بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
فى سفر التكوين 3-4 من ص1 (3وَقَالَ \للهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى \للهُ \لنُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ \للهُ بَيْنَ \لنُّورِ وَ\لظُّلْمَةِ. ) وهنا إنكار لقدرة الله عز وجل فى علمه للغيب ووصفه سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون , بالجهل والعياذ بالله.
فهو سبحانه لو لم يكن يعلم أن النور حسن قبل أن يجعله لما جعله !
فهل كان لايعلم سبحانه وتعالى بأن النور حسن أم لا قبل عمله!؟ سبحانه وتعالى عما يصفون.
إن العمل الذي يخضع للتجارب هوفقط عمل الإنسان الذي لاحول له ولاقوة ومجرد من القدرة الإلهية التي لايملكها إلا الله سبحانه وتعالى , والإنسان الضعيف هو الذي يقوم بتجربة الشئ بعد عمله مرات عديدة كي يتوصل إلى أعلى درجات الجودة بالشئ الذي قام بصناعته.
أما الخالق سبحانه وتعالى الذي أحاط بكل شئ علماً والذي على فقهر , وبطن فخبر , وملك فقدر والذي ليس كمثله شئ وهو السميع العليم, فقبل أن يخلق آدم عليه السلام قال سبحانه للملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) وما قالت الملائكة هذا القول اعتراضاً على أمر الله لكن الجن أفسدوا في الأرض قبل بني آدم فقالت الملائكة ذلك فقاسوا هؤلاء بأولئك . فحق قول الله سبحانه وتعالى وكان آدم عليه السلام وكان يعلم سبحانه قبل خلقه آدم ماذا سيفعل بعد خلقه وماذا ستفعل ذريته فى الأرض من سفك للدماء وفساد فى الأرض أي أن الله أعلم بالشئ قبل أن يخلقه مثلما جاء فى سفر التكوين 6-7-8 .من ص(1)لآنه لم يذكر فى هذا الحديث ماذكر فى 1-2 من إنكار لقدرة الله فى علمه للغيب:-( فهذا تصديقاً للقرآن الكريم الذي هيمن على الكتب التي سبقته فهو الحق من الله عز وجل الذي أنزله على رسوله الكريم الذي وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى.فذكر الله فى قصة نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أنه عندما كذبه قومه ورموه بالجنون عندما قال لهم وحدوا الله ولاتشركوا به شيئاً على مدار تسعمائة وخمسين سنة كاملة ليلاً ونهاراً ,فماذا كانت نتيجة قول كلمة التوحيد لهم لا إله إلا الله وماذا كانت العاقبة بعد ألف إلا خمسين عاماً !
قالوا مجنون وازدجر , وازدجر أي انتهروه وزجروه وتوعدوه لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين
فدعى ربه نوح فقال(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ) فاستجاب الله دعوة عبده ونبيه نوح عليه السلام لأنه علم ما أصابه من قومه فأمر الله تعالى أبواب السماء فقال(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ ) وهنا لم يقل الله لجند من جنوده افتح أبواب السماء وإنما فتحها الله سبحانه بقدرته وعظمته وكلمته الشريفة (كن)
والفاء هنا فى كلمة ففتحنا هى للتركيب والتعقيب بخلاف (ثم) لأن ثم للترتيب والتراخي فلم يقل سبحانه ثم فتحناأبواب السماء بل قال (ففتحنا أبواب السماء)وأيضاً الفاء هنا بخلاف الواو لأن الواو لمطلق الجمع ولذلك إذا أردت أن تعطف بالواو فاعطف على المعطوف عليه أولاً إذا قلت أرسل الله نوحاً و إبراهيم و موسى و عيسى و محمداً فاعطف محمداً على نوح المعطوف عليه الأول ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمداً , بل اعطف محمداً على عيسى ولاتعطفه على نوح لأن الفاء وثم يفيدان الترتيب لأن الترتيب يقتضي أن يكون العطف على ماقبلها مباشرة . فقال سبحانه (ففتحنا) و(نا) هنا صمير العظمة مبني على السكون فى محل رفع لأنه فاعل ولم يقل سبحانه فتحنا أبواب السحاب فلو فتح ابواب السحاب لكان مطراً كما نراه نحن أما ابواب السماء فلا يعلم مافيها من ماء إلا الله القادر وحده فهو سبحانه وتعالى العلي القدير.
وسبحان الله القائل:
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16} لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ {17} بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ {19} يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ {20} أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ {21} لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {22} لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {23} أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {25} وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {28} وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ {29} أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ {31} وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ {32} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {33} وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ {34} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {35} وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ {36} خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ {37} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {38} لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ {39} بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ {40} وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (الأنبياء).
المفضلات