المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام
كاتب المقال قليل الأدب من الدرجة الأولى و مُدلس أخى الحبيب ، و لا يُهمنى الكلام فى الثورة و لا حكمها ، فقد تعبنا من قول ذلك حتى مللناه .
لكن لا ينبغى للكاتب أن يتعدى طوره و يسب العلماء كما سب المروزى ، و كثير من الأئمة الأعلام لم يثبت فى محنة خلق القرآن و هم من هم ، حتى إننا لنأخذ عنهم العلم إلى اليوم ، فلا ينبغى أن نخوض فيهم ، و هم ما قالوا بغير ما فى قلوبهم إلا لكونهم رؤوا فى ذلك رخصة تقيهم من السيف ، كما قال تعالى : {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} لكن لم يرى أحمد أن فى ذلك رخصة خشية أن يُضل الناس من خلفه .
ثم بعد ذلك يُدلس كاتب المقال و يقول :
و كأن الإمام أحمد كان فى حزب المعارضة من الخليفة ، أو كان يريد نزع الخليفة من خلافته .
و لا يعلم هذا الكاتب أن الإمام أحمد كان يُعارضهم (المأمون و المعتصم و الواثق) فى مسألة عقائدية هى من صميم الدين و رفض القول بخلق القرآن رغم تعذيبه و جلده ، و مع هذا لم ينزع يداً من طاعة و لم يُجز الخروج عليهم رغم سفك الواثق لدماء العلماء ، فهل سيتطاول هذا الكاتب على الإمام أحمد لرفضه الخروج على الحكام رغم ما أحدثوه ؟! أم سيكف لسانه و قلمه و لا يهرف بما لا يعرف ؟
طبعاً هذا إما من جهله و إما من تدليسه ، فهم كانوا ينتظرون قول الإمام فى القرآن : أمخلوق أم كلام الله ؟ و هذا ما كانوا ينتظرون كتابته ، لا ينتظرون كتابة أى كلمة يقولها .
و كأن هذا الكاتب أراد أن يوهم القراء من العوام أن هؤلاء هم علماءنا ، و الإمام أحمد أحد الأئمة الأربعة الأعلام يُعارض الخليفة و يرفض خطابه و كذا و كذا ، فهو بذلك يُجيز لكم أن تفعلوا مع الحكام كذا و كذا ، و أغفل هذا الكاتب أن القصة برمتها كانت محنة خلق القرآن و أغفل رفض أحمد الخروج عليهم مع ظلمهم ، أراد أن يُلبس على العوام دينهم .. و إلى الله المشتكى من هذا و أمثاله .
المفضلات