المسيحيون هم الذين حرفوا الكتاب المقدس أم اليهود ؟
الكتاب المقدس محرف بكل تأكيد والأدلة على تحريفه كثيرة جدا
ولكن من منهم كان له السبق في التحريف ؟
المسيحيون أم اليهود ؟
ربما تشير النتائج في نهاية المطاف إلى أن أحد الفريقين أو كلاهما ضالع في التحريف
بداية يزعم المسيحيون أن العهد القديم كثيرا ما ذكر يسوع بالتصريح أو بالتلميح
ويزعم المسيحيون أيضا أنهم قد ترجموا العهد القديم من النص العبري مباشرة دون تحريف
أي أن النص العبري هو الأصل لجميع الترجمات المسيحية
وسنتعرض هنا لنبوءة يزعم المسيحيون أنها تتحدث عن يسوع
ولكن شتان ما بين نصوص الفريقين
بين ما هو مكتوب باللغة العبرية على أيدي أحبار اليهود وما هو مكتوب باللغة العربية على أيدي المسيحيين
أي شتان ماهو مكتوب ومعروف لليهود وبين ما هو مكتوب ومعروف للمسيحيين
سنتعرض هنا لكلمتين في مزامير اليهود يقابلهما كلمتين مغايرتين في مزامير المسيحيين
لا وجه للتشابه بين الكلمتين إلا إذا كان هناك تشابه وتوافق بين الثقب والأسد
الكلمة الأولى
جائت في اللغة العبرية بهذا الرسم ( כָּאֲרִי ) وبهذا المعنى ( كأسد ) هكذا يفهمها اليهود
أما نفس الكلمة في الترجمة العربية فهي ( ثقبوا ) وهكذا يفهمها المسيحيون
فهل جائت هذه الكلمة في الأصل ( كأسد ) أم أنها جائت في الأصل ( ثقبوا ) ؟
الكلمة هنا محرفة بلا أدنى شك
فمن من الفريقين حرف الكلمة ؟
هل كانت هذه الكلمة في الأصل ( كأسد ) وتم تحريفها من قبل المسيحيين إلى ( ثقبوا ) ليجعلوها تخدم عقيدتهم ؟
أم أنها كانت في الأصل ( ثقبوا ) وتم تحريفها من قبل اليهود إلى ( كأسد ) حتى لا يستفيد منها المسيحيون ؟
من الذي بدل وحرف هذه الكلمة ؟؟
وملاحظة أخرى على الهامش
هل المسيحيون هم الذين وضعوا الفاصلة قبل كلمة ( ثقبوا ) لتخدم وجهة نظرهم أيضا ؟
أم أن اليهود هم الذين رفعوا الفاصلة من مكانها لتكون كلمة ( كأسد ) تابعة لما قبلها ،
وبذلك يضيعوا على المسيحيين المعنى الحقيقي لتلك الجملة ؟؟؟
نأتي الآن إلى النص المقصود وهو النص رقم 16 من المزمور 22
( لانه قد احاطت بي كلاب. جماعة من الاشرار اكتنفتني ، ثقبوا يدي ورجلي )
المزمور 16/22
يفهم من هذا النص أن جماعة من الأشرار إكتنفت القائل وثقبوا يديه ورجليه
أما النص العبري فها هو أمامكم أضع ترجمة حرفية لكل كلمة تحتها
( כִּי סְבָבוּנִי כְּלָבִים עֲדַת מְרֵעִים הִקִּיפוּנִי כָּאֲרִי יָדַי וְרַגְלָי )
( لأنه أحاطني كلاب جماعة من السيئين إكتنفوني كأسد يداي ورجلاي )
أترك لكم التفكير في الأمر ثم
نأتي إلى الكلمة الثانية
وهي كلمة ( أحصي ) كما هي مذكورة في الترجمة المسيحية
بينما هي بالنسخة العبرية ( אֲסַפֵּר ) أي ( أقص ، أحكي ، أتكلم ) وليست أحصي
فأي الكلمتين أصلي وصحيح وأيهما محرف ومن الذي حرف هذه الكلمة ؟؟؟
ننظر إلى الكلمة في سياق النص المسيحي
( احصي كل عظامي . وهم ينظرون ويتفرسون في ) 17 من نفس المزمور
وهذا هو النص العبري مع ترجمة حرفية لكل كلمة
( אֲסַפֵּר כָּל-עַצְמוֹתָי הֵמָּה יַבִּיטוּ יִרְאוּ-בִי )
( أقول كل - عظامي هم ينظرون يرون - بي )
فمن الذي بدل وحرف هذه الكلمة أيضا، هل هم المسيحيون أم اليهود ؟؟؟
فهل الكلمة في الأصل (أقول ، أقص ) أم أنها جائت في الأصل ( أحصي ) ؟
الكلمة هنا محرفة بلا أدنى شك
فمن من الفريقين حرف هذه الكلمة ؟
هل كانت الكلمة في الأصل ( أقول ، أقص ) وتم تحريفها من قبل المسيحيين إلى ( أحصي ) ليجعلوها تخدم عقيدتهم ؟
أم هل كانت الكلمة في الأصل ( أحصي ) وتم تحريفها من قبل اليهود إلى ( أقول ، أقص ) حتى لا يستفيد منها المسيحيون ؟
ثم لو تتبعنا سياق النص بعد ذلك سنجد أن الفارق مذهل
سنجد هذا المعنى هو المقصود في النص العبري بعد ضم النصين إلى بعضهما
( لأنه أحاطني كلاب ، جماعة من السيئين إكتنفوني كأسد ، يداي ورجلاي أقول كل - عظامي هم ينظرون يرون - بي )
أما المعنى المقصود في النص المسيحي بعد ضم المقطعين سنجده كما يلي
( لانه قد احاطت بي كلاب ، جماعة من الاشرار اكتنفتني ، ثقبوا يدي ورجلي ، احصي كل عظامي ، وهم ينظرون ويتفرسون في )
وللعلم فإن المزامير هي أشبه ما تكون بالشعر
وتكتب كما يكتب الشعر
فيصبح مفهوم المزمور كما يلي :
قد أحاطت بي كلاب ، جماعة من السيئين إكتنفوني كالأسود
يداي ورجلاي بل أقول كل عظامي يشاهدون وينظرون إلي
شتان بين المعنيين بسبب التحريف وبسبب موضع الفاصلة
ليس عندي متسع من الوقت حتى أسترسل في البحث لعلي أجد الكثير الكثير من الكلمات والنصوص تختلف بين نصوص الفريقين ،
ولقد كتبت قبل هذا تحت عنوان
( المسيحيون ليسوا أمناء في ترجمة البايبل )
https://www.ebnmaryam.com/vb/t192690.html
فهل بعد هذا كله يستطيع أحد منهم أن ينكر تحريف كتبهم ؟؟
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
المفضلات