1- أن ينظروا في الأدلة من مصادرها الأصلية القرآن,السنة,المعاجم....
2- هل هناك ما يعارض دليلي أو دليل غيري ولم نأت به
3- هل هناك وضع كلمات في غير مكانها المناسب وإلباسها ثوباً غير ثوبها الحقيقي , ومعنى غير معناها التي وضعت لأجله
4- مع ملاحظة على غاية الأهمية وهي
أننا نقوّم الرجال بالحق ولا نقوّم الحق بالرجال ,فالحق حاكم والكل محكوم ,والحق متبوع والكل تابع .
ولنبدأ فيما قررناه من البحوث في البحث الأول واخترت عنوانا له
نحو مفهوم إسلامي واحد
راجياً من الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
سائلاً الرب عز وجل أن يجعلنا من الذين يرون الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرون الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب
فقرات الموضوع الأول ( نحو مفهوم إسلامي واحد)
1-المقدمة
2-قصة الوجود
3-الوضع الراهن
4-المطروح على الساحة العربية والإسلامية والعالمية
- 5عرض لمبادئنا باختصار
- 6وقفة صدق مع النفس والذات
- 7مطلبي كمسلم أو قل مطلب الجميع
8-تساؤلات و طروحات
9-المعاملة
..................................................
ملاحظة2 :
سنبدأ بعون الله سبحانه وتعالى بمعالجة هذه المواضيع وغيرها تباعا بعد
أن ننتهي من البحث الأول والذي سنكتبه على حلقات اعتبارا من الصفحة التالية ......................... يتبع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما كتبه شيخي جميل أبو علي
المفضلات