بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله حبيب قلوبنا و قُررة أعيننا سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .. ثم أما بعد :
أثار أعداء الإسلام من الحاقدين عليه إفتراء جديد لا يوصف وصف أقل من أنه إفتراء (غبي) و كشف جهل أعداء الإسلام الفاضح المفضوح أصلاً ..
يُثير أعداء الإسلام كذبة جديدة على القُرآن الكريم ألا وهي أن القُرآن به أخطاء نحوية .. جاعلين من أنفسهم أضحوكـة يسخر منهم المُسلمين عوامهم قبل عُلمائهم .. و سنرد إن شاء الله على تلك الأكاذيب رداً عقلياً مُبسطاً قبل أن نرد عليها رداً علمياً .. فنقول والله الموفـق :
أولاً : أن علم النحو أساساً نشأ بعدما جاء الإسلام لخدمة الإسلام في الحفاظ على القُرآن الكريم بعدما دخل الإسلام ألسنة جديدة من الأعجمييـن و غير العرب .. و لذلك نشأ علم النحو ليتعلم هؤلاء كيفية قراءة القُرآن على النحو الذي قرأه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فالخطـأ ((إن كان هناك خطأ)) في القُرآن المصدر أم في النحو و هو الفرع التابع للمصدر !!؟
عموماً الخطأ لا هنا و لا هناك فالخطأ في عقول و قلوب كرهت الإسلام و حقدت عليه ..
نعم أيها الأخوة الأحباب إنكشف جهل الكذّاب الـلئيم حول دين رب العالمين !
ثانياً : أن مؤسس علم النحو هو ( أبو الأسود الدؤلـي ) و القصة التي جعلته يبدأ في تأسيس ذلك العلم أن أبا الأسود الدؤلي مرّ برجل يقرأ القرآن فقال ((إن الله بريء من المشركين ورسوله)), كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) أي أنه غير المعنى ؛ لأن (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ) ، فذهب أبو الأسود إلى سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه وشرح له وجهة نظره- أن العربية في خطر - فتناول سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه رقعة ورقية وكتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم..الكلام اسم وفعل وحرف.. الاسم ما أنبأ عن المسمى.. والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى.. والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس اسماً ولا فعلاً. ثم قال لأبو الأسود : انحُ هذا النحو .. !!
و يُروى أيضاً أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه كان يقرأ رقعة فدخل عليه أبو الأسود الدؤلي فقال له: ما هذه ؟ قال علي رضي الله عنه وأرضاه : إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة الأعاجم، فأردت أن أصنع(أفعل)شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود : انح هذا النحو !
وكان يقصد بذلك أن يضع القواعد للغة العربية. وروي عنه أنّ سبب ذلك كان أنّ جارية قالت له (ما أجملُ السماء؟) وهي نَوَد أن تقول: (ما أجملَ السماء!) فقال لها: (نجومها!)
ثالثاً : نزل القُرآن في أهل اللغـة العربية أصلاً من عمالقة الشعر و اللغـة ، فلو أن القُرآن به أخطاء كما زعم أهل الباطل من أعداء الإسلام هل كان يسكت عليها هؤلاء من أهل الكفر الذين لم يكونوا أشد حقداً على الإسلام من كثير من أعداء الإسلام الآن ..
بل دخل الإسلام كبار الشُعراء مثل سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي دخل الإسلام وهو شاعر و الخنساء و كعب بن زهير و كعب بن مالك و غيرهم من كبار الشُعراء .. هل لو كان بالقُرآن خطأ أكانوا قبلوا بـه .. !!؟
لا بل إن الكُفار شهدوا ببلاغـة القُرآن و فصاحتـه .. فيقول الوليد بن المُغيرة و كان أعلمهم بالشعر و النثر و سجع الكهان ( والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، و إن أعلاه لمُثمر ، و إن أسفله لمغدق ، و إنه ليعلو ولا يُعلى عليه ، و إنه ليحطم ما تحته )
يبقـى أن أقول أن الوليد بن المغيرة عابد الأوثان و الأصنام كان أشرف في خصومتـه من كثير من أعداء الإسلام من النصارى و اليهود و المُلحدين في أيامنا هذه .. نعم هؤلاء عُباد الأصنام كانوا أشرف من كثير من أعداء الإسلام الحاقدين عليه الآن ..
فالحمدلله على نعمة الإسلام ..
تُتبع الردود العلمية إن شاء الله ..
المفضلات