فراغ وملل !!



كتب نبيل العوضي

23 / 6 / 2010م

ها هي العطلة الصيفية بدأت، والفراغ هو سيد الموقف، وأبناؤنا يتساءلون كيف سنقضي هذا الفراغ؟ ليس كل الآباء قادرين على السفر للسياحة وقضاء الأوقات، فماذا سيفعل الأب مع أبنائه وبناته؟ البعض تقصر به المادة عن السفر، والبعض ليس عنده رصيد من الاجازات للسفر، وهؤلاء يعانون من ملل يصيب ابناءهم خلال الصيف.

هناك مراكز صيفية كثيرة ننصح اولياء الامور باشراك ابنائهم فيها، منها وفي مقدمتها ما يتبع جمعيات ولجان ومبرات خيرية، وأنشطتهم متنوعة بين الدينية والثقافية والترفيهية، وهناك مراكز للهيئة العامة للشباب والرياضة، وهناك (النادي العلمي) في جنوب السرة لمن يحب بعض المجالات العلمية، وهناك النوادي الرياضية في الكثير من المناطق، ومن افضل النوادي تلك التي تتبع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية مثل (السراج المنير) ولا يكلف ولي الأمر أي مبلغ مادي وهي منتشرة في أغلب المناطق، المهم ان يبحث اولياء الامور عن النافع والمفيد لابنائهم خلال العطلة الصيفية.

بعض الآباء والامهات – هداهم الله – اهملوا ابناءهم فتراهم خارج البيت اكثر الليل في المجمعات والمقاهي والشوارع، لا يعلمون عن ابنائهم شيئا ولا يعرفون من يخالطون ولا ماذا يفعلون، ولا أين يسهرون وصل الامر ببعض الابناء ان منهم من ينام خارج البيت ويغيب عن البيت يوما كاملا ويرجع للبيت ولم يسأل عنه أحد! لا أب ولا أم!!
المصيبة الاكبر في اهمال العناية بـ(البنات) (فبعض) البنات الصغيرات يقضين اكثر الليالي في المجمعات التجارية بمفردهن!! فتيات صغيرات بملابس لا تناسبهن ومكياج وتبرج يتجولن في الاسواق اكثر الليل، والسائق يذهب بهن حيث احببن ولا أم تسأل ولا أب يهتم، وهذه المناظر ليست بالقليلة خصوصا في الصيف حيث لا دراسة ولا مسؤولية على الابناء والبنات.

وزارة الداخلية تعاني كل صيف من ازدياد عدد الجرائم والمشاكل الاخلاقية، والسبب هو عدم استغلال اوقات الطلاب الذين فرغوا من دراستهم فيما ينفع مجتمعهم وينفعهم.
لماذا لا يتم استغلال (صالات) مدرستين في كل منطقة وذلك لإقامة انشطة ثقافية وترفيهية ورياضية ومسابقات فيها، وتستطيع اللجان التطوعية والخيرية بالتعاون مع الجمعيات التعاونية، اقامة مثل هذه المراكز الصيفية، ولو تم هذا الامر لوجدنا الكثير من الابناء والبنات سيشارك في انشطة ممتعة ومفيدة.

الزيارات العائلية ينبغي ان تكثف خلال العطلة الصيفية، فبعض الابناء والبنات ربما لا يعرف بعض اقربائه او قليل الصلة به، فلنجعل جدولا لزيارة الاقرباء الذين تقل زيارتهم اثناء المدارس، وصلة الرحم من افضل الامور واجلها عند الله، ومن وصل رحمه وصله الله ومن قطعها قطعه الله.

انا لا ادعو للسهر ولا أحبذه لان الجسد يحتاج الى النوم بالليل اكثر من النهار، لكن اذا اضطر الواحد منا للسهر او تعود ابناؤه عليه فلا يحرم نفسه ولا اولاده فضيلة قيام الليل، فجوف الليل وآخره من اشرف الاوقات وقليل من يستغله وربنا جل وعلا ينزل الى السماء الدنيا فيقول (هل من سائل فاعطية هل من داع فاستجيب له، هل من مستغفر فاغفر له) فهل فكر (الساهرون) في عظم الوقت الذي يضيع عليهم واستغلوه!!
انظر حولك فمما تراه تتبين صدق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).

٭٭٭
الومضة (الرابعة والثلاثون):

قال الحسن البصري رحمه الله:
(استكثروا من الاصدقاء المؤمنين فان لهم شفاعة يوم القيامة).


نبيل العوضي
alawadhi@alwatan.com.kw



جريدة الوطن - 23 / 6 / 2010م