التلبينـــــة
التلبينة: هي حساء يعمل من ملعقتين دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف اليهما كوب من الماء وتطهى على نار هادئة مع التحريك المستمر لمدة خمس دقائق ثم يضاف اليها كوب من لبن (حليب) وملعقة عسل نحل، وسميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. ولقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم: «اوصى بالتداوي والاستطباب بها قائلا: «التلبينة حجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن».صحيح البخاري. ومن المذهل ان نرى التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة في الحديث الشريف وما اظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة الى تناول الشعير كغذاء يومي لما له من اهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية ومن فوائده: 1- خفض نسبة الكوليسترول ومعالجة امراض القلب فقد اثبتت الدراسات فاعلية حبوب الشعير في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم خلال عدة عمليات تتمثل في اتحاد الالياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكوليسترول الزائد في الاطعمة فتخفض نسبته بالدم، كما ينتج عن تخمر الالياف المنحلة في القولون احماض دسمة تعيق ارتفاع نسبته في الدم. كما تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات (هاء) التي تفيد في علاج القلب اذا اخذت بكميات كبيرة، وعلى هذا فان التلبينة تسهم في الوقاية من امراض القلب والدورة الدموية اذ تحمي الشرايين من التصلب خاصة شرايين القلب التاجية فتقي من التعرض لالام الذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب، اما المصابون فعليا بهذه الامراض فان التلبينة تساعد بالاقلال من تفاقم حالتهم المرضية، وهذا يظهر الاعجاز في قول النبي عليه والسلام (التلبينة حجمة لفؤاد المريض). وحجمة اي مريحة لقلب المريض.
2- ينفع الشعير في علاج الاكتئاب، ذلك ان اطباء الاعصاب يؤكدون اليوم ان الاكتئاب خلل كيميائي وان هناك مواد لها فعالية قوية في التخفيف من حدته مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم ومضادات الاكسدة وغيرها، وهذه المواد كلها موجودة في الشعير الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم «تذهب ببعض الحزن» فقد اشارت الدراسات العلمية ان المعادن من البوتاسيوم والمغنيسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حدة الاكتئاب، وفي حالة نقصها يزداد شعور الانسان بالحزن والاكتئاب وتجعله سريع الانفعال والغضب والبكاء. ويلاحظ ان الدراسات تستخدم كلمة «التخفيف من حالات الاكتئاب» ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «تذهب ببعض الحزن» وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي اوتي جوامع الكلم. كما يحتوي الشعير على فيتامين «ق» الذي ينصح به مريض الاكتئاب ويحتوي ايضا على كميات كبيرة من الاكسدة المفيدة في شفاء حالات الاكتئاب عند المسنين، وفي منع حدوث انواع معينة من الاورام وامراض القلب، ويؤيد حوالي تسعة من كل عشر اطباء دور مضادات الاكسدة قي مقاومة الامراض وابطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر. كما يحتوي الشعير ايضا على هرمون «الميلاتونين» الطبيعي غير الضار وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينيين ومع تقدم الانسان بالعمريقل افرازه وترجع اهميته الى قدرته على الوقاية من امراض القلب وخفض نسبة الكوليسترول في الدم وخفض ضغط الدم وله علاقة بالشلل الرعاشي عند كبار السن كما يعمل على تأخير اعراض الشيخوخة كما ان له دور هام في تنظيم النوم والاستيقاظ.
3- علاج لارتفاع السكر والضغط: تحتوي الالياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ (بكتينات) تذوب في الماء لتكون هلامات لزجة (تشبه الجلي) تبطىء من عمليتي الهضم وامتصاص المواد الغذائية في الاطعمة، فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات فتمنع ارتفاع السكر المفاجيء وتساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم، كما اثبتت الدراسات ان تناول البوتاسيوم يقي من الاصابة بارتفاع ضغط الدم ولكون الشعير يحتوي على هذا العنصر الذي يخلق توازنا بين الملح والماء داخل الخلية فان للشعير خاصية ادرار البول، ومن المعروف ان الادوية التي تعمل على ادرار البول من اشهر الادوية لعلاج مرضى ضغط الدم.
4- ملين ومهديء للقولون: ان الشعير بالالياف غير المنحلة (التي لا تنحل بالماء) لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها، مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة في القولون فتنشط الحركة الدودية للامعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات واظهرت الدراسات انه كلما قل بقاء الفضلات في الامعاء قل احتمال الاصابة بالاورام. وفي الختام اقول ان الاقبال على الطب النبوي بالاضافة لكونه طريقة للشفاء فانه ايضا سبيل للفوز بمحبة الله تعالى وفرصة لمغفرة الذنوب قال تعالى : «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم». وهكذا يصبح للطب النبوي مبررات اخرى اعظم من الشفاء ذاته.
المفضلات