الفصل الثاني
1 - النصرانية .
وجهة النظر النصرانية .
خلق الله آدم وحواء ووضعهم في جنّة عدن وأعطاهم الحرّية للإختيار بين الصواب والخطأ. إختاروا الخطأ و هو أرتكاب الخطية. الخطية هى ضد مشيئة الله وضد الطبيعة و سوء أستغلال للحرية. الله لا يستطيع التغاضى عن المعصية (سنفترض أن المقصود لم يشأ الله بدلا" من لا يستطيع التي لا تليق بالله تعالى )، لذلك خطية آدم وحواء أدت إلي طردهم من جنّة عدن بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت.
كنتيجة لخطيتهم، أطفالهم وكلّنا ورثنا طبيعة فاسدة، بمعنى أن نسلنا ليس مثالي في الطبيعة، فنحن جميعاً نخطئ.
تعلّم المسيحية بأنّ هناك إله واحد وحيد في كلّ الوجود، الله خلق الكون ، الأرض، وخلق آدم وحواء.
المسيحية تُعلّم أن الله ثلاثة أقانيم (أبّ، إبن، وروح قدس)، (لاحظ أن كلمة أقنوم تعنى صفة أو خاصية) يسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث، فالسيد المسيح مات على الصليب وقام من الموت بكامل قدرته، ولآن كل البشر تحت خطية آدم وحواء وتحت عقاب الطرد من محضر الله القدوس، جاء السيد المسيح المُخلص ليخلصنا من حكم الموت الأبدى . (أي تخرج من رحمة الله ).
و لرحمته العظيمة فهو سمح بمجئ المُخلص ليفدينا من العقوبة الشدية وهى الموت،, ولاحظ أن الموت وهو العقوبة هو موت أبدى بمعنى أخر هو الفناء، لكن الله وعد بأرسال المُخلص من نسل حواء , فالسيد المسيح بموته على الصليب هزم الموت، فالموت الذى يموته نسل آدم مجرد أنتقال للحياة الاخرى، و الأموات قبل مجئ السيد المسيح كانوا يرقدون على رجاء القيامة. لذلك فالطريق الوحيد لخلاص النفس هو الأيمان بالسيد المسيح وتطبيق تعاليمه.
السيد المسيح جاء إلى هذا العالم، ليتمم نبوءات و شريعة العهد القديم (التوراة)، ومات على الصليب، و قام من الأموات. قام بالعديد من المعجزات التي سجّلت في الإنجيل من قبل شهود العيان. السيد المسيح هو الأقنوم الثانى الكلمة، تجسد و فى تجسده لاهوته ( ألوهيته ) لم يفارق ناسوته (الجسد) لحظة واحدة ولا طرفة عين. وهو مستحقّ العبادة والصلاة له.
قانون الإيمان النصراني .
مجمع نيقية كان سنة 325 ميلادية وأقر المجمع قانون الإيمان التالي
قانون الإيمان النيقاوي .
نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء، وصار إنساناً وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وسيأتي أيضاً بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه.
أضيفت الفقرة التالية سنة 381 بمجمع القسطنطينية الأول .لتؤكد ألوهية الروح القدس و أصبح الإسم (قانون الإيمان النيقاوي- القسطنطيني)
وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي. آمين.
أي أن قانون الإيمان الحالي أعتمد ووزع على الكنائس في نهايات القرن الرابع الميلادي .
ملخص ما سبق
أدم عليه السلام أخطأ فطرده الله من الرحمة ( حكم عليه بالموت ) , أصبحت البشرية كلها ملوثة وتتوارث الخطية التي أقترفها أدم عليه السلام لأنه أكل من الشجرة.
لرحمة الله أرسل أبنه الوحيد ليقتل على الصليب ليفتدي البشر و يزيل عنهم خطيئة أدم.
تجسد الأبن في مريم العذراء فولد مرة ثانية .
ولد أولا" من الله ( ولادة غير جسدية ) وولد من مريم العذراء التي ولدته إله وإنسان لذلك يعتقد الكاثوليك و الأرثوذوكس أنها أم الإله.
طهر الروح القدس مريم من الخطيئة ولكن لم يكن التطهير كاملا" بل كان يلزمها أيضا" ( تضحية السيد المسيح حسب بعض الطوائف " أرثوذوكس"وكان التطهير كاملا" حسب طوائف آخرى "كاثوليك").
ولدت مريم العذراء الإله المتجسد بدم صافي نقي طاهر فكان خير ما يقدم كفداء للبشرية.
لذلك تبنى العقيدة النصرانية على الآتي :-
1- الخطيئة الأصلية ( خطيئة أدم ) و مبدأ توارث الخطيئة.
2- الله هو واحد ولكن عبارة عن ثالوث .
3- ألوهية السيد المسيح .
4- تجسد الأله وتحمله ألام الصلب والموت ليخلص ويفدي البشر وقيامته من الأموات.
النصرانية من وجهة النظر الإسلامية.
هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى بني إسرائيل، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح.
انحرف بنو إسرائي و زاغوا عن شريعة موسى عليه السلام وغلبت عليهم النزعات المادية وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى، فمنهم من يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا، حيث لا يوم آخر، ولا جنة ولا نار، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط، . كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل رجاء الحصول على المغفرة، وفشا الاعتقاد بأن رضا الرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران. لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم.
أرسل الله عبده و رسوله عيسى ابن مريم عليه السلام، وكانت أمه البتول مريم ابنة عمران عابدة قانتة لله تعالى، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا، فجاء ميلاده حدثاً عجيباً على هذا النحو ليلقي بذلك درساً على بني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات، وفي ربط الأسباب بالمسببات، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير.
- بُعث عيسى عليه السلام نبيًّا إلى بني إسرائيل وأنزل عليه الإنجيل , كما أيَّده الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله. ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله.
- تآمر اليهود على قتله و أرسلوا الجند وراءه فاختفى عيسى وأصحابه ، إلا أن أحد أصحابه دلَّ جند الرومان على مكانه، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه الصلاة والسلام وصورته عليه، ويقال إنه يهوذا الإسخريوطي وقيل غيره، فنُفِّذ حكم الصلب فيه بدلاً من عيسى عليه الصلاة والسلام حيث نجاه الله ورفعه إليه *.
- إنقسم النصاى بعد السيد المسيح و أختفى إنجيل السيد المسيح وتمت كتابة العديد من الأناجيل .
- ظهرت طوائف تنادي بألوهية السيد المسيح و تعارضت مع من ينادوا بالتوحيد و أقيمت مجامع لتحكم في هذا الأمر فتم إقرار الألوهية للسيد المسيح عام 325 ميلادية و تم إقرار ألوهية الروح القدس عام 381 ميلادية.
- أرسل الله محمد عليه الصلاة و السلام متمما" للرسالات السماوية فيكون بذلك أخر الأنبياء و المرسلين وجعل الإٍسلام آخر الديانات السماوية.
----------------------------------------------------------------------------------
*( الرفع هنا حسب فتوى شيخ الأزهر الصادرة بمجلة الرسالة –السنة العاشرة – العدد( 462) .التي جاء فيها أنه لا توجد أدلة واضحة على أن الرفع تم بالجسد أم بالجسد و الروح أم بالروح فقط أم كان الرفع هو رفع درجة و مقدار عند الله تعالى, وهذا الأختلاف لا يؤثر في إعتقاد المسلمين حيث لا يمس ركنا" من أركان العقيدة الإسلامية , فما أخبرنا به الله وواجب الأعتقاد أن المسيح عليه السلام لم يصلب و لم يقتل و نجاه الله تعالى .)
للمزيد كتاب مسألة صلب المسيح بين الحقيقة و الافتراء ( أحمد ديدات )- ترجمة على الجوهري – دار الفضيلة- ص 196-203. وتفاسير الطبري و القرطبي و البيضاوي و البغوي للآية {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران.
------------------------------------------------------------------
الكتاب المقدس
وجهة النظرالنصرانية
يطلق هذا الاسم على مجموع الأسفار الإلهية التى كتبها أناس الله القديسون مسوقين (موجهين) من الروح القدس المكونة للعهدين القديم والجديد والمؤلفة من 66 سفراً – 39 العهد القديم 27 العهد الجديد،
يرجع تاريخ البدء فى كتابة الكتاب المقدس إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد ، فقد دعا الله موسى ليبدأ فى تدوين أسفاره الخمسة الأولى عام 1512 قبل الميلاد، وأستغرق تدوينه حوالى 1610 سنة، فقد سجلت آخر أسفار العهد الجديد عام 98 ميلادية، ولقد قام بكتابته أشخاص كثيرون لم يعرف منهم سوى 40 شخصا، أولهم نبى الله موسى وآخرهم يوحنا.
لغات الكتاب المقدس
العبرية: وهى لغة العهد القديم، وهى تدعى اللسان اليهودى.
الآرامية: وهى اللغة الشائعة فى الشرق الأوسط إلى أن جاء الأسكندر الأكبر.
اليونانية: لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية فى زمن السيد المسيح عليه السلام.
الترجمـــة
الكتاب المقدس هو أول كتاب ترجم، فقد ترجمت النسخة السبعينية من العبرية إلى اليونانية عام 250 ق.م واستمرت ترجمات الكتاب المقدس منذ ذلك التاريخ.
وهو يتكون من جزئين
العهد القديم و هو ماكتب قبل السيد المسيح و العهد الجديد و هو ما كتب بعد السيد المسيح.
العهد القديم عبارة عن :
1- التوراة ( سفر التكوين - سفر الخروج - سفر التثنية - سفر اللاويين ).
2- الأسفار التاريخية ( يشوع - القضاة - راعوث - صموئيل 1 - صموئيل 2 - ملوك 1 - ملوك 2 - أخبار أيام 1 - أخبار أيام 2 - عزرا - نحميا - أستير ).
3- الأسفار الشعرية ( أيوب - مزامير داود - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد ).
4- أسفار الأنبياء ( إشعياء -أرمياء -مراثي إرمياء -حزقيال -دانيال -هوشع -يوئيل-عاموس -عوبديا -يونان-ميخا -ناحوم -حبقوق - صفنيا -حجي -زكريا -ملاخي).
أما العهد الجديد فيتكون من :
1- الإنجيل ( إنجيل متى - إنجيل مرقس - إنجيل لوقا - إنجيل يوحنا )
2- الأعمال ( أعمال الرسل "الحواريين" )
3- رسائل بولس ( لأهل رومية - لأهل كورنثوس 1- لأهل كورنثوس2 - لأهل غلاطية - لأهل إفسس - لأهل فيليبي - لأهل كوليسي- لأهل تسالونيكي - تيماثوس1- تيماثوس 2 - تيطس- فيليمون- عبرانيين ).
4- رسائل بطرس ( رسالة بطرس 1 - رسالة بطرس 2 ).
5- رسالة يوحنا ويهوذا.
6- سفر الرؤيا ( إعلان يسوع المسيح ) .
----------------------------
الإعتقاد النصراني في الكتاب المقدس هو أنه :
1-- كلمة الله سبحانه و تعالى ولكن كتبت عن طريق آخرين بأساليبهم.
2 -- لم يطرأ عليه أي تحريف او تغيير .
3 – أن كل ما به مقدس من رسائل و رؤية و أسفار و أناشيد.
4-- لا يحتوي على أي أخطاء علمية أو تاريخية.
5-- أن من كتبوا الأناجيل و رسائل الرسل كانوا مملؤين بالروح القدس التي تعينهم على الكتابة لتكون الكتابة من و حي الله تعالى.
--------------------------------------------------
الأسفار القانونية الثانية .
حذفت أحدى الطوائف ( البروتستانت ) بعض أسفار الكتاب المقدس على أساس انها لا تصح أن تكون الله تعالى و لكن يعترض الأرثوذوكس و الكاثوليك ( أغلب النصارى الشرقيين و الأوروبيين التابعين لبابا الأسكندرية و لبابا الفاتيكان ) على ذلك و يستمروا في أعتبار هذه الأسفار من مكونات الكتاب المقدس ووحي من الله تعالى.
ما يلي نص ما جاء في مقدمة الأسفار القانونية . طبعة مكتبة دار المحبة- شبرا-القاهرة-مصر.
" قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا، على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار. والبروتستانت يعتبرون هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي، وهي من وجة نظرهم أسفاراً مدسوسة، وتضم موضوعات غير ذات أهمية وخرافات لا يقبلونها! "
و يذكر الأرثوذوكس و الكاثوليك أسباب حذف البروتستانت لهذه الأسفار فمن ضمن ما قالوا.
" لمذا حذف البروتستانت هذه الأسفار؟
1- يقولون أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م. والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد زمن عزرا الكاهن. "
و يدافع الأرثوذوكس و الكاثوليك عن صحة هذه الأسفار فيذكرون ما نصه :
" وقد سبق أن فندّنا إدعاءاتهم بشأن عدم قانونية الأسفار المحذوفة، نأتى هنا ببعض الكلمات والأحداث التى لا سبيل لإنكارها لنؤكد صدق وصحة هذة الأسفار:." ............ انتهى النقل.
لدواعي الاختصار تم حذف الدراسة ولكن أردت فقط إظهار مدى قدسية و احترام الأرثوذوكس و الكاثوليك للأسفار الثانية حيث إنني سأستشهد من هذه الأسفار في بعض المواضيع التالية.
الأسفار المحذوفة عددها 10 و هي :
1- سفر طوبيا . 2- سفر يهوديت . 3- تتمة ( تكملة ) سفر أستير. 4- سفر الحكمة.
5- سفر يشوع بن سيراخ. 6- سفر نبؤة باروخ. 7- تتمة سفر دانيال. 8- سفر الكابيين الأول.
9- سفر المكابيين الثاني. 10- المزمور 151 .
وجهة النظر الإسلامية.
من متطلبات الإيمان الإسلامي" الإيمان بالكتب السماوية "
و الإيمان بالكتب السماوية عند المسلمين يتضمن أربعة أمور :
الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله .
الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب تفصيلا وجب الإيمان به تفصيلا وهي الكتب التي سماها الله في القرآن وهي ( القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ).
وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا.
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يُبَدل أو يُحَرف من الكتب السابقة .
الرابع : الإيمان بأن الله أنزل القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها كما قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) المائدة/48 ،
قال أهل التفسير : مهيمنا : مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ، ومصدقا لها يعني : يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ، ويحكم عليها بنسخ ـ أي رفع وإزالة ـ أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة .( شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين. بتصرف.)
ولقد ذكر القرآن الكريم أن هذه الكتب تعرضت للتحريف في أكثر من موضع ومن أنواع التحريف الذي تعرض له هو التحريف بالتغيير والإضافة و الكتمان .
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) سورة البقرة
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[ البقرة: 46 ] .
( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ آل عمران : 78 ] .
ونتيجة لأنه تعرض للزيادة و النقص و التبديل يحتوى على كلام الله مختلط مع كلام الأنبياء مع كلام مؤرخين مع كلام كهنةأو ما أضافه النساخ عبر العصور. فلا يمكننا أن نقول أنه محرف بالكامل وذلك لأن فيه آيات تشريع وأخبار ذكرها الإسلام ووافقها.
وعقيدة المسلم في ما ورد بهذه الكتب من أخبار :
1- تصديق ما وجد متوافق مع ما عند المسلم من أخبار , مثل ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى خلق السماوات و الأرض في ستةأيام.
2- تكذيب المخالف لما أخبرنا به الله تعالى و رسوله من أخبار , مثل ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى إستراح في اليوم السابع لقول الله تعالى ما ينفي هذا الادعاء .
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
أو القول أن نوح عليه السلام شرب الخمر وتعرى أو أن سليمان عليه السلام عبد الأوثان أخر حياته فهذا ينافي المكانة و العصمة التي يوليها الإسلام للأنبياء عليهم الصلاة و السلام.
3- السكوت عن ما لم ترد لنا أخبار عنه , فلا نكذبه أو نصدقه مثل قصة يهوديت او أستير وغيرها.
( راجع مقدمة التفسير ابن كثير – ج1 .ص4 طبعة الحلبي.).
وسيتم عرض بعض الإشكالات و الشبهات في الفصل السابع بإذن الله تعالى.
---------------------------------------------------------------
3- الفرق النصرانية و المجامع و تاريخ إنشقاق الكنائس
.
نشأت خلافات كثيرة بعد المسيح عليه السلام بين أتباعه, وكانت الطريقة لحل كل خلاف هو عمل اجتماع يحضره الأساقفة لوضع قانون أو رأي نهائي فيه .
وكانت النتيجة النهائية لكل مجمع هي أما موافقة الجميع على القانون فيصبح أساسيا" في التشريع المسيحي , أو أن يحدث خلاف على القانون فينتج عنه إنشقاق في صفوف الكنيسة .
والمجامع نوعان 1- مجمع مسكوني أي عالمي ( نسبة إلى الأرض المسكونة.)
2- مجمع محلي.
و أول مجمع عقد كان في أورشليم برياسة الأسقف " يعقوب الرسول " للنظر في ختان غير اليهود .
أهم المجامع .
1- مجمع نيقية سنة 325م.
عقد هذا المجمع لخلاف حول ألوهية السيد المسيح فقد نادى البعض بالألوهية و رفضها البعض (آريوس وأتباعة ) , مما دعا الإمبراطور قسطنطين الكبير وهو أول من آمن مِن أباطرة الرومان بالمسيحية وجعلها الدين الرسمي للدولة دعا جميع كنائس المسكونة للاجتماع.
حضر الأجتماع 2048 أب من أباء الكنيسة أيدت الغالبية رأي آريوس ووصل الخلاف إلى المعارك فأصدر الإمبراطور قرارا"بفض الإجتماع . ثم أعيد و لم يحضره إلا 318 عضو وهم الذين أيدوا قرار الألوهية الذي وافق معتقدات الأمبراطور نظرا" لقربه من المعتقد الوثني الروماني .
وأخذ في المجمع القرارات التالية
( أ ) القول بألوهية المسيح و نزوله ليصلب تكفيرا" عن خطيئة البشر.
(ب) الذي يترمل من الكهنة لا يتزوج مرة آخرى .
(ج )3- أختار المجمع الكتب التي لا تتعارض مع القرارات السابقة و قرر تدمير ما عداها من الرسائل و الأناجيل. ( المسيحية د. أحمد شلبي 167 ) .
( د) إصدار قانون الإيمان النيقاوي.
2- مجمع القسطنطينية الأول سنة 381م.
قراراته
( أ ) اعتبار الروح القدس إله.
(ب) إضافة الجزء الخير من قانون الإيمان الذي بدؤه: "نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب . . . الخ.
3- مجمع أفسس الأول سنة 431م
أنكر نسطور ألوهية يسوع المسيح وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله قائلاً: (إن مريم لم تلد إلهاً بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً وما يولد من الروح فهو روح. فالعذراء ولدت إنساناً عبارة عن آلة للاهوت. وذهب إلى أن يسوع المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية).
أصدر المجمع القرارات الثالية
( أ ) المسيح له طبيعة و احدة و مشيئة و احدة.
( ب) أن العذراء ولدت إلها" وتدعى لذلك أم الإله.
( ج ) وضع مقدمة قانون الإيمان الذي بدؤه: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله . . . الخ"
يقول القمص زكريا بطرس في كتابه موجز تاريخ إنشقاق الكنائس عن القضية السابقة " وهذا مضاد لما تعتقد به المسيحية التي تؤمن بأن المسيح أقنوم واحد ذو طبيعة واحدة بعد الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة كما نقول في الاعتراف الأخير في القداس: "الجسد الذي أخذه من سيدتنا ملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم. جعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير"
4- مجمع أفسس الثاني سنة 449م.
رئيس دير في القسطنطينية قال أن جسد المسيح مع كونه جسد إلا أنه ليس مساوياً لجسدنا في الجوهر لأن الطبيعة الإلهية لاشت الطبيعة البشرية وهذا معناه أن اللاهوت اختلط وامتزج بالناسوت.
يقول القمص زكريا بطرس في المصدر السابق.
وهذا ما يضاد الإيمان القويم وهو أن اللاهوت اتحد بالناسوت ولكن بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
وقد عاد رئيس الدير عن مقولته في المجمع السابق.
لا تعترف بهذا المجمع كلا من الكنيسة اليونانية وكنيسة روما.
فلم يقبل بابا روما القرار السابق وتم عقد المجمع التالي مجمع خلقيدونية الذي لاتعترف به الكنيسة الأرثوذوكسية. ( الكنيسة الأرثوذكسية لا تعترف بأي مجمعات بعد مجمع أفسس الثاني 449 م )
مجمع خلقيدونية سنة 451م
أتخذ قرارات أهمها :
( أ )إلغاء قرارات المجمع السابق .
( ب ) إعتبار أن للسيد المسيح طبيعتين و مشيئتين.
وبالطبع لم توافق الكنيسة الأرثوذكسية على هذا و حدث الإنقسام
( الأولى ) الأرثوذوكس ( الكنائس الشرقية) يعتقدوا بطبيعة واحدة و بمشيئة و احدة.
إتحاد اصفات الإلهية مع البشرية بلا أختلاط و لا امتزاج ولا تغيير.
واستمر الأرثوذوكس بلا إنشقاق يذكر.
( الثانية ) الكاثوليك ( المذهب الملكاني ) يعتقدوا بطبيعتين و بمشيئتين.
بعد ذلك حدث إنشقاق داخل الكاثوليك أنفسهم بين كنيسة روما و كنيسة القسطنطينية حول لمن تكون الزعامة ثم حدث خلاف كبير حول إضافة كلمة ابن لقانون الإيمان
الذي ينص على أن الروح القدس منبثق من الآب , أضافت كنيسة روما والأبن.
أي أن الروح القدس منبثق من الآب و الأبن .
استمرت الخلافات حتى عام 1053م عندما أدعى كل منهما أن الكنيسة الآخرى قد هرطقت ( خرجت عن الإيمان ) فأنفصل الكاثوليك إلى :
كنيسة روما و تسمى الكاثوليكية أو اللاتينية أو الغربية أوالملكانية.
و كنيسة القسطنطينية و تسمى الروم أرثوذوكس أو الكنيسة اليونانية أو الأرثوذوكس الخلقيدونية ( الذين يؤمنون بقرارات بمجمع خلقيديونية ) .
أصبحت الفرق الرئيسة ثلاثة :
( الأولى ) أرثوذوكس . للمسيح طبيعة واحدة. الروح القدس من الأب فقط.
( الثانية ) كاثوليك. للمسيح طبيعتين و مشيئتين. و الروح القدس من ألآب و الأبن.
( الثالثة ) الروم أرثوذوكس. للمسيح طبيعتين و مشيئتين. و الروح القدس من الآب فقط.
قبل ذلك كانت قد أنفصلت فئة آخرى عن الكاثوليك تزعمهم يوحنا مارون سنة (667 ) , ذهب إلى مع أن للمسيح طبيعتين فإن له مشيئة واحدة. فأصبحت الفرقة الرابعة . المارونية..
(الرابعة ) المارون. للمسيح طبيعتين و مشيئة واحدة .
مجمع القسطنطينية الثالث 680 ميلادية. ( كاثوليك و الروم أرثوذكس قبل أن ينفصلا)
قرر أن للمسيح طبيعتين و مشيئتين وكفر المذهب الماروني.
تمت مطاردة المارون حتى استقروا في جبال لبنان . ( يسموا المارونيين .) وظلوا مستقلين في مذهبهم , إلى أن قربتهم لها كنيسة روما ( الكاثوليك ) فأعلنوا لها الطاعة عام 1182
مع بقائهم على مذهبهم القائل بالمشيئة الواحدة.
مجمع القسطنطينية الثالث 879 ميلادية. ( خاص بالروم أرثوذوكس )
قرر أن الروح القدس منبثق من الأب فقط مما أدى لإنقسام الفرقة الثانية و الثالثة المذكورين بأعلى (الكاثوليك) و( الروم أرثوذوكس ).
مجمع رومة 1225 ( خاص بالكاثوليك )
تقرر أن الكنيسة البابوية تملك الغفران و تمنحه لمن تشاء.
مجمع رومة 1869 ( خاص بالكاثوليك )
تقرر فيه أن البابا معصوم.
يقول القمص زكريا بطرس في كتابه تاريخ إنشقاق الكنائس.
كنيسة روما وجهت كل مجهوداتها نحو السياسة والسيطرة على الأباطرة وإخضاعهم تحت سلطانها فأدى هذا إلى نزاع شديد بين السلطتين الدينية والسلطة الحاكمة كان نتيجته ضعف البابوية وانحلالها. وساعد على هذا الضعف اعتلاء كرسي البابوية أشخاص ممن لا أخلاق لهم فساءت أحوال كنيسة رومية ودب فيها الفساد.
نتج عن هذا الوضع بعض الحركات الإصلاحية المعارضة كان أبرزها حركة ( مارتن لوثر) في القرن السادس عشر. وهو الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وكون الكنيسة البروتستانتية.
كان أهم إعتراضان عند مارتن لوثر هو
1- الاستحالة
و هي إعتقاد مسيحي أنهم عندما ياكلون الخبز و يشربون الخمر يوم الفصح و هو المسمى عندهم بالعشاء الرباني يستحيل ( يتحول ) الخبز إلى لحم عيسى المسيح ( ربهم ) و تستحيل الخمر إلى دمه فمن أكل ذلك الخبز و شرب تلك الخمر فقد أدخل المسيح ( ربهم ) في جوفه و امتزج به و بتعاليمه.
( متى 26- 27 ولوقا 22 :18 و مرقص 14 : 22 . ( المسيحية د. أحمد شلبي 213 بتصرف )
( لا يزال الكاثوليك و الأرثوذوكس و الروم أرثوذوكس و المارون يعترفون بهذا التقليد و يسمى سر الأفخارستيا و هو من أسرار الكنيسة )
2- صكوك الغفران .
يقول عنها القمص زكريا بطرس في كتابه تاريخ إنشقاق الكنائس.
أصدر البابا ليو العاشر غفراناً شاملاً للعالم أجمع 1517م , ويتمتع بهذا الامتياز كل من يشتري صك الغفران وكان الغرض من هذا العمل هو الحصول على المال اللازم لبناء كنيسة القديس بطرس في روما.
كان لوثر راهباً كاثوليكياً وأستاذاً لعلوم الدين في جامعة ويتنبرج بألمانيا وراعياً لكنيستها. فرأى أن الذين كانوا يعترفون عليه تائبين قد تركوه مقدمين صكوك غفرانهم بديلاً. فأعلن معارضته للبابا وخروجه عن الكنيسة الكاثوليكية.
ثم أعلن فيما بعد أن البابوية ليست ذات مصدر إلهي. وعندما استدعاه البابا إلى روما رفض ذلك. ثم زاد في عناده وانحرف في تعليمه فكان من جراء هذا كله أن حرمه البابا سنة 1526م وأمر بإحراق كل كتاباته فما كان من لوثر إلا أن أحرق (كتاب قانون الكنيسة الكاثوليكية) وأنفعل أتباعه وأحرقوا الرسالة البابوية.
أخذ المذهب الجديد ينتشر و قامت الكثير من الحروب بين أصحاب المذهب الجديد و البابا ( من ضمنها حرب الثلاثين عاما" وبين الكاثوليك و البروتستانت باوروبا بمباركة البابا )
وكان هناك العديد من المذابح مثل مذبحة باريس ( 1572) التي أنقض فيها الكاثوليك بمباركة البابا على البروتستانت الزائرين لأحد الأعياد (عيد " سان بارتلميو " ) وقتلوا منهم الألاف .
انتشر المذهب الجديد هربا" من الضرائب و عبودية الفلاحين و هربا" من سيطرة الكنيسة و البابا على الأفكارو العلم.
يقول القمص بكتاب إنقسام الكنائس ( .باختصار )
وكان نتيجة لهذا أن تأزمت الأحوال وقامت ثورة داخلية في ألمانيا اضطر أن يتدخل فيها لوثر ليهدئ الأمور وعندما فشل في ذلك حرض الأمراء على قتل الثوار في غير هوادة ولا رحمة!!
ونشر مارتن لوثر ثلاثة وسائل لجذب الناس إلى معتقده:
1) نشر كتاب حرض فيه الأمراء على اختلاس أوقاف الأديرة.
2) أراد حاكم "هيش" أن يتزوج بإحدى النساء التي هام بها رغم أن زوجته حية فصرح له لوثر أن يكون له امرأتان معاً وبهذا كسب وده فصرح له بإقامة شعائره الجديدة.
3) ولكي يستميل الكهنة والرهبان (الذين ضاقوا ذرعاً بالرهبنة) جعل نفسه نموذجاً لهم فأفسد بكورية راهبة تدعى "كاثرين" ثم تزوجها وهو الراهب!! .
يذكر الشماس عهدي سالم الخلافات بين الأرثوذوكس و البروتستانت من كتاب اللاهوت المقارن للأنبا شنودة منها.
1- إعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين فى السيد المسيح . مثل الكاثوليك.
2- يؤمنون بانبثاق الروح القدس من الأب والابن مثل الكاثوليك . 3
3- لا يؤمنون بأسرار الكنيسة السبعة.
4- لا يؤمنون بالاعتراف : على يد كاهن ويعترفون على الله مباشرة .
5 - لا يؤمنون بسر الافخارستيا فلا قداسات ولاذبيحة الهيه ولا ايمان بتحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح .
6-حذفوا بعض اسفار من طبعتهم الخاصة للكتاب المقدس ودعوها ابو كريفا .
7 - يؤمنون بالحكم الألفى . ( أي أن المسيح سيعود ليحكم ألف سنة )
8 - لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء .
9 - لايستخدمون رشم الصليب .
انقسم بعد ذلك البروتستانت إلى أقسام و طوائف عديدة
و كان أكثر إعتقادتهم تأثيرا" هو أنه لا يملك أحد تفسير العهد القديم, فتفسيره و قراءته مكفولة للجميع فأصبح العهد القديم ( الذي كان حبيس الأديرة والصوامع قرون عديدة ) المرجع الأعلى لفهم العقيدة النصرانية و بلورتها .
وتسربت الروح العبرية اليهودية إلى الفنون و الآداب و حلت قصص و تفسيرات العهد القديم محل المسرحيات التي كانت تمثل حياة القديسين .
ونتج عن هذا تسرب الأدبيات اليهودية للفكر و العقيدة المسيحية ومنها :
1- اليهود شعب الله المختار.
2- هناك ارتباط و ميثاق إلهي بين اليهود و بين فلسطين منذ عهد الله لأبراهيم حتى قيام الساعة.
3- ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون , أي بإعادة تجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم .
( كيف تطورت العلاقة بين اليهود و النصارى- سليمان الخراشي- باختصار نقلا" عن الأصولية الإنجيلية ص 44-45 )
.
-----------------------------------------------------------
ازدادت الخلافات بين الطوائف الرئيسية مع مرور الوقت فنشأت خلافات آخرى بين الأرثوذوكس و الكاثوليك إضافة إلى الإختلافيين العقائديين .
فيذكر الشماس عهدي سالم الخلافات بين الأرثوذوكس والكاثوليك من كتاب اللاهوت المقارن للأنبا شنودة منها.
1- الخلاف حول طبيعة السيد المسيح Christology
2- الخلاف حول إنبثاق الروح القدس من الأب والإبن Filioque
3-القربان عندهم ( التناول ) من الفطير فقط (ليس فيه خمر)
4- عقيدة الحبل بلادنس (أى أن العذراء نفسها وُلدت من حنة ويواقيم وهى لاتحمل الخطية الأصلية)
5- يرون أن العذراء شريكة فى عمل الفداء
6- يقولون أنه لاتأتى نعمة الى البشر إلا عن طريق العذراء ويسمونها "سيدة المطهر"
7- عصمة العذراء الكاملة من الخطأ.
8- يؤمنون أن الإنسان يمكن أن ينال الغفرانات لعدد من السنين أو الأيام عن طريق تلاوة صلوات معنية أو زيارة أماكن مقدسة معينة بأوامر من بابا الكاثوليك .
9- يؤمنون بزوائد القديسين أى أن بعض القديسين لهم زوائد من الغفرانات يمكن منحها أو توريثها لغيرهم .
10- عصمة البابا.
11- رئاسة بابا روما للكنائس المسيحية فى العالم كله .
12- تبرئة اليهود من دم المسيح ( المجمع الفاتيكانى الثانى سنة 1965 ) .
------------------------------------------------------------------------------------
و الحمد لله رب العالمين.
المفضلات