اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
نبذة مختصرة عن شهود يهوه :
نحن اشخاص من مئات الخلفيات العرقية واللغوية، لكن ما يوحدنا هو اهدافنا المشتركة. فبالدرجة الاولى، نريد ان نكرم يهوه، إله الكتاب المقدس وخالق كل الاشياء. كما اننا نسعى جاهدين للتمثل بيسوع المسيح، ونفتخر بأن ندعى مسيحيين. وكل واحد منا يصرف بانتظام مقدارا من الوقت في مساعدة الناس للتعلم عن الكتاب المقدس وملكوت الله. وبما اننا نشهد، اي نتكلم، عن يهوه الله وملكوته، فنحن نُعرف بالاسم «شهود يهوه».
جوابهم عن سؤال :
بأي معنى يسوع وأبوه هما واحد ؟
قال يسوع: «انا والآب واحد». (يوحنا ١٠:٣٠) يستشهد بعض الاشخاص بهذه الآية ليبرهنوا ان يسوع وأباه هما اثنان من ثلاثة اقانيم في اله واحد. فهل هذا ما عناه يسوع بهذه العبارة؟
تأمل في قرينة هذه الآية. في العدد ٢٥، ذكر يسوع انه عمل اعمالا باسم ابيه. وفي الاعداد ٢٧ الى ٢٩، تحدث عن خراف مجازية اعطاه اياها ابوه. فلو كان يسوع وأبوه كائنا واحدا، لما كان لهاتين العبارتين اي معنى لدى سامعيه. لقد كان يسوع في الواقع يقول: ‹انا وأبي على علاقة وثيقة جدا بحيث لا يستطيع احد ان يأخذ الخراف مني، مثلما لا يستطيع ان يأخذها من ابي›. وذلك اشبه بابن يقول لأحد اعداء ابيه: ‹تعدّيك على ابي انما هو تعدٍّ علي›. فلا احد يستنتج من هذه الكلمات ان الابن وأباه هما شخص واحد. بل على العكس، يدرك كل من يسمعها ان رباط وحدة متينا يجمع بينهما.
وبشكل مماثل، فإن يسوع وأباه، يهوه الله، هما «واحد» بمعنى انهما على وفاق تام في الاهداف والمقاييس. وبخلاف الشيطان ابليس والزوجين البشريين الاولين، آدم وحواء، لم يشأ يسوع قط ان يكون مستقلا عن الله. فقد اوضح قائلا: «لا يقدر الابن ان يعمل شيئا من تلقاء ذاته، إلا ما يرى الآب يعمله. لأن مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن ايضا على مثاله». — يوحنا ٥:١٩؛ ١٤:١٠؛ ١٧:٨.
ولكن رغم قوة رباط الوحدة هذا، يبقى التمييز بين الله وابنه ممكنا. فهما كائنان منفصلان، ولكل منهما شخصيته المتميزة. كما انيسوع له مشاعره وأفكاره واختباراته الخاصة، هذا بالاضافة الى الارادة الحرة. ورغم ذلك، اختار ان يذعن لمشيئة ابيه. فبحسب لوقا ٢٢:٤٢، قال يسوع: «لتكن لا مشيئتي، بل مشيئتك». فلو لم يكن يتمتع بإرادة مستقلة عن ارادة ابيه، لما حملت هذه الكلمات اي معنى. فضلا عن ذلك، اذا كان يسوع وأبوه كائنا واحدا، فلماذا وجه يسوع صلاته الى الله؟ ولماذا اعترف بتواضع ان ثمة امورا لا يعرفها هو بل ابوه وحده؟ — متى ٢٤:٣٦.
بالتباين مع الانسجام التام بين يسوع وأبيه، ثمة آلهة توصف بأنها متخاصمة ومتحاربة مع افراد عائلتها تُعبد في كثير من الاديان. خذ على سبيل المثال الاله كرونوس في الاساطير اليونانية القديمة، الذي اطاح بأبيه أورانوس وابتلع اولاده. كم يختلف ذلك عن الوحدة المؤسسة على المحبة الحقيقية بين يهوه الله وابنه يسوع! وكم تعزز هذه الوحدة محبتنا لهما! وفي الواقع، لدينا امتياز لا يضاهى ان نكون في اتحاد بيهوه ويسوع، اسمى شخصيتين في الكون كله. فقد صلى يسوع بشأن اتباعه: «اطلب . . . [ان] يكونوا جميعهم واحدا، كما انك انت، ايها الآب، في اتحاد بي وأنا في اتحاد بك، ليكونوا هم ايضا في اتحاد بنا». — يوحنا ١٧:٢٠، ٢١.
اذًا، حين قال يسوع: «انا والآب واحد»، لم يكن يتكلم عن ثالوث غامض، بل عن وحدته الرائعة بأبيه، اوثق رباط يمكن ان يجمع بين كائنين.
المفضلات