-
الرد على شبهة هاروت و ماروت و بيان بطلان رفع قصتهما
بسم الله الرحمن الرحيم
نستعرض باذن الله الروايات المرفوعة الواردة في القصة المشهورة عن هاروت و ماروت و التي يذكرها بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى :
((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102))
و سنبين ان شاء الله بطلان رفع القصة الى النبي صلى الله عليه وسلم و ان الصحيح الثابت هو وقف القصة على كعب الاحبار .
الرواية الاولى :
تفسير الطبري
(( * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا فرج بن فضالة , عن معاوية بن صالح , عن نافع , قال : سافرت مع ابن عمر , فلما كان من آخر الليل قال : يا نافع انظر طلعت الحمراء ! قالها مرتين أو ثلاثا . ثم قلت : قد طلعت . قال : لا مرحبا ولا أهلا ! قلت : سبحان الله نجم مسخر سامع مطيع ؟ قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; وقال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الملائكة قالت : يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب ؟ قال : إني ابتليتهم وعافيتكم . قالوا : لو كنا مكانهم ما عصيناك . قال : فاختاروا ملكين منكم ! قال : فلم يألوا أن يختاروا , فاختاروا هاروت وماروت " ))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الفرج بن فضالة ضعيف .
ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء الكبير باب الفاء :
(( 1518 - فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. حَدَّثَنِي آدَمُ قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، وَيَقُولُ: حَدِيثُهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَحَادِيثٌ مُنْكَرَةٌ مَقْلُوبَةٌ ))
2. الحسين هو سنيد بن داود ضعفه بعض اهل العلم .
نقرا من تهذيب التهذيب لابن حجر الجزء الرابع باب السين
(( قال الأثرم عن أحمد كان سنيد لزم حجاجا قديما قد رأيت حجاجا يملي عليه وأرجو أن لا يكون حدث إلا بالصدق وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه رأيت سنيدا عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب الجامع لابن جريج أخبرت عن الزهري وأخبرت عن صفوان بن سليم وغير ذلك قال فجعل سنيد يقول لحجاج يا أبا محمد قال ابن جريج عن الزهري وابن جريج عن صفوان بن سليم قال فكان يقول له هكذا قال ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج وذمة على ذلك قال أبي وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها بن جريج أحاديث موضوعة كان بن جريج لا يبالي عن من أخذها وحكى الخلال عن الأثرم نحو ذلك ثم قال الخلال وروى أن حجاجا كان هذا منه في وقت تغيره ويرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد وقال أبو داود لم يكن بذلك وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ضعيف وقال النسائي ليس بثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان قد صنف التفسير روى عنه ابنه والناس ربما خالف وقال الخطيب كان له معرفة بالحديث وما أردي أي شيء غمصوا عليه وقد ذكره أبو حاتم في جملة شيوخه اللذين روى عنهم فقال بغدادي صدوق قال ابن أبي عاصم مات سنة ست وعشرين ومائتين وروى البخاري في تفسير سورة النساء عن صدقة عن حجاج عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن أبي عباس في قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} هكذا رواه عامة الرواة عن الفربري ورواه أبو علي بن السكن وحده عن الفربري عن البخاري قال ثنا سنيد عن حجاج به وقال أبو محمد بن يربوع والصواب ما روى الجماعة وليس ببعيد فإن سنيدا صاحب تفسير وذكر ابن السكن له من الأوهام المحتملة لأنه إنما ذكره في بابه الذي هو مشهور به قلت بقية كلام الخطيب وكانت له معرفه بالحديث وضبط ولم يذكر أبو مسعود في الأطراف سوى صدقة بن الفضل والله أعلم. ))
الرواية الثانية :
مسند الامام احمد ، مسند المكثرين من الصحابة ، مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
((6178 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْأَرْضِ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ، {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] ، قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، حَتَّى يُهْبَطَ بِهِمَا إِلَى الْأَرْضِ، فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلَانِ. قَالُوا: رَبَّنَا، هَارُوتُ وَمَارُوتُ. فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ، وَمُثِّلَتْ (4) لَهُمَا الزُّهَرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ، فَجَاءَتْهُمَا، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ. فَقَالَا: وَاللهِ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ، فَقَالَا: وَاللهِ (1) لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ (2) ، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ. فَشَرِبَا، فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا، وَقَتَلَا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا مِمَّا أَبَيْتُمَاهُ عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَا حِينَ سَكِرْتُمَا، فَخُيِّرَا بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، (3) فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا ))
التحقيق:
الرواية ضعيفة لعلة :
موسى بن جبير جهله بعض اهل العلم و تكلم في حفظه البعض الاخر .
ذكره ابن ابي حاتم رحمه الله في الجرح و التعديل الجزء الثامن و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا :
((627 - موسى بن جبير مولى بنى سلمة روى عن أبي أمامة بن سهل ونافع مولى ابن عمر وعبد الله بن كعب بن مالك روى عنه يحيى بن أيوب وبكر بن مضر وابن لهيعة وزهير بن محمد وسعيد بن سلمة سمعت أبي يقول ذلك. ))
و كذلك ذكره البخاري رحمه في كتابه التاريخ الكبير باب الميم بدون جرح و لا تعديل :
((1193 - مُوسَى بْن جُبَيْر الْمَدَنِيّ مولى بنى سلمة عن ابى امامة ابن سهل وعروة روى عنه يحيى بْن أيوب وبكر بْن مضر. ))
ذكره ابن حبان رحمه الله في الثقات باب الميم و هو متساهل في التوثيق و مع ذلك قال عنه انه يخطئ و يخالف .
(( 10882 - مُوسَى بْن جُبَير الْمدنِي مولى بني سَلمَة يروي عَنْ عُرْوَة بْن الزبير وَنَافِع وَأبي أُمَامَة بْن سهل روى عَنهُ بكر بن مُضر وَيحيى بن أَيُّوب وَزُهَيْر بن مُحَمَّد الْعَنْبَري يخطىء وَيُخَالف ))
اما تساهل ابن حبان في التوثيق :
نقرا قول ابن حجر رحمه الله في مقدمة كتابه لسان الميزان :
(( قال ابن حبان من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله الا بعد السبر ولو كان ممن يروي المناكير ووافق الثقات في الاخبار لكان عدلا مقبول الرواية إذ الناس في اقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح هذا حكم المشاهير من الرواة فاما المجاهيل الذين لم يرو عنهم الا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها قلت وهذا الذي ذهب اليه بن حبان من ان الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة الى ان يتبن جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه وهذا هو مساك بن حبان في كتاب الثقات الذي الفه فإنه يذكر خلقا من نص عليهم أبو حاتم وغيره على انهم مجهولون وكان عند بن حبان ان جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه بن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره وقد أفصح بن حبان بقاعدته فقال العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم وقال في ضابط الحديث الذي يحتج به إذا تعرى راويه من ان يكون مجروحا أو فوقه مجروح أو دونه مجروح أو كان سنده مرسلا أو منقطعا أو كان المتن منكرا هكذا نقله الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي في الصارم المنكي من تصنيفه وقد تصرف في عبارة بن حبان لكنه اتى بمقصده وسياق بعض كلامه في أيوب آخر مذكور في حرف الألف ))
و نقرا من تهذيب التهذيب الجزء العاشر باب الميم :
((596- "د ق – موسى" بن جبير الأنصاري المدني الحذاء مولى بني سلمة روى عن أبي إمامة بن سهل بن حنيف وعباس بن عبيد الله بن عباس وعبد الله بن كعب بن مالك وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ومعاذ بن عبد الله بن رويفع وعبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب وغيرهم وعنه ابنه عبد السلام وزهير بن محمد وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام وعمرو بن الحارث ويحيى بن أيوب وابن لهيعة والليث وبكر بن مضر المصريون وذكره بن حبان في الثقات وقال بن يونس أقام بمصر قلت بقية كلام ابن حبان كان يخطئ ويخالف وقال بن القطان لا يعرف حاله ))
و حكم عليه ابن حجر رحمه الله بالجهالة في تقريب التهذيب باب الميم :
((6954- موسى ابن جبر [جبير] الأنصاري المدني الحذاء مولى بني سلمة نزيل مصر مستور من السادسة د ق ))
الرواية الثالثة
نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
وروي له متابع من وجه آخر عن نافع ، كما قال ابن مردويه : حدثنا دعلج بن أحمد ، حدثنا هشام [ بن علي بن هشام ] حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا سعيد بن سلمة ، حدثنا موسى بن سرجس ، عن نافع ، عن ابن عمر : سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره بطوله
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلة :
موسى بن سرجس مجهول .
ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير باب الميم بلا جرح و لا تعديل :
((1213 - مُوسَى بْن سرجس (5) عَنِ القاسم عَنْ عَائِشَةَ روى عنه ابْن المنادى. ))
و ذكره ابن حجر رحمه الله في تهذيب التهذيب الجزء العاشر باب الميم
(( 609- "ت سى ق – موسى" بن سرجس2 حجازي روى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وإسماعيل بن أبي حكيم وعنه يزيد بن عبد الله بن الهاد ويزيد بن أبي حبيب له عندهم عن القاسم عن عائشة في ذكر سكرات الموت وقال الترمذي حديث غريب ))
و جهله في تقريب التهذيب باب الميم :
((6964- موسى ابن سرجس بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة مدني مستور من السادسة ت س ق))
وسياتي فيما بعد من كلام الامام الالباني رحمه الله ما يفيد ان موسى بن سرجس هو نفسه موسى بن جبير و اما عبد الله بن رجاء فمن رجال مسلم وقد وثق الا انه تكلم في حفظه
نقرا من تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الخامس باب العين المهملة
((364 - "ز م د س ق - عبد الله" بن رجاء المكي أبو عمران البصري سكن مكة روى عن موسى بن عقبة وابن جريج وعبيد الله بن عمر ومالك وهشام بن حسان ويونس بن يزيد والثوري وجعفر الصادق وإسماعيل بن أمية وأيوب السختياني وعبد الله بن عثمان بن خثعم وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ومحمد بن عجلان وجماعة وعنه أحمد وإسحاق ويحيى بن معين وعمرو بن محمد الناقد وسريج بن يونس وصدقة بن الفضل المروزي وعبد الله بن الزبير الحميدي والحسن بن إسماعيل المجالدي وهشام بن عمار ومحمد بن الصباح الجرجرائي ويعقوب بن حميد بن كاسب وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي ومحمد بن يحيى بن عمر العدني وبشر بن الحكم العبدي وسويد بن سعيد الحدثاني وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن زنبور المكي وجماعة قال الأثرم سئل عنه أحمد فحسن أمره وقال الميموني عن أحمد رأيته سنة 87 وقال الدوري وغيره عن ابن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال أبو زرعة شيخ صالح وقد تقدم قول النسائي فيه وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وكان من أهل البصرة فانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها قلت وقال ابن أبي خيثمة ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا عبد الله بن رجاء المكي الحافظ المأمون وقال يعقوب بن سفيان سمعت صدقة يحسن الثناء عليه ويوثقه قال الساجي عنده مناكير اختلف أحمد ويحيى فيه قال أحمد زعموا أن كتبه ذهبت فكان يكتب من حفظه فعنده مناكير وما سمعت منه إلا حديثين وحكى نحوه العقيلي عن أحمد ))
الرواية الرابعة
نقرا من عمل اليوم و الليلة لابن السني باب ما جاء في الزهرة
((654 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَخِيهِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّهْرَةَ، فَإِنَّهَا فَتَنَتِ الْمَلَكَيْنِ» ))
التحقيق :
اسناده ضعيف جدا لعلة :
جابر الجعفي كذاب ضعيف .
نقرا من ميزان الاعتدال للامام الذهبي رحمه الله باب الجيم
(( [1425 - جابر بن يزيد [د، ت، ق] بن الحارث الجعفي الكوفي.]
أحد علماء الشيعة.
له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق.
وعنه شعبة، وأبو عوانة، وعدة.
قال ابن مهدي، عن سفيان: كان جابر الجعفي ورعا في الحديث، ما رأيت أورع منه في الحديث.
وقال شعبة: صدوق.
وقال يحيى بن أبي بكير، عن شعبة: كان جابر إذا قال: أخبرنا، وحدثنا، وسمعت - فهو من أوثق الناس.
وقال وكيع: ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابرا الجعفي ثقة.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لاتكلمن فيك.
زهير بن معاوية، سمعت جابر بن يزيد يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدثت منها بحديث، ثم حدث يوما بحديث، فقال: هذا من الخمسين الالف.وقال سلام بن أبي مطيع: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحدا، فأتيت أيوب فذكرت هذا له، فقال: أما الآن فهو كذاب.
وقال عبد الرحمن بن شريك: كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرة آلاف مسألة.
وروى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي أنه قال: يا جابر لا تموت حتى تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال إسماعيل: فما مضت الايام والليالي حتى اتهم بالكذب.
عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: ترك يحيى القطان جابرا الجعفي، وحدثنا عنه عبد الرحمن قديما، ثم تركه بأخرة، وترك يحيى حديث جابر بأخرة.
أبويحيى الحمانى، سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء، ولا أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته بشئ إلا جاءني فيه بحديث، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث لم يظهرها.
جرير بن عبد الحميد، عن ثعلبة، قال: أردت جابرا الجعفي، فقال لي: ليث بن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب.
وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال يحيى: لا يكتب حديثه ولا كرامة.
قال أبو داود: ليس عندي بالقوي في حديثه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: ألا تعجبون من سفيان بن عيينة، لقد تركت جابر الجعفي لقوله لما حكى عنه أكثر من ألف حديث، ثم هو يحدث عنه.
وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: أليس أشعث بن سوار سألني عن حديث؟ فقلت: لا، ولا نصف حديث. ألست أنت الذي تحدثت عن جابر الجعفي؟ / وقال جرير بن عبد الحميد: لا أستحل أن أحدث عن جابر الجعفي، كان يؤمن بالرجعة.
وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث جابر الجعفي، وقال: هو كذاب يؤمن بالرجعة.
وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا أبي عن جدى، قال: إن كنت لآتى جابرا الجعفي في وقت ليس فيه خيار ولا قثاء فيتحول حول حوضه، ثم يخرج إلى بخيار أو قثاء فيقول: هذا من بستاني.وقال عباس الدوري، عن يحيى: لم يدع جابرا ممن رآه إلا زائدة، وكان جابر كذابا ليس بشئ.
وقال شهاب بن عباد: سمعت أبا الاحوص يقول: كنت إذا مررت بجابر الجعفي سألت ربى العافية.
وذكر شهاب أنه سمع ابن عيينة يقول: تركت جابرا الجعفي وما سمعت منه، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فعلمه مما تعلم، ثم دعا على الحسن فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسن الحسين فعلمه مما تعلم. ثم دعا ولده..حتى بلغ جعفر بن محمد. قال سفيان: فتركته ذلك ))
والصحيح ان هذا الحديث موقوف على كعب الاحبار و هو من الاسرائيليات التي تلقاها بن عمر رضي الله عنه عن كعب اذ قد رويت القصة باسناد صحيح موقوفا على كعب .
نقرا من تفسير عبد الرزاق الصنعاني لسورة البقرة :
(( 97 - نا الثَّوْرِيُّ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ سَالِمٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ: «§ذَكَرَتِ الْمَلَائِكَةُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ , وَمَا يَأْتُونَ مِنَ الذُّنُوبِ» فَقِيلَ لَهُمْ: «اخْتَارُوا مَلَكَيْنِ , فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ» قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا: «إِنِّي أُرْسِلُ رُسُلِي إِلَى النَّاسِ , وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمَا رَسُولٌ , انْزِلَا وَلَا تُشْرِكَا بِي شَيْئًا , وَلَا تَزْنِيَا , وَلَا تَسْرِقَا» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ كَعْبٌ: «فَمَا اسْتَكْمَلَا يَوْمَهُمَا الَّذِي أُنْزِلَا فِيهِ حَتَّى عَمِلَا مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا» ))
و نقرا ما نقله ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة من تفسير ابن ابي حاتم موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه :
(( وقال : ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، أخبرنا عبيد الله يعني ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب ، عن مجاهد ، قال : كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر ، فلما كان ذات ليلة قال لغلامه : انظر ، هل طلعت الحمراء ، لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين . قالت الملائكة : يا رب ، كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الأرض ! قال : إني ابتليتهم ، فعل إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون . قالوا : لا . قال : فاختاروا من خياركم اثنين . فاختاروا هاروت وماروت . فقال لهما : إني مهبطكما إلى الأرض ، وعاهد إليكما ألا تشركا ولا تزنيا ولا تخونا . فأهبطا إلى الأرض وألقي عليهما الشبق ، وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة ، فتعرضت لهما ، فراوداها عن نفسها . فقالت : إني على دين لا يصح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله . قالا وما دينك ؟ قالت : المجوسية . قالا : الشرك ! هذا شيء لا نقر به . فمكثت عنهما ما شاء الله . ثم تعرضت لهما فأراداها عن نفسها . فقالت : ما شئتما ، غير أن لي زوجا ، وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح ، فإن أقررتما لي بديني ، وشرطتما لي أن تصعدا بي إلى السماء فعلت . فأقرا لها بدينها وأتياها فيما يريان ، ثم صعدا بها إلى السماء . فلما انتهيا بها إلى السماء اختطفت منهما ، وقطعت أجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان ، وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين ، فإذا كان يوم الجمعة أجيب . فقالا : لو أتينا فلانا فسألناه فطلب لنا التوبة فأتياه ، فقال : رحمكما الله ، كيف يطلب التوبة أهل الأرض لأهل السماء ! قالا : إنا قد ابتلينا . قال : ائتياني يوم الجمعة . فأتياه ، فقال : ما أجبت فيكما بشيء ، ائتياني في الجمعة الثانية . فأتياه ، فقال : اختارا ، فقد خيرتما ، إن أحببتما معافاة الدنيا وعذاب الآخرة ، وإن أحببتما فعذاب الدنيا وأنتما يوم القيامة على حكم الله . فقال أحدهما : إن الدنيا لم يمض منها إلا القليل . وقال الآخر : ويحك ؟ إني قد أطعتك في الأمر الأول فأطعني الآن ، إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى . وإننا يوم القيامة على حكم الله ، فأخاف أن يعذبنا . قال : لا إني أرجو إن علم الله أنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة لا يجمعهما علينا . قال : فاختارا عذاب الدنيا ، فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار ، عاليهما سافلهما .
وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر . وقد تقدم في رواية ابن جرير من حديث معاوية بن صالح ، عن نافع ، عنه رفعه . وهذا أثبت وأصح إسنادا . ثم هو والله أعلم من رواية ابن عمر عن كعب ، كما تقدم بيانه من رواية سالم عن أبيه . وقوله : إن الزهرة نزلت في صورة امرأة حسناء ، وكذا في المروي عن علي ، فيه غرابة جدا . ))
وقد حكم ببطلان رفعه و ثبوت وقفه جماعة من اهل العلم
نقرا ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة :
(( وهذا حديث غريب من هذا الوجه ، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين ، إلا موسى بن جبير هذا ، وهو الأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء ، روى عن ابن عباس وأبي أمامة بن سهل بن حنيف ، ونافع ، وعبد الله بن كعب بن مالك . وروى عنه ابنه عبد السلام ، وبكر بن مضر ، وزهير بن محمد ، وسعيد بن سلمة ، وعبد الله بن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب . وروى له أبو داود ، وابن ماجه ، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ، ولم يحك فيه شيئا من هذا ولا هذا ، فهو مستور الحال وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروي له متابع من وجه آخر عن نافع ، كما قال ابن مردويه : حدثنا دعلج بن أحمد ، حدثنا هشام [ بن علي بن هشام ] حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا سعيد بن سلمة ، حدثنا موسى بن سرجس ، عن نافع ، عن ابن عمر : سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره بطوله .
وقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا القاسم ، حدثنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير حدثنا الفرج بن فضالة ، عن معاوية بن صالح ، عن نافع ، قال : سافرت مع ابن عمر ، فلما كان من آخر الليل قال : يا نافع ، انظر ، طلعت الحمراء ؟ قلت : لا مرتين أو ثلاثا ثم قلت : قد طلعت . قال : لا مرحبا بها ولا أهلا ؟ قلت : سبحان الله ! نجم مسخر سامع مطيع . قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الملائكة قالت : يا رب ، كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب ؟ قال : إني ابتليتهم وعافيتكم . قالوا : لو كنا مكانهم ما عصيناك . قال : فاختاروا ملكين منكم . قال : فلم يألوا جهدا أن يختاروا ، فاختاروا هاروت وماروت " .
وهذان أيضا غريبان جدا . وأقرب ما في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر ، عن كعب الأحبار ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال عبد الرزاق في تفسيره ، عن الثوري ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن كعب ، قال ذكرت الملائكة أعمال بني آدم ، وما يأتون من الذنوب ، فقيل لهم : اختاروا منكم اثنين ، فاختاروا هاروت وماروت . فقال لهما : إني أرسل إلى بني آدم رسلا وليس بيني وبينكم رسول ، انزلا لا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر . قال كعب : فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه .
ورواه ابن جرير من طريقين ، عن عبد الرزاق ، به .
ورواه ابن أبي حاتم ، عن أحمد بن عصام ، عن مؤمل ، عن سفيان الثوري ، به .
ورواه ابن جرير أيضا : حدثني المثنى ، حدثنا المعلى وهو ابن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار ، عن موسى بن عقبة ، حدثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث ، عن كعب الأحبار ، فذكره .
فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين ، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع . فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار ، عن كتب بني إسرائيل ، والله أعلم . ))
و ذكر الحديث المرفوع البيهقي رحمه الله في شعب الايمان الجزء الاول باب الايمان بالملائكة فصل في معرفة الملائكة ثم انكر رفعه :
(( وَرُوِّينَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ، وَهُوَ أَصَحُّ " فَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ إِنَّمَا أَخَذَهُ، عَنْ كَعْبٍ.... 162 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا حَمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " ذَكَرَتِ الْمَلَائِكَةُ بَنِي آدَمَ، وَمَا يَأْتُونَ مِنَ الذُّنُوبِ قال: قَالَ: فَاخْتَارُوا مِنْكُمْ مَلَكَيْنِ فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ، فَقَالَ لَهُمَا: إِنِّي أُرْسِلُ رَسُولِي إِلَى النَّاسِ ولَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ رُسُلٌ، انْزِلَا فَلَا تُشْرِكَا بِي شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقَا، وَلَا تَزْنِيَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ كَعْبٌ: " فَمَا اسْتَكْمَلَا يَوْمَهُمَا الَّذِي نَزَلَا فِيهِ حَتَّى أَتَيَا فِيهِ بمَا حُرِّمَ عَلَيْهِمَا " وَهَذَا أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا ))
و انكر رفع الحديث البزار رحمه الله في مسنده الجزء الثاني عشر، مسند ابن عباس رضي الله عنهما :
(( وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ غَيْرُ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَن نافعٍ، عَن ابْنِ عُمَر مَوْقُوفًا. وَمُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَإنَّما أَتَى رَفْعُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدِي مِنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمد لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْهُ:عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَابن وَهْبٍ، وَأبُو عَامِرٍ وَغَيْرُهُمْ ))
و انكر رفع الحديث ابو حاتم رحمه الله في كتاب العلل لابن ابي حاتم رحمها الله باب علل اخبار رويت في القران و في تفسير القران :
(( 1699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاذ بن خالد العَسْقلاني نْ زُهَير بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَير ، عَنْ نَافِعٍ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ أنَّه سَمِعَ النبيَّ (ص) يقول: إِنَّ آدَمَ [لَمَّا] أَهْبَطَهُ اللهُ إلَى الأَرْضِ، قَالَتِ المَلاَئِكَةُ: أَيْ رَبِّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ، قَالُوا: رَبَّنَا، نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ... وذكَرَ الحديثَ: قِصَّةَ هاروتَ وماروتَ؟قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ )).
و انكر رفع الحديث الامام احمد رحمه الله في كتاب المنتخب في العلل لابن قدامة الجزء الخادي عشر كتاب الملاحم :
(( 194 - قَالَ حَنْبَلٌ: حَدَّثَنِي أَبُو عبد الله: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "إِنَّ آدَمَ لَمَّا أُهبطَ إلى الأرضِ، قَالَتِ الملائكةُ: أَيْ ربِّ أتجعلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا؟ .. " -وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا مُنْكَرٌ، إِنَّمَا يُروى عَنْ كَعْبٍ. ))
وضعف المرفوع الامام الالباني في السلسلة الضعيفة الحديث رقم 170 وقال :
(( باطل مرفوعا.
أخرجه ابن حبان (717 ـ موارد) وأحمد (2 / 134 ورقم 6178 - طبع شاكر) وعبد بن حميد في " المنتخب " (ق 86 / 1) وابن أبي الدنيا في " العقوبات " (ق 75 / 2) والبزار (2938 ـ الكشف) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (651) من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن
عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وقال البزار: رواه بعضهم عن نافع عن ابن عمر موقوفا وإنما أتى رفع هذا عندي من زهير لأنه لم يكن بالحافظ.
قلت: والموقوف صحيح كما يأتي وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره " (1 / 254) : وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيحين " إلا موسى بن جبير هذا هو الأنصاري.... ذكره ابن أبي حاتم في " كتاب الجرح والتعديل " (4 / 1 / 139) ولم يحك فيه شيئا من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال، وقد تفرد به عن نافع.... وقال أبو حاتم في " الجرح والتعديل " (1 / 2 / 590) : محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدث من كتبه فهو صالح، وما حدث من حفظه ففيه أغاليط.
قلت: ومن أين لنا أن نعلم إذا كان حدث بهذا الحديث من كتابه، أو من حفظه؟ !
ففي هذه الحالة يتوقف عن قبول حديثه، هذا إن سلم من شيخه المستور، وقد تابعه مستور مثله، أخرجه ابن منده كما في ابن كثير من طريق سعيد بن سلمة حدثنا موسى ابن سرجس عن نافع به بطوله.
سكت عن علته ابن كثير ولكنه قال: غريب، أي ضعيف، وفي " التقريب " موسى بن سرجس مستور.
قلت: ولا يبعد أن يكون هو الأول، اختلف الرواة في اسم أبيه، فسماه بعضهم جبيرا، وبعضهم سرجسا، وكلاهما حجازي، والله أعلم قلت: وقد استنكره جماعة من الأئمة المتقدمين، فقد روى حنبل الحديث من طريق أحمد ثم قال: قال أبو عبد الله (يعني الإمام أحمد) : هذا منكر، وإنما يروى عن كعب، ذكره في " منتخب ابن قدامة " (11 / 213) ، وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 69 - 70) : سألت أبي عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث منكر.
قلت: ومما يؤيد بطلان رفع الحديث من طريق ابن عمر أن سعيد بن جبير ومجاهدا روياه عن ابن عمر موقوفا عليه كما في " الدر المنثور " للسيوطي (1 / 97 - 98) وقال ابن كثير في طريق مجاهد: وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر، ثم هو - والله أعلم - من رواية ابن عمر عن كعب كما تقدم بيانه من رواية سالم عن أبيه، ومن ذلك أن فيه وصف الملكين بأنهما عصيا الله تبارك وتعالى بأنواع من المعاصي على خلاف وصف الله تعالى لعموم ملائكته في قوله عز وجل: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ))
و قال في الحديث رقم 912:
(( باطل مرفوعا.
رواه الخطيب في تاريخه (8 / 42 - 43) وكذا ابن جرير في تفسيره (2 / 364) من طريق الحسين: سنيد بن داود: حدثنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان آخر الليل قال: يا نافع طلعت الحمراء؟ قلت: لا (مرتين أو ثلاثة) ، ثم قلت: قد طلعت،.... وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (1 / 255) : " غريب جدا ". قلت: وآفته الفرج بن فضالة أو الراوي عنه سنيد، فإنهما ضعيفان كما في " التقريب "، والحديث أصله موقوف خطأ في رفعه أحدهما، والدليل على ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن مجاهد قال: كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر، فلما كان ذات ليلة قال لغلامه (الظاهر أنه نافع) : انظر هل طلعت الحمراء؟ لا مرحبا بها ولا أهلا، ولا حباها الله، هي صاحبة الملكين، قالت الملائكة، يا رب كيف تدع عصاة بني آدم....؟ قال: إني ابتليتهم ... الحديث نحوه، قال ابن كثير: " وهذا إسناد جيد وهو أصح من حديث معاوية بن صالح هذا، ثم هو مما أخذه ابن عمر عن كعب الأحبار كما تقدم بالسند الصحيح عنه في الحديث الذي قبله بحديث، والله أعلم ))
و قال في الحديث رقم 6656 مثبتا ان موسى بن جبير هو نفسه موسى بن سرجس :
(( قلت: وهو في " تفسير عبد الرزاق " (1/ 53 - 54) : نا الثوري عن موسى ابن عقبة به.
وهذا إسناد صحيح عن كعب، فهو يجعل رواية موسى بن جبير عن موسى ابن عقبة.. عن ابن عمر مرفوعاً؛ منكراً، وقد كنا قدمنا تحقيق ذلك في المجلد الأول برقم (170) ، وإنما أعدت تخريجه هنا من طريق سعيد بن سلمة - وهو: أبو عمرو السدوسي - لأتني كنت نقلته هناك عن ابن كثير من تخريج ابن منده، وقلت ثمة:
" سكت عن علته ابن كثير، ولكنه قال: غريب. أي: ضعيف. وفي " التقريب ": موسى بن سرجس مستور. قلت: ولا يبعد أنه هو الأول، اختلف الرواة في اسم أبيه، فسماه بعضهم: (جبيراً) ، وبعضهم (سرجساً) ، وكلاهما حجازي. والله أعلم ".
هذا ما كنت قلته هناك، مخرجاً إياه من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبيرعن نافع عن ابن عمر. ثم من طريق سعيد بن سلمة عن موسى بن سرجس، وقلت عقبه ما ذكرته آنفاً من سكوت ابن كثير عنه. والآن؛ وقد وقفت على رواية البيهقي هذه من الطريق المذكور عن سعيد بن سلمة عن موسى بن جبير، بادرت إلى تخريجها؛ لأنها تؤيد ما كنت استقربته هناك أن موسى بن سرجس هو موسى بن جبير، وأن هذا الاختلاف في اسم أبيه إنما هو من بعض الرواة. على أن في هذه الطريق من لا ينبغي السكوت عنه، وهو (محمد بن يونس ابن موسى) - وهو: الكديمي -، قال الذهبي في " المغني ":.. ))
و نقرا من تحقيق مسند احمد للشيخ شعيب الارنؤوط ، مسند عبد الله بن عمر :
(( 4) إسناده ضعيف ومتنه باطل. موسى بن جبير- وهو الأنصاري المدني الحذاء-: ذكره ابن حبان في"الثقات"7/451، وقال: يخطىء ويخالف، وقال ابن القطان: لا يُعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وزهير بن محمد- وهو أبو المنذر الخراساني المروزي الخرقي- ذكره أبو زرعة في أسامي الضعفاء، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حفظه سوء، واختلف قول ابن معين فيه، فوثقه مرة وضعفه أخرى، وضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: يخطىء
ويخالف، وقال الدارمي: له أغاليط كثيرة. وقال الساجي: صدوق منكر الحديث، وذكره العقيلي وابن الجوزي، والذهبي في جملة الضعفاء. وبقية رجاله ثقات.
والصحيح أن هذا الحديث لا تصح نسبته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو من قصص كعب الأحبار، نقله عن كتب بني إسرائيل، فقد أخرج عبد الرزاق في"تفسيره"1/53 - وعنه ابن جرير (1684) و (1685) -، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار، قال: ذكرت الملائكة أعمال بني.... الخ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو أصح وأوثق من السند المرفوع.
وقد ذكره ابن كثير في "التفسير" نقله عن هذا الموضع، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات! من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم ... وقد تفرد به عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر ابنُ كثير مُتَابِعَين له من طريقين آخرَين عن نافع، أحدهما: من رواية ابن مردويه بإسناده إلى عبد الله بن رجاء، عن سعيد بن سلمة، عن موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثانيهما: من تفسير الطبري بإسناده من طريق الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قال ابن كثير: وهذان أيضاً غريبان جداً، وأقربُ ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النبي صلى الله علية وسلم. وبعد أن أورد ابن كثير حديث عبد الرزاق الصحيح في التفسير، قال: فهذا أصحُ وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الِإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في إبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار، عن كتب بني إسرائيل.
وذكر ابن كثير نحواً من ذلك في تاريخه"البداية والنهاية"، 1/37-38، ثم قال: هذا من أخبار بني إسرائيل كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار، ويكون من خرافاتهم التي لا يُعوًلُ عليها.
وحديث أحمد هذا أخرجه عبد بن حميد (787) ، وابن حبان (618.6) ، والبزار (2938) (زوائد) ، والبيهقي في"السنن"4/10- هـ، وابن السني في"عمل اليوم والليلة" (662) من طرق، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
قال البزار: رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر، موقوفَا، وإنما إتي رفع هذا عندي من زهير، لأنه لم يكن بالحافظ.
وقال البيهقي: رواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب، قال ... ، وهذا أشبه. ))
ثم نقل الشيخ شعيب تحسين ابن حجر رحمه الله للقصة من جهة تعدد طرقها ورد تقوية ابن حجر للقصة و استشهد بما قاله الشيخ احمد شاكر ايضا قائلا :
(( ثم دافع الحافظ- ولم يصنع شيئاً- عن رواية أحمد، فقال: وبين سياق معاوية بن صالح وسياق زهير تفاوت، وقد أخرجه من طريق زهير بن محمد أيضاً أبو حاتم بن حبان في"صحيحه"، وله طرق كثيرة جمعتُها في جزء مفرد يكادُ الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة لِكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، والله أعلم.
قلنا: قد تقدم أن ابن كثير قد أشار إلى رواية معاوية بن صالح هذه، وأنه لا يُعول عليها، والفرجُ بن فضالة الراوي عن معاوية بن صالح: ضعيف.ومهما كثرت الطرق الواردة في هذه الرواية، فإنها كلها ضعيفة، فلا تقوى بمجموعها في مثل هذا المطلب.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على"المسند": أما هذا الذي جزم به الحافظ بصحة وقوع هذه القصة لكثرة طرقها وقوة مخارج أكثرها، فلا، فإنها كلها طرق معلولة أو واهية، إلى مخالفتها الواضحة للعقل، لا من جهة عصمة الملائكة القطعية فقط، بل من ناحية أن الكوكب الذي تراه صغيراً في عين الناظر قد يكون حجمُه إضعافَ حجمِ الكُرة الأرضية بالآلافِ المؤلفَةِ من الأضعافِ، فأتى يكون جسم المرأةِ الصغير إلى هذه الأجرام الفلكية الهائلة.
قلنا: لم يرد في هذا الخبر عند من خرجه أن المراة التي تسمى الزهرة قد مسخت نجماً، قال ابن حبان بعد أن أورد الحديث: الزهرةُ هذه: امراة كانت في ذلك الزمان، لا أنها الزهرة التي هي في السماء التي هي من الخُنسِ. ))
ملاحظة :
وردت رواية تذكر التقاء ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بامراة من دومة الجندل تزعم انها شاهدت الملكين هاروت و ماروت ملقين من ارجلهما بين السماء و الارض
نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
(( وقد ورد في ذلك أثر غريب وسياق عجيب في ذلك أحببنا أن ننبه عليه ، قال : الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : حدثنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني ابن أبي الزناد ، حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [ رضي الله عنها وعن أبيها ] أنها قالت : قدمت امرأة علي من أهل دومة الجندل ، جاءت تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك ، تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ، ولم تعمل به . قالت عائشة ، رضي الله عنها ، لعروة : يا ابن أختي ، فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفيها كانت تبكي حتى إني لأرحمها ، وتقول : إني أخاف أن أكون قد هلكت . كان لي زوج فغاب عني ، فدخلت على عجوز فشكوت ذلك إليها ، فقالت : إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك . فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين ، فركبت أحدهما وركبت الآخر ، فلم يكن كشيء حتى وقفنا ببابل ، وإذا برجلين معلقين بأرجلهما . فقالا : ما جاء بك ؟ فقلت : أتعلم السحر . فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري ، فارجعي . فأبيت وقلت : لا . قالا : فاذهبي إلى ذلك التنور ، فبولي فيه . فذهبت ففزعت ولم أفعل ، فرجعت إليهما ، فقالا : أفعلت ؟ فقلت : نعم . فقالا : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لم أر شيئا . فقالا : لم تفعلي ، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري [ فإنك على رأس أمرك ] . فأرببت وأبيت . فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه . فذهبت فاقشعررت [ وخفت ] ثم رجعت إليهما فقلت : قد فعلت . فقالا : فما رأيت ؟ فقلت : لم أر شيئا . فقالا : كذبت ، لم تفعلي ، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري ; فإنك على رأس أمرك . فأرببت وأبيت . فقالا اذهبي إلى ذلك التنور ، فبولي فيه . فذهبت إليه فبلت فيه ، فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني ، فذهب في السماء وغاب [ عني ] حتى ما أراه ، فجئتهما فقلت : قد فعلت . فقالا : فما رأيت ؟ قلت : رأيت فارسا مقنعا خرج مني فذهب في السماء ، حتى ما أراه . فقالا : صدقت ، ذلك إيمانك خرج منك ، اذهبي . فقلت للمرأة : والله ما أعلم شيئا وما قالا لي شيئا . فقالت : بلى ، لم تريدي شيئا إلا كان ، خذي هذا القمح فابذري ، فبذرت ، وقلت : أطلعي فأطلعت وقلت : أحقلي فأحقلت ثم قلت : أفركي فأفركت . ثم قلت : أيبسي فأيبست . ثم قلت : أطحني فأطحنت . ثم قلت : أخبزي فأخبزت . فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان ، سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ، والله ما فعلت شيئا قط ولا أفعله أبدا .ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن سليمان ، به مطولا كما تقدم . وزاد بعد قولها : ولا أفعله أبدا : فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم يومئذ متوافرون ، فما دروا ما يقولون لها ، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه ، إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده : لو كان أبواك حيين أو أحدهما [ لكان يكفيانك ] .
قال هشام : فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان [ قال ] : قال ابن أبي الزناد : وكان هشام يقول : إنهم كانوا أهل الورع والخشية من الله . ثم يقول هشام : لو جاءتنا مثلها اليوم لوجدت نوكى أهل حمق وتكلف بغير علم .
فهذا إسناد جيد إلى عائشة ، رضي الله عنها . ))
التحقيق :
السند الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما قال ابن كثير رحمه الله الا ان خبر المراة لا يصح و ذلك لجهالتها .
قال الامام الالباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة الحديث رقم 912:
(( قلت: وقد زعمت امرأة من أهل دومة الجندل أنها رأتهما معلقين بأرجلهما ببابل، وأنها تعلمت منهم السحر، وهما في هذه الحالة، في قصة طويلة حكتها لعائشة رضي الله تعالى عنها، رواها ابن جرير في " تفسيره " (2 /366 - 367) بإسناد حسن عن عائشة، ولكن المرأة مجهولة فلا يوثق بخبرها، وقد قال ابن كثير (1 / 260) : " إنه أثر غريب وسياق عجيب ". وقد اكتفيت بالإشارة إليه، فمن شاء الوقوف على سياقه بتمامه فليرجع إليه ))
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 18-10-2020 الساعة 12:22 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى الموضوعات الباطلة التي لا أصل لها
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-05-2020, 11:17 PM
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 21-09-2015, 06:22 PM
-
بواسطة دكتورعزالدين في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 20-01-2014, 11:05 PM
-
بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 27-05-2012, 08:17 AM
-
بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-02-2010, 07:49 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات