كن قدوة ،،،،،،قبل أن تكون داعية قاعدتنا في كل مكان وزمان أنّ فاقد الشيء؛ لا يعطيه، وهل ننتظر ممن لم يُحسِنوا لأنفسهم بتربيتها و دعوتها لمحاسن الأخلاق وجميل التعامل وسامي التواصل مع الآخرين أن يُحسنوا لغيرهم وأن يوصلوا الدعوة لهذا الدين لمن يحتاجها في أصقاع المعمورة فضلاً عن زملائهم المُخَالِطِين..؟!!!!
ما رأيتُ أخطر على الأمة من فقراء الأخلاق، ولا رأيتُ أخطر عليها، ولا أشدّ تنفيراً من الدين؛ إلا من ساءَت منهُمُ الأخلاق وهم يحسبون أنهم يُحسنون عملاً..!!!!! أرشد الإمام الشافعي مؤدِّب أولاد هارون الرشيد فقال: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك، فإن أعنّتهم معقودة بيدك، فالحسن عندهم ما استحسنته، والقبيح عندهم ما تركته"، والأجمل قول أحدهم: "كونوا عبّادًا قبل أن تكونوا قوّادًا تصل بكم العبادة إلى أحسن قيادة".
ولو تأمّلنا دعوة الرُسل السابقين، وكيف يبعث الله من القوم أحسنهم أخلاقاً، ومن عُرِفوا بين قومهم بالصدق والأمانة، فالمتلقّي متى شعر بالراحة والاطمئنان والثقة بمن يدعوه فسيقبِل عليه، وفي أقل الأحوال لن ينفُر منه. ورسول الله هو المثل الأعلى لكل هذا؛ فقد أدّبه ربه فأحسن تأديبه، و اعتصم بالحلم، والصبر على الأذى، وخفض الجناح، والرفق، وحسن المعاملة - مع قوة الشخصية - والمهابة العلمية. فبلغت دعوته ما بلغت، وبلغت محبته في القلوب ما بلغت.] كمااعتنى عناية خاصة بجانب الأخلاق والعلاقات الإنسانية، فهو يشيع بين الناس أواصر الرحمة، والحب والتسامح، والفضل، والتعاون، ومراقبة الضمير، وخشية الله، إلى غير ذلك من المعاني الكريمة، ورتّب عليها الأجر والثواب والفضل والمنازل الرفيعة، وتلك هي أدوات الدعوة الميدانية الناجحة.
والشباب يحتاج لرؤية نماذج صادقة مع ربه، تتحلى بالأخلاق الكريمة، يخرجون إليهم ويتعاملون معهم بالأخلاق الحسنة فيحببوهم في الاستقامة، ولسان الحال كما نعلم أبلغ من ألف ألف مقال..!!!!
لذلك نريدكم يا أهل هذه الملّة؛أن تبدأوا باصلاح انفسكم اولاً وان تكونوا اصحاب علمٌ وعمل، دينٌ و خلُق، تعاونٌ وبرّ وحبّ للخير لكم ولغيركم، نريدكم أدوات دعوة متحرّكة في أي مكان وُجدتم، تنطق ألسنتكم وأعمالكم وعلاقاتكم بخُلق الإسلام و خيريته، والله لا يضيع أجرمن أحسن عملاً.
لنتذكّر دائماً ((إن هذا الدين يهدي للتي هي أقوم))، و لنقيّم أنفسنا ولنقوّم معوجّها ولنصل بها لأعلى مراتب الكمال كما أراد لنا هذا الدين..!!!!!
المفضلات